بدأ التحقيق بعد سماعي عن رسالة المعبد بوقتٍ قصير، لكنها طالت أكثر مما توقعت.
بالنظر إلى خطورة الحادث، كان ذلك أمرًا طبيعيًا. فلم يعد بالإمكان اعتباره مجرد حادثة اختطاف بسيطة.
فالخاطف هو ملك الشياطين بروتور إيتينتيا، ويضاف إلى ذلك تورّط الإمبراطور مايكوس دو لوكولين.
و لم يكن من المبالغة القول إن ما حدث كان زلزالًا هزّ أساسات إمبراطورية فيدوس.
فمنذ الكارثة التي وقعت قبل عشر سنوات حين اقتحم بروتور قصر الدوق تشيلستون وذبح الجميع ما عدا هاوارد، لم يحدث شيء بهذا الحجم.
لهذا السبب، شارك عددٌ كبير من الفرسان المقدّسين والكهنة في التحقيق. وقد أُبلغت سابقًا أن هاوارد استُبعد من التحقيق حفاظًا على موضوعيته.
كان الجميع يطرح عليّ من الأسئلة ما لا يُعد ولا يُحصى، حتى أنني في النهاية لم أعد أذكر ما الذي سُئلت عنه. و ربما كان ذلك لأنني كنت متوترة للغاية.
“لننهي التحقيق لهذا اليوم.”
عندما انتهى التحقيق، كان الظلام قد خيّم على النافذة. ولم يكن يتبقى على منتصف الليل سوى أقل من ساعة.
خرجت من غرفة التحقيق بخطواتٍ ثقيلة بينما أسمع من يودّعني بعبارة “شكرًا لتعاونكِ”.
و ربما كان الضغط أكبر مما ظننت، إذ لم يتبقَ في جسدي أي طاقة.
……أنا مرهقةٌ حقًا حتى الموت.
‘ومع ذلك، من الجيد أن الأمر انتهى بهذا الحد فقط.’
فلو لم أكن أتلقى التحقيق كضحية اختطاف، ولو حتى تم الاشتباه بي كهرطقية. ولو طلبوا مني نزع ملابسي للتأكد من عدم وجود رموز على جسدي……
فمجرد تخيل الأمر كان مرعبًا.
لم أرد الاستمرار في تخيل الأمر، فهززت رأسي بقوة ونظرت حولي. كنت أبحث عن هاوارد الذي قال أنه سينتظرني في الخارج حتى ينتهي التحقيق.
لكن رغم أنني حدّقت في كل الاتجاهات، لم أره في أي مكان. و بدلًا منه، كان فيليب هو من اندفع نحوي وهو يلهث.
‘ما الأمر؟’
نظرت إليه بوجه مليء بالريبة، فأخذ نفسًا عميقًا وكأنه كان يتوقع مني هذا، ثم تحدث مباشرة.
“القائد ابتعد قليلًا عن المكان.”
“هل حدث شيءٌ ما؟”
“في الواقع…….”
توقف فيليب عن الكلام لوهلة وتردد قليلًا. لم يبدو أنه مترددٌ بشأن إخباره لي، بل بدا وكأنه يتحسس من من حوله.
ألقى نظرةً حذرة على الكهنة والفرسان المقدّسين الذين بدؤوا يلتفتون نحونا، ثم اقترب مني واقتادني إلى زاوية بعيدة.
وبينما كنت أتبع فيليب، بدأ القلق يتسلل ببطء إلى أعماق قلبي. ليس فقط بسبب ملامحه التي أوحت بأنه سيقول شيئًا خطيرًا، بل الأهم من ذلك، بسبب هاوارد.
فهو الآن يعلم كل شيء عن وضعي، ولن يبتعد عني لأي سبب بسيط. وكما توقعت، جاءت الكلمات الصادمة.
“الأمر هو أن جلالة الإمبراطور قد اختفى.”
“……ماذا؟”
“كان الفرسان المقدّسون يحرسون القصر الإمبراطوري بدعوى حمايته من ملك الشياطين بروتور إيتينتيا، ولكن في لحظةٍ ما، اختفى دون أثر. لقد مضت الآن ساعاتٌ على البحث المستمر عنه……لكن دون جدوى. ولهذا السبب، ذهب القائد إلى القصر الإمبراطوري قبل قليل.”
انقبض جبيني دون أن أشعر. لأن ما حدث لم يكن منطقيًا على الإطلاق.
ماركوس لا يمكن أن يجهل أن الأنظار كلها مسلطةٌ عليه الآن، فكيف له أن يختفي وسط هذا الوضع الخطير؟
لماذا بحق؟
‘لا بد أن هناك سببًا جوهريًا يجبره على ذلك…….’
توقفت عن التفكير لوهلة. فبعد التأمل، لم يكن هناك الكثير من الأماكن التي يمكن أن يذهب إليها ماركوس دو لوكولين في الوقت الحالي.
شخصٌ ليس من الموالين للإمبراطور والخاضعين للتحقيق داخل المعبد، وفي الوقت نفسه شخصٌ يذهب الإمبراطور بنفسه للقائه رغم أنه سيثير حوله الشبهات.
‘……بروتور.’
نعم، بروتور إيتينتيا. من المرجّح أن ماركوس ذهب لمقابلته.
لكن إلى أين؟
‘بروتور من المفترض أن قوته قد ضعفت مؤقتًا بسببي، لذا لا بد أنه يحتاج إلى مكانٍ مناسب ليستعيد قواه.’
