“آه!”
أومأت ليليانا برأسها عند الإجابة. بدت أنها عرفت من هي عندما قالت الخادمة ذلك.
في العمل الأصلي، كان يُشار إلى الإمبراطورة بهذا اللقب، لذا لا بد أنها لم تتذكر.
كانت الإمبراطورة شخصية شريرة كانت تعتبر البطلة الأصلية، مجرد فتاة صغيرة مزعجة.
‘وأيضًا هي من ستتسبب في إجهاضي لطفلي الأول.’
تساءلت ليليانا لماذا كانت مثل هذه الشخصية الرهيبة تقف بالفعل أمام القصر الزمردي. لكن القصر الزمردي كان بالفعل مثل منزل ليليانا، وكان من الغريب ألا تتمكن من دخول منزلها رغم أنها كانت أمام الباب مباشرة.
مضت ليليانا للأمام وتوجهت نحو القصر الزمردي.
الخادمة التي كانت بجانب بيتي لاحظت ليليانا أولًا. وبعد قليل، التفتت بيتي ورأت ليليانا.
“أوه، هل أنتِ الأميرة القادمة من البلد المهزوم؟”
فكرت ليليانا عندما سمعت أول كلمات لبيتي.
‘بعد الرجل المجنون، أتت إمرأة مجنونة أيضاً.’
كان سيكون من الرائع لو إستطعت فقط أن أمر بجانب هذه المرأة المجنونة بهدوء. لكنني لم أستطع لأنها كانت المرأة التي ستصبح الإمبراطورة في المستقبل.
فتحت بيتي مروحتها وهزتها بنظرة متعالية.
“أود أن ألقى نظرة حول القصر. كم هو جميل.”
لم تفتح ليليانا شفتيها بعد، لكن عيون بيتي كانت تبدو وكأنها جاهزة للقتال. لم تتمكن من فهم ما هو الخطأ معها.
كانت ليليانا رهينة لبلد مهزوم، لذا حتى لو أصبحت زوجة الإمبراطور، فلن تُعامل بشكل لائق. حتى لو كانت مُحترمة، فلا مقارنتها بالإمبراطورة.
لكنها لم تستطع إظهار كل مشاعرها، لذا إبتسمت ليليانا بإبتسامة متواضعة.
“أنا راضية عن كل شيء كما منحني إياه جلالة الإمبراطور.”
“كل شيء؟”
أصدرت بيتي صوت “ها!” وهي تضحك وتلوح بمروحتها. كانت عيون بيتي مليئة بالإحتقار والتجاهل وهي تنظر إلى القصر الزمردي.
“هذا ليس أفضل قصر لزوجة الإمبراطورة، أليس من المبكر أن تكوني متفاخرة هكذا؟”
‘متى أظهرت أي تفاخر؟’
كانت ليليانا ترغب في قول ذلك، لكنها كتمت الكلام هذه المرة.
دارت بيتي حول ليليانا وهزت رأسها. كان الأمر وكأنها تنتقد ليليانا. وفي الوقت نفسه، لم تنسَ أن تستهين بالقصر الزمردي.
“إنه بعيد جدًا عن قصر الإمبراطورة. سيتعين عليكِ تحيتي كل يوم في المستقبل، لكن ذلك يجب أن يكون صعبًا.”
نعم، مع عائلة كبيرة وراءها ومع تعيينها كمرشحة للإمبراطورة، كان من الطبيعي أن تصل غطرستها إلى عنان السماء و مع ذلك، عندما ماتت ليليانا وولد الطفل، كان رأسها على وشك أن يُقطع-بالقصة الأصلية-.
تفكيرها في أنه لم يتبق سوى بضع سنوات لتتباهى بذلك جعل تعبير بيتي المتعالي يبدو أيضًا صغيرًا ومؤسفًا.
تسك.
لا بد أن ذلك قد حدث بسبب أنها بدأت تلك الفكرة.
نقرَت ليليانا بلسانها بشكل غير إرادي وتفاجأت للحظة.
آه، يجب ألا تكون هكذا.
قبل أن تنتهي من الشعور بالندم، أتتها صفعة قوية على خدها.
تأرجح رأس ليليانا وتعثر جسدها الصغير إلى الجانب. كان الضرب قويًا لدرجة أنها شعرت بالدوار.
شهقت الخادمات الواقفات خلف ليليانا بإندهاش، بينما هرعت صوفيا لمساعدة ليليانا.
سُمع صوت بيتي من فوق رأسها.
“الآن. كيف تجرؤين…؟!”
كانت غاضبة لدرجة أنها بدت وكأنها تعض كل كلمة بأسنانها وتلفظها. لكن رأس ليليانا الذي تلقى الضربة كان أيضًا في حالة تأهب شديد.
رفعت ليليانا يديها عالياً وعينيها مفتوحتين على مصرعيها.
لم يسبق للسيدة غابرييل الثمينة أن رأت أحداً يرفع يده نحوها. كانت مندهشة لدرجة أنها تجمدت في مكانها وتراجعت إلى الوراء.
لكن ليليانا لم تضربها حقًا. فقد تمسك بها آخر خيط من العقل.
هذا ليس عالمًا حيث الجميع متساوون، لذا لم يكن بإمكانها أن تنتقم بالمثل لمجرد أنها تعرضت للضرب. تنهدت ليليانا بعمق وهزت رأسها، ثم أمسكت خدها الذي كان يؤلمها.
“إذن، سأذهب الآن.”
دفعت ليليانا كتف بيتي وهي تمشي، فتراجعت بيتي خطوة إلى الوراء.
“أ-أنتِ أميرة مهزومة…؟”
تضمن ذلك الهمس الكثير من المشاعر. مشاعر سلبية مثل الإحراج والخوف والغضب.
لذا لم تشعر ليليانا بالسوء الكبير رغم أنها تلقت الصفعة.
التفتت ليليانا إلى بيتي وهمست برفق.
“كنتِ خائفة، لكنك تظاهرتِ بعدم الخوف.”
حتى لو بدت هكذا، كانت هذه حياتها الثانية.
ثم رفعت تنورتها وركضت إلى القصر الزمردي كما لو لم يحدث شيء.
بينما دخلت القصر الزمردي، أثار الخدم الذين كانوا هادئين ويمسكون أنفاسهم ضجة كبيرة.
“ماذا سنفعل! وجه صاحبة السمو الأميرة أحمر تمامًا!”
“حسنًا، لن أذهب إلى أي مكان لبعض الوقت.”
أجابت ليليانا بلا مبالاة، وفركت خدها الذي لا يزال يلسعها من الألم. لقد تلقت ضربة قوية لدرجة أن أقل لمسة لأصابعها جعلتها تجفل.
“آه.”
“أحضرن الدواء والثلج، هيا!”
صرخت صوفيا على وجه السرعة وساعدت ليليانا. تنهدت ليليانا عندما دخلت غرفة النوم وسقطت فوراً على السرير.
وبينما كانت مستلقية في وضع مستقيم وإنتظرت، أحضرت الخادمات بسرعة الدواء ووضعته على خد ليليانا.
همست صوفيا بحزن وهي تشاهد خدود ليليانا المنتفخة.
“ماذا علي أن أفعل بهذا الوجه الجميل..؟”
إبتسمت ليليانا بشكل مشرق وهزت رأسها. عندما لامس ملمس الوسادة الناعم الجزء الخلفي من رأسي، شعرت براحة وتمكنت من التفكير بهدوء في ما حدث للتو.
“لقد إرتكبت خطأ. لا أعرف لماذا نقرت بلساني فجأة هناك.”
“حقًا، لماذا فعلتِ ذلك؟ هي ستصعد إلى منصب الإمبراطورة في المستقبل.”
“أعرف، صحيح.”
تنهدت ليليانا بعمق ثم نظرت إلى صوفيا وهي تعض شفتيها.
“هل يمكنني أن أستريح الآن؟ لم تدعوني الإمبراطورة الأم، وموعد حفل تعيين الزوجات الإمبراطوريات بعيد. ليس لدي شيء لأفعله، أليس كذلك؟ لا داعي لتناول الغداء.”
كانت تبدو كطفلة، لكنها فعلاً لم يكن لديها ما تفعله لفترة. ماذا يمكن أن تفعل أميرة من بلد مهزوم سوى الصمت؟
إبتسمت صوفيا وأعادت البطانية حول ذقن ليليانا.
“نعم، خذي قسطًا من الراحة. سأوقظكِ عند العشاء.”
“أيقظيني في وقت متأخر إذا أمكن الأمر.”
كانت ليليانا متوترة منذ الصباح بسبب لقائها مع الإمبراطورة الأم، ولكنها التقت فجأة ببيتي وأصبحت مرهقة جدًا. شعرت ليليانا بصوفيا وهي تضع الثلج على خدها بينما راحت في نومها ببطء.
❈❈❈
عندما إستيقظت ليليانا للتو، كان ضوء الغروب الأحمر يتسلل من خلال الستائر البيضاء.
قد تكون صوفيا غائبة لفترة، ولكن كان هناك كيس ثلج على الطاولة الجانبية ولم يكن هناك أحد في الغرفة.
وضعت ليليانا كيس الثلج على وجنتها. شعرت بوخز في البداية، لكن الصوت المقرمش واللمسة الباردة كانت ممتعة. أغلقت عينيها وشرد ذهنها قليلاً، لكن كان هناك ضوضاء غريبة في الخارج.
أنزلت ليليانا ذراعها وسحبت الحبل. لا بد أن هناك شخصًا ما أمام الباب، ولكن لم يدخل أحد.
كانت ليليانا في حيرة وأعادت كيس الثلج إلى الطاولة الجانبية، ثم رفعت الجزء العلوي من جسدها.
“هل هناك أحد هناك؟”
كانت تلك اللحظة التي سألت فيها بصوت أعلى قليلاً. فتحت الباب ودخل رجل إلى الغرفة المظلمة نسبيًا.
كان شعره الأشقر الفاتح يبدو داكنًا بسبب الضوء الخلفي، لكنه كان لا يزال جميلاً ، و كانت عيونه الزرقاء تتلألأ ولم تنقص في أدنى حد.
أغمضت ليليانا عينيها وإنحنت بأكبر قدر ممكن.
“أ-أحي جلالة الإمبراطور!.”
كانت تعتقد أنها ستستطيع أن تستريح لبعض الوقت، ولكن ماخطب هذا الرجل المجنون؟ كان هذا ما فكرت فيه ليليانا، لكنها لم تستطع أن تسلم عليه بإستخفاف.
كانت عيناها منخفضة بلطف، وفجأة دخلت يد كبيرة وجميلة إلى مجال رؤيتها المنخفض.
“آه؟”
رفعت ليليانا رأسها بلا وعي وأغمضت عينيها. ثم إمتلأت رؤيتها بوجه رائع هذه المرة. رفع هيليو زاوية فمه وأمسك يدها مرة أخرى.
“آه.”
يا له من حديث سخيف. كانت محادثة سخيفة بين إمبراطور وأميرة لا يمكن لأحد تخيلها.
لفتت ليليانا عينيها بتعبير عبوس وأمسكت في بيده في النهاية. رفعها هيليو كما لو كان يرافقها.
“ش-شكراً…”
“على الرحب والسعة.”
“لكن ما الذي جاء بك إلى هنا؟”
إبتسم هيليو إبتسامة ساخرة بسبب سؤال ليليانا السخيف.
“ألن تكونين زوجتي؟ أليس من حقي أن آتي وأذهب إلى هنا متى ما شئت؟”
أجاب هيليو وجلس على سرير ليليانا. وبينما كانت ليليانا تنظر إليه بتردد، مد يده وأحاط خصرها بيده وسحبها نحوه.
“آه!”
فزعت ليليانا من تصرف هيليو المفاجئ وسُحبت إلى السرير، وجسمها متصلب من الخوف. يبدو أن ذلك بسبب الإرتداد لمحاولتها دفع هيليو بعيدًا.
بينما كانت مستلقية على السرير وتحدق في السقف، رفع هيليو يديه إلى مستوى كتفها وتصرف كما لو أن الأمر طبيعي.
“لم أتوقع أن تكوني مندهشة إلى هذا الحد.”
“نعم، صحيح ، أنا فقط تفاجأت…”
رفعت ليليانا جسدها بوجه مذهول، ولم تنسى أن تبتعد عن هيليو.
‘ لماذا جاء هذا الرجل إلى هنا؟ ‘
كان ذهن ليليانا مليئًا بتلك الأفكار. في الواقع، كان لديها جواب قوي في ذهنها.
كانت ليليانا ستصبح قريبًا زوجته، وكان هيليو هو الإمبراطور الذي هو مالكها. ما الذي قد يكون سبب زيارة الإمبراطور لقصرها؟.
‘ ربما يتعلق الأمر بمشاركة السرير من أجل الوريث.’
لم تستطع ليليانا إخفاء تعبيرها المنزعج. كانت تجد صعوبة في النوم مع الإمبراطور لأنها لم تجد بعد حبوب منع الحمل. ماذا لو أصبحت حاملًا فجأة.
كان من الواضح أن الأمور ستسير حسب القصة الأصلية، حيث أن المرشحة لمنصب الإمبراطورة بيتي كانت بالفعل تحمل مشاعر خبيثة تجاهها.
‘ لا يمكن أن يكون! ‘
كان هيليو يراقب بصمت كل تفاصيل وجه ليليانا المليء باليأس بعد أن كانت في صراع داخلي. حتى أنه كان يراقب مدى تفكيرها الجاد وما إذا كان رأسها ينفجر من التفكير.
في اللحظة التي مد فيها هيليو يده لفحص رأس ليليانا بنفسه…
“أوه!”
أصدرت ليليانا صوتًا غريبًا وسحبت نفسها بعيدًا. فتحت عينيها على مصراعيها وحدقت في هيليو.
نظر هليو إليها بصمت. ضاقت عينيه وامال بجسمه نحو ليليانا..
“أميرة.”
“ن-نعم؟”
كان قلب ليليانا يخفق بشكل جنوني. صحيح أن الرجل الذي أمامها كان وسيم جداً وجذاب! و لكن الأمر يتعلق بحياة أو موت!.
إحمر وجهها بشدة بينما حاولت أن تدير رأسها، لم تعرف كيف تخرج من هذا الموقف.
بينما كانت يد هيليو تقترب مرة أخرى من ليليانا، أغمضت عينيها بقوة وصرخت.
“ج-جلالتك! نحن ما زلنا….”
“ما زلنا؟”
“نحن ما زلنا غير متزوجين!!”
_____________________________________________
• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐•
التعليقات لهذا الفصل " 5"