كانت الصداقة بين السيّدتين وطيدة كالأخوات، لكنّ وجه الماركيزة كامبل المتهلّل كان ينمّ عن فضولٍ حارقٍ بشأن شائعات إديث و الأرشيدوق.
“هيّا نجلس هناك.”
“حسنًا؟ إدي، ألن تنضمّي إلينا؟”
“لا.”
لم تكن إديث راغبةً أبدًا في الانضمام إلى هذا الموقف المحرج.
“سأجلس منفردةً. أريد الصلاة بهدوء.”
“هاها، يبدو أنّ قلب إديث مضطربٌ هذه الأيّام. ومن لن يكون كذلك مع مغازلة رجلٍ وسيمٍ كهذا؟”
“…”
لمَ ظهر الأرشيدوق تحديدًا عندما كانت ماركيزة كامبل موجودة؟ لا شكّ أنّ نصف الشائعات في المجتمع مصدرها فمها.
“إذن، سأذهب.”
توجّهت إديث إلى المقاعد الخلفيّة. لم ترَ إيفريت، وهذا كان أفضل. كان المكان مثاليًا للاختباء والصلاة. كانت تودّ لو تُفرغ ما في قلبها من الحقيقة للجميع، لكن من سيصدّقها؟ سيظنّونها مجنونة، وربّما يتم إرسالها إلى مصحّةٍ عقليّة. قرأت في تقريرٍ صحفيّ عن الضرب والإساءة هناك، فكيف لها أن تعرّض نفسها لذلك؟
عقدت يديها ودفنت وجهها بين ركبتيها. مرّت لحظاتٌ، ثمّ شعرت بحركةٍ إلى جانبها، فجلس أحدهم. من بعيد، كان صوت الأسقف توماس يتردّد. مع خلفيّة موعظته، صلّت إديث في قلبها.
“يا إلهي، أرجوكَ ارفع هذه اللعنة عنّي. إن أمكن، عاقب تلك الجنيّة المزعجة.”
هل صلاتها دنسةٌ جدًا؟ أضافت متردّدةً:
“يكفي رفع اللعنة. سأحضر الصلوات بانتظام، وأعتذر عن إهمالي السابق.”
:هاااه….”
فجأة، سمعت تنهيدةً إلى جانبها. لم ترَ وجه الشخص، لكنّه بدا رجلًا. لا يهمّ من هو، المهمّ هو الصلاة. أخفضت رأسها أكثر.
“إذن، هل يمكنني مقابلة الجنيّة مجدّدًا لأعرف كيف أكسر اللعنة؟”
“…ها.”
قاطعتها تنهيدةٌ أخرى، فكزّت على شفتيها لكنّها هزّت رأسها. يبدو أنّ هذا الرجل يعاني أيضًا. تنهيدته كادت تثقب الأرض. حسنًا، ستصلّي من أجله أيضًا.
“يا إلهي، ارحم الشخص بجانبي، فهو يبدو متعبًا مثلي.”
أزال غطاء رأسها بلطفٍ وهو يهمس. ماذا سمعت؟ ارتعشت شفتاها.
“…ماذا؟”
“معكِ، لا حاجة لشمس الصباح. شعركِ الذهبيّ المتألّق سيُضيئني.”
عبث بشعرها وهو يميل برأسه، محدّقًا بها. كاد قلبها يقفز من صدرها من الصدمة. هذا بسبب اللعنة، بلا شكّ. يوريك غلاسهارت الذي تعرفه لا يقول مثل هذه الكلمات. تلك الجنيّة بحاجةٍ إلى إعادة تعلّم المفردات. هذا ليس لطفًا، بل جنون!
“هل أنتَ بخير؟ استفق!”
“كح!”
توقّفت إديث عن الكلام عندما رنّ سعال الأسقف توماس في الكنيسة.
ليس هذا فقط، بل كان الجميع في الكنيسة ينظرون إليهما بدهشةٍ. لمَ هذه النظرات؟
فجأة، أدركت وضعهما: رجلٌ يميل برأسه نحو وجهها، ممسكًا بشعرها، وهما يبدوان غارقين في عالمٍ خاص. من منظور الآخرين…
ضربت إديث ذراع يوريك بجنون.
“لا تتذمّري، أنا أحاول.”
“ليس هذا، بل…”
“كفى، لا أستطيع التركيز.”
…أصبحا الآن كمن يتبادل القبل في وسط القدّاس! لم تستطع دفعه خوفًا من تمزّق شعرها، فابتلعت دموعها.
“انتهيت.”
رفع يوريك يده مرتاحًا واستدار.
“…لا تَزْنِ.” (بموت خلوهم وقعو في الزنا 🤣🤣🤣)
صاح الأسقف توماس بنظرةٍ حادّة. من بعيد، رأت إديث والدتها تمسك جبهتها وهي تترنّح، بينما كانت ماركيزة كامبل، التي تدعمها، تُحَدِّق بهما بعينين متلألئتين.
“لقد انتهى الأمر.”
تمتم يوريك، مغلقًا عينيه، مدركًا الوضع متأخرًا. أنفاس إديث تقطّعت في الجوّ الثقيل.
“…حقًا، لقد انتهى.”
إلى أين سيصل سوء التفاهم هذا؟
— ترجمة إسراء
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 11"