أصرّت مونيكا على أن تأخذ المال وترحل، لكن لويس أصرّ بأن ذلك أمرٌ سخيف. وللتحديد أكثر، قال:
“سيكون من المشين أن أعطي سيدةً مالًا ثم أرسلها بعيدا.”
“ولمَ لا؟”
“لأن كبريائي سيتأذّى.”
“هل هذا ما قاله غارسيا؟”
“لا، هذا ما قاله كبريائي أنا.”
منذ اللحظة التي قال فيها غارسيا إنه سيدفع ثمن ملابسها، كانت مونيكا قد حسمت أمرها بأنها لن ترافق ذلك الرجل لشراء الملابس.
لكن الشخص الذي ظهر في النهاية لم يكن غارسيا، بل لويس. ورغم أنها ظنت أن موقفها لن يتغيّر، إلا أن هذا الرجل كان خصمًا صعبًا بطريقةٍ مختلفة تمامًا عن غارسيا.
“ليس كافيًا أن أُكرّس كل جسدي وروحي في خدمة السيدة التي أزعجها غارسيا، ثم أردّ لها الجميل ببعض النقود فقط. هذا يجرح كبريائي و رجولتي.”
نظرت مونيكا إليه بريبة.
“هناك أمر يزعجني قليلًا.”
“إزعاج؟ قولي لي ما يزعجك وسأصلحه فورًا.”
“الجزء الذي قلت فيه أنك ستكرس نفسك لي…”
ابتسم لويس ابتسامة تجمع بين البراءة والمكر في آن واحد، بشكلٍ يثير الدهشة.
“هذا الجزء نابع من قلبي حقًا.”
“مغازل…”
“لا تقولي ذلك، أنا رجل محب.”
وأثناء حديثه، اصطحب لويس مونيكا بمهارة. كان تسلسل الأحداث وصولًا إلى الشارع التجاري طبيعيًا لدرجة أنها لم تنتبه إلا وهي واقفة أمام باب أنيق مزخرف بمربعات وردية وبنفسجية.
كان مبنى محل الأزياء ضخمًا، يبدو أنه يتكون من ثلاثة طوابق، وجدرانه مطلية بلون وردي فاتح.
الباب المصنوع من نسيج فاخر يفتح على الجانبين، ومقبضه صغير ولطيف. بدا المكان راقيًا في هذه المنطقة التجارية.
“المحلات كهذه تعمل على الحجز المسبق فقط، صحيح؟”
“ثقي بي.”
وبينما كانا يتجادلان، خرجت من غرفة القياس امرأة ترتدي قبعة خضراء مزينة بالريش، وألقت نظرة سريعة عليهما.
“مرحبًا بكم!”
فتح لويس الباب ودخل بلا تردد، فهرعت نحوه موظفة بصوت مرح. شعرت مونيكا بالارتباك دون أن تدري، لكن لويس همس لها بابتسامة لطيفة:
“اسمحي لي أن أرافقكِ يا موني.”
“موني؟”
“لا أستطيع أن أناديكِ حبيبتي هنا، أليس كذلك؟”
فتحت مونيكا فمها بدهشة، لكن لويس ربت على كتفها برفق ثم التفت إلى الموظفة.
“هل لديكم حجز في متجرنا؟”
“أوه، لم أتمكن من الحجز. لكن أليس لديكم ملابس جاهزة؟”
أومأت الموظفة بحماس:
“صاحبنا هو أسرع خياط في لا سبيتسيا! معظم قادة السفن الكبيرة يحضرون زوجاتهم هنا ليشتروا الملابس الجاهزة.”
عندها فقط تذكرت مونيكا أن هذه مدينة ميناء. البحارة الذين يقضون أكثر من نصف عام في البحر لا وقت لديهم لطلب ملابس مفصلة. ابتسم لويس ابتسامة واسعة:
“أريني ملابس لــ موني خاصتي.”
“بالتأكيد يا سيدي! تفضلا إلى الطابق الثاني.”
بدأت الموظفة بالصعود، فاغتنمت مونيكا الفرصة وهمست:
“هذا ليس صحيحًا يا لويس. الملابس التي كنت أرتديها مجرد أشياء اشتريتها من السوق.”
“إذا دققتِ النظر، هذا المكان أيضًا في السوق.”
“لويس…”
تنهدت مونيكا وقالت:
“لم أرد أن أقول هذا لأن غارسيا كان يزعجني…”
“تقصدين أنك تريدين قول هذا لي أنا فقط؟ هل هو حبك لي؟”
“الأمر يتعلق بالخسارة! الملابس التي تمزقت كانت مستعملة أصلًا!”
رفعت صوتها وهي تدوس بقدمها من الإحراج. لم تصدق أنها مضطرة لشرح ذلك. شراء ملابس جديدة لم يكن خيارًا لفتاة في الثامنة عشرة تربّت في ميتم.
كانت فستانًا واحدًا اشترته بعد بحث طويل بين عربات الملابس المستعملة في السوق، متجاهلة النظرات الساخطة. فكيف لها أن تشتري شيئًا جديدًا من مكان كهذا؟
لكن لويس لم يبدُ مهتمًا:
“يا إلهي… أُجبرتِ السيدة على البوح بسرها. أظن أنني المذنب هنا.”
“لويس، أرجوك. حتى لو لم يكن معي سوى 60 سينغًا حينها، فأنا لا أنوي أخذ أكثر من ذلك.”
“موني…”
رفع لويس حاجبًا واحدًا، وعيناه تلمعان. ثم سأل فجأة:
“لا بد أن غارسيا كان فظًا معكِ، أليس كذلك؟”
“أه…”
“ذلك لم يكن تصرفًا مؤدبًا.”
“عندما قال إنه ذاهب لرؤية امرأة، ووصفها بـ ذيل الحصان المجنون، تأكدت أن غارسيا ارتكب حماقة جديدة.”
رغم جدية الموقف، ارتسمت ابتسامة على شفتي مونيكا. كان لدى لويس سحرٌ يجعل حتى الأمور الجادة تبدو خفيفة، كريشة تتراقص في الهواء.
“اعتبري هذا اعتذارًا نيابة عن غارسيا، موني. ولدي الكثير من المال الذي لن يجعلني أخسر.”
ازدادت فضولها فسألته بسرعة:
“ما هي علاقتكما حقًا؟”
غمز بعينه:
“قلت لكِ، نحن لا ننