أغمضت لي سوهي عينيها أخيرًا، مستمتعة بنعومة الوسادة الحريرية.
كل شيء في هذا العالم بدا وكأنه يريد تدليلها… الطعام، السرير، وحتى المرآة التي تعكس وجهًا ساحرًا لا ينتمي لها.
لكن الراحة لم تدم طويلًا.
صرخة خافتة.
ثم صوت خافت لكسر زجاج؟
تسمرت عيناها في السقف.
هل كانت تتخيل؟ هل بدأ عقلها في نسج مؤامرات خيالية من فرط الملل؟
نهضت ببطء، تسللت نحو الباب بخفة، ثم فتحته بهدوء تام.
كان الممر مظلمًا، إلا من نور خافت يتسلل من المصابيح الكريستالية المعلقة على الجدران.
صوت خطى… ناعمة، لكنها موجودة.
من هذا الذي يتجول ليلًا في جناح دوق فلوني؟
“مستحيل يكون شبحًا… صحيح؟” تمتمت بخفوت، ثم أضافت بسخرية:
“لو كان هذا النوع من القصص، كان المفروض أمتلك قدرة على طرد الأرواح.”
تسللت بخفة نحو مصدر الصوت، وهي تدعو ألا تكون هذه نهايتها السخيفة في هذا العالم.
—
وصلت إلى مكتبة صغيرة تقع بجانب ممر طويل.
كان بابها نصف مفتوح، ويخرج منه ضوء خافت، وصوت أوراق تُقلب بسرعة.
حبست أنفاسها، ثم فتحت الباب أكثر بقليل…
وكان هناك.
شخص يرتدي عباءة سوداء، واقف أمام رفوف الكتب، يبحث عن شيء بشراسة.
لم ترَ ملامحه بوضوح، لكن هيئته لم تكن مألوفة. لم يكن أحد من الخدم، ولا الحراس، ولا أفراد العائلة الذين رأتههم سابقًا.
“هل أصرخ؟ هل أركض؟ هل أقفز عليه؟”
كادت تختار الخيار الثالث، حين انحنى فجأة وسحب كتابًا، ثم استدار…
وسقط الكتاب من يده في اللحظة التي التقت عيناه بعينيها.
“أنتِ…” قالها بدهشة، ثم تراجع خطوة.
“من أنت؟” ردت هي بجرأة، رافعة حاجبها.
“ليليانا فان فلوني؟”
صوته كان هادئًا، لكنه مليء بالشك.
“نعم، أنا… من تكون أنت؟ ولماذا تدخل جناح العائلة الدوقية في منتصف الليل كأنك لص مبتدئ؟”
حدق فيها للحظة، ثم استدار بسرعة، وقال:
“هذا لا يخصك.”
ثم اندفع نحو النافذة المفتوحة… وقفز!
“انتظر!” صرخت وهي تندفع نحوه… لكنه كان قد اختفى بالفعل.
وقفت عند النافذة تحدق في الظلام، والريح تحرك شعرها الوردي بخفة.
“هل… هل كان ذلك لصًا وسيمًا؟”
ثم نظرت إلى الأرض حيث سقط الكتاب…
غلافه قديم، والرموز عليه غريبة.
حملته بفضول، ثم تمتمت:
“
ما الذي يجعل شخصًا يخاطر بالتسلل إلى قصر دوق… لأجل كتاب؟”
التعليقات