“كان كل من واعدهم القائد حتى الآن يتمتعون بجوٍ ناضج. و كانوا جميعًا هادئين وأنيقين!”
“ماذا؟ هل كان للقائد حبيبةٌ قبل الآنسة إيفريت؟”
كان ذلك بالضبط السؤال الذي أردت طرحه.
بالطبع لم أظن أن هاوارد لم يواعد أحدًا طوال حياته، لكنني أيضًا لم أتصور أنه واعد فعلًا أحدًا.
لم يخطر ببالي أبدًا أن أربط بين كلمة “امرأة” و”هاوارد”.
كان يبدو وكأنه لا يرغب أصلًا في الدخول في علاقة مع أحد.
لكن أن تكون له حبيبة من قبل؟ بل وحتى عدة حبيبات؟
‘ألم يكن يكره المواعدة أصلًا، بل فقط شعر بالملل منها فلم يعد يرغب بها؟’
ربما لذلك اختارني أنا، النقيض التام من مثاله المثالي، لأكون حبيبته المزيفة.
بصراحة، أن يكون رجل محبوب مثله لم يواعد أحدًا من قبل، كان ليكون الأمر الأغرب.
نعم، هذا طبيعيٌ جدًا في الواقع.
…..لكن، هناك شعورٌ غريب بدأ يتسلل إليّ. و لسببٍ ما، شعرت بقلبي مضطربًا.
‘هل لأنني اكتشفت أن هاوارد تشيلستون لم يكن تمامًا كما كنت أتصوره؟’
عضضت شفتي دون أن أشعر. وفي تلك الأثناء، استمر حديث الفرسان المتدربين.
“يبدو أنكَ لم تكن تعلم، وهذا طبيعي. أنا نفسي لم أكن أعرف لولا أنني سمعت ذلك في حفلةٍ من قبل. يبدو أنه كان يواعدهن بهدوء بعيدًا عن أعين الناس.”
“حتى وإن كان الأمر كذلك، هل من المعقول ألا يعرف أحدٌ بذلك؟”
“إنه شخصٌ مشهور جدًا، فلا بد أنه كان حذرًا للغاية.”
رفع أحد الفرسان كتفيه بلا مبالاة. ثم سرعان ما ألقى نظرة حوله وتابع،
“لكن، ألا تلاحظون أن القائد تأخر كثيرًا في الحضور؟”
“كنت سأقول ذلك للتو. هل حدث له شيء اليوم…..هاه؟ ما هذا؟”
بدأ الرجل الذي كان يلتفت حوله أيضًا يسير باتجاه الطاولة.
ماذا كان فوق الطاولة يا ترى؟
وأنا أفكر بذلك، سرعان ما تذكرت الورقة التي تركها لي هاوارد. يبدو أنهم عثروا عليها للتو.
“هاه! أعتقد أنه ذهب للتدريب الجماعي الآن! مكتوبٌ ذلك في الورقة الموضوعة على الطاولة.”
“ماذا؟ حقًا؟ لا عجب أنني لم أرَ أي من الفرسان المقدسين في طريقي إلى هنا. يبدو أنهم جميعًا في ساحة التدريب.”
“يبدو ذلك. لا أعرف متى بدأوا التدريب، لكن يقال أنه سيستغرق ساعتين. بالمناسبة، كيف علم القائد بأننا سنأتي وترك لنا ورقة؟”
“إنه القائد، لا بد أنه شعر بشيءٍ ما.”
“حقًا؟ على كل حال، لن نتمكن من تحيته اليوم إذًا؟ إن انتظرنا حتى ينتهي، فسنتأخر عن تدريبنا.”
“سنحييه في وقتٍ لاحق عندما نكون أكثر تفرغًا، لا بأس.”
أنهى الفرسان المتدربون حديثهم واستداروا للمغادرة.
ثم سُمِع صوت الباب يُغلق.
فأخرجت جسدي ببطء من تحت المكتب مع هذا الصوت.
الآن بعد أن اختفى المزعجون، حان وقت متابعة البحث عن المعلومات.
“…..نعم، هذا هو المهم الآن.”
حتى لو عرفت سرًا من أسراره اليوم، فلن يتغير شيء. عليّ أن أبدأ في البحث عن المستندات بسرعة!
تحركت بنشاطٍ وأنا أستند على عكازي، متجاهلةً الاضطراب المستمر في قلبي.
***
عاد هاوارد بعد ساعتين بالضبط كما هو مكتوب في الورقة. و خلال هذا الوقت، كنت أبحث بجد عن معلومات حول النوكس.
