وقفت لي سوهي — أو ليليانا الآن — تحمل الكتاب بيديها، تحدق في غلافه المغبر والرموز التي لم ترَ مثلها من قبل.
“هممم… كتاب سحري؟ أم رواية رومانسية سرية؟”
ضحكت بخفوت وهي تعود إلى غرفتها، تحاول تجاهل القشعريرة التي سرت في جسدها.
كانت متأكدة أن ما رأته حقيقي… الغريب، الرجل الذي هرب من النافذة، والكتاب.
وضعت الكتاب تحت وسادتها، ثم زحفت مجددًا إلى السرير.
“هذا ليس وقت الغموض… أحتاج للنوم، غدًا سيبدأ رسميًا دوري كبطلة جانبية في دراما نبلاء.”
لكن قبل أن تغلق عينيها، همست بسخرية:
“ليليانا فان فلوني… أول مرة في حياتي أكون دوقة، وسأستغل هذا المنصب للنوم حتى الظهر.”
—
في صباح اليوم التالي، فتحت عينيها على طرقٍ ناعم على الباب.
“آنستي… حان وقت النهوض. الدوق ينتظرك لتناول الإفطار معه.”
“الدوق؟!”
جلست فجأة، وقد تذكّرت أنها الآن… ابنته.
—
ارتدت ثوبًا بسيطًا اختارته لها الخدم، شعرها الوردي الطويل تم ربطه بشريط أبيض، ولم تضف أي زينة على وجهها.
عندما دخلت إلى غرفة الطعام، كان الدوق يجلس هناك، يقرأ صحيفة، وبجانبه كوب شاي بخارُه يتصاعد.
رفع عينيه، وحين رآها… ابتسم.
“صباح الخير، ليليانا.”
توقفت لوهلة… لم يعتد أحد أن ينظر إليها بذلك الحنان من قبل.
كان في نظرته دفءٌ حقيقي.
جلست بهدوء، وهي تقول:
“صباح الخير… أبي.”
توقف لثانية، كأن الكلمة فاجأته، ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة واسعة.
—
مرّ اليوم الأول كغيمة دافئة.
تعرّفت فيه على بعض الخدم، واكتشفت أنها كانت تعيش في الجناح الأيسر من القصر، وهو الأجمل.
وفي آخر النهار، تم إبلاغها بأمر مفاجئ:
“جلالة الإمبراطور يقيم مأدبة ملكية كبرى بعد ثلاثة أيام، وقد طُلب حضوركم بصفتكم الابنة الشرعية لدوق فلوني.”
رفعت حاجبها، ثم قالت بنبرة درامية:
“يا ويلي… حفلة نبلاء؟ هل هذا يعني فساتين ضخمة، طعام لا يُؤكل، ومنافسات نظرات بين النساء؟”
ضحكت الخادمة رغمًا عنها، ثم انحنت:
“سيتم تجهيز كل شيء لكِ، آنستي.”
لكن ما لم تكن تعرفه لي سوهي، هو أن تلك المأدبة ستكون نقطة تحوّل في حياتها الجديدة
…
وأن هناك عيونًا كانت تراقبها بالفعل من الظلال.
—
التعليقات لهذا الفصل " 5"