إبتسم هيليو بسخرية. كان من المضحك أنها كانت واثقة للغاية بقولها إنها بلا قيمة.
مدّ هيليو يده إلى نافذة العربة.
تراجعت ليليانا وتراجعت بعيدًا، لكنها فتحت عينيها على مصراعيها وتخلّت عن الفكرة تمامًا.
كانت إمرأة أكثر شجاعة مما ظن.
أدلى هيليو بهذا التعليق ولاَمس شعر ليليانا الوردي.
تشابك شعرها الناعم في أصابعه وأطلقه إهتزاز العربة التي تجرها الخيل.
“إذا كان لديكِ طفل، فسيوليون إهتمامًا أكثر به.”
لم تتمكن من دحض هذا التعليق.
كان للطفل الحق في وراثة العرش.
لذا لم يكن بإمكان مملكة نييتا سوا أن تكون مهتمة بالطفل.
قد يرغبون في أخذ الطفل معهم حتى لا ينمو تأثيره بشكل كبير.
وكان عليهم دفع ثمنٍ كبير مقابل ذلك.
لم تكن تعلم أن هيليو كان يخطط لذالك منذ البداية.
‘بطريقة أو بأخرى، يجب أن يُولد وريث من هذا الرجل ومني.’
كانت ليليانا محبطة بقلبها.
بالإضافة إلى ذلك، كان هيليو وليليانا قد أنجبا أطفالًا لأسباب سياسية في القصة الأصلية.
ليس مرةً واحدة، بل مرتين.
كان الطفل الأول قد سقط نتيجة التشهير.
و كانت ليليانا في القصة الأصلية قد تأذت بشدة بسبب ذلك.
وعندما تلقى هيليو تقريرًا يفيد بأن جسد ليليانا قد تعافى، زار قصرها وأنجبا طفلًا ثانيًا.
ومع ذلك، كان التقرير تقريرًا كاذبًا من ليليانا في القصة الأصلية من أجل البقاء في القصر المهدم.
كان جسدها الذي لم يتعافَ لا يستطيع تحمل الولادة وماتت.
بعد أن تأملت بصمت، فتحت ليليانا شفتيها بشكل دائري كما لو أنها أدركت شيئًا.
‘على أي حال، إذا لم أقدم تقريرًا كاذبًا، فلن يأتي الإمبراطور حتى لرؤيتي!’
لم يكن هنالك أي إحتمال بأن لإمبراطور سيمسك بإمرأةٍ ضعيفة، لذا لن تموت.
و لكن…
‘على أي حال، الطفل الأول سيؤدي في النهاية إلى الإجهاض. و هذا سيؤذي جسدي! لا أريد أن أمضي بقية حياتي وأنا أفكر في ذلك! ’
إرتعشت ليليانا من أفكارها.
و بينما كانت تهز رأسها بقوة، كانت خصلات شعرها الناعمة مثل حلوى القطن تتطاير.
نظر هيليو إليها بتعبير فضولي.
‘ذالك الرأس الصغيرة يفكر بجدية هكذا.’
كانت تشبه السنجاب تمامًا. سنجاب صغير كان على وشك فقدان جميع جوزاتها بينما تفكر بكل تلك الجدية.
ركل هيليو الحصان بلطف على وركه، تاركًا ليليانا لتفكر بجد.
مر حصان هيليو البني بجانب العربة وتقدم إلى الأمام.
في هذه الأثناء، كانت ليليانا في حالة إضطراب.
‘ كيف سأجعل الإمبراطور ينساني تمامًا؟ ’
❈❈❈
في الواقع، لم يكن الأمر يبدو حقيقياً حتى عبور الحدود.
كان على ليليانا أن تُقدر أن نقاط التفتيش كانت تظهر بشكل متكرر، كما أن المعدات كانت تبدو أكثر فخامة بعض الشيء.
على الرغم من أن القوة العسكرية لإمبراطورية كارلو ومملكة نييتا كانت مختلفة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، إلا أنه من الطبيعي ألا تعرف ليليانا ذلك لأنها لم تكن تملك أي معرفة عسكرية في حياتها السابقة أو الحالية.
لذا، عندما وصلت أخيرًا إلى المدينة الكبيرة، كان ما شعرت به ليليانا هو “هذه هي إمبراطورية كارلو!. “
كانت الطرق مُعتنى بها جيداً والأسواق نابضة بالحياة.
كانت مندهشة من مظهر الناس الذين بدوا أغنياء.
فتحت ليليانا نافذة العربة و نظرت إلى الخارج، ثم سألت الفارس الذي كان يركب حصاناً قريباً منها.
“سيدي، هل هذه هي العاصمة؟”
أجاب الفارس بشكل جاف:
“لا، هذه هي آرسين، مدينة على الحدود.”
“هل هذه هي الحدود؟”
لفتت ليليانا عينيها في دهشة.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تخرج فيها ليليانا من قلعة نييتا. لذا، كان أمامها فرصة واحدة فقط لمقارنة حدود مملكة نييتا وإمبراطورية كارلو.
ومع ذلك، لم يكن بإمكانها معرفة هذا الفرق الملحوظ.
“كانت حدود مملكة نييتا قاحلة جداً…”
لم تُبنَ إلا القواعد العسكرية، وكان جميع الناس يبدو عليهم الجوع. جعل همسات ليليانا الفارس يتحدث بنبرة أكثر فخراً مما كان عليه سابقاً.
“إمبراطوريتنا قوية وآمنة ، لذلك لا يوجد خطر في العيش على الحدود.”
لهذا السبب كان الناس يتجمعون ويعيشون في مكان مثل هذا.
أومأت ليليانا برأسها. بينما كانت تنظر بهدوء إلى الخارج، شعرت أن الناس يتعثرون ويحدقون من خلف العربة.
“ما هذه العربة؟”
“أنتِ تعرفين مملكة نييتا، الدولة المهزومة…تلك هي الأميرة.”
“يا إلهي، المسكينة.”
عضت ليليانا شفتها بخجل وأغلقت نافذة العربة بحذر. وعندما سحبت الستائر، امتلأ الجو بصوت همسات الناس.
“صاحبة السمو، لا تقلقي كثيراً.”
“أنا لست قلقة ، إنه فقط شعور غريب…. إن الجميع يتحدث عني.”
عند كلمات ليليانا، أبدت صوفيا تعبيراً أكثر تأثراً.
كانت صوفيا خادمة طيبة جداً. لم يكن قرار قدومها إلى هذه الأرض البعيدة سهلاً، لكن صوفيا كانت على إستعداد لمرافقتها.
أمسكت ليليانا بيد صوفيا وربتت عليها.
“لنقم بعمل جيد. إذا ذهبنا إلى القصر الإمبراطوري، سنعيش في هدوء مرة أخرى. يمكنكِ قضاء وقت جميل هناك، بينما تعتنين بحديقة الزهور.”
“نعم، لنفعل ذلك. القصر لن يكون هادئاً إذا وُجد طفل.”
قالت صوفيا ذلك لأنها أرادت أن تواسيها. في تلك اللحظة، شعرت ليليانا بالقشعريرة مرة أخرى وإبتسمت بشكل محرج.
لن تنجب طفلاً أبداً ، بل إنها لن تفكر في ذلك أصلاً.
“ما الأمر، صاحبة السمو؟”
“آه. هذا…”
تفكرت ليليانا للحظة ثم سحبت يد صوفيا إلى ركبتيها.
نظرت صوفيا إلى ليليانا بتعجب وكأنها تتساءل عما يحدث.
وضعت ليليانا شفتيها بالقرب من أذن صوفيا وهمست.
“من فضلك، أحضري لي حبوب منع الحمل عندما نصل إلى القصر الإمبراطوري.”
“ماذا؟”
صفعت صوفيا يد ليليانا كما لو كان ذلك هراءً.
“سوف تواجهين مشكلة كبيرة إذا تم إكتشاف الأمر! هل تعتقدين أنني الوحيدة التي ستموت؟ أنتِ أيضاً ستواجهين الموت!”
“صوفيا، من فضلك. لا أريد أبداً، أبدًا، أن أصبح حاملاً.”
“لماذا بحق؟! لا يوجد ماهو أفضل من إنجاب طفلٍ في هذا القصر الوحيدة. وحتى أنه سيملك الحق في وراثة العرش.!”
هذه هي المشكلة! الإمبراطور لن يتراجع أبداً بسبب حق العرش! لقد قبض جيدًا على قيود مملكة نييتا، لكنها لا تستطيع أخذ تلك الفرصة.