كنت أتنقل هنا وهناك وكأنني لا أستطيع منع نفسي من الحركة، حتى فكرت في أنني قد أفقد قدمَي بسبب ذلك.
لكن النتيجة بعد كل هذا الجهد كانت…..
‘لا شيء.’
كان الأمر مروعًا بحد ذاته.
بالطبع، كان الوقت الذي أمضيته في البحث ضئيلًا مقارنةً بحجم الوثائق الموجودة في المكتب، لذا ربما لم أتمكن من العثور على شيء. ومع ذلك، كان الأمر مفاجئًا.
كيف يمكن ألا أجد شيئًا على الإطلاق؟
وكأن النوكس ليس قضيةً تستحق الاهتمام.
‘على الرغم من أنني سمعت شيئًا مشابهًا من قبل.’
“لو لم تكوني برفقة الدوق، كنت سأجدكِ عنكِ منذ فترة. بوابة أوفيلين خاضعة للتفتيش من قبل فرسان الهيكل، لذلك تدور المعلومات حولهم. على ما يبدو، لكن التفتيش أصبح أقل صرامة مؤخرًا، لا أعرف لماذا.”
كان ذلك ما قاله بروتور بالأمس.
بالطبع، هو شخصٌ غير موثوق، لكنه لم يكن في وضع يتطلب الكذب. بدا أنه ليس من نوع الأشخاص الذين سيقولون أكاذيب سيتم اكتشافها بسرعة.
من الواضح أن الحذر من النوكس قد تراجع قليلًا.
هل يمكن اعتبار ذلك إشارةً إيجابية على أن النوكس قد برئ من تهم الهرطقة؟ أم أن الأمر يتعلق بكون النوكس ليس تهديدًا كبيرًا، لذا تم إعادة نشر الفرسان في أماكن أخرى؟
لا يمكنني الجزم لأن الأمر لم يُعلن رسميًا بعد.
‘هل أسأل هاوارد؟’
لكنني سرعان ما هززت رأسي.
ماذا لو كان الجواب الثاني؟ ماذا لو اكتشفوا سر النوكس بسبب سؤالي؟
‘ذلك سيكون أسوأ شيء على الإطلاق.’
وبذلك، لم أتمكن من سؤال هاوارد أو البحث عن معلوماتٍ إضافية حتى حلول الليل، وعدت إلى قصر الدوق.
ربما كان هاوارد قد أخبرهم مسبقًا، لأن الطبيب كان في انتظاري هناك. و كانت نتيجة الفحص كما سمعت في المعبد.
يُحتمل أن يكون صداعًا ناتجًا عن التوتر.
‘كنت قلقةً لأنني شعرت بالألم مرة أخرى اليوم، ولكن لحسن الحظ.’
بالطبع، كان هناك شكٌ لأن الألم كان شديدًا جدًا، ولكن بما أن الكثير من الأمور حدثت في اليومين الماضيين عندما كنت بعيدةً عن القصر، لم أكن أملك الطاقة للتفكير في ذلك.
…..أولًا وقبل كل شيء، يجب أن أنام.
بينما كنت أصعد الدرج مستندةً على عكازي للتوجه إلى غرفتي، ناداني هاوارد من خلفي.
“ريكا.”
“ماذا؟”
“كيف ستتمكنين من الصعود بمفردكِ بتلك الساق؟”
اقترب مني هاوارد بسرعة.
“تعالي، سأساعدكِ.”
مد ذراعيه الطويلتين نحوي.
كان يقصد أن يحملني ويأخذني إلى الأعلى. و بدلاً من أن أرتمي بحضنه فورًا، فتحت عيني نصفها ورفعت نظري إليه.
…..منذ متى أصبح هذا التصرف طبيعيًا إلى هذا الحد؟
وبسبب الكلام الذي سمعته اليوم، بدأت ألاحظ أشياء كنت أعتبرها عادية في السابق، وأصبحت تثير انتباهي قليلًا.
‘نعم، ربما لأنه معتادٌ على هذه التصرفات.’
لكن أن يكون لطيفًا مع الجميع، أليس ذلك غريبًا بعض الشيء؟
ربما لأنني أنا، لم أعتقد أن هناك سوء فهم. لو كنتُ شخصٌ آخر، لربما ظننتُ أنه معجبٌ بي.
“ماذا هناك؟”
عندما توقفت عن التحرك، مال هاوارد برأسه.
كنت أفكر في تقديم نصيحةٍ له، لكن بمجرد أن رأيت وجهه، تراجعت عن الفكرة.
ماذا سأقول له؟ على أي حال، هو مذنب من البداية، حتى من مظهره.
“لا شيء. فقط أشعر ببعض التعب.”
تعثرت في خطواتي ووضعت ذراعي حول عنق هاوارد.
“للحظة، دعني أستعير قليلاً من راحتكَ. أنا متعبةٌ جدًا اليوم.”
“حسنًا، دعينا نصعد بسرعة ونأخذ قسطًا من الراحة.”
قال ذلك وهو يحملني برفق، صاعدًا السلالم.
بينما كان يحملني على هذا النحو، بدأ يتحدث فجأةً كما لو أنه تذكر شيئًا.
“آه، صحيح. ريكا، هل سيكفيكِ يوم غدٍ للراحة؟ فما رأيكِ في اليوم الذي يليه؟”
“يكفيني، لماذا؟”
“أريد أن أستدعي الصائغ. وهناك شخصٌ سمع عن إصابتكُ في الكاحل ويرغب في زيارتكِ.”
“زيارة؟”
أذهلني الموضوع غير المتوقع، فاتّسعت عيني.
“من هو؟”
ابتسم هاوارد بابتسامةً خفيفة،
“إنه…”
***
بعد يومين، في فترة ما بعد الظهر بعد الغداء. وصل ضيفٌ إلى قصر الدوق بينما كان هاوارد غائبًا.
“آنسة إيفريت!”
كان فريدريك.
ابتسمتُ بسعادة وأنا استقبلته في غرفة الاستقبال.
“أهلاً بكَ، سموك.”
في البداية، كنت مترددةً بعض الشيء عندما سمعت أن فريدريك سيزورني. و كنت غير مرتاحةٍ بسبب الأشخاص الذين كانوا يحيطون به سابقًا.
لكن في النهاية، قبلت الزيارة لأنني تذكرت وجه فريدريك وهو ينظر إليّ.
كيف يمكنني رفضه بينما هو قلق عليّ لدرجة أنه يأتي لزيارتي في وقت غياب هاوارد؟
‘إذا جاء هؤلاء الأشخاص مرة أخرى، قال هاوارد أنني يجب أن أتجاهلهم، لذلك لا بأس.’
على أي حال، هم لم يؤذوني بشكل حقيقي من قبل. وحتى لو كان لديهم نية لإيذائي هذه المرة، لا داعي للقلق.
هاوارد قد رتب لوجود عدد أكبر من الخدم حولي تحت ذريعة مساعدتي بسبب إصابتي في الكاحل.
اليوم، يمكنني فقط قضاء وقتٍ مريح مع فريدريك، وبعد رحيله، سأفكر في إصلاح سوار يدي.
دون أن أقول شيئًا، صافحت فريدريك الذي كان يظهر قلقه بسبب إصابتي في الكاحل، ثم قضينا وقتًا ممتعًا معًا.
فريدريك كان قد أحضر العديد من الألعاب التي يمكنني القيام بها دون الحاجة للتحرك. و لقد أحضر الكثير لدرجة أنه عندما بدأنا في تجربة بعضها، مر الوقت بسرعةٍ كبيرة.
وبينما كنت أستعيد ذهني، اكتشفت أنه حان الوقت لفريدريك أن يعود.
نظرت إلى فريدريك وهو على وشك مغادرة قصر الدوق وسألته،
“هل أنتَ متأكد من أنه لا بأس أن تذهب دون أن تلتقي بالدوق؟ إذا انتظرتَ قليلاً، سيعود قريبًا.”
“كنت أرغب في ذلك، لكن اليوم هناك شخص سيأتي لأخذي!”
شخصٌ سيأتي لأخذه؟ كان كل من جاء مع فريدريك لا يزال هنا.
وفيما كنت أتساءل، سُمِعَ طرقٌ على باب غرفة الاستقبال.
“آنسة.”
كان صوتًا يُعلن عن وصول ضيفٍ جديد. الذي لم أكن أرغب في حضوره أبدًا.
“الكونت إتينتيا جاء لزيارتكِ.”
_____________________
الله ياخذه النشبه وش يبي؟
الفصل قصير بس حلو شكل ريكا حست بغيره يوم درت عن حبيبات هاوارد هاهاعا اهاهاهاها
لحظه! بروتور جا وهاوارد مب في القصر✋🏻✊🏻✋🏻✊🏻✋🏻✊🏻
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 49"