على مدى اليومين الماضيين، لم أكف عن الوقوع في مواقف غير متوقعة. تمنيت لو هطلت الأمطار وأُلغي التفقد، لكن للأسف، كانت السماء صافية ومشرقة بشكل يبعث على السرور.
كنت أحمل مظلة لتظليل الملكة من أشعة الشمس وأقف بجانبها.
أما إيما، التي فازت بشرف مرافقة الملكة بخطاب رائع، كانت تسير خلفها بهدوء، تبدو أكثر أناقة من المعتاد، وربما حتى مكياجها كان أثقل من الصباح.
تساءلت داخلي عن السبب الذي يدفعها إلى هذا التصرف المبالغ فيه.
بسبب تأجيل تجهيز الفستان، بدأت التدريبات بالفعل عندما وصلنا.
كانت التدريبات تُجرى في ساحة التدريب المجاورة للجناح الغربي من القصر، حيث تجمع العديد من المشاهدين لمتابعة أعضاء فرسان النجم الأزرق.
وكانت هناك العديد من السيدات الشابات في أزيائهن الفاخرة، ربما من بينهن أولئك اللواتي نشرن شائعات عن حبيبة أخي.
وسط الحشد، كان الجميع يصرخون أحيانًا مع كل حركة مذهلة للفرسان، وكأنهم في حفل راقص نهاري.
ولكن بفضل هيبة الملكة، كانوا يتفرقون فورًا لإفساح الطريق لها.
لاحظ قائد الفرسان كينيث وجودنا، فاقترب منّا.
دون وعي، بحثت بنظري عن إيان.
لكنني لم أجد أي أثر لإيان، نائب القائد، بل كان بالقرب من كينيث رجل ذو شعر فضي لا أعرفه.
كان شعره القصير المقصوص بعناية، وعيناه الزرقاوان الحادتان، وشفاهه الرفيعة تجعل منه رجلاً وسيمًا للغاية.
قام بجمع الفرسان في صفوف منظمة ووقف خلف كينيث، حيث كان من المفترض أن يكون إيان.
رغم أن مظهره بدا مألوفًا بعض الشيء، إلا أن خيبة أملي لغياب إيان كانت واضحة.
في تلك اللحظة، دفعتني إيما وتقدمت للأمام.
فهمت حينها أن تصرفاتها سببها هذا الرجل.
إيما لم تكن مخطوبة بعد، وكانت تستغل هذه الفرص للبحث عن زوج أثناء فترة تدريبها كسيدة شرف.
كان هناك العديد من الفتيات في وضع مشابه لها، معظمهن بنات عائلات نبيلة ذات موارد محدودة مثلي.
قال كينيث بانحناءة محترمة وهو يتحدث إلى الملكة:
“جلالة الملكة، نشكركم على تشريفنا بزيارتك لساحة التدريب.”
رغم طبيعته المرحة، أظهر كينيث احترامًا كبيرًا أمام الملكة.
ثم انحنى وقبّل أطراف أصابعها، قبل أن يرفع صوته ليأمر:
“أمام جلالة الملكة! الكل، تحية!”
انطلق أعضاء فرسان النجم الأزرق في حركة متزامنة لتحية الملكة.
رأيت يوليوس بين الحضور، فشعرت بالسعادة.
لكن رغم ذلك، لم يكن هناك أي أثر لإيان، وهو أمر غريب.
عادة ما تكون التدريبات بحضور الجميع باستثناء من في إجازة أو في مهمة خاصة.
بدأت أشعر بالقلق من أن يكون مريضًا. لكن الملكة، بابتسامة مرحة، قالت:
“حسنًا، سمعت الكثير من الشائعات، لكنك تبدو مختلفًا تمامًا الآن، إيان.”
حدقت من حولي بذهول. أين إيان؟
ضحك كينيث بصوت عالٍ وقال:
“جلالة الملكة دائمًا على علم بكل شيء. إيان، تعال إلى الأمام لتحية الملكة.”
تقدم ذلك الرجل الوسيم إلى الأمام، وقام بحركة أنيقة بتقبيل يد الملكة.
الآن تأكدت من صوته العميق، إنه إيان بالفعل.
سقطت مظلتي من يدي دون وعي.
“أعتذر! أنا آسفة جدًا!”
تعثرت وأنا ألتقط المظلة، وكنت في حالة من الفوضى الذهنية.
ضحك كينيث بخبث وقال:
“حتى السيدة الحديدية ساندرا تفاجأت، على ما يبدو.”
نظرت إلى إيان، وجهه الجديد الخالي من اللحية، وشعره الفضي المقصوص، وعيناه الزرقاوان الصافيتان. شعرت بغرابة وكأنني أتعرف على شخص جديد تمامًا.
“هل أنتُ بخير؟”
مد إيان يده نحوي، لكنني دفعتها بعيدًا دون قصد. لم أعرف لماذا تصرفت هكذا.
“ساندرا! كيف تفعلين ذلك؟ السيد إيان كان فقط يحاول مساعدتك!”
شعرت بالخجل ولم أتمكن من تقديم أي تبرير.
أمرت الملكة باستئناف التدريب، ولم أتمكن بعدها من الاعتذار لإيان أو التحدث معه طوال اليوم.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات