90
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Don't let your husband know!
- 90 - هل تريد الدخول إلى حوض الاستحمام؟
كان جسد إسكاليون ثقيلًا وهو يستند عليها.
بينما كانت بيلادونا تُدفع تدريجيًا إلى الخلف، اصطدمت مؤخرة رأسها بجدار العربة. عندما لم يعد هناك مكانٌ للذهاب إليه، فتحت بيلادونا فمها.
“لـ… لماذا تفعل هذا؟”
بصوتٍ صغيرٍ للغاية، أمال إسكاليون رأسه قليلاً وابتسم بخفّةٍ وأجاب.
“أخشى أن تهربي مجدّدًا.”
“قـ قلتُ لكَ، أنا لم أهرب!”
“لا أستطيع أن أصدّقكِ الآن.”
أغلقت بيلادونا عينيها بإحكام.
ما الذي تفعله هنا؟ في وضح النهار؟ داخل عربة العودة إلى جريبلاتا؟ ماذا لو رآنا أو سمعنا أحد؟
“بماذا تفكّرين حتى أنكِ أغلقتِ عينيكِ هكذا؟”
“…..!!”
فتحت بيلادونا عينيها فجأة.
لـ لا!
“الأمر ليس كـ …”
ولكن قبل أن تتمكّن من شرح موقفها، انحنى إسكاليون وأغلق فمها بشفتيه. شعرت بيلادونا بأنفاسها تتوقّف وهي تستقبل أنفاسه الحارة. صدح صوتٌ رطبٌ في أذنيها.
شعرت بيلادونا بجسدها يشتعل وهي تمدّ ذراعيها لتلتفّ حول عنقه العريض.
لا يُصدَّق، في مكانٍ كهذا …!
“لنبدأ التحرّك الآن.”
خارج العربة، سُمِع صوت جراهام ينادي من الخارج. اهتزّت العربة وبدأت في التحرّك إلى الأمام، ممّا جعلها تشعر بالاهتزازات في جسدها المستلقي.
أمالت بيلادونا رأسها قليلاً لتستقبل أنفاسه بشكلٍ أعمق. كانت الرغبة المتبادلة بينهما قويّةٌ جدًا، لدرجة أنهما لم يتمكّنا من التوقّف بسهولة.
“…. أوه.”
عندما دخلت العربة في البوابة، ابتعد إسكاليون أخيرًا عن شفتيها. نظرت بيلادونا إليه بعيونٍ غير مركّزة، مستاءةً من التوقّف المفاجئ.
فتح إسكاليون فمه وهو يحدّق في بيلادونا بنظراتٍ حمراء متّقدة.
“كنتُ أتساءل بماذا كنتِ تفكرين، يبدو أننا كنا نفكّر في نفس الشيء.”
“……”
لم تستطع بيلادونا الرد، لذا رمشت بعينيها فقط. أدار إسكاليون عينيه وأطلق ضحكةً خفيفة.
“لن أزعجكِ أكثر. لا بد أنكِ تشعرين بالدوار بسبب البوابة.”
قطبت بيلادونا حاجبيها ودفعته بعيدًا، الذي ما زال يحوم فوقها، لكنه تراجع بسهولةٍ غير متوقّعة، ورفع جزءه العلوي.
“استلقي فقط. يمكنكِ النوم إن أردتِ.”
وكأنني سأتمكّن من النوم!
استندت بيلادونا برأسها إلى المقعد، تحدّق في إسكاليون وهو يبتسم بخبث، قبل أن تحاول الاسترخاء على المقعد المتمايل.
سواء كان ذلك بسبب العربة التي تعبر البوابة، أو بسببه هو الذي كان يحدّق بها بنظراتٍ مركّزة، أو ربما بسبب تيموثي وتينا الذين تركتهم في أستانيا، بدأت تشعر بالدوار حقًا.
أغلقت بيلادونا عينيها، محاولةً إبعاد أفكارها المعقّدة.
***
يا للبرد!
“يا للروعة.”
يا للبرد!!
ارتعشت بيلادونا من البرد وهي تنظر إلى إسكاليون وهو يقفز من العربة بخفّة. كيف يجد هذا الجو رائعًا؟
بمجرّد أن مرّت العربة عبر البوابة ووصلت إلى جريبلاتا، غمرتها برودةٌ لا تُصدَّق. البرد القارس الذي وصل إلى عظامها وخز رأسها.
“فليحضِر أحدكم معطفًا لبيلّا.”
نظر إسكاليون إلى بيلادونا، التي كانت تتطلّع بحذرٍ إلى الخارج ، ثم نادى على أحدهم. لم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى تم إحضار معطفٍ سميكٍ إليه.
“بيلّا، تعالي إلى هنا وارتدي هذا.”
خرجت بيلادونا من العربة بخطواتٍ متردّدة. أمسك إسكاليون بها، وساعدها على ارتداء المعطف. شعرت بالدفء يغمرها بمجرّد أن أدخلت ذراعيها بسرعةٍ في الأكمام.
“لم أكن أعلم أنكِ شخصٌ سريعٌ هكذا.”
قال إسكاليون بمزاحٍ وهو يبتسم، مما جعل بيلادونا تُلقي نظرةً خاطفة عليهً قبل أن تمشي بجانبه نحو قلعة جريبلاتا التي أضحت أمامها.
“سيدتي!”
“سيدتي!! هل عدتِ؟”
“هل كانت رحلتكِ موفقة، سيدتي؟”
عندما دخلت بيلادونا إلى ردهة القلعة، بدأ الخدم يقتربون واحدًا تلو الآخر لتحيّتها. ابتسمت بيلادونا للجميع وهي تشعر بالسعادة لرؤيتهم جميعًا.
مرحبًا! ما زلتُم كما تركتُكم!
“سيدتي~ …!”
في تلك اللحظة، سمعت فجأةً صرخةً طويلةً من بعيد.
عندما التفتت، رأت وولف ينظر إليها بتعبيرٍ مليءٍ بالدهشة. بدا وكأنه متجمّدٌ في مكانه للحظة، لكنه سرعان ما ركض نحوها.
“سيدتي! هل أنتِ حقًا سيدتي؟ هل عدتِ إلى جريبلاتا حقًا؟ هل ستبقين مع سيدنا دائمًا؟ هل هذا يعني أنكِ لن تعودي إلى أستانيا مجددًا؟”
وولف، واحدًا واحدًا …
رمشت بيلادونا عينيها ببطءٍ على وابل الأسئلة التي أمطرها بها وولف.
“وولف، لا تزعج زوجتي، لقد وصلت للتوّ.”
ظهر إسكاليون فجأةً بعدما انتهى من حديثه مع الفرسان، ودفع وولف، الذي كان يثرثر والدموع تنهمر من عينيه، بعيدًا بذراعه القوية بينما كان يلفّ ذراعه حول كتف بيلادونا.
آه! إذا دفعته بهذه القوّة ….
لكن، على الرغم من قوة دفعه، ابتسم وولف بسعادةٍ، غير متألّمٍ أو غاضب.
“أوه، أعتذر، سيدتي! كنتُ سعيدًا جدًا برؤيتكِ مرّةً أخرى وارتكبتُ فظًّا. لقد تأخّر الوقت، لذا اصعدي وارتاحي. هل أطلب من سيندي تحضير ماءٍ ساخنٍ لكِ؟ سأجعلهم يساعدونكِ في الحمام أيضًا.”
“حضِّر الماء الساخن فقط، لا حاجة للمساعدة.”
“حسنًا! إذًا الماء الساخن …
“إلى غرفتي.”
بمجرّد أن سمع وولف إجابة إسكاليون، أضاء وجهه بفرح. كانت عيناه تتلألآن وكأنه يشعر بامتنانٍ عميق، ثم هرع وهو ينادي سيندي.
ابتسمت بيلادونا وهي تراقب وولف يركض بسعادة.
وولف هو الشخص الوحيد في قلعة جريبلاتا الذي يعلم بأن علاقتي مع إسكاليون وصلت إلى حافّة الطلاق. لا عجب أنه سعيدٌ للغاية برؤيتي أعود ….
بالتفكير في ذلك، أشعر ببعض الذنب والامتنان له.
“يمكننا استكمال اللقاء العاطفي غدًا.”
في تلك اللحظة، أحاط إسكاليون خصر بيلادونا وسحبها نحو الدَرَج.
صعدت بيلادونا معه، وهي تشعر وكأنها تُجَرّ جرًّا.
قادها إسكاليون مباشرةً إلى غرفته بطبيعة الحال، وأجلسها على السرير.
دخلت مجموعةٌ من الخادمات اللاتي كنّ يتبعونهم إلى الغرفة وتوجّهوا مباشرةً إلى الحمام لتحضير الماء الساخن. من داخل الحمام، سمعت بيلادونا صوت المياه وهي تتدفّق إلى حوض الاستحمام قطرةً قطرة.
‘سرير إسكاليون ……’
مسحت بيلادونا القماش المألوف للبطانية بيدها وخفضت بصرها. كان قلبها ينبض بشكلٍ لطيف، ربما بسبب رائحته التي تغلغلت في السرير.
‘لقد عدتُ حقًا …….’
أطلقت بيلادونا نَفَسًا ناعمًا. شعرت بالاسترخاء، وكأنها عادت إلى المنزل بعد رحلةٍ طويلةٍ جدًا، وكأنها استرخت وستنام في أيّ لحظة.
“ماذا يفعلون وهم يستغرقون كلّ هذا الوقت؟”
ومع ذلك، بدا إسكاليون، الذي كان يقف هناك منتظرًا خروج الخادمات من الحمام، غير قادرٍ على الاسترخاء. استمرّ في السير جيئةً وذهابًا في الغرفة، وهو يكشكش شعره وكأنه قلق.
بينما كانت تراقبه بلا راحة، شعرت بيلادونا أيضًا بإحساسٍ غريبٍ بالتوتّر يغلي مرّةً أخرى.
بما أنه أخبر وولف أنها لا تحتاج مساعدةً في الاستحمام، بدا الأمر وكأنه سيغسلها نفسه. ثم ماذا بعد ذلك …….
وبينما كانت تفكّر فيما قد يحدث بعد ذلك، تحوّل وجهها بشكلٍ طبيعيٍّ إلى اللون الأحمر.
“الحمام جاهز، سيدي.”
“شكرًا لكم على عملكم الشاق. اخرجوا.”
بينما قال إسكاليون، أحنت الخادمات اللاتي خرجن من الحمام رؤوسهن واصطففن لمغادرة الغرفة. ومن بينهن، غمزت سيندي لبيلادونا قبل مغادرة الغرفة مباشرة.
مـ ما هذا ……!! تحوّل وجه بيلادونا إلى اللون الأحمر بسبب ردّ فعلها الشقيّ.
“بيلّا، اخلعي ملابسكِ.”
عندما غادرت جميع الخادمات، نبس إسكاليون.
بـ بهذه السرعة؟
نظرت إليه بيلادونا، الذي كان يعقد يديه ويخلع قميصه بسرعة. ما- ما الأمر المُلِحّ للغاية حتى أصبحتَ متعجّلاً هكذا …… ؟
بينما كانت بيلادونا تعبث بحاشية ملابسها وتتردّد، اقترب منها إسكاليون بخطوةٍ واحدة.
“أخبرتُكِ أن تخلعيهم بسرعة.”
“سـ سأخلعهم …… “
أكّدت بيلادونا أن الباب مغلقٌ بإحكامٍ وأجابت بصوتٍ خافت.
“أَأُساعِدُك؟”
“لـ لا. أنا ….”
نهضت بيلادونا من مكانها وسحبت فستانها للأسفل. فكّت حزام الخصر وسحبت الفستان للأسفل من كتفيها، وسقط الفستان، الذي فقد رباطه، على الأرض.
خفضت بيلادونا رأسها، التي كانت ترتدي الآن قميصًا قصيرًا ورقيقًا يصل إلى فخذيها، متسائلةً عمّا إذا كان يجب أن تخلعه. وبينما كانت متردّدة، اقترب إسكاليون منها ورفعها.
“……!”
مذعورة، لفّت بيلادونا ذراعيها حول عنقه.
