انفجر مارتينيل من داخل الغرفة وكأنه كان يسمع كل ما يقال. أما إيزابيلا فتماسكت وكأنها لم تسمع شيئًا، ثم رفعت فنجان الشاي من جديد لتأخذ منه رشفة. مارتينيل صرخ مرة أخرى بصوت عالٍ:
“سأتزوج الآنسة فايلوت!”
قالت إيزابيلا بهدوء، وهي تلتفت إلى مونيكا:
“سمعتِ بنفسك، أليس كذلك؟”
لم تستطع مونيكا إلا أن تبتسم ابتسامة محرجة. فلو صدقت أذنيها، فهذا يعني أن السيد الصغير مارتينيل لا يرغب بالزواج من الآنسة إيزابيلا… لكن من المستحيل أن تقول ذلك صراحة.
إيزابيلا واصلت حديثها ببرود وكأن الأمر لا يعنيها:
“من الواضح أنه لا يهتم بي، وذلك أفضل بكثير. أليس هذا أمرًا رائعًا؟ بل هو الوضع الأمثل تمامًا.”
جلست مونيكا تستمع في حالة من الذهول لخطبة هذه الطفلة ذات العشرة أعوام. فحسب كلامها، الزواج ليس سوى اتفاق بين شخصين يستطيع كل منهما أن يحقق للآخر ما يحتاجه بشدة. وبما أن أسرة فالينتينو كانت بلا شك عائلة مرموقة، فإن ذلك يعني الكثير.
أما الآن، ومع وضع أسرة موليه الحالي، فمن المستحيل أن يسمح كونت فالينتينو بزواج ابنته من هذه الأسرة.
لكن بفضل المهر الضخم الذي تملكه رييلا، كان الاحتمال الأكبر أن تتحالف أسرة موليه مع أسرة سوليفان.
لهذا كان من المنطقي أن يفكر كونت فالينتينو في تزويج إيزابيلا بشكل آخر.
بل وقيل إن كونتيسة فالينتينو اختارت إقامة حفلة عيد ميلادها والاجتماع الودي مع أسرة موليه في هذا التوقيت لذات الغرض.
ابتسمت إيزابيلا وهي تقول بلا مبالاة:
“أعمال الترميم في قصرنا انتهت منذ فترة طويلة. أمي فقط تتذرع بالأعذار لتؤجل الأمور.”
لم تستطع مونيكا إلا أن تلاحظ أن هذه الفتاة الصغيرة قد تشربت تشاؤم الكبار قبل أوانه.
لذلك ابتسمت وسألت بلطف:
“ولكن يا آنسة فالينتينو… كيف يكون الزواج من رجل لا يهتم بزوجته وضعًا مثاليًا؟ حقًا لا أفهم.”
“هممم… هذا سر، لكن سأخبرك.”
قالتها إيزابيلا بفخر وهي ترفع رأسها:
“بعد الزواج، سأذهب إلى العاصمة. وسأستخدم عدم اهتمامه بي كذريعة للاندماج في مجتمع العاصمة الراقي.”
“وماذا ستفعلين في العاصمة؟”
لأول مرة، ارتسمت ملامح طفولية صافية على وجهها الصغير وهي تجيب:
“سأتعلم كيف أُدير الأموال.”
لكن مضمون كلماتها لم يكن بريئًا أبدًا…
تساءلت مونيكا:
“إذن، ألن يكون من الخطير أن يعرف السيد الصغير مارتينيل خطتك الحقيقية؟”
ابتسمت إيزابيلا ابتسامة واثقة وقالت:
“وهل تعلمين لماذا وافقت على الزواج منه؟”
ثم رمقت مارتينيل بنظرة جانبية من خلال الباب، فسمعاه يصرخ مجددًا من الداخل:
“إفشاء أسرار السيدة خارجًا هو عار على شرف أي رجل نبيل!”
قالت إيزابيلا بابتسامة صغيرة:
“هل سمعتِ؟”
لكن مارتينيل واصل صياحه:
“لكنني لن أقول شيئًا، لأنني سأتزوج الآنسة فايلوت! على أي حال، لن يتحقق هذا الزواج أبدًا!”
“سيدة…!”
تمتمت مونيكا تكاد تكتم ضحكتها بصعوبة. لكن، مهما يكن، من غير اللائق أن تتحدث فتاة صغيرة بهذا الشكل عن حياتها أمام خادمة التقت بها للتو.
فسألتها مونيكا:
“وماذا عن معلمتكِ الخاصة؟ ألم تعلّق على خطتكِ هذه؟”
“آه، الآنسة روزماري قالت إن خطتي ممتازة. لكنها أوصتني ألا أكشفها قبل الزواج.”
“إذن، أليس من المفترض أن لا تخبري أحدًا… حتى أنا؟”
فجأة، اتسعت عينا إيزابيلا وترددت في الكلام. بدا أنها اندفعت في رغبتها باستعراض خطتها “الكاملة” حتى أفشت ما لم يكن ينبغي قوله.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات