غرفة واحدة.
غرفة واحدة.
غرفة واحدة.
.
.
.
كلمات هاوارد التي تفوه بها ترددت في أذني كصدى.
نسيت حتى أن أتحكم في تعابير وجهي وسألت بذهول.
“غرفةٌ واحدة؟ كيف حدث ذلك..…؟”
“في الحقيقة..…”
تردد هاوارد ولم يتمكن من الرد فورًا. و بدت عليه علامات الحرج.
كان يتجنب النظر في عيني، وكأنه يشعر بالذنب رغم إحساسه بالخجل. ثم حرّك شفتيه قليلًا بعد مرور بعض الوقت و واصل الحديث، وإن كان حديثه غير مترابط.
“ذاك…..بسبب الكونت إيتينتيا، هكذا حدث الأمر..…”
“آه..…”
تنهدت بصوتٍ خافت.
صحيح، ألم يقل بروتوار أننا لا نبدو كعاشقين لأنني كنت أنام في غرفةٍ منفصلة عن هاوارد؟ من المحتمل أنه قال له نفس الشيء.
في مثل هذا الوضع، أفضل طريقةٍ لعدم كشف حقيقة كوننا حبيبين مزيفين كانت أن نتشارك الغرفة نفسها. فالمكان ليس عاديًا، بل قصر الكونت إيتينتيا، لذا الحذر واجب.
…..نعم، لا بد أن هذا هو السبب، أليس كذلك؟
‘بالتأكيد هذا هو السبب. لا تفكري بأشياء غريبة مجددًا.’
وإلا سيحدث كما حدث قبل قليل.
لو أسأتُ الفهم مرة أخرى هذه المرة، فسأبدو منحرفةً حقًا.
هززت رأسي بقوة لأستعيد وعيي، ثم تنحنحت لأصفّي حلقي.
‘اخرجي من رأسي أيتها الأفكار الفاسدة.’
“ذلك الرجل…..أقصد، الكونت إيتينتيا، قد يساوره الشك بشأن علاقتنا، ولهذا سننام في غرفةٍ واحدة، أليس كذلك؟”
“نـ-نعم.”
تنحنح هاوارد بصوتٍ خافت مثلي تمامًا.
رغم أن مظهره بدا مريبًا نوعًا ما، قررت ألا أشك أكثر من ذلك. فلا داعي لأن أضع نفسي في موقفٍ محرج كما حدث منذ قليل.
في النهاية، السبب في مشاركتي الغرفة مع هاوارد الآن لم يكن مهمًا. بل المهم هو كيف سأجتاز هذه الليلة من دون أي مشاكل.
سرير هذه الغرفة كان واسعًا بما يكفي لئلا أسقط منه حتى لو تدحرجت، لكنه في النهاية سريرٌ واحد. ولا توجد غرفة متصلة به أيضًا.
ربما لاحظ هاوارد قلقي، فتكلم أولاً،
“لا تقلقي. سأنام على الأريكة.”
“ماذا؟ لا يمكن! كيف لكَ أن تنام هناك يا هاوارد؟”
أشرتُ بعيني نحو الأريكة الموجودة أسفل السرير. ولم أكن مخطئةً، فبمجرد النظر يتضح أن الأريكة في هذه الغرفة صغيرةٌ جدًا على أن ينام عليها هاوارد.
حتى لو حاول أن يطوي جسده لأقصى حد، فلن يتسع له المكان.
نظرت إلى الأريكة ثم إلى هاوارد بالتناوب، ثم تحركت من مكاني.
لا، هذا لا يصح.
“سأنام أنا على الأريكة، فحقًا لن يصح هذا الوضع.”
“توقفِ، ريكا.”
أوقفني هاوارد عندما حاولت النهوض من السرير. و كانت عيناه تحدقان بكاحلي.
“لستُ شخصًا عديم الضمير إلى حد سرقة السرير من مريضة.”
“إنها مجرد إصابةٍ في الكاحل، لا شيء خطير. ثم إنني صغيرة البنية على عكسكَ، لذا لن أجد صعوبةً في النوم على الأريكة. و على كل حال، عندما كنتُ أقيم في النُزل، كان السرير بنفس هذا الحجـ-”
“ريكا.”
