أدارت رأسها ببطء، ثم نظرت إلى المرآة اليدوية في يدها، وسألت نفسها بذهول:
“ما الذي يحدث بحق الجحيم؟!”
كانت الغرفة واسعة، جدرانها مغطاة بورق ذهبي مزخرف، وثريا بلورية تتدلّى من السقف المرتفع، تنثر الضوء كأنها تنفث السحر في المكان. الأرائك المخملية، والستائر الثقيلة، والخشب المنقوش… كل شيء صرخ بفخامة تنتمي إلى عصر آخر.
لكن لي سوهي لم تكن تركز على أي من ذلك.
“وجهي… جسدي… شعري… ما هذا؟!”
راحت تتحسس وجهها، شعرها الوردي الطويل ينساب بين أصابعها الناعمة.
“أنا في حلم، أليس كذلك؟ نعم، حلم واقعي جدًا، لكنني سأستيقظ حالًا وأذهب إلى المكتب، وأجتمع مع المدير الذي لا يعرف الفرق بين البريد الإلكتروني ومرطب الشفاه.”
في تلك اللحظة، انفتح الباب فجأة، ودخلت فتاة شابة ترتدي زي خادمة كلاسيكي. كانت تحمل صينية عليها إبريق شاي وكأس من العصير، لكنها ما إن رفعت بصرها ورأت لي سوهي مستيقظة، حتى شهقت بقوة وأسقطت الصينية.
“آنسة… آنسة ليليانا! لقد… لقد استيقظتِ؟!”
حدّقت فيها سوهي بذهول، ثم تمتمت:
“ليليانا؟… هل هذا اسمي هنا؟”
ركضت الخادمة بسرعة نحو الباب وهي تصرخ بأعلى صوتها:
“أيها الخدم! أخبروا الدوق! الآنسة ليليانا قد استيقظت! لقد استيقظت!”
في ثوانٍ، بدأ الضجيج يعم القصر، خطوات مسرعة، أصوات خدم تهمس، وخادمة أخرى تكاد تبكي من الفرح.
أما لي سوهي، فوقفت مشدوهة وسط الغرفة، تهمس لنفسها:
“ليليانا… فلوني؟… مستحيل! هذه الرواية… إنها الرواية التي كنت أقرأها بالأمس… زهرة الوحش؟!”
تقدمت نحو النافذة العريضة، فتحتها، واستقبلها نسيم عليل ورائحة زهور من حديقة ضخمة، فاغتسلت روحها بلحظة صمت.
كانت المناظر الخارجية أقرب إلى لوحات الرسم، خيول تسير في ساحات القصر، خدم يرتبون الحدائق، أقمشة ترفرف على الشرفات…
“يا إلهي… أنا… داخل الرواية؟!”
لكن ما لم تكن تعرفه بعد هو أنها لم تدخل جسد بطلة الرواية “سيرينا”، بل في جسد شخصية ثانوية كان من المفترض أن تُقتل مبكرًا…
ليليانا فان فلوني.
—
بعد دقائق، دخل رجل طويل القامة إلى الغرفة. كان يحمل هالة من الوقار والقوة، رغم أنه لم يتحدث بعد.
شعره الرمادي الأنيق، عيناه الحادتان، وخطوط وجهه العميقة كانت توحي بأنه عاش الكثير من المعارك والمآسي.
نظر نحوها، عيونه تلمع بمزيج من الصدمة والفرح.
“ليليانا…” تمتم.
ثم سار نحوها بخطوات ثقيلة، كأن العالم كله قد توقف.
“أبي؟” خرجت الكلمة من فمها دون قصد.
حدّق فيها، وعيناه تغرورقان بالدموع، ثم جثا على ركبتيه أمامها، وأمسك يديها كأنها كنز ضائع وجده أخيرًا.
“ليليانا… ابنتي، لقد عدتِ لي… شكراً للسماء… لقد عدتِ.”
شعرت لي سوهي بدموعه الحارة تتساقط على يديها، فتجمدت في مكانها. لم يسبق لأحد أن بكى لأجلها… قط.
ولأول مرة منذ وقت طويل، ل
م تعرف ماذا تقول.
شكرا لكم على القراءة🙏🎀☺️
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 2"