وقصر الكونت إيتينتيا سيكون تحت المراقبة الآن، وكذلك جميع عائلات الموالين للإمبراطور……فهل يوجد ربما مخبأٌ سري لا يعرفه إلا هؤلاء الموالون؟
‘مخبأ.’
حين وصلت أفكاري إلى تلك الكلمة، خطَر ببالي مكانٌ معين تلقائيًا.
لا أستطيع أن أجزم، وكان من المفترض أن أشك بالأمر، لكن لسببٍ غريب، شعرت أن بروتور لا بد أن يكون هناك.
رغم أنني لم أكن أرغب في الاعتراف بذلك، إلا أنني قضيت معه وقتًا طويلًا بما يكفي لأفهم بعض الأمور تلقائيًا.
“هل يعني هذا أنكم لم تعثروا على أي أثرٍ لجلالته؟”
“آه، ليس تمامًا. لقد تأكدنا من أنه غادر عبر البوابة الجنوبية للقصر الإمبراطوري. لكن بعد ذلك، كثرت الاحتمالات لدرجة أننا لم نستطع تحديد وجهته.”
الجنوب، إذاً.
كان الاتجاه ذاته الذي خطر في بالي. المكان الذي كنت أعيش فيه سابقًا مع بروتور.
فذاك المنزل كان في الجبل الواقع جنوب القصر الإمبراطوري.
ترددت قليلًا ثم فتحت فمي بحذر.
“في الحقيقة، لدي مكانٌ محتمل في ذهني.”
***
بعد ذلك، سارت الأمور بسرعةٍ مذهلة.
فور أن أخبرته، أسرع فيليب بإحضار خريطة، وعلّمت له على الموقع، ثم جمع الفرسان المقدّسين القريبين وأصدر أمرًا بالبحث في تلك المنطقة.
كنت قلقةً من أن يشك أحدٌ في معرفتي بمخبأ بروتور، لكن لحسن الحظ، صدّق الجميع عندما قلت أنني كنت أتظاهر بفقدان الوعي أثناء اختطافي وسمعت بعض الأحاديث هنا وهناك.
لقد كان ذلك نجاةً حقيقية. لولا أن منتصف الليل بات يقترب بسرعة.
‘ما العمل الآن؟’
بهذه الحال، سينتهي بي الأمر مفضوحةً أمام الجميع.
كانت الفكرة مرعبةً لدرجة أنني فكرت بالعودة وحدي إلى قصر الدوق، لكن من ناحية الأمان، كان من الأفضل أن أبقى هنا وأنتظر قدوم هاوارد.
فلا أحد يعلم ما الذي قد يحدث إن تحركت بمفردي.
وحتى إن تمكنت من العودة إلى قصر الدوق وحدي، فستظل هناك مشكلة. فبسبب ضيق الوقت المتبقي، كان من الواضح أن منتصف الليل سيحين وأنا لا أزال في عربة النقل قبل الوصول.
ما دمت سأواجه هذا الموقف المحرج أينما كنت، فالأفضل أن أكون على الأقل في مكان آمن.
تنهدت ونظرت إلى فيليب الذي كان يبدو مشغولًا. وحين شعر بنظرتي، التفت ناحيتي، فتلاقت أعيننا، وأطلق صوتًا صغيرًا وكأنه تذكّر شيئًا.
“آه، صحيح. نسيت أمرًا مهمًا.”
ترك الحديث مع أحد الفرسان المقدّسين وهرع نحوي بسرعة، ثم اصطحبني إلى مكان ما. وفي النهاية، وصلنا إلى أمام مكتب هاوارد.
“في الحقيقة……القائد قال أنه إن لم يكن قد عاد قبل منتصف الليل، فأن أرافق الآنسة إلى مكتبه. وإن كان الفستان مزعجًا، بإمكانها أن تستبدله بثوب كاهنة موضوعٌ بالداخل.”
“آه…….”
“ربما فقدت الإحساس بالوقت من شدة الانشغال. أعتذر بشدة. كان يجب أن أُحضركِ إلى هنا من قبل…….”
“لا، لا! لا بأس!”
لوّحت بيدي بسرعة نافية. ولم تكن مجرد مجاملة، بل كنت أعني ذلك حقًا.
فقط معرفتي بأن هاوارد، حتى وسط تلك الظروف الطارئة، لم ينسَ أن يراعي أمري، كانت كافيةً لتمنحني شعورًا بالطمأنينة.
وعندما رأى فيليب ردة فعلي، انحنى برأسه قليلًا كتعبير عن الشكر. ثم تحدث مع الفرسان الواقفين عند الباب، وبعد أن تأكد من عدم وجود مشكلة، فتح الباب.
وحين أدخلني إلى المكتب،
“القائد طلب مني أن أبلغكِ أنه آسف لترككِ وحدك، وأنه سيعود قريبًا.”
بمجرد سماعي لتلك الكلمات، عادت السكينة إلى قلبي. فابتسمت بلطف وأومأت برأسي.
“نعم، شكرًا لكَ.”
وبعد أن تأكد فيليب من أنني بخير، أغلق الباب ببطء. وما إن أُغلق الباب، حتى سارعت بالتحرك لأبحث عن ثوب الكاهنة الذي أعدّه هاوارد لي.
دون أن أسمع ما كان يدور من حديثٍ خلف الباب.
“نائب القائد! هناك كارثة! الآنسة آفلز، التي كانت تنتظر دورها للتحقيق، قد اختفت!”
____________________
رايع جايبين ذي بعد 😂
المهم هاوارد حنية حاضرة وهو لا يجننننننن 🫂
ريكا اشوا باقعد هنا يخوف لو جا بروتور ياخذها مره ثانيه
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 126"