قاطعني هاوارد بلهجةٍ حازمة. ولم أكن أجهل ما تعنيه تلك الطريقة في مناداتي.
إن واصلت الكلام، سيغضب. فلطالما كانت تظهر على وجهه تلك النظرة كلما تحدثت وكأنني لا أعير اهتمامًا لجسدي.
“لكن..…”
لم أستطع الإيماء برأسي أو الموافقة، وبقيتُ مترددةً في مكاني.
ربما شعر بترددي، فراح هاوارد ينقر لسانه بخفة، ثم سرعان ما وضع يديه خلف ركبتيّ وخصري، ورفعني فجأةً بين ذراعيه.
“مـ-ما الذي تفعله فجأة..…؟”
بسبب رفعه المفاجئ لي في الهواء، ارتعبت بشدةٍ دون أن أدري، فأحطت عنقه بكلتا ذراعيّ تلقائيًا.
وكأنّه كان ينتظر هذه اللحظة، ففك يده التي كانت تسند خصري بسرعة، وجذب الغطاء نحوه.
ثم أنزلني بلطف في المكان الذي كشف عنه الغطاء.
غطّاني بالبطانية بعناية فوق جسدي، ثم تراجع خطوةً إلى الوراء.
عندما استعدت وعيي، وجدت نفسي مستلقيةً على السرير ومغطاةً باللحاف.
كان كل شيء قد حدث بسرعةٍ خاطفة حتى أن الكلمات لم تخرج من فمي.
و بينما بقيت عاجزةً عن الرد، أومأ هاوارد برضا وملامحه تبدو مرتاحة.
“إذاً، تصبحين على خيرٍ يا ريكا.”
ألقى تحية الليل بنبرةٍ لطيفة، ثم استدار متجهًا نحو الأريكة. وسرعان ما سُمِع صوتٌ خافت لقماش يتجعد، و يبدو أنه استلقى هناك بالفعل.
لا يمكن…..هل ينوي فعلًا أن ينام هكذا؟
رفعت رأسي قليلًا، لألقي نظرةً على الأريكة، بينما ما مشوشة.
وكما توقعت، هاوارد كان ممددًا هناك.
كان يضم كتفيه بقوة، ونصف ساقيه على الأقل خارج حدود الأريكة، ولو اعتبرنا ذلك نومًا طبيعيًا، طبعًا.
ها قد حصل ما كنت أتوقعه تمامًا.
‘كم طولكَ لتنام هناك أصلًا!’
“هاوارد.”
رفعتُ جزئي العلوي من السرير وناديته. لكن هاوارد لم يجب. و كان قد استدار بالفعل، فلم يظهر لي سوى ظهره العريض والصلب.
“هاوارد. انظر إليّ قليلاً.”
“…….”
“هاوارد!”
بل بدأت أسمع صوت أنفاسه المنتظمة وكأنه نائمٌ فعلًا. و لولا ما حدث قبل قليل، لكنت ظننت أنه نام حقًا من شدة إتقانه للتمثيل.
‘لكن، يا هذا، أتظن أنني سهلةٌ إلى هذا الحد؟’
“هاه، الجو حارٌ جدًا. ربما يجب أن أنام على الأرض.”
“….…”
“آه، صحيح. أحتاج إلى شرب بعض الماء. أين هو الماء؟ألا يوجد هنا؟ همم، سأخرج وأطلب قليلًا من الماء من الخارج، لا خيار آخر بما أن هاوارد نائم.”
تمتمت بالكلمات كما لو كنت أحدث نفسي، وأنا أجلس على حافة السرير. وبمجرد أن هممت بالنهوض تمامًا…..
“…..إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة في هذا الوقت؟”
استسلم هاوارد أخيرًا، وتكلم بصوتٍ منخفض. و عندما التفتُ، رأيته وقد استدار ناحيتي بالفعل، يتنهّد بصوتٍ خافت وكأن الوضع يحرجه.
كما توقعت. هذا ما يفعله هاوارد تمامًا.
“أخيرًا نظرت إليّ.”
“كنتِ على وشك الخروج فعلًا من الغرفة.”
“لو بقيتَ تتجاهلني، لكنتُ خرجت بالفعل.”
“…..ريكا.”
ناداني هاوارد بصوت امتزج بالتنهيد. ثم نهض ببطء وجلس على الأريكة.
“أنا حقًا بخير. هي ليلةٌ واحدة فقط. ثم حتى لو واصلتِ الحديث بهذا الشكل، فلن أسمح بأن تكوني أنتِ من ينام على الأريكة.”
كان في عينيه الحمراوين بريقٌ حازم. و كأنه مستعد لفعل أي شيء كي يجعلني أنام على السرير.
لكن الأمر كان نفسه بالنسبة لي. فأنا أيضًا لا أريد أن أتركه ينام في مكانٍ بارد ومزعج بلا غطاء، خاصةً وأن التدفئة لم تُشغل منذ وقتٍ طويل، والجو لا يزال باردًا.
ألم يكن هو من عانى كثيرًا بسببي طوال هذا الوقت؟
ترددت للحظة، ثم،
“كل ما تريده هو أن أنام على السرير، صحيح؟”
“صحيح.”
“إذاً، فلننم سويًا.”
“ماذا؟”
اتسعت عينا هاوارد بدهشة، وكأنني قلت شيئًا لا يُصدق. فأعدت فتح فمي وأكدت كلامي.
“لننام على السرير معًا.”
بالطبع، لم أنسَ أن أضيف بسرعة،
“حقًا! فقط! للنوم! لا شيء غير النوم!”
كنت قد تصرفت بناءً على سوء فهمٍ من جانبي من قبل، لذلك قد يسيء هاوارد تفسير الأمر بطريقةٍ غير صحيحة الآن أيضاً.
“أنا فقط قلقة. الآن مع قدوم الليل، الجو أصبح باردًا جدًا، وأنتَ بلا غطاءٍ على الأريكة. أما الأريكة، فهي صغيرةٌ جدًا لدرجة أنني لا أستطيع حتى التحدث عنها.”
“لكن ريكا، هذا..…”
“هل أنتَ قلقٌ من أنني قد ألمسكَ؟ إذا كان هذا هو السبب، فلا داعي للقلق! بالطبع أنا لا أفكر في ذلك أبدًا! سأكون حريصةً على النوم بأدبٍ وبأقل قدر من الإزعاج!”
قلت ذلك بعزم.
بالطبع، كان الأمر كذلك. فأفكاري هي المشكلة، وليس هاوارد، فهو بالتأكيد ليس من هذا النوع.
وكان من السهل أن أتأكد من ذلك بناءً على ما رأيته من هاوارد في لعبة <عالم الفانتازيا> وكذلك من خلال ما شاهدته في شخصيته حتى الآن.
سأثبت أدبه!
“لا، هذه ليست المشكلة..…”
رفع هاوارد يده ومسح وجهه.
كانت شفتاه تفتحان كما لو كان يريد الاعتراض ثم تغلقان مرة أخرى، لكنه في النهاية لم ينطق بكلمة.
و لم أكن لأضيع تلك الفرصة، فتمتمت وكأنني أريد أن يسمعني،
“حسنًا، إذا لم يكن هناك خيارٌ آخر، فلا بأس. بما أنني لا أستطيع أن أراك نائمًا على الأريكة بتلك الطريقة المزعجة، سأنام أنا على الأرض.”
ولم أتمكن من إكمال جملتي قبل أن أسمع تنهدًا عميقًا، ثم شعرت بوزن على السرير بجانبي مما جعله يغرق قليلًا.
كان واضحًا أنه قد اقترب مني، فأبديت ابتسامةً راضية.
‘كما توقعت. هاها.’
كان هذا انتصاري.
____________________
عنادها يفوز✨
وصفها لشكله وهو يتعفط على الكنبه يضحك😭
الظاهر ريكا ما انقذت هاوارد الا انقذت الكنبة
بعدين وين ذاك العذر؟ يمكن واحد من رجال بروتور يراقبونكم ارقدوا سوا 😘
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 41"