كانت “مونيكا” أول من ألقى نظرة حوله. ولحسن الحظ، فقد كانت شجيرات التوت الأزرق التي زرعها البستانيون تمامًا عن الأنظار.
لكن ما الذي تفعله “رييلا” هنا، وهي التي كان من المفترض أن تكون بطلة الحفل؟ عقدت مونيكا حاجبيها، تراقب الموقف بتأنٍّ.
في حديقة الأزهار البرية تحت ضوء القمر، كانت “رييلا” واقفة مع رجلٍ ما.
كان الرجل يقف وظهره نحوها، ومع ذلك فقد بدت هيئته العريضة واضحة حتى من ملامحه المموهة. وبمجرد النظر إلى ملابسه الأنيقة، كان من المؤكد أنّه أحد النبلاء المشاركين في الحفل.
أهممم…
لكن الأمر بدا مألوفًا على نحوٍ مزعج. ورغم أنّ مونيكا لم تكن من هواة التنصّت على لقاءات الآخرين السرية، فإنها — من حيث لا تدري — مالت برأسها قليلًا لترى بوضوح أكبر، بدلًا من الانسحاب بهدوء كما خططت أولًا.
ماذا؟
عندها فتحت رييلا فمها مجددًا، قائلة:
“قد يبدو من الجرأة أن أقول هذا، لكنني أؤمن، يا سيدي، أنك تحتاج إليّ أيضًا.”
“آنسة موليه.”
قاطعها الرجل بصوت منخفض، مما جعل حاجبي مونيكا يرتفعان.
“أرجوك، تزوجني، سيدي.”
“أنا آسف…”
“أنت تدرك أنّه من المحرج للغاية أن تقول سيدة مثل هذا الكلام وجهًا لوجه، لكنني سأعيده مجددًا… أنا أحبك.”
كانت مونيكا تقسم أنها لم تكن تود التنصّت على أحد. فلو كان الأمر عاديًا، لأصدرت صوتًا متعمدًا لتُعلم بوجودها، ثم اعتذرت، وقالت: “آه، أتمنى لكما حديثًا سعيدًا!” قبل أن تنسحب مانحةً بركاتها للحب الغضّ.
أليس هذا هو التصرف الطبيعي؟ فتاة شجاعة تعترف بمشاعرها في ليلة صيفية شاعرية. وكانت مونيكا تؤمن أن الفتاة الجريئة تستحق كل الاحترام.
لكن ما إن رأت أنّها رييلا، حتى دبّ القلق في قلبها فورًا. كان الأمر طبيعيًا؛ فأكثر امرأة تُثير ضيق مونيكا وكراهيتها في هذا العالم هي “رييلا موليه”.
مشهد اعترافها بالحب لرجل ما… لم تكن مونيكا ترغب برؤيته أو سماعه بأي شكل.
هل أهرب بهدوء؟
لكنها لم تستطع. والسبب كان الرجل الواقف تحت القمر بظهره إليها.
لم يكن هناك مجال للخطأ في معرفته. لويس بيرفايل.
*مجرد توقع لاني قاعدة اقرا الرواية معكم بس اظن ان هذا انريكي و ليس لويس*
حتى ظهر البارحة، كان هو نفس الرجل الذي كان يناديها بـ “عزيزتي موني موني”. وطريقة اعتذاره “أنا آسف، لكن…” كانت طبق الأصل.
وبينما كانت قطع الأحجية المتناثرة في ذهنها بلا رابط، بدأت تتشابك ببطء.
تصرفه عندما رأى رييلا وسيدات النبلاء في شارع السوق، طريقته في الحديث، سلوكه معها… كان كل ذلك مألوفًا جدًا لأي امرأة.
اختياره السريع للملابس التي تناسب مونيكا دون تردد كان كافيًا لجعل أي فتاة تقع في شباكه. لذا، كان من المنطقي أن تفترض أن واحدة من تلك النساء هي حبيبته.
“أحبك، يا سيدي.”
لكن هذه المرأة… هي رييلا.
شعرت مونيكا وكأن قنبلة وهمية قد ألقيت عليها.
كان الموقف واضحًا: هناك رجلٌ تقدّم لخطبة رييلا، لكنها الآن تعترف بحبها لرجل آخر. حتى هنا، الأمر مفهوم — ليس غريبًا أن تحب المرأة رجلًا آخر غير خطيبها.
لكن، إذا كان هذا الرجل لعوبًا كما تعرفه مونيكا، فالأمر يختلف تمامًا.
هل أتظاهر بأنني لا أعلم شيئًا؟
لقد خطر هذا ببالها فجأة. فهي تعرف تمام المعرفة المصير الذي ينتهي إليه قلب امرأة تهبه لرجل مستهتر.
يشبه الأمر صندوق المفاجآت الذي يبيعه الباعة الجوالون. يغرون النساء قائلين إنّه مليء بخواتم الجواهر الفاخرة، وبعد أن تدفع المرأة عملة واحدة، تفتحه لتجد داخله شيئًا تافهًا — كعكة رديئة أو دمية قشية صغيرة. ومع ذلك، حتى هذا أفضل من قلب مكسور.
إهداء القلب لرجل ماجن… هو أسوأ من أي صندوق مليء بالخردة.
حتى قبل لحظة، كانت مونيكا تكره رييلا لدرجة أنها كرهت نفسها بسبب ذلك. كانت تحتقر فكرة أن تراها سعيدة، وتشعر بالنقص أمامها.
فماذا لو التقت رييلا برجل فاسد ودمّرت زواجها الميمون؟ هل ستغضب السيدة موليه، المرأة الطيبة البشوشة، لأن ابنتها بالتبني جلبت العار للأسرة؟
توقفي، توقفي فورًا يا مونيكا أوفن.
دفنت رأسها بين ركبتيها للحظة، ثم قررت النهوض. كان عليها أن تمنع رييلا من اختيار هذا “الصندوق الملعون”.
لكن كيف؟
استعادت مشهدًا من رواية شهيرة قرأتها: حيث تتدخل شخصية ثالثة لتقول للبطلة: “آنسة موليه، آسفة، لكنني سمعت حديثكما، وأرى أنّ عليك الابتعاد عن هذا الرجل.”
“اللعنة!” ضربت مونيكا جبهتها. حتى في خيالها، تظل رييلا البطلة وهي الطرف الثالث!
وفي أغلب هذه القصص، تقول البطلة للطرف الثالث: “لا تصدقيه، إنه كاذب.” ثم يُكشف سر الرجل الماجن. لكن هنا… الأمر لا يجدي. يجب إيجاد طريقة أخرى.
لكن العالم، كعادته، لم يمنحها الوقت. ففي اللحظة التي كانت تضرب فيها رأسها وهي مختبئة، سبقها الرجل بالكلام:
“آسف يا آنسة موليه، لكن لا مشاعر لدي تجاهك.”
اتسعت عينا مونيكا وهي منكمشة. تمسكت رييلا به في لهفة:
“لكن على الأقل أنت بحاجة إلى مهري!”
رد الرجل على الفور، على غير عادة صمته الطويل:
“هل تدركين ما تقولينه يا آنسة موليه؟”
“أنا…”
“أنتِ تطلبين مني شراءكِ كما لو كنتِ سلعة.”
كان صوته باردًا كريح الشمال، حتى شعرت مونيكا بانقباض قلبها في مخبئها.
ورغم أنها لم تر وجه رييلا، فقد تخيلت ملامحها جيدًا.
“… أتراني أقلّ شأنًا؟”
سألت رييلا بعد صمت، لتجد مونيكا نفسها مذهولة. بدا أن الحديث يسلك مسارًا آخر غير الذي توقعته.
الحقيقة أن رييلا كانت هي الطرف المتمسك في هذا الموقف، لا الهاربة إلى حبها الحقيقي.
“الحمد لله أنني لم أظهر…”
غيرت مونيكا رأيها. كان عليها الانسحاب بهدوء قبل أن يلحظها أحد. بدأت تزحف بين الشجيرات، عالمة أن فستانها الجديد سيتسخ، لكن هذا أهون من انكشافها…
مدّت يدها، فإذا بها تلمس شيئًا طريًا رطبًا… ثم انتفخ فجأة تحت كفها.
“آآه!”
صرخت وأفلتت يدها، فقفز الكائن صارخًا.
غرووك! كان ضفدعًا. راح ينقّ بصوت عالٍ ويقفز مبتعدًا. لكن…
“من هناك؟”
انتهى الأمر. وبشكل حاسم.
شعرت بعيونٍ تحدّق بها. استدارت ببطء لتجد الرجل — لويس — واقفًا أمام رييلا، وكأنه يحميها من خطرٍ مجهول.
لماذا كان ضوء القمر ساطعًا هكذا الليلة؟ كان يليق بهما بشكل مزعج.
ورغم أن وجهيهما كانا في الظل، فإن مونيكا رأت بوضوح ملامحهما، ورأت أيضًا أنهما يبدوان رائعين تحت القمر.
“آه… هذا…”
تعرّق جبينها. ذلك الضفدع اللعين!
لكن بعد أن انكشف أمرها، لم يعد أمامها خيار. نهضت محاوِلة التحدث بهدوء:
“أعتذر… لم أقصد التنصّت. كنت فقط أحاول المغادرة بهدوء، لكن بطريقة ما…. “
لم يخطر ببالها شيء آخر لتقوله، فأضافت بعد لحظة:
“إذن… ليلة سعيدة؟”
… كان من الأفضل لو لم تقلها. فجاءها الرد ببرود:
“لا يبدو أنها ليلة سعيدة، على أي حال.”
“آه…”
رمشت مونيكا، فالنبرة كانت باردة على نحو غريب.
كان وجهه مألوفًا، لكنه تحدث كما لو كانت خادمته. فسألته بغير وعي:
“… لويس؟ أليس كذلك؟”
“…”
“أم أنّك… غارسيا؟”
صمت الرجل فجأة، فتقدمت رييلا، دافعةً يده جانبًا:
“أيتها الآنسة مونيكا، ما الذي تفعلينه هنا؟ ألم يكن عليك الاهتمام بمارتينيل الآن؟”
ومع اقترابها، كشف ضوء القمر عن وجهها الموشوم بالحرج. عندها تنهدت مونيكا:
“آنسة موليه… إنكِ تسيئين الفهم. ليس في نيتي أن أخبر أحدًا بما سمعت…”
لكنها أدركت فورًا أن قولها هذا سيؤجج الشكوك أكثر.
كيف تقولين “لن أقول شيئًا” بعد أن سمعتي كل شيء؟ والأسوأ… أن رييلا تكرهك أصلًا!
كان من الصعب إيجاد عذر، فيما بدأ الغضب يطلّ على ملامح رييلا الشاحبة.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 20"