فتحت ليليانا عينيها الوردية بحزن ومدت شفتيها إلى الأمام.
لكن هذا التظاهر البائس لم ينفع على الإطلاق.
وبخّتها صوفيا كطفلة، وأصابت شفتي ليليانا بإصبعها ثم هزت رأسها.
“مستحيل، لا يمكنني مساعدتكِ إذا تعرضتِ للأذى.”
كانت صُوفيا تبدو عازمة. كان من المستحيل إقناعها.
لذا قررت ليليانا أن تأخذ خطوة أولاً. لم تكن تعرف حتى كيف ستنقذ نفسها.
نظرت ليليانا إلى الجانب الآخر بوجه متجهم. ومع ذلك، كانت تشعر بالملل لأنها لم تكن ترى سوى الستائر المتمايلة.
لم تستمر فترة تظاهر ليليانا بالتذمر والتسلط طويلاً.
كان ذلك لأن جسدها المتعب لم يتحمل الملل، فسقطت في النوم.
❈❈❈
إستفاقت ليليانا على صوت الطبول المدوية وصرخات الناس.
“تحيا جلالة الإمبراطور!”
“المجد لإمبراطورية كارلو!”
هتف الناس بحماس وبدؤوا في غناء نشيد النصر.
“هل إستيقظتِ؟”
“نعم… أين نحن؟”
“إنها العاصمة.”
سحبت ليليانا الستائر قليلاً ونظرت إلى الخارج. كانت عاصمة إمبراطورية كارلو جميلة وعظيمة لدرجة أن إعجابها تدفق بلا حدود.
كانت هناك العديد من المباني الضخمة والناس الذين بدوا كأنهم من العامة لم يكن يمكن تمييزهم بشكل صحيح لأنهم كانوا يرتدون الحرير الفاخر.
تمتمت ليليانا بحزن.
“كان من الطبيعي أن يتم هزيمة مملكة نييتا…”
كانت مملكة نييتا غبية لأنها أغضبت دولة قوية إلى هذا الحد.
مرّت العربة عبر الشارع الرئيسي للعاصمة ودخلت إلى القصر الإمبراطوري.
ثم إنقسمت مرة أخرى إلى عدة فروع هناك.
و وصلت عربة ليليانا أمام القصر.
كانت الأعمدة كلها بيضاء و نقية ، وكان سقف القصر زمرديًا مثل البحر المنعش، والنوافذ كانت محفورة بنقوش متقنة.
شعرت ليليانا بالدهشة أمام القصر الرائع والضخم الذي لم تره من قبل.
“لماذا أنا هنا؟ هل يجب أن أقول التحية فور وصولي؟”
كانت ليليانا تعتقد أن هذا القصر هو قصر والدة الإمبراطور أو قصر الأشخاص ذوي الرتب العالية. ومع ذلك، إنحنى الخادم برأسه بينما نزلت من العربة ونفى الفكرة.
“لقد منح جلالته الإمبراطور قصر الزمرد لصاحبة السمو الأميرة ليليانا. ستقيمين هنا من الآن فصاعدًا.”
أرادت ليليانا أن تفتح فمها حين قال ذلك، لكنها لم تستطع لأنها كانت لا تزال أميرة.
سألت بحذر، محاولًة عدم إظهار دهشتها.
“آه، هل هو قصر للضيوف؟”
كان من المنطقي بناءه بهذه الجمال لأنك لا تعرف من قد يأتي.
لكن الخادم هز رأسه وأكد الأمر.
“صاحبة السمو الأميرة ليليانا هي مالكة هذا القصر.”
دخلت ليليانا قصر الزمرد وهي تشعر بالحيرة.
كانت الخادمات في إنتظارها في صف.
تقدمت الخادمة الواقفة في الصف الأمامي خطوة إلى الأمام وقدمت لها مظروفًا.
أخذت ليليانا المظروف ونظرت إلى ما بداخله.
كان مكتوبًا بخط مائل على لوحة حروف مزخرفة بورق الذهب.
“كل خادماتك هنا هن حارساتك، لذا لا تفكري حتى في الهروب.”
هاه. هذا الإمبراطور المجنون…
شعرت ليليانا بألم قادم.
_____________________________________________
• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐•
التعليقات لهذا الفصل " 3"