توقفت رييلا قليلًا لالتقاط أنفاسها. كان وجهها محمّرًا بالخزي والغضب. رفعت بصرها إلى الرجل ثم واصلت بعد لحظة:
“إنها خادمة من قصرنا.”
قالت مونيكا وهي تنحني برأسها معتذرة مرارًا:
“أنا آسفة يا آنسة رييلا. كنت فقط آخذ قسطًا من الراحة هنا. لم أكن أعلم أنكما موجودان.”
لكن اعتذارها لم يجدِ نفعًا. نظرت إليها رييلا ببرود، وأخذت نفسًا عميقًا ثم تكلّمت من جديد. أحسّت مونيكا بالعداء يتصاعد، فأغمضت عينيها بقوة من شدّة التوتر.
“لا، آنسة موليه. أعتقد أن من الأفضل أن أتدخّل أنا.” قاطع الرجل.
“سيدي…” بدأت رييلا، لكنه كان قد تقدّم بالفعل ليقف أمامها، حاجبًا إياها. وعندها فقط انكشف وجهه، الذي كان محجوبًا بالضوء من الخلف.
كان وجهًا تعرفه مونيكا جيدًا—شعر أشقر وعيون زرقاء ثاقبة. لكن… كان هناك شيء مختلف. مألوف وغريب في الوقت نفسه.
تجاهل الرجل مونيكا تمامًا وهو يخاطب رييلا:
“هذا حوار قد يساء فهمه. في مثل هذه الحالات، من الأفضل أن يتدخّل طرف محايد لحلّ الأمر ومنع أي تعقيدات أخرى.”
كلماته خرجت بسرعة، وكأنه في عجلة من أمره. ومع ذلك، كانت تحمل ثِقلاً ساحقًا.
تحدث وكأن الكبرياء طُبع في صوته، وكأنه لم يواجه يومًا تحديًا أو رفضًا. حتى كلماته وضعت مسافة بينه وبين رييلا، فقد وصف نفسه بـ”الطرف المحايد” رغم أنه كان متورطًا في الأمر منذ لحظات.
للحظة، تساءلت مونيكا إن كان هذا الرجل قد ظهر فجأة من مكان آخر.
نظرت إليه رييلا بعينين مليئتين بالارتباك، لكنها سرعان ما استسلمت، مومئة بخفة. وحين عادت عيناها إلى مونيكا، كانتا مشتعلة بالغضب.
“مفهوم، اللورد سوليفان.” قالت رييلا.
تجمّدت مونيكا.
سوليفان؟ ليس بيرفيل؟
سوليفان. الاسم ضرب مونيكا كالرعد. لقد سمعته من قبل—في همسات بين رييلا والسيدة موليه، وفي أحاديث الخادمات.
أُصيبَت مونيكا بالذهول. الرجل أمامها كان طويلًا، وسيمًا، عريض المنكبين، يفيض أناقة. لكن عينيه الزرقاوين لم تحملا أبدًا براءة القسوة التي ميّزت النبلاء الآخرين.
“لستَ غارسيا؟” كررت بصوت خافت.
“كم مرة يجب أن أقول؟ هذا ليس اسمي.” قال ببرود.
الهالة المحيطة به كانت مخيفة—تكاد تكون غير بشرية. مختلفة عن أي شيء عرفته مونيكا من قبل.
“هل هو فعلًا شخص مختلف؟” فكّرت مونيكا.
اجتاحها شعور بالديجا فو*. نفس الإحساس الذي انتابها عند لقائها بلويس وغارسيا.
*هذا احساس تحس بيه لما يمر عليك موقف و تحس انك شفته من قبل، و هي كلمة فرنسية تكتب déjà vu و معناها الحرفي رأيته من قبل*
“…هل ستقول لي الآن إن اسمك ليس لويس أيضًا؟” تفجّرت كلماتها بلا وعي.
ابتسم ابتسامة متجمّدة.
“اسمي إنريكي سوليفان.”
“…ماذا؟”
“إنريكي سوليفان.”
*و اخيرا ظهر انريكي، النبيل البارد حتى النخاع ( جايبة وصفه من وصف الرواية) *
عضّت مونيكا شفتها. الأمر لا يُصدَّق.
ثلاثة رجال. ثلاث وجوه متطابقة. ثلاث أسماء مختلفة.
لويس. غارسيا. والآن إنريكي؟
هذا جنون.
“كذب… لا بد أنها كذبة.” همست مونيكا.
ابتسم إنريكي بسخرية: “اعتدت سماع ذلك كثيرًا في حياتي، لكن لم يقلها أحد مباشرة بعد أن أقدّم نفسي. هذا جديد.”
مسحها بنظرة باردة متفحّصة، فارتجفت تحت عينيه.
عادةً ما كانت مونيكا ستغضب من هذه الوقاحة، لكنها بدلًا من ذلك شعرت بإحساس غريب… مألوف على نحو عجيب.
“لماذا يبدو هذا مألوفًا؟”
“هل قلتِ إن اسمك أوفان؟” سأل إنريكي.
ترددت: “…نعم.”
“سمعت من الآنسة موليه أنكِ خادمة هنا. التنصّت قد يكون فضيلة عند الجرذان، لكنه بالتأكيد ليس فضيلة لدى الخدم.”
وخزتها الإهانة في أعماقها. حتى غارسيا، بكل وحشيته، لم يهنها هكذا.
“ماذا تعرف؟” صاحت.
ضحك إنريكي: “لا شيء. سألت سؤالًا بلا جدوى.”
شهقت مونيكا عندما لاحظت ندبة صغيرة عند زاوية عينه ظهرت وهو يضحك.
“تلك الندبة… رأيتها من قبل.”
“انتظر…” بدأت مونيكا.
“لقد أضعتُ وقتًا كافيًا معك.” قال إنريكي وهو يستدير مبتعدًا.
لكن مونيكا لم تستطع تركه يرحل. مدّت يدها وأمسكت طرف قميصه.
“انتظر!”
تجمّد الرجل. وفي تلك اللحظة—
بووم!
دوّى صوت مدوٍ من قاعة الاحتفال. أضاءت السماء بألوان حمراء وزرقاء متوهجة. تجمّدت مونيكا في مكانها بينما ملأ الهواء رائحة البارود.
إنها الألعاب النارية المميزة لعائلة موليه.
استمر العرض المذهل، ملوّنًا السماء بأجمل الألوان. حتى مونيكا نفسها لم تستطع إلا أن تُسحَر بالمشهد.
وحين انتهى، أدركت أنها ما زالت ممسكة بقميص إنريكي.
“أنا آسفة، أنا…” بدأت، ثم صمتت فجأة.
كان إنريكي يتشبّث بجذع شجرة ليدعمه، جسده يرتجف بعنف.
“آه…” تأوّه.
تراجعت مونيكا بصدمة، تحدّق فيه مذهولة.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 21"