“ريتشي، هل أنتِ مهتمّة؟ ربّما هناك من كبار السّنّ يعرفون التّفاصيل، هل نطلب منهم أن يشرحوا لنا؟”
قالت إينا بلطف. رفضتُ بهدوء:
“لا، لا بأس. لسبب ما، أشعر أنّ معرفة المزيد قد لا يكون جيّدًا.”
إذا استدعينا شخصًا كبيرًا يعرف التفاصيل، قد يصبح الأمر محرجًا للجميع.
كان واضحًا من تجنّب أقاربي ذكر ذلك أنّ الجميع يراه أمرًا مضحكًا. ربّما أخفوه خوفًا من أن أنزعج… كان ذلك نوعًا من التّعاطف.
حتّى والدي لم يخبرني بهذا قطّ، لكن يبدو أنّه كان يعلم أنّه أصبح مادة للسّخرية هنا منذ زمن.
بل إنّ رفضه الدّائم للمجيء إلى لابيري قد يكون بسبب هذا الحدث!
وأن يتّفق جميع أهل لابيري على أنّ والدي أحبّ أمّي بجنون دون أدنى شكّ…
‘غريب، كأنّ كلّ القطع تتجمّع معًا.’
على أيّ حال، بسبب تلك السّابقة، لم يعتبر أحد مشاركة إريان أمرًا مهمًا. لكن مهارات والدي وإريان الرياضيّة كالسماء والأرض، فشعرتُ بقلق عابر.
انتهى الحديث تدريجيًا، وسألت إحدى صديقات إينا، التي احمرّ وجهها من كثرة الكوكتيلات:
“إينا، لماذا لا تشربين؟ كنتِ دائمًا تختارين المشروبات القويّة.”
“فقط… لا أشتهيها اليوم.”
“لماذا؟ تخافين ألّا يفوز باردين؟”
سألت صديقتها بمرح. فتحتُ عينيّ بدهشة، فشرحت لي بلطف:
“سرّ، لكن باردين حبيب إينا. أصغر منها بستّ سنوات، وتقدّم لها حالما بلغ العشرين.”
“أوه، حقًا!”
قصص الحبّ دائمًا ممتعة، فأضفتُ تعليقًا بحماس.
احمرّت خدّا إينا، وتمتمت بخجل:
“…والداي ما زالا يعارضان، لذا من الصعب التفاخر بذلك…”
يبدو أنّ لها ظروفها الخاصّة.
“لكن ليس لدى باردين والدان، فلا أحد في مكانة متساوية لإقناع والديّ.”
“مهلاً، لكنّهما سيوافقان اليوم بالتأكيد.”
غمزت صديقتها وهي ترفع كوكتيلها:
“هل سيرفضان صهرًا فاز بسباق السّباحة؟”
في لحظات قصيرة قبل السباق، علمتُ الكثير عن إينا وحبيبها. كان باردين عند العوامة الخامسة، المرشّح الأوّل للفوز الذي يتحدّث عنه الجميع.
كانت تخفي علاقتها بباردين حتّى اليوم، لأنّ الجميع توقّع فوزه.
يقال إنّه منذ صغره، تدرّب على السّباحة بجدّ ليتزوّج إينا، وهو عاشق مخلص.
“حتّى والد إينا كان بطلًا سابقًا. إذا فاز باردين اليوم، سيقبلانه بالتأكيد.”
“لكن لماذا ترتدين ملابس غير جميلة؟ قد تصعدين المنصّة! بجسمكِ الرائع، لماذا اخترتِ شيئًا كالخيش؟”
“يجب أن تبدوا أمام والديكِ ثنائيًا متناسقًا!”
تجمّعت صديقاتها يعلّقن واحدة تلو الأخرى.
حتّى الآن، كان والدا إينا يعارضان زواجهما لصغر سنّ باردين. لكن في لابيري، اختيار بطل السّباحة صهرًا شرف وفخر كبير. لذا كان أمل الثنائي أن يفوز باردين اليوم ليُقنع والديها.
أدركتُ حينها لماذا دعتنا إينا أنا وإريان. وجود دوق ودوقة سيريوس لحظة تكريم باردين لإينا سيضيف معنى كبيرًا لهما.
بل إنّ الكوخ الأرجوانيّ الذي تجمّعت فيه إينا وصديقاتها كان الأقرب للبحر.
لكن دون علمي بذلك، أصرّ إريان على الفوز ليصنع لي ذكرى جميلة كزوجة تعيش حياة زوجيّة سعيدة.
شعرتُ بالقلق، لكنّني ذكّرتُ نفسي أنّ إريان لم يسبح منذ زمن:
‘مهما كان متميّزًا في الرياضة ويتدرّب يوميًا، لا يمكن أن يفوز في سباق سباحة، أليس كذلك؟’
كبتّ قلقي المتصاعد وقُلتُ بلطف:
“كانت هذه القصّة. أتمنّى أن تنجح.”
“شكرًا. أنا متلهّفة حقًا.”
أمسكت إينا يدي وابتسمت.
عندما أمسكتني، شعرتُ بقوّتها دون قصد، فدهشتُ قليلاً وربّتتُ على يدها:
‘لديها ما يجعلها متلهّفة.’
في تلك اللحظة، دوّى الصافرة بقوّة، وبدأ السباق.
وبعد قليل…
بدأ وجه إينا، بل وحتّى وجهي، يشحبان.
“ما هذا! لماذا هو بهذا المهارة!”
لم أتوقّع ذلك، لكن إريان كان يسبح ببراعة.
كنتُ أعلم أنّه جيّد إلى حدّ ما، لكن ليس بهذا المستوى. كان متميّزًا لدرجة أنّه ينافس باردين بين كلّ المشاركين.
في البداية، تقدّم باردين، لكن من اللفّة الرابعة، بدأ إريان يلحق به بفارق ضئيل، وفي الخامسة تجاوزه تمامًا.
عند بداية السباق، كان الكوخ يضجّ بتوقّعات فوز باردين، لكن ساد الصمت فجأة.
“لا!”
بل بدا أنّ تحمّل باردين أضعف من إريان، فتباطأ تدريجيًا. لو توقّعتُ هذا، لما سمحتُ له بالمشاركة، لكنّني وقعتُ في حيرة.
ذكرياتنا مهمّة، لكن ليس على حساب زواج الآخرين!
وعلاوة على ذلك… إينا الآن…
في صمت الكوخ، بدأ الحديث يتجدّد ببطء:
“دوق سيريوس… ي، يسبح ب، براعة مذهلة؟”
“آه… أول مرّة أرى شخصًا من البرّ يسبح بهذا الشكل…”
كان الفارق بين باردين وإريان وباقي المشاركين كبيرًا لدرجة أنّهم لم يكونوا يستحقّون المشاهدة.
نظرت الفتيات في الكوخ إلينا بفضول وحيرة، متبادلات النظرات بيني وبين إينا. وجوهنا لم تكن جيّدة على الإطلاق.
في اللفّة السابعة، اتّخذتُ قرارًا: لا يجب أن يفوز إريان هنا.
“إينا.”
نظرتُ إليها وهي شاحبة، وقُلتُ بحزم:
“لا تقلقي. باردين سيفوز.”
“لكن…”
كان البحر بعيدًا والسباق في أوجه. نظرت إينا إليّ بتعجّب، كأنّها تقول “كيف؟”.
“لا أعد بشيء لا أستطيع فعله. لا داعي للقلق.”
ابتسمتُ بثقة وقُلتُ:
“سأستعير الجرس لحظة. عندما أرنّه، يأتي النادل، صحيح؟”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 180"