سار إسكاليون بسرعةٍ إلى الحمام دون أن يقول أيّ شيء.
وبينما دخلت الحمام المليء بالدخان، غلّفها الهواء الساخن الرطب.
اقترب إسكاليون من حوض الاستحمام ووضعها بعنايةٍ شديدةٍ في الماء. غمرت بيلادونا نفسها ببطءٍ في الماء، بدءًا من أصابع قدميها.
“أخبريني إذا كان ساخنًا جدًا.”
“إنه مناسبٌ تمامًا.”
“جيد.”
اعتقدت أنه سيتبعها قريبًا، لكن إسكاليون، الذي أطلق ملاحظةً قصيرة، استدار وجلس على أرضية الحمام. نظرت إليه بيلادونا بوجهٍ محتار.
“أنت ….. ألستَ قادمًا؟”
“ستستحمّين.”
“إذن لماذا كنتَ في عجلةٍ من أمرك؟”
“كنتِ تشعرين بالبرد. أنتِ ترتجفين، لذا كان يجب أن أضعكِ في الماء الساخن سريعًا على الأقل.”
أسند رأسه إلى حوض الاستحمام ومدّ ساقيه، وقال.
هذا كلّ شيء …… ؟ بدا أن الترقّب الذي كان يتضخّم في صدرها قد تلاشى.
تمتمت بيلادونا، وهي تخفّف من حدّة انفعالها بطريقةٍ ما، وتمسح الماء الساخن على راحة يدها.
“إذا كنتَ لن تأتي معي، فلماذا لم تدعهم يساعدونني في الاستحمام …… “
“كيف يمكنكِ أن تطلبي من شخصٍ آخر أن يفعل ذلك عندما يبدو جسدكِ هكذا؟”
نظرت بيلادونا إلى فخذيها وصدرها وذراعيها، التي كانت لا تزال مغطاةً بندوبٍ طويلةٍ وكدمات داكنة. أوه، لهذا …….
الآن بعد أن فكّرتُ في الأمر، لم يكن لدى إسكاليون سوى نوايا طيّبة لرعاية صحّتي، لكن يبدو أنني كنتُ الوحيدة التي تتخيّل كلّ أنواع الأشياء البذيئة في رأسها.
عندما أدركت ذلك، شعرت بالحرج المتأخر. احمر وجه بيلادونا وعضّت شفتها السفلية. هل أصبحتُ مجنونة ….! ما الذي كنتِ تفكّرين به بمفردكِ!
كانت سعيدةً لأن إسكاليون أدار رأسه بعيدًا.
“……”
بينما كانت تُحرِّك جسدها قليلاً تحت الماء الساخن، سُمِع صوت الماء المتدفّق بالكامل من الحوض وهو يضرب الأرض.
ابتلعت بيلادونا لعابًا جافًّا وألقت نظرةً على مؤخرة رأس إسكاليون.
“إسكاليون.”
“……”
“إسكاليون.”
“تحدّثي.”
أجاب ببطء. صوته المنخفض، كما لو كان مختلطًا بالتعب، تردّد صداه في الحمام.
جمعت بيلادونا شجاعتها وأمسكت بخفّة بحاشية ملابسه بالقرب من كتفيه.
“هل تريد ….. الدخول إلى حوض الاستحمام؟”
“…….”
“بما أن الماء موجودٌ بالفعل، هل تريد أن نغتسل معًا؟”
على الفور، خفض إسكاليوت رأسه وتأوّه. تمتمت بيلادونا بصوتٍ أصغر.
“الماء دافئٌ جدًا …… “
“أنتِ حقًا ……. هل تفعلين هذا عن قصد، وأنتِ تعلمين أنني أكتم نفسي عنكِ؟”
سرعان ما أطلق إسكاليون تأوّهًا آخر ونهض ببطء. أدار رأسه نحو بيلادونا.
وعندما واجهت وجهه، الذي كان محمرًّا حتى أذنيه، وعينيه الذهبيتين الداكنتين، شعرت وكأن فمها يجفّ.
نظرت بيلادونا إلى إسكاليون، الذي كان يضع يديه على أزرار بنطاله، وهي تشعر بالدوار.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1