كان في صوت لِيليانا صدقٌ عميق، مما جعل هيليو يستعيد هدوءَه شيئًا فشيئًا. وبينما يضمّها بين ذراعيه، أخذ يتلفّت حوله.
منذ لحظة فقط كان برفقة فرسان القصر الإمبراطوري يفتّشون، والآن لم يكن في المكان أيُّ أحد. بدا الأمر مريبًا، لكن لا يمكنه الوقوف بلا حراك. عندها حدّق في الاتجاه الذي جاء منه وقال:
“……هيا نعود إلى القصر الإمبراطوري.”
فأجابته لِيليانا بحذر وقد أدركت ما يساوره من قلق:
“أظن أنّ الأمر لن يكون بتلك السهولة.”
كان هيليو قد فقدها لأكثر من نصف شهر، فكان من الصعب عليه الحفاظ على هدوئه. قال بنبرة متوترة:
“ماذا تقصدين؟ ألستِ راغبة في العودة إلى القصر؟”
“لا، سأعود إلى القصر. لكن ملكات الأرواح…”
“هل ملكات الأرواح يمنعن خروجك؟”
“بلى… ولكن…”
“إذن عليّ أن أواجه ملكات الأرواح. ليس الأمر يسيرًا، لكن إن كان ثمن ذلك استرجاعكِ…”
وضعت لِيليانا يدها على كتفه مهدئة:
“اهدأ من فضلك!”
لقد بدا أشبه بطفل تائه، يبتلعه الخوف من أن يحلّ الليل فلا يجد طريق البيت. قبضت على وجنتيه بكلتي يديها وقالت بلهجة حازمة:
“ملكـات الأرواح يحاولن حمايتي. طريقتهن خاطئة، نعم، لكن إذا قابلناهن بهدوء وشرحنا الأمر، فسيسمحْن لي بالعودة إلى القصر.”
“ملكات الأرواح… يحمين إنسانة؟”
“القصة طويلة… لكن الأمر صار كذلك.”
شعرت لِيليانا بالحرج، فبالفعل لم يكن مألوفًا أن تتدخل ملكات الأرواح في شؤون إنسانة عادية مثلها.
لكن هيليو تقبّل الأمر بسرعة:
“أفهم ذلك.”
نظرت إليه متعجبة: “تفهم ماذا؟”
قال بابتسامة رقيقة:
“إن كانت المسألة تخصكِ، فلا عجب أن تحميكِ ملكات الأرواح.”
“كفّ عن هذه الترهات!”
قالت ذلك محمرة الوجه، ثم قبضت على يده وسحبته معها في الطريق. أما هو فتمتم في داخله وهو يحدّق في ظهرها:
“لِيليانا… شخص استثنائي، حتى ملكات الأرواح تودّ حمايتها.”
ظل يلاحقها مطيعًا، حتى وصلا إلى كوخ صغير بين الأشجار. هناك، تملّكه الغضب حين أدرك أنّها عاشت وحدها في كوخ متواضع كهذا. لكنها كانت تبتسم ببساطة وهي تقول:
“أليس غريبًا؟ لم أرَ شجرة بهذا الكِبر من قبل، ولم أتصوّر أنّه يمكن بناء بيت فوقها.”
هو، الذي جال البلاد منذ كان صبيًا، لم يرَ في ذلك غرابة. بل فقط شعر بالرفض أن تسكن محبوبته في مكان يبدو هشًّا. ومع ذلك، لم يستطع الاعتراض، لأنها أحبّت المكان بصدق.
قالت وهي تضحك:
“لو لم أكن منشغلة بالبحث عن طريق للخروج، لكان أعجبني أكثر.”
“أعجبكِ بالفعل؟”
“لطيف وغريب.”
فتردّد لحظة ثم قال:
“هل تريدين أن أبني لكِ كوخًا مثل هذا في قصر آريس؟”
كان لأول مرة يشعر بالامتنان لكونه إمبراطورًا ذا ثروة وسلطة، فبوسعه أن يمنحها مكانًا أجمل وأأمن.
فأضاء وجهها بابتسامة مشرقة:
“حقًا؟”
“لا يزال في القصر مساحات فارغة كثيرة.”
“رائع! طفلنا سيعجب به أيضًا.”
“طفلنا؟”
“طبعًا! الأطفال يعشقون أماكن كهذه. قد يختبئون فيها ولا يريدون الخروج أبدا.”
خُيّل لهيليو أنّ قلبه ينتفخ حين تخيّل لِيليانا وطفلها يمرحان في كوخ صغير. مدّ يده إلى صدره متعجبًا من هذا الشعور الجديد.
قادته لِيليانا إلى داخل الكوخ، وهناك وجدا خمسًا من ملكات الأرواح جالسات ينتظرنها.
فتقدمت سيلينه منهن وقالت بصرامة:
“لِيليانا، إن كان بقاؤكِ في الخلود يتطلّب ذلك الرجل، فسندعه يشارككِ فيه.”
ردّت لِيليانا بعزم:
“لا. سأعود مع هيليو إلى القصر الإمبراطوري.”
“لا زلتِ تصرين؟ عودتكِ ستجلب لكِ الأخطار، وحتى إن نجوتِ منها فلن تعيشي أكثر من مئة عام.”
“لا أريد حياة تتجاوز المئة عام!”
“لكن لِيليت تتمنى بقاءكِ…”
حين سمع هيليو صوتها، تساءل مستغربًا:
“لمن تتحدثين؟”
عندها أدركت لِيليانا خطأها، فـهيليو لا يرى ملكات الأرواح ولا يسمعهن. ابتسمت بخجل وأشارت إلى المقاعد أمامها:
“هنّ هنا، ملكات الأرواح. لا تراهنّ، صحيح؟”
أجاب بهدوء:
“لا أرى أحدًا.”
كان في صوت لِيليانا صدقٌ عميق، مما جعل هيليو يستعيد هدوءَه شيئًا فشيئًا. وبينما يضمّها بين ذراعيه، أخذ يتلفّت حوله.
منذ لحظة فقط كان برفقة فرسان القصر الإمبراطوري يفتّشون، والآن لم يكن في المكان أيُّ أحد. بدا الأمر مريبًا، لكن لا يمكنه الوقوف بلا حراك. عندها حدّق في الاتجاه الذي جاء منه وقال:
“……هيا نعود إلى القصر الإمبراطوري.”
فأجابته لِيليانا بحذر وقد أدركت ما يساوره من قلق:
“أظن أنّ الأمر لن يكون بتلك السهولة.”
كان هيليو قد فقدها لأكثر من نصف شهر، فكان من الصعب عليه الحفاظ على هدوئه. قال بنبرة متوترة:
“ماذا تقصدين؟ ألستِ راغبة في العودة إلى القصر؟”
“لا، سأعود إلى القصر. لكن ملكات الأرواح…”
“هل ملكات الأرواح يمنعن خروجك؟”
“بلى… ولكن…”
“إذن عليّ أن أواجه ملكات الأرواح. ليس الأمر يسيرًا، لكن إن كان ثمن ذلك استرجاعكِ…”
وضعت لِيليانا يدها على كتفه مهدئة:
“اهدأ من فضلك!”
لقد بدا أشبه بطفل تائه، يبتلعه الخوف من أن يحلّ الليل فلا يجد طريق البيت. قبضت على وجنتيه بكلتي يديها وقالت بلهجة حازمة:
“ملكـات الأرواح يحاولن حمايتي. طريقتهن خاطئة، نعم، لكن إذا قابلناهن بهدوء وشرحنا الأمر، فسيسمحْن لي بالعودة إلى القصر.”
“ملكات الأرواح… يحمين إنسانة؟”
“القصة طويلة… لكن الأمر صار كذلك.”
شعرت لِيليانا بالحرج، فبالفعل لم يكن مألوفًا أن تتدخل ملكات الأرواح في شؤون إنسانة عادية مثلها.
لكن هيليو تقبّل الأمر بسرعة:
“أفهم ذلك.”
نظرت إليه متعجبة: “تفهم ماذا؟”
قال بابتسامة رقيقة:
“إن كانت المسألة تخصكِ، فلا عجب أن تحميكِ ملكات الأرواح.”
“كفّ عن هذه الترهات!”
قالت ذلك محمرة الوجه، ثم قبضت على يده وسحبته معها في الطريق. أما هو فتمتم في داخله وهو يحدّق في ظهرها:
“لِيليانا… شخص استثنائي، حتى ملكات الأرواح تودّ حمايتها.”
ظل يلاحقها مطيعًا، حتى وصلا إلى كوخ صغير بين الأشجار. هناك، تملّكه الغضب حين أدرك أنّها عاشت وحدها في كوخ متواضع كهذا. لكنها كانت تبتسم ببساطة وهي تقول:
“أليس غريبًا؟ لم أرَ شجرة بهذا الكِبر من قبل، ولم أتصوّر أنّه يمكن بناء بيت فوقها.”
هو، الذي جال البلاد منذ كان صبيًا، لم يرَ في ذلك غرابة. بل فقط شعر بالرفض أن تسكن محبوبته في مكان يبدو هشًّا. ومع ذلك، لم يستطع الاعتراض، لأنها أحبّت المكان بصدق.
قالت وهي تضحك:
“لو لم أكن منشغلة بالبحث عن طريق للخروج، لكان أعجبني أكثر.”
“أعجبكِ بالفعل؟”
“لطيف وغريب.”
فتردّد لحظة ثم قال:
“هل تريدين أن أبني لكِ كوخًا مثل هذا في قصر آريس؟”
كان لأول مرة يشعر بالامتنان لكونه إمبراطورًا ذا ثروة وسلطة، فبوسعه أن يمنحها مكانًا أجمل وأأمن.
فأضاء وجهها بابتسامة مشرقة:
“حقًا؟”
“لا يزال في القصر مساحات فارغة كثيرة.”
“رائع! طفلنا سيعجب به أيضًا.”
“طفلنا؟”
“طبعًا! الأطفال يعشقون أماكن كهذه. قد يختبئون فيها ولا يريدون الخروج أبدا.”
خُيّل لهيليو أنّ قلبه ينتفخ حين تخيّل لِيليانا وطفلها يمرحان في كوخ صغير. مدّ يده إلى صدره متعجبًا من هذا الشعور الجديد.
قادته لِيليانا إلى داخل الكوخ، وهناك وجدا خمسًا من ملكات الأرواح جالسات ينتظرنها.
فتقدمت سيلينه منهن وقالت بصرامة:
“لِيليانا، إن كان بقاؤكِ في الخلود يتطلّب ذلك الرجل، فسندعه يشارككِ فيه.”
ردّت لِيليانا بعزم:
“لا. سأعود مع هيليو إلى القصر الإمبراطوري.”
“لا زلتِ تصرين؟ عودتكِ ستجلب لكِ الأخطار، وحتى إن نجوتِ منها فلن تعيشي أكثر من مئة عام.”
“لا أريد حياة تتجاوز المئة عام!”
“لكن لِيليت تتمنى بقاءكِ…”
حين سمع هيليو صوتها، تساءل مستغربًا:
“لمن تتحدثين؟”
عندها أدركت لِيليانا خطأها، فـهيليو لا يرى ملكات الأرواح ولا يسمعهن. ابتسمت بخجل وأشارت إلى المقاعد أمامها:
“هنّ هنا، ملكات الأرواح. لا تراهنّ، صحيح؟”
أجاب بهدوء:
“لا أرى أحدًا.”
♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪
حسابي على الإنستا:@empressamy_1213
حسابي على الواتباد: @Toro1316
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 145"