**القاعة الكبرى لقصر الزمرد**

ما إن فتحت الأبواب المذهّبة، حتى غمر ليليانا دفء أضواء الشمعدانات الكريستالية المعلقة في السقف الشاهق، وانعكست على الجدران المزخرفة بأحجار الزمرد اللامعة. كان المشهد مهيبًا، حتى أن أنفاسها حُبست للحظة وهي تتأمل صفوف الطاولات الطويلة المكسوة بالمفارش المخملية بلون العاج، وأطباق الخزف الرفيع التي تلمع تحت وهج الضوء.

امتدّت أمامها القاعة كبحر من الألوان، حيث اختلطت أزياء النبلاء الفاخرة بألوان الريش والجواهر التي تزين القبعات والتاجات الصغيرة. كل شخص بدا وكأنه قطعة فنية، حتى أصواتهم التي تتعالى في أحاديث راقية حملت رائحة العطور الفاخرة والزهور النادرة التي تملأ القاعة.

سارت خلف والدها، الدوق فلوني، بخطوات رزينة كما يليق بابنة دوق، لكن عينيها لم تتوقفا عن مسح المكان. في الزوايا، وقف الحرس الملكي بزيهم الأخضر الداكن الموشح بالذهب، كتماثيل حية لا يرمش لها جفن. وعلى المنصة البعيدة، كان يجلس الإمبراطور، هيبته تملأ المكان رغم بساطة ابتسامته الظاهرية.

في قلب القاعة، ارتفع صخب خافت من الضحكات والكؤوس المتشابكة. لم تستطع ليليانا منع نفسها من ملاحظة نظرات البعض التي تتجه نحوها، خليط من الفضول والتقييم، وكأنهم يحاولون قراءة قصة حياتها من وقفتها وحركتها.

وبينما كانوا يتقدمون نحو أماكنهم المخصصة، تسلّل إلى أذنها همسات عن شائعات، عن حاضرين جدد وأسرار مخفية، لكن شيئًا ما في قلبها كان يخبرها أن هذه الليلة لن تكون مجرد مأدبة عادية… بل بداية لشيء أكبر بكثير.