استيقظت ليليانا في وقتٍ مبكر من فجر يوم المأدبة، حين كان ضوء الشمس لا يزال خافتًا يزحف على أطراف السماء. الخادمات أسرعن إلى جناحها فورًا، يحملن مستحضرات العطور والحرير والدانتيل، فيما وقفت هي وسط الغرفة، تحدّق في الثوب الأرجواني الذي عُلّق بعناية على الحامل الخشبي.
تمتمت وهي تشعر بالثقل يسكن قلبها:
“ليكن يومًا عاديًا… أو على الأقل، يومًا لا أنزلق فيه أمام الإمبراطور.”
استغرق الأمر ساعات كاملة لتجهيزها. شعرها تم تمشيطه حتى أصبح ينسدل كموجات ليلية، وزُيّن ببعض الزهور الفضية الدقيقة. الكحل الخفيف أبرز لون عينيها، وبدا وجهها وكأنه لوحة مرسومة بعناية فائقة.
حين نزلت إلى بهو القصر، كان الدوق فلوني بانتظارها، يقف إلى جانب عربة سوداء أنيقة يجرّها أربعة جياد بيضاء.
نظر إليها لحظة، ثم قال بهدوء:
“لقد أصبحتِ بالفعل ابنتي.”
لم تكن تلك الكلمات عاطفية بقدر ما كانت اعترافًا رسميًا، ومع ذلك، وجدت قلبها يرتجف قليلًا.
—
استغرقت الرحلة إلى العاصمة الإمبراطورية نحو ثلاث ساعات. الطريق كان طويلًا، تحفّه الحقول والجبال البعيدة والقرى الصغيرة، لكن العربة كانت مريحة والجو معتدل. جلست ليليانا بجانب النافذة، تنظر بصمت إلى المناظر التي تمرّ من حولها.
فكّرت:
“كيف كنت سأشعر لو كنتُ في عالمي؟ كنت سأقضي هذا اليوم في غرفتي، أشاهد الدراما وأطلب وجبة عبر تطبيق…”
قطعت أفكارها مارثا، التي جلست مقابلة لها داخل العربة:
“أخبريني، آنستي… هل ترين نفسك مناسبة لعالم البلاط الإمبراطوري؟”
رفعت ليليانا حاجبها:
“هل هذا اختبار؟”
ضحكت مارثا:
“ربما. أو مجرد فضول.”
نظرت ليليانا مرة أخرى إلى الخارج:
“لا أعلم. لكنني بدأت أشعر أنني لا أريد الهروب.”
—
عندما وصلت العربة إلى أسوار قصر الزمرد، كانت الشمس قد بلغت كبد السماء. بدا القصر أشبه بأسطورة: جدرانه مكسوّة بالرخام الأبيض تتخللها نقوش خضراء زمردية لامعة، وأبراج شاهقة كأنها تلامس السحاب. الخدم والحراس يصطفون عند البوابة، والموسيقى الملكية تعزف في الساحات.
فتحت الأبواب الملكية الكبرى على مصراعيها، واستقبلهم حاجب القصر بانحناءة رسمية:
“دوق فلوني… وابنته، الليدي ليليانا. نرحب بكما في قصر جلالة الإمبراطور.”
نزلت ليليانا من العربة، خطواتها مترددة لكنها ثابتة. كانت فساتين النبيلات تلمع في الأرجاء، والضيوف قد بدأوا بالتجمع في الساحة الأمامية حيث تُقدّم المشروبات الترحيبية.
همست مارثا بجانبها:
“تذكّري، آنستي… كل من ترينهم الآن، خلف ابتسامتهم قصة.”
—
بينما كانت ليليانا تتقدم بين الحشود، أحست فجأة بنظرات تلاحقها من بعيد.
وقفت للحظة، تنظر حولها، ثم تجمدت عيناها على شخصٍ ما يقف عند الشرفة العليا للقصر.
شاب طويل، ذو شعر أسود يلمع تحت الشمس، يرتدي سترة إمبراطورية فاخرة، وعيناه تشعان بغموضٍ يصعب وصفه.
كان يراقبها دون أن يبتسم، وكأن في عينيه سؤالًا… أو تحذيرًا.
ارتجفت ليليانا دون أن تدري.
“من يكون…؟ لا… لا تخبريني أنه…”
لكن قبل أن تُكمل فكرتها، سمعت صوت المنادي يعلن:
“تقدّموا إلى القاعة الكبرى، حيث ستُفتتح المأدبة الملكية بعد قليل.”
—
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"