05. بمفردنا
لفترة، لم ينطق إيان بأي كلمة.
تابعت السير خلفه في صمت، أشعر بشيء من الحرج.
بسبب طوله وضخامته، بدا أنني مختبئة خلفه، مما جعل الناس الذين مررنا بهم يتفاجؤون برؤيتي.
لم يتحدث إيان على طول الطريق، ولكن بينما كنا نسير في الممر المطل على الفناء، توقف فجأة.
خشيت أن أرتطم بظهره، فتوقفت بدوري. ثم نطق:
“توماس…”
للحظة، ظننت أنه سيتحدث عن أمر مهم، لكنه أكمل:
“يعجب بالنساء الأكبر سناً. انتبهي.”
احتجت إلى لحظات لاستيعاب ما قاله.
كان يعني أن الفارس توماس يفضل النساء الأكبر سناً، وأنني قد أكون ضمن نطاق اهتمامه.
شعرت بصدمة حقيقية.
رغم إدراكي أنني قد تجاوزت سن الزواج المناسب، إلا أن سماع مثل هذا الكلام من الشخص الذي أحبه كان مؤلماً للغاية.
“إذن، ما تقصده هو أنك هرعت فقط لحماية توماس من سيدة متقدمة في السن مثلي، أليس كذلك؟”
استخلصت هذه النتيجة من كلامه، ولم أتمكن من إخفاء خيبة أملي.
ما جعل الأمر أسوأ هو أنني جئت اليوم بشجاعة لمواجهته، فقط لأسمع كلاماً قاسياً كهذا.
“لا! ليس هذا ما قصدته!”
استدار إيان فجأة، وصوته كان مضطرباً بشكل واضح.
رغم أن وجهه كان صعب القراءة بسبب لحيته الكثيفة وشعره الطويل، إلا أنني شعرت بارتباكه.
“أنا لا أعتبرك كبيرة في السن، ولكن من وجهة نظره، قد تبدين كذلك. هذا كل ما قصدته.”
حاول تصحيح كلامه، ولكن تأثيره كان ضئيلاً.
رغم أنني فهمت أنه لم يقصد الإساءة، إلا أن شعوري لم يتحسن كثيراً.
“فهمت.”
لم أستطع إخفاء نبرة البرودة في صوتي.
كنت أشعر بخيبة أمل عميقة.
عندما غادرت م متحمسة لرؤية إيان، لم أكن أتوقع أن تسير الأمور بهذا الشكل.
“سأغادر الآن. يمكنني العودة بمفردي.”
قررت مغادرة المكان، فقد شعرت أن الأمور ستزداد سوءاً إذا بقيت.
لكن إيان وقف في طريقي، مما أثار دهشتي.
“لدي سؤال.”
رغم أن ملامحه لم تكن واضحة، إلا أن صوته كان جاداً للغاية.
شعرت أنه لا يمكنني تجاهله، لذا انتظرت سماع ما سيقوله.
“هذا الصباح، كنتِ مع يوليوس، صحيح؟ لماذا فعلتما ذلك؟”
صدمت حين أدركت أنه عرف أنني الشخص نفسه الذي كان برفقة يوليوس.
إيان، كنائب قائد فرسان النجمة الزرقاء، يعرف بالتأكيد عائلات الفرسان تحت قيادته.
بالنسبة له، كان من الطبيعي أن يستغرب تصرفنا كأننا عاشقان.
“أرجوك، لا تخبر أحداً!”
صرخت من دون تفكير.
إذا كُشف أن “حبيبة يوليوس” ليست سوى شقيقته الكبرى، فستنهار كل الجهود التي بذلناها لترويج هذه الكذبة.
“أعتذر عن إثارة الفوضى حول الفرسان، وأعدك بألا أقترب من هنا مجدداً. لذا، أرجوك، لا تعاقب يوليوس.”
كان طلبي جريئاً، ولكن بالنسبة لي، يوليوس هو أخي العزيز.
رغم أن خطته لاستخدامي كعذر كانت مريعة، إلا أنني أردت دعمه إذا كان ذلك سيسمح له بالتركيز على حياته كفارس.
“هل يعني لك يوليوس الكثير؟”
سألني بصوت بدا وكأنه يختبرني.
“بالطبع.”
أجبت بثقة.
بالنسبة لي، يوليوس ليس مجرد شقيق، بل أحد أهم الأشخاص في حياتي.
إيان صمت، كما لو كان يفكر بعمق.
“ما الذي يعجبكِ في يوليوس؟”
سؤاله كان غريباً، ولكنه بدا مهتماً حقاً.
“إنه صادق، ومخلص، ويعمل بجد لتحقيق أهدافه. وبالطبع، يتمتع بمظهر نظيف وجذاب.”
كان جوابي تلقائياً. أردت أن أوضح أن يوليوس فارس يستحق الثناء.
إيان لمس لحيته وكأنه يفكر فيما قلته عن “المظهر النظيف”.
شعرت بأنه ربما كان يتساءل عن لحيته الطويلة.
في تلك اللحظة، وصلت زميلة لي، لتنادي:
“ها أنتِ، ساندرا! السيدة إليز تنتظرك.”
“آسفة على التأخير، أنا قادمة.”
بعد أن رأتني مع إيان، بدت متفاجئة ومترددة في الاقتراب. رغم شعبية فرسان النجمة الزرقاء، إلا أن إيان، بمظهره الفريد، كان استثناءً غريباً.
“عذرًا، لكن عليّ الذهاب الآن.”
ابتعدت عنه بعد أن ألقيت تحية سريعة.
“ما الذي كنتِ تتحدثين عنه مع هذا الرجل الغريب من فرسان النجمة الزرقاء؟”
سألتني زميلتي في طريق العودة.
لم أجب سوى بابتسامة مترددة.
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات