بينما كانت السيدة موليت تتفحّص خطاب التعريف الممزّق، رمقتها بنظرة شكّ.
مدّت السيدة موليت يدها نحو البطاقة الممزقة، لكن رييلا كانت أسرع، فأمسكتها بقوة.
«آه، إنها… لقد مزّقتها القطة الصغيرة بالخطأ! لا داعي للقلق أمي، ستعطيك أخرى جديدة لاحقًا.»
لم تبدُ السيدة موليت مقتنعة تمامًا، لكن رييلا تابعت بسرعة محاولة صرف انتباهها:
«بالمناسبة، هل سمعتِ أن اللون الأزرق الملكي أصبح الصيحة الأحدث في فساتين السهرة؟»
«…اللون الأزرق الملكي؟»
«نعم! إنه اللون المفضل لسير سوليفان، حتى أن معظم الفتيات في العاصمة يسعين لارتداء الفساتين به. أليس كذلك، يا عزيزتي مونيكا؟»
مونيكا، التي ظلت صامتة طوال الحديث، أجابت على مضض: «ربما…».
عند ذكر اسم سير سوليفان، تغيرت ملامح السيدة موليت فجأة من الحذر إلى الحماسة.
«أوه، سير سوليفان! ذلك الشاب النبيل الأنيق؟»
ابتسمت رييلا بخفة: «بالطبع. في الواقع، لقد لمحني في إحدى الحفلات الأخيرة. أظن أنه مهتم بي.»
عادت السيدة موليت تنظر إلى رييلا بعينين لامعتين، وقد نسيت تمامًا موضوع البطاقة الممزقة.
«حقًا؟ يا إلهي، يجب أن تخبريني بكل التفاصيل!»
في تلك اللحظة، تنفّست مونيكا الصعداء بصمت، بينما كانت رييلا تسرد بمهارة قصصًا عن الحفلات والأزياء، متجنبةً بعناية أي ذكر للحقيقة.
وقبل أن تغادر، التفتت السيدة موليت إلى مونيكا وقالت بابتسامة ذات مغزى:
«مونيكا، عزيزتي… آمل أن تُبقيني على اطلاع دائم بما تفعله رييلا. كوني عينيّ وأذنيّ، أتفقنا؟»
شعرت مونيكا بارتباك داخلي، لكنها اكتفت بالإيماء موافقةً.
هكذا، انتهت المحادثة، لكن أثرها بقي معلقًا في الهواء، يوحي بأن القادم لن يكون بسيطًا بين هاتين الفتاتين.
***
قالت السيدة موليت وهي تسير في الممر إلى جانب رييلا:
«ولكن يا رييلا… هل يجدر بنا توظيف شابة مهملة إلى حد تمزيق خطاب التعريف الخاصة بها؟»
رمقتها رييلا بطرف عينها، وقد كانت تعرف جيدًا أن والدتها بالتبني، رغم لطفها الدائم، لا تساوم أبدًا حين يتعلق الأمر بمسائل تخص “ماتينيل”.
«أمي، في الحقيقة…»
قاطعتها السيدة موليت بابتسامة نصف جادة:
«تظنين أني لم ألاحظ؟ لقد كنت تتعلثمين، يا ابنتي العزيزة.»
تنهدت السيدة موليت قائلة:
«يا إلهي… كم مرة ستمستمرين في المبادرة بمساعدة و تغطية أخطاء الغرباء؟»
عضّت رييلا شفتها السفلى بصمت.
لم تكن السيدة موليت امرأة قصيرة النظر، وبالتأكيد قد أدركت أن الكلام المرتبك الذي تبادلته الفتاتان في الغرفة قبل قليل لم يكن سوى قصة ملفقة على عجل.
كان بإمكان رييلا، لو أرادت، أن تزيح مونيكا من الطريق بجملة واحدة فقط:
«نعم، اعترف أنني كذبت، لكنني أردت تجنيبها الإحراج. في الواقع، يبدو أن أحدهم مزّق الخطاب عمدًا. ربما تورطت مع شخص سيئ النية. وهي تقول إنها ممرضة، لكن البطاقة وحدها لا تثبت كفاءتها…»
تدافعت هذه العبارات في ذهنها، لكنها ابتلعتها، ثم أطلقت ابتسامة صغيرة وأخفضت عينيها:
«لا أظن أن الأمر كان مقصودًا. ثم إنها أمسكَت بي قبل أن أقع، وهذا حقيقي. فتاة سريعة البديهة فعلًا.»
رفعت السيدة موليت حاجبها:
«حقًا؟»
«تعلمين جيدًا أن ركبة “ماتي” لا تكاد تلتئم أبدًا. أظنها ستعتني به جيدًا.»
«آمل ذلك! حسنًا، فلنمنحها فرصة لبضعة أيام، إلى أن يتأكد كبير الخدم من خطاب التعريف…»
قالت ذلك وهي تثرثر بحنان عن ابنها العزيز، الذي أوشك أن يتم الحادية عشرة من عمره، وكيف أن شقاوته لا تدع البيت ينعم بالهدوء أبدًا. بينما كانت الأم غارقة في حديثها، خفضت رييلا بصرها إلى فستانها.
كان صدر الفستان المصنوع من الكتان الفاخر مجعّدًا على نحو بائس.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"