“في الأصل، حُرِّم مِن الناحيّةِ الدينية طَلاقُ الملوكِ، إذ يعتبرُ طَلاقهم خطيئةً لا تُغتَفرُ لأنهُ يَكسرُ وحدة الأسرةِ التي أنشاها الحاكم لكن ذلك لم يَمنع كُلَ حالاتِ الطلاق.”
مِن حيثِ المبدأ، كانَ الطلاقُ مَحظورًا على الملوكِ، لكن الدوق الأكبر فاسيلي وجدَ ثغرةً في هذا الأمرِ.
فإذا عادت زوجة أحد الملوك إلى دينها، كانت المَحكمةً البابوية في أركيتا تَمنحُها الطلاقَ بِشَكلٍ استثنائي.
أجبر يوري والد نيكولاي البيولوجي، تاتيانا، على مُغادرةِ الدير، وذلك للزواجِ مِن أوكسانا التي كانت عَشيقةً لهُ.
حيثُ قبعت تاتيانا في الحبس الأنفرادي البارد
في الدير حتى وفاتها المُفاجئةِ.
كان من أوائلِ أعمال نيكولاي كدوقٍ أكبر هو سن قانونٍ يحميَّ الدوقات المُطلقاتِ في المُستقبلِ، لمَنعهنّ مِن أن يصبحنّ كبشَ فداءٍ مثل والدته.
ولكن حتى لو كان القانون الديني يَمنعُ الطلاقَ، لم يكن هناك أيَّ ضَمانٍ بأنه لن يكون هناك ملوكٌ آخرونَ مثل والدها سيجدونَ طَرِيقةً للطَلاقِ على أيَّ حالٍ.
“إذا كان الزوج هو المُلام على الطلاق، فإن الدوق سيدفعُ نفقةً لها، وهو مَبلغٌ كَبيرٌ لدرجةِ أن أيَّ دوقٍ
أخر لن يحلم بالطَلاقِ بسبب هذا المَبلغِ، كما ستكونُ الدوقة حُرّةً في الطَلاقِ أيضًا، إذا وافقت على ذلك.”
أدى ذلك إلى عدةِ احتجاجاتٍ مِن الفاتيكان.
لكن نيكولاي أصرَّ على ذلك، وأصبحَ
هذا الأمرُ قانونًا رسميًا.
“وبالإضافةِ إلى ذلك، شَرعَ قانونًا بأن المهر والممتلكات التي جلبها الدوق الأكبر للدوقةِ الكبرى عند الزواج، تنتقلُ إليه في حالةِ الطلاق.”
“تعود إلى الدوق؟ إلا يجبُ أن تعودَ إلى العائلةِ؟”
“إذا تزوجتكَ وحصلتُ على لقبِ دوقةِ سميرنوف، فهذا يعني أن اللقب وجميعَ المُمتلكاتِ ستؤول إليَّ بعد طلاقنا.”
وباعتبارها ابنةً، لا يُمكن لكاتيا
أن تَرِثَ اللقبَ والمُمتلكاتَ.
ولذلك، إذا تزوجت كأبنةِ سميرنوف فإن ألقاب والدها وجميعَ المُمتلكاتِ ستؤول إلى الزوج الذي عينهُ خلفًا له.
أما إذا لم تتزوج هي أو أيَّ أبنةٍ أخرى، فَستنِتقلُ إلى قريبٍ بعيدٍ مَجهولُ الهويةِ.
لذلك كانَ عرضُ نيكولاي بالاحتفاظِ بالمُمتلكاتِ التي قضى والدها حياتهُ في بنائها مُغريًا جدًا لكاتيا.
علاوةً على ذلك، ألن يكونَ مِن الأفضلِ أن تكونَ دوقةً كبرى سابقةً بدلًا مِن أن تعيشَ كامرأةً فسخت خطوبتها بعد أن عاشت مع الوغدِ إيفان؟
مع لقبِ الدوقة الكبرى السابقة، فإن حقيقةَ
أن خطوبتها فُسِخت مِن إيفان سَتُنسى بِسُرعةً.
