البعض يقول إنه مسّ من الأرواح، وآخرون يعتقدون أنه عبث من الشيطان.
هو أن يتغيّر الإنسان تمامًا، وكأن شخصًا آخر يسكن الجسد نفسه.
إنريكي سوليفان اعترف بنفسه أنه يعاني من ذلك. أما مونيكا، فقد غمرها الارتباك.
هي أيضًا، في طفولتها، تمنت أحيانًا لو كانت شخصًا آخر. في كل ليلة كانت تستلقي على سرير ميتمها الصلب والمهترئ، وتتخيل: ربما أنا في الحقيقة أميرة مفقودة من مملكة مجاورة*.
*الكاتبات دوما يلمحون بوسط القصة، تراني قاعدة اقرا معكم بس احس ان هذي بتطلع الحقيقة*
كانت تخيّلاتها تسير هكذا تقريبًا: ذات يوم تتوقف عربة ملكية مهيبة أمام الميتم، وينزل منها رجل في منتصف العمر يرتدي تاجًا. وبمجرد أن تقع عيناه عليها، يدمع ويصرخ:
«شارلوت كوديلير! ابنتي!»
… “شارلوت كوديلير” كان اسمًا اخترعته مونيكا، جمعًا لأسماء أميرات قرأت عنهن في قصص الأطفال.¹
¹ إشارة إلى لوسي مود مونتغمري مؤلفة آن ذات الشعر الأحمر.
على أي حال، هكذا كان خيالها. بل إنها أحيانًا كانت تتمادى فتتدرّب على التصرف كالأميرات. وعندما اكتشفت أن اسمها الذي أطلقته عليها مديرة الميتم قد أُخذ فعلًا من اسم أميرة مفقودة في إحدى الممالك المجاورة، ازدادت أوهامها رسوخًا.
لكن الخيال يبقى خيالًا.
ومهما كان جميلًا، لم تستطع مونيكا أن تنسى أنها مجرد يتيمة عادية في الميتم.
أما إنريكي سوليفين، فكان أمره مختلفًا.
قال:
«لويس فيرفيل… غارسيا… كلها أسماء أعرفها لكن لا أذكر أنني أنا من عاشها. أحيانًا أفقد أيامي بالكامل. أستيقظ من النوم فأجد أن يومًا، أو حتى ثلاثة، قد ضاعت. وأحيانًا أجد في غرفتي أشياء لا أذكر أنني اشتريتها.»
بدأ يعي أعراضه بعد أن عاد إلى قصر عائلته مع نهاية الحرب.
لقد أجبرت السيدة سوليفان ابنها على العودة، إذ لم يبق لها سوى وريث واحد بعد أن مات البكر.
لكن لسوء الحظ، تعرّض إنريكي لقصف شديد قبل عودته مباشرة، ففقد بعض ذكرياته.
غير أن الأم لم يكن لديها وقت للعناية بابنها الجريح، فقد كانت مثقلة بفاتورة التعويضات الضخمة التي طالبت بها المملكة.
حين رأت الفاتورة أُغشي عليها من هولها، وحين أفاقت بدأت تبيع ممتلكات العائلة بلا توقف. حتى ابنها الجريح الموكول للطبيب بدا وكأنه مجرد شيء قابل للبيع.
قالت له:
«اذهب إلى مجتمع “لاسبيتسيا” المخملي، فهناك ستجد العرائس الغنيات ومهورهن الوفيرة.»
توقعت الأم أن يسخر منها. فابنها الثاني لم يكن مثل البكر الذي لطالما دللها؛ إنريكي كان صارمًا، ملتزمًا بالمبادئ، لا يحب زواج الصفقات.
ومع ذلك، فاجأها بابتسامة هادئة، وقال بلطف:
«سأفعل ذلك يا أمي.»
*واضح انه لويس 😂😂*
ثم احتضن كتفيها وأضاف بصوت حنون:
«أعلم أن قلبك يتألم لفقدان بابلو. سأحاول ألا أزيد همومك، حتى لو كنت دائمًا سببًا في أوجاعك.»
الأم ارتبكت وسألته:
«هل أنت مريض؟»
ابتسم قائلًا:
«فقط اعتبريني قد نضجت أخيرًا.»
لكنها شعرت أن هناك شيئًا غير طبيعي. الطبيب قال إن ما فقده إنريكي لا يتجاوز شهرًا من ذاكرته، لكن تصرفاته بدت وكأنه فقد ذاته بالكامل.
وعندما ودّعته إلى “لاسبيتسيا”، قال لها بجدية:
«ومع ذلك يا أمي، لن أجبر نفسي على زواج لا أريده.»
لكن ما إن أنهى كلامه حتى زمّ شفتيه وأضاف بفظاظة:
«طبعًا يا عجوز!»
*هذا غارسيا😂😂*
فأغمي على الأم من هول الصدمة.
*يا ربي متت ههههههههههههههه *
الخدم ظنّوا أنها بكت ابنها الراحل فقط، لكن سكرتيره الجديد “أندريه” سمع العبارة بوضوح.
… ومن هناك بدأت الحقيقة تتكشف.
في القطار المتجه إلى “لاسبيتسيا”، أفاق إنريكي على صداع مخيف بلا ذكرى لكيفية صعوده أو ما فعله بالأمس. سمع من أندريه أنه شرب حتى الثمالة رغم أنه لم يكن محبًا للخمر.
وعندما تبيّن أن تلك الفجوات الزمنية تتطابق مع أيام كان أندريه يلاحظ فيها تغيرات غريبة في شخصية سيده، استنتج الاثنان أمرًا واحدًا:
إنريكي يعاني من اضطراب في شخصيته.
كان يتناوب داخله شخصان آخران: لويس و غارسيا. وقد عرف ذلك من خلال رسائل تبادلها معهم عبر الملاحظات على طاولة نومه.
كتب مرة:
«أيها الصديق، اشرح لي لماذا نعتَّ أمي بالعجوز.»
فعاد ليجد ردًا:
«لم أفعل.»
ثم لاحقًا:
«إذن ماذا كان عليّ أن أناديها؟»
ومن هنا بدأت مراسلات غريبة بين شخصياته، تارة مهذبة صارمة، وتارة بذيئة صبيانية، جعلت إنريكي على وشك الجنون.
وبينما يحاول أن يخفي الأمر عن أمه، صار أكثر يأسًا. حتى أنه استيقظ ذات مرة ليجد نفسه في بيت امرأة غريبة، فطردته قائلة:
«حجج النبلاء كلها متشابهة!»
… ومن هنا بدأ صراع إنريكي الحاد:
هل هو مريض؟ ممسوس؟ أم مجرد ضحية لحرب سرقت منه عقله؟
لكنه لم يتراجع، بل قرر مواجهة هؤلاء “المتطفلين” داخل ذهنه وجهًا لوجه.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 28"