كان الأمر كما لو أن جرسًا قد قُرِع بجانبها، وشعرت بوخز في أذنها.
“قلت أنني أريد الزواج منكِ.”
لا، لماذا هذا حقيقي؟
“لماذا؟”
“لماذا سأتزوجكِ؟ لأنني مُغرم بكِ.”
“لا، أعني متى وقعتَ في حبي؟”
“بالتحديد؟”
“كلما كُنت أكثر تحديداً، كلما كان ذلك أفضل، لأنني لا أستطيع أن أصدق كلامك.”
لم يكُن من المنطقي بَعد كل ما رآه من كاتيا، وبعد كل ما مر به، أن يرغب في الزواج منها.
لو كان من عامة الناس حقًا، كانت ستتفهم كيف أعجب بها لأنها كانت مُختلفة ولأنه لم يرِ النبلاء من قبل.
لكن هوية نيكولاي الحقيقية كانت الدوق الأكبر.
“لقد وقعتُ في حبكِ مرات لا تحصى حتي الآن، ولكن هناك ثلاث لحظات بارزة: المرة الأولى عندما حطمتِ العود علي جمجمة الرجل، والثانية عندما وضعتِ سيفكِ علي عنقي. والمرة الأخيرة عندما صوبتِ البندقية نحو القاتل وهددتيه.”
“ضع الخنجر أرضًا وارفع يديكَ لأعلى إلا إذا كنت تريد أن تُصاب برصاصة في جمجمتك.”
كانت كاتيا مُندهشة من ذوق الدوق الأكبر الغريب، وكافحت لابتلاع الكلمات التي كانت على وشك الخروج من فمها.
كان قد وقع في حبها في مرحلة كان الرجال الآخرون يشعرون فيها بالرعب، ويصفونها بالفتاة المسترجلة والشريرة.
“وبعد كل عدم الاحترام الذي أظهرته للدوق الأكبر؟ وبعد كل المرات التي قلتُ لك فيها أن تغرب عن وجهي وأن ترحل بعيداً.”
“بل على العكس، لقد أعجبتني تلك الكلمات، ففي اللحظة التي قابلتُكِ فيها سلبتِ أنفاسي”.
“حسنًا، هذه مشكلة كبيرة، لقد كدتَ أن تختنق، فلماذا لا تذهب إلى الطبيب بدلًا من هذا؟”
“لقد ذهبتُ إلى الطبيب، وقال أنه لا توجد مشكلة في تنفسي أو قلبي. أنتِ فقط من يمكنكِ أن تشفيني، لأنني مُغرم بكِ.”
بدا جادًا جدًا، ولم تستطع كاتيا التفكير في أي شيء للرد عليه.
ربما كانت هي التي فقدت عقلها؟
“حسناً، ماذا تريدين أن تعرفي أكثر من ذلك؟ بالإضافة إلى ذلك، لديكِ موهبة في التعرف على الخيول المشهورة.”
“خيول؟”
“الخيل الأبيض الذي ركبناه هنا هذا الصباح.”
“خيل أبيض؟ ظننتُ أنه رمادي فاتح”
“بعد أن تم غسله، انكشف لونه الحقيقي، وكان الحصان الذي اخترتيه يسمى “أورلوف تروتر”*
*:أورلوف تروتر هو سلالة خيل تمتاز بوراثتها للخبب السريع وقدرتها على التحمل وامتيازها بالسرعة. يعد أشهر الخيول الروسية. تم تطوير هذه السلالة في روسيا أواخر القرن الثامن عشر بواسطة السير أليكسي أورلوف في مزرعته «كرينوفسكي» بالقرب من مدينة بوبروف. نتجت سلالة أورلوف من تهجين بين فرسات السلالات الأوربية وفحول الخيول العربية.
قيل أن بعض نبلاء الجنوب كانوا يجمعون ضرائب عالية تحت ذرائع مختلفة، ومن أجل دفعها كانوا يسرقون الخيول من المزارع ويبيعونها ويخلطونها مع بعضها البعض.
كانت هذه السلالة لطيفة وهادئة بطبيعتها، ولكن كانت هناك استثناءات.
على عكس الخيول الأخرى، كان الخيل يتمتع بمزاج عنيد ولا يركض إذا لم يرغب في الجري.
كما أنه كان من الصعب إرضاءه في الأكل، وكان يرفض أن يستحم أو يعتني به أي شخص آخر غير مالكيه، مما جعل العناية به تحدياً.
إذا لم يتم إطعام هذا الحصان جيدًا والعناية به بشكل جيد، وكان يُضرب بالسياط قسراً لجر العربات، فإنه سيفقد قدرته على التحمل.
وبسبب مظهره الرث، لم يستطع أحد أن يتعرف عليه.
“لقد تعرفتِ على الحصان الذي لم يتعرف عليه أحد غيركِ”.
نيكولاي، الذي عرف منذ البداية أنه أورلوف تروتر، تفاجأ جدًا عندما اختارت ذلك الحصان، بعد أن قامت بفحص الخيول بعيون النسر.
“لا، لم أكُن أدرك أنه حصان مَشهور، فأنا لا أعرف الكثير عن الخيول”.
“والأكثر إثارة للإعجاب أن هذا الأمر غريزي وليس مكتسباً.”
“…….”
‘هذا الرجل، بغض النظر عما أقوله الآن، فهو لا يتوانى حتى.’
“يبدو أنه معجب بكِ ولا يستمع إلى أي شخص آخر، لذلك أرسلت شخصًا إلى هناك لشراء هذا الحصان. أحضر لي أوراق نقل الملكية وسأعطيكِ إياه كهدية.”
“سأقبل الهدية بامتنان ولكن…….”
كانت الهدية في حد ذاتها لطيفة، حيث أنها جاءت من الدوق الأكبر، وكانت كاتيا مغرمة جدًا بالحصان الذي خدمها جيدًا.
لكنها كانت تعلم أيضًا أنها كانت رشوة من نوع ما.
ليجعلها تقبل عرضه.
“لا توجد امرأة أخرى مثلكِ، على أي حال.”
“إنهنّ نادرات، ولكن إذا بحثتَ بما فيه الكفاية، فهنّ موجودات وقد يكون العثور عليهنّ أسهل مما تظن”.
“قد يكون هناك أشخاص مشابهون، لكن لن يكون هناك أحد في العالم يُشبهكِ تمامًا.”
“آه…….”
“لذلك، أنتِ أيضًا المرأة الوحيدة التي أريد أن أتزوجها.”
ترك هذا الوابل من الاعترافات كاتيا تشعر بالحرج الشديد.
لم يسبق لها أن تودد إليها رجل بصدق من قبل.
كان نيكولاي الرجل المثالي الذي طالما حلمت به كاتيا.
رجل وسيم وقوي ويحترمها.
وحتى عندما ظنت أنه من عامة الشعب، ظنت أن الحاجز الوحيد بينهما هو الطبقة الاجتماعية.
عاد نيكي الذي كانت تظنه من عامة الشعب كرجل من طبقة النبلاء.
“أنا مجنونة لا انا فتاة مُسترجلة ، هل تعتقد أنني أصلح لأكون دوقة؟”
“أنا في المرتبة الثانية في هذا الصدد. رجل مجنون من الشمال وامرأة مجنونة من الجنوب، ثنائي جيد، ألا تعتقدين ذلك؟”
شعرت كاتيا، التي لم تكن تعلم أن نيكولاي كان يعرف لقبها، برغبة في الزحف إلى جحر الفئران من شدة الإحراج.
ومن أجل إخفاء حقيقة أنها “امرأة الجنوب السيئة”، لم تكشف حتى عن اسمها بشكل صحيح، لكن كل جهودها ذهبت سدى.
لا، لم يعد يهم الآن.
ربما كان أمراً جيداً لأنه لا يوجد رجل في هذا العالم يرغب في الزواج من امرأة جنوبية شريرة.
‘لكن ماذا، هل هما ثنائي جيد؟’
” رجلاً مجنوناً مثلي يحتاج إلى شخص جيد مثلكِ ليبقيني تحت السيطرة.”
تذكر نيكولاي فجأة ما حدث بالأمس.
فبمجرد أن رأى كاتيا على الأرض، فقد أعصابه واندفع نحو رجال إيفان وضربهم بسيفه.
هدأ نيكولاي وتوقف عندما لفّت ذراعيها حول خصره محاولةً بإلحاح إيقافه.
لو لم توقفه كاتيا بالأمس، لكان قد قتلهم جميعًا في الحال.
” شخص مجنون مثلي لا يُمكن السيطرة عليه إلا من قبل شخص جيد مثلكِ. أريد أن أكون لطيفًا أمامكِ.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 18"