“إذن ما الذي سَيحصلُ عليهِ الدوق
الأكبر مِن الزواجِ بيَّ؟”
“شَهرُ عَسلٍ مُثيرٍ معكِ؟”
انحنت عينا نيكولاي إلى قوسٍ دائري
مع أبتسامةٍ مُشرقةٍ تُخفي ظُلمتَهُ.
لقد كانَ رجلًا خطيرًا بالفعلِ.
كانَ وسيمًا بِشَكلٍ خطيرٍ، وكُل كلمةً خرجت
من شفتيهِ المُغريتينِ كانت خطيرةً أيضًا.
حتى عيناهُ الصافيتانِ المُتلألئتانِ بِزُرقةِ المُحيطِ، بدتا قاتلتينِ، ولم يكن من السهلِ مَعرفةُ عُمِّقِ هذه الأعينِ كَمحُيطٍ لا نهايةَ لهُ.
استفاقت كاتيا مِن غَفلتِها بعدما كانت مَفتونةً بهذه الأعينِ، ثم تحدثت قائلةً:
“بخلافِ هذا، لن يحصلَ الدوق
على أيَّ شيءٍ مِن هذا الزواج.”
“كيف لن أحصلَ على شيءٍ؟ سأمتلكُ ذكرياتِ شَهرِ العسلِ طوالَ حياتيَّ لأستذكّرها قبلَ أن أموت.”
“…”
“فكّري في الأمر ببطءٍ، سأعطيكِ كُلَ الوقتِ الذي تحتاجينهُ للتفكّير بهذا.”
“ماذا لو لم أقبل هذا العرض؟”
“إذا رفضتِ، سَنظلُ أصدقاءً، إذا كانَ هذا هو ما تريدينهُ، ليس لديكِ ما تخَسرينهُ مِن اتخاذ الدوق الأكبر صديقًا لكِ.”
قالَ نيكولاي بلطفٍ ووضوحٍ أنهُ سيكونُ إلى جانبها.
وعندما غادرا غرفة الأستقبالِ، توقفَ نيكولاي للحظةٍ وأستدارَ قائلًا:
“تيا.”
“ماذا؟”
“يومًا ما، عندما أكونُ بحالٍ أفضلَ مرةً أخرى…”
“…”
“لماذا لا تنادينيَّ نيكي، مثلَ الأمسِ؟”
لم تستطع كاتيا الأجابةِ على الفورِ
ردًّا على مثلِ هذه الكلمات.
“لقد منحنيَّ هذا شعورًا جيدًا جدًا…كُل
هذا فقط عندما تُناديني هكذا.”
وبعدَ قولِ ذلك، غادرَ نيكولاي غُرفةَ الأستقبالِ.
***
زارَ نيكولاي الدوق كُلَ يومٍ بعد ذلك.
ولكن لسببٍ ما، كانَ يذهبُ دومًا لرؤيةِ الدوق
سميرنوف دون أن يرى كاتيا.
غادرت كاتيا غُرفتها لتذهبَ في نُزهةً على الأقدامِ، حينها لمحت كاتيا رجلًا مألوفًا ذا شَعرٍ فضي عندَ أسفلِ الدرج، وسرعانَ ما اختبأت خلفَ الجدارِ على الفور.
هذه المرة كانِ ذاهبًا إلى المَكتبِ.
لقد كانَ هنا في الكثير مِن الأحيانِ لدرجةِ أنهُ بدا قادرًا على العثورِ على المَكتبِ دونَ إرشادِ كبير الخدم.
لم تستطع أن تعرف ما الذي كانَ يناقشهُ مع
والدها هناك، لأن الدوق كانَ مُتمسكًا بالسريةِ.
انتظرت مرورهُ بلهفةً وفجأةً شعرت بِغصةً في معدتيَّ.
‘ليكا!’
بطريقةً ما كانت ليكا قد تسللت من خلال الشقوق وكانت تَركضُ نحو نيكولاي الذي كانَ قد صعد للتو الدرج.
أخرجت كاتيا رأسها ونادت عليها بصَوتٍ مُنخَفضٍ، لكنهُ لم يصل إلى أذنيَّ ليكا المُتحمسةِ.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات