لم يعد بالإمكان بيع أي حجر روحي بثلاثين مليون ذهبية، كما أن بيع حجر يوميًا في المزاد لم يكن خيارًا دائمًا، لذا حتى من الناحية المادية، كانت الأمور مجدية.
وعلاوة على ذلك، فإن إيقاف البيع لفترة قصيرة للحفاظ على الندرة لم يكن أمرًا سيئًا على الإطلاق.
“يبدو أن علينا معرفة السبب.”
حجر الروح الآن كان من أكثر الأحجار التي تجذب اهتمام الناس في الإمبراطورية. ومن الممكن أن يحاول البارون إيرميل التسبب في أي إزعاج إذا كان يخطط لدخول مجال تجارة الأحجار الروحية.
لكن إيرميل بدا وكأنه يفهم قلق ليليانا.
“…نعم، هذا هو الصواب. لكن أولًا، عائلة إيرميل ليست مهتمة بالعمل في تجارة الأحجار الروحية. الأمر ليس كذلك بالضبط…”
كان من الواضح أن إيرميل يجد صعوبة في الكلام، وألقى نظرة سريعة على زوجته.
ولاحظت ليليانا أن البارونة لم تشارك في أي حديث عن الاستثمار من قبل، فاستنتجت أن هذا الأمر ربما مرتبط بعالم النساء الاجتماعي في الجنوب، وأنه من الطبيعي أن يجد البارون صعوبة في التعبير عنه.
“هل تعلمين أن نبلاء الجنوب لديهم مجتمعهم الاجتماعي الخاص؟”
“بالطبع، سيدتي.”
لم يكن يُعتَبر مجتمعًا رسميًا، لكنه كان قائمًا على قواعده الخاصة، وبعض نبلاء الجنوب كانوا يولون أهمية أكبر لمجتمع الجنوب منه إلى المجتمع المركزي، لأنه عالمهم المباشر والأقرب لهم.
“أبناء النبلاء في الجنوب يبدؤون رقصة الافتتاح مبكرًا بعض الشيء. ابنتي ارتكبت خطأ….”
وجدت البارونة صعوبة في اختيار الكلمات، وربما كان الأمر خطأ كبيرًا وليس مجرد هفوة صغيرة، يمكن أن يُسبب لها إحراجًا شديدًا.
كان من السلوك النبيل أن يتغاضوا عن خطأ فتاة صغيرة، لكن أغلب النبلاء لم يكونوا بهذه الثقافة، لذا كان الأمر مشكلة.
“على أي حال، لم تنجز ابنتي رقصة الافتتاح بنجاح، ومنذ ذلك الحين لم تتمكن من الانخراط في المجتمع، وأصبحت شخصيتها المتألقة مترددة إلى حد ما. نحن كزوجين نأمل أن تحصل على فرصة في المجتمع المركزي. ثم سمعنا عن الأحجار الروحية. حتى الآن، كانت الإمبراطورة فقط تستخدم الأحجار الروحية لصنع الحُلي، ولم يستخدمها حتى الحاشية الكبرى للإمبراطور. إذا كانت ابنتي التالية التي تستخدمها، فستجذب الانتباه وتستعيد ثقتها. وسينظر إليها الناس في الجنوب بشكل مختلف.”
“لذا أنتم اشترون كل حجر روحي يظهر لتجنب تشتيت الانتباه.”
“…صحيح. وبعد أن اشترينا حجر الريح بثلاثين مليون ذهبية، رأينا أنه من الأفضل التوقف مؤقتًا عن بيع الأحجار بدلًا من الاستمرار في شراء كل حجر يظهر.”
على الرغم من سماع ليليانا عن حب الزوجين لابنتهما، بدا أن هذا الحب أكبر مما كانت تتصور. وأومأت برأسها موافقة بعد أن أنهت البارونة حديثها.
“حسنًا، لنفعل ذلك.”
ابتسمت وجوه الزوجين، وأخفاها البارون بابتسامة صغيرة مع صفعة خفيفة على صدره.
“هناك شرط آخر.”
“ما هو؟”
“نريد أن يُستثمر كل المال الذي نقدمه في الأكاديمية، وأن يُعلن ذلك علنًا.”
آها.
كان الهدف أن تُرفع مكانة الابنة الصغرى مع الحفاظ على صورة العائلة، ونهجهم في الجمع بين المنفعة والمكانة كان منطقيًا وموضع إعجاب.
“بالطبع.”
وطلبت إحضار عقد، وأعدته صوفيا بسرعة، لكن ليليانا لم ترفع القلم لتوقيعه بعد.
“هل هناك مشكلة؟”
“ليس هناك مشكلة، لكن لدي اقتراح أيضًا.”
“ما هو؟”
“إذا كنتِ ترغبين في ترسيخ مكانة ابنتك في المجتمع المركزي، فالصداقة لا تقل أهمية عن الأحجار، أليس كذلك؟”
“أجل، لقد حرصتِ على تأمين العرابة مسبقًا.”
“لكن هل صداقة العرابة تعادل صداقة الحاشية الكبرى للإمبراطور؟”
أجرت أغريانا حركة فم صامتة ضاحكة خلف الزوجين، بينما ظل الزوجان مذهولين ومتمركزين على مقعدهما.
قالت ليليانا بثقة:
“من أهدى الإمبراطورة السابقة الأحجار الروحية؟ إنها ليليانا. ومن أين حصلت على تلك الأحجار؟”
أجاب البارون:
“…هل تعني أنك جلبتها؟”
“وهل هناك من يوزع الأحجار الروحية في الإمبراطورية غيرنا؟”
كان الزوجان يثقون تمامًا بأن نقابة رينيا هي الوحيدة التي توزع الأحجار، لذا لم يكن أمامهم خيار سوى الثقة بما قالته.
تابعت ليليانا ؛
“إذا استثمرتم مبلغًا إضافيًا، سأحرص على إيصال ذلك إلى ليليانا. بالطبع سأحتفظ بنسبة صغيرة من الرسوم.”
تبادلا الزوجان نظرة صامتة، وكان الجواب بالنسبة لهما محسومًا، فحب الابنة كان واضحًا جدًا.
عندما بدا أن البارون إيرميل وزوجته توصلا إلى قرار، ابتسمت ليليانا ابتسامة عريضة.
“ليليانا، الملكة الإمبراطورية، لا تلجأ إلى الحيل الجبانة. إنها حليفة جديرة بالثقة.”
أخيرًا أمسكت ليليانا بالقلم.
فكرة أن الأموال الطائلة ستتدفق دون أي عمولات أو تكاليف جعلتها تشعر بسعادة لا توصف.
❈❈❈
بعد أن أتمت ليليانا توقيع العقد مع البارون وزوجته وودعتهما، شعرت بالإرهاق في جسدها كله. استلقت قليلًا على مقعد طويل وأغمضت عينيها للحظة.
سمعت صوت صوفيا من فوق رأسها، فابتسمت بخجل:
“يبدو أن سيدتي قد تعبت كثيرًا بعد هذا الاتفاق الكبير.”
“هل استيقظتِ؟”
كان السؤال غريبًا بعض الشيء، فهي لم تغلق عينيها سوى لحظة قصيرة!
أجابت ليليانا بصوت خافت، وكأنها مستيقظة من نوم عميق ؛
“أنا لم أنم…”
حاولت الاعتراض، لكن صوتها كان أجشّ وعينها شعرت بثقل شديد. فربّتت على عينيها ببطء واستيقظت على مضض.
قالت صوفيا وهي تبتسم بخفة:
“لقد غفوتِ دون أن تدري. ما إن استلقيتي حتى غفوتي.”
نظرت ليليانا حولها
“هل نمت حقًا؟”
أومأت أغريانا، التي كانت تراقبها، وهي تضع ذراعيها على صدرها.
“حاولت أن أوقظكِ لتستريحي، لكنك لم تنهضي.”
قالت ليليانا وهي تنهض بدعم صوفيا:
“كنتُ متعبة إلى هذا الحد؟”
تمنّت لو كان لديها وقت أكثر للدردشة مع صوفيا، لكن النوم أخذ من الوقت الكثير.
“سآتي مرة أخرى لاحقًا.”
“ليس كثيرًا.”
ضحكت ليليانا على حدة الصوت الذي يعكس شخصية صوفيا المميزة.
❈❈❈
خلال عودتها بالعربة، عانت ليليانا من دوار شديد. فحتى عند الذهاب إلى نقابة رينيا شعرت ببعض الدوار، لكن النوم ثم الركوب جعل الأمر أسوأ.
“يا للعجب، وجهك يبدو فظيعًا. يجب أن أستدعي الطبيب فور وصولنا.”
“هل هو بهذه الدرجة؟”
“لا تسألي. لو رآكي صاحب الجلالة الآن، ربما سيأمر بحبسي في القصر.”
على الرغم من طرافة كلام أغريانا، لم تستطع ليليانا الضحك، فاقتصر الأمر على رفع شفتيها برفق.
أدركت ليليانا السبب الوحيد لذلك الإرهاق ، إنها التحضيرات المكثفة لرقصة الافتتاح، تجهيز نفسها لتلك الرقصة، وإدارة أعمال نقابة رينيا التي كانت في ذروتها.
كانت تعتقد أن بذل جهد مكثف لمدة شهر فقط لن يشكل مشكلة كبيرة.
عند وصولها إلى قصر آريس، استدعت أغريانا الطبيب المقيم فورًا، كما وصلت مارين إلى القصر عند سماعها بخبر تعب ابنتها.
“قد يكون مجرد إرهاق، لكنها لم تأخذ قسطًا من الراحة.”
قالت مارين بقلق:
“كيف يكون الإرهاق بلا أثر؟ لو استطعت مساعدتها لفعلت…”
لكن أي تدخل من قبل والدة الملكة فيما يخص أي شيء سوى فستان الرقصة قد يثير الشائعات. فوجود مارين في الإمبراطورية وحده يجذب الانتباه، لذا من الأفضل ألا تفعل شيئًا الآن، رغم شعورها بالقلق.
خلال الفحص، أمسكت ليليانا بيد والدتها وابتسمت لها:
‘ يشعرني هذا وكأنني عدت إلى طفولتي. ‘
“هل هي بخير أيتها الطبيبة؟”
كانت الطبيبه مترددة في الإجابة، وأصرت على فحص ليليانا مرة أخرى. وأجرت بعض الأسئلة:
“هل حدثت دورتك الشهرية مؤخرًا؟”
“كما تعلمين، دورتي غير منتظمة، لكنها متأخرة هذه المرة.”
“هل واجهتِ صعوبة في تناول الطعام أو شعرتِ بالغثيان؟”
“ربما شعرت بقليل من فقدان الشهية، لكن الإرهاق قد يسبب ذلك، أليس كذلك؟”
مع استمرار الأسئلة، شعرت ليليانا بشيء غريب، فتوقفت فجأة وأمرت بإخراج جميع الخادمات، تاركةً فقط أغريانا ومارين.
بعد أن تأكدت من خروج الجميع، نظرت إلى الطبيبة وقالت بحزم ؛
“تحدث.”
كانت الطبيبه متحفظة، ربما بسبب حذر ليليانا الواضح، ثم قالت ؛
“…إذا كنتُ مُحقه، فإن مولودك في الطريق.”
قبضت ليليانا على الغطاء بشدة، وعندما صمتت، اقتربت أغريانا لتحث الطبيبة على التأكيد ،
“تحققي مرة أخرى.”
“لقد فحصت الأمر عدة مرات. رأيي لم يتغير. إذا كنتِ قلقة، يمكن استدعاء طبيب آخر للتأكد.”
تنفست ليليانا بعمق وبدأت بالكلام بصوت منخفض:
“قدوم الطفل أمر مفرح، لكن التوقيت ليس مناسبًا. وأنتِ تعرفين أن الحمل في الأسرة الإمبراطورية لا ينتهي دائمًا بالخير، أليس كذلك؟”
♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪
حسابي على الإنستا:@empressamy_1213
حسابي على الواتباد: @Toro1316
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 118"