نظرت في عيني هاوارد بصمت. عيناه الحمراوان المتقدتان كانت تخبرانني. بأنه يريد أن يكون متصلًا بي.
ترددت قليلًا أمام تلك النظرة، ثم أومأت برأسي. لأنني كنت أشعر مثله تمامًا.
وبعد أن نال موافقتي، ابتسم ابتسامةَ رضا وجذب يدي بخفة نحوه. فانحنى جسدي، الذي كان واقفًا بلا دفاع، نحو السرير بشكلٍ طبيعي.
وإذا بي جالسةً بجانب هاوارد. وما زالت إحدى يدينا متشابكتين. وجانبا جسدينا متلاصقان تمامًا.
‘……أليس هذا قريبًا أكثر من اللازم؟’
توترت حتى تجمد جسدي من الصلابة.
بالطبع، لقد سبق لي أن كنت أقرب من هذا إلى هاوارد مرات كثيرة. و تذكرت أنه قد احتضنني عدة مرات.
لكن في كل مرة، كان هناك سببٌ وجيه لذلك. مثل أن أكون مريضة، أو أنني بعد منتصف الليل ولم أتمكن من ارتداء ملابس تمنع جسدي من الانكشاف للآخرين.
لم يحدث أبدًا أن تصرفنا بدافع الرغبة وحدها كما الآن. لذا قلبي يخفق بهذه القوة……
‘لا، هل حقًا لم يحدث ولو مرة؟’
أشعر أن الناس العاديين لا يصلون إلى هذا الحد.
حين بدأ رأسي سزدحم بمختلف الأفكار، مال هاوارد، الذي كان يحدق بي بصمت. و أسند رأسه إلى كتفي.
رغم أن ذراعه المصابة كانت في الجهة الأخرى، إلا أنني انتفضت وكأنني لمست جرحه.
خفق قلبي بعنف. ويبدو أنه لاحظ ذلك، فتحدث بصوتٍ منخفض،
“ريكا، إن تحركتِ هكذا سأشعر بالدوار.”
“……آسفة. لكنني متوترة جدًا، قـ-قلبي يكاد يقفز من مكانه.”
وعندما أمسكت بصدري، ضحك بخفة.
فاستمعت إلى ضحكته الهادئة والمريحة وحاولت جاهدةً تهدئة نفسي.
رغم أن قلبي لا يزال ينبض بسرعة، إلا أنني لم أعد أشعر أنه سيخترق صدري ويخرج.
وبعد أن هدأت قليلًا، شعرت بالخجل من كل تلك الضجة لمجرد أنه أسند رأسه على كتفي. و حاولت تغيير الأجواء، فأخذت أتحرك بعيني هنا وهناك.
وسرعان ما وقعت عيناي على برج الساعة خارج النافذة. و الساعة كانت قد تجاوزت السادسة بقليل.
“هاوارد، متى سنغادر إلى أوفيلين؟”
“بعد الإفطار، عندما يكون الجميع مستعدين، سننطلق.”
هل من الجيد أن نأخذ كل هذا الوقت بهدوء؟ أنا بنفسي انطلقت مع الفجر ولم أصل إلى أنيما إلا ليلًا.
لكن طبعًا، إن فكرت في أن الجميع كانوا مصابين ومنهكين، فالأفضل أن نأخذ قسطًا من الراحة قبل المغادرة.
لكن ألن يكون الأمر مرهقًا لهاوارد إن فعلنا ذلك؟
صحيحٌ أن حصوله على عقوبة اليوم لا مفر منه، لكن غدًا عليه أن يذهب إلى المعبد، وسيكون الأمر أصعب إن كان متعبًا.
‘الدخول إلى أوفيلين سيأخذ وقتًا طويلًا بسبب التفتيش أيضًا.’
صحيح أن بروتور إيتينتيا قال في السابق أن التفتيش صار أخف في الفترة الأخيرة، لكنني لم أعتقد أبدًا أنه سيكون سهلًا تمامًا. فقد رأيت بعيني كم كان التفتيش صارمًا من قبل.
حتى أنني اضطررت إلى الخروج من طابور التفتيش يومها.
“ألن يكون من الأفضل أن نغادر أبكر قليلًا؟ الرحلة إلى أوفيلين طويلة أصلًا، وفوق ذلك سنُحتجز عند البوابة لفترة، أليس كذلك؟”
آه، ربما سيكون الأمر على ما يرام بما أن هاوارد معنا.
لكن حتى في السابق، لم يتمكن من الدخول إلا بعد أن تحجج بأنه ذاهب لاستجواب أحد الهراطقة.
بينما كنت غارقةً في التفكير، رفع هاوارد رأسه. ثم استدار جزئيًا ناحيتي وسأل،
“ولماذا سنُحتجز عند البوابة؟”
“لأنهم سيفتشون بسبب الهرطقة، أليس كذلك؟”
كان سؤالاً غريب على شخص في مكانته. إنه قائد فرسان الهيكل، وليس أي شخص آخر.
أملت رأسي بتعجب، غير قادرةٍ على فهم سبب سؤاله. عندها فقط، وكأنه أدرك شيئًا، تنهد هاوارد بصوت خافت،
“نسيت أن أخبركِ. لم يعد هناك تفتيشٌ من ذلك النوع بعد الآن، إلا في حال وجود بلاغ خاص يشير إلى وجود شخص يُشتبه بأنه من الهراطقة.”
“نعم؟ لماذا؟”
“لأن رسالة المعبد المتعلق بالنوكس تبيّن أنه كان تفسيرًا خاطئًا. بما أن جلالته تدخل في الأمر فجأة، فقد كان هناك ما يثير الريبة من البداية. يبدو أنه أراد فقط أن يراني أعاني.”
“……ماذا تعني بذلك؟”
سمعت كلامه بوضوح، لكن عقلي لم يستوعب المعلومات المفاجئة.
رسالة المعبد كان تفسيرها خاطئًا؟ هذا يعني……
“نوكس ليس هراطقة.”
أكمل هاوارد عني وهو يضع الخلاصة.
“بما أن القصر الإمبراطوري تدخل في القضية، لم يكن من السهل إعلان الحقيقة مباشرة، لذا تأخروا في إصدار البيان. لكن بما أن الوحي مضى عليه عدة أشهر، فلا بد من تسوية الأمر عند عودتنا.”
نوكس ليس هراطقة.
أنا……لم أكن من الهراطقة.
هل هذا حقيقيٌ فعلًا؟ لا أصدق أن الأمور الجيدة تتوالى بهذا الشكل.
لقد كانت حياتي حتى الآن مليئة بالبؤس. وها أنا الآن، لا أشعر بالفرح فقط لأجلي، بل لأن الجميع سيعرفون الحقيقة كذلك. و لم أعد مضطرةً للعيش بقلق دائم خوفًا من انكشاف هويتي.
وقبل كل شيء.
“ريكا.”
أحببت أن أكون بجانب هاوارد بكل فخر.
حقًا، إلى حد البكاء.
“أليس هناك شيء عليكِ أن تقوليه لي الآن؟”
ابتسم هاوارد وهو ينظر إليّ. فنظرت إلى وجهه بصمت، ثم لم أستطع كبح مشاعري الجياشة فأنزلت نظري.
ثم وضعت شفتي على شفتيه. و شعرت بملمسٍ ناعم يتلامس.
ظللت هادئةً للحظات بينما شفاهي ملامسةٌ لشفتي هاوارد، ثم تراجعت ببطء إلى الخلف. و كانت عيناه الحمراوان تحدقان بي باتساع.
ما إن أنهيت كلامي حتى ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على عينيّ.
ربما بسبب الشعور بالرضا لكوني استطعت أخيرًا التعبير عن مشاعري بوضوح. فقد كنت قلقةً طوال الوقت إن كان من اللائق لشخص مثلي، قد يُعد هراطقة، أن يكون بجانب قائد فرسان الهيكل.
كان قلبي ينبض بنبضات مبهجة.
‘آه، كم هو شعور مريح.’
“هل نذهب لتناول الإفطار الآن؟”
نهضتُ من السرير بخفة. و ربما لأنه تفاجأ كثيرًا من تصرفي المفاجئ، فقد كان هاوارد قد أفلت يدي من دون أن أنتبه، مما سمح لي بالحركة بسهولة.
“في الواقع، عندما عدت في الفجر تناولت بعض الحساء وعدة قطع من الخبز. لذا لا أشعر بالجوع الآن، لكني سأنزل معكَ. عليكَ أن تأكل شيئًا، أليس كذلك؟ لقد نمتَ و كأنه أغمي عليكَ، فلا شك أنكَ لم تأكل شيئًا.”
“….…”
“والآن بعد أن فكرت في الأمر، من يجب أن يتناول شرائح اللحم هو أنتَ، لا أنا. لكم يومٍ وأنتَ تتحمل كل هذا العناء؟”
بدأت أسترجع بهدوء ما مر به هاوارد.
ذهب إلى القصر الإمبراطوري ليأخذ التذكرة، ثم داهمت الوحوش أوفيلين، فتولى القضاء عليها كلها.
وبعد أن أنهى كل الأعمال هناك، طار فورًا إلى أنيما لينقذني. ثم ذهب إلى مكان يبعد عدة ساعات ليأخذ تذكرة أخرى، ثم عاد مجددًا إلى أنيما، ثم تلقى طلب دعم فتم استدعاؤه هناك ليؤدي مهمةً جديدة.
وقد قام بكل هذا وهو يعاني من عقوبة.
……لا، لحظة. هذا ليس وقت الجلوس براحة هكذا.
‘ألن ينهار هذا الرجل؟’
ربما لم يكن نائمًا في غرفتي، بل كان قد فقد وعيه فعلًا من التعب.
كلما فكرت بالأمر، بدا وكأنه مرّ بجدول أعمالٍ وحشي.
لو لم يكن مضطرًا للعودة بسرعة إلى أوفيلين، لكنت طلبت منه البقاء في أنيما لبضعة أيام ليرتاح فقط.
“لا يمكن ترك الأمر هكذا. لننزل بسرعة لتملأ معدتكَ!”
مددت يدي بسرعة إلى مقبض الباب. وكان ذلك عندما فتحت الباب وهممت بالخروج.
طَق-
الباب الذي كان يُفتح، أُغلق من جديد. و كان هاوارد يقف خلفي دون أن أشعر.
حاصرني بين ذراعيه ووضع يده على الباب، ثم همس بصوتٍ منخفض عند أذني،
“أنا أيضًا لا أحتاج ذلك.”
“……ماذا؟”
استدرت لأفهم قصده، لكنه كان قد اقترب مني أكثر، رغم أن المسافة بيننا كانت ضئيلة أصلًا.
“الفطور……لا حاجة لي به.”
“ماذا تقصـ……”
لكن كلماتي التالية اختفت تمامًا. فقد ابتلعها هاوارد بقبلته المفاجئة.
______________________
هي عطته وحده وجا يسوي مداهمه😭
والفطور؟ والرجعة؟
بعدين لحظه ريكا ليه ماعلمته انها نوكس؟ بس احسن لأنه يوجع اذا درا انها بتختفي من ذا العالم 😔
ههههههعهعهعهعهعهعهعهعهههه خل نعتبر ذي اول بوسه الي قدام ذاك الامير الورع ماتحتسب
ياناس اشتقت لهمممم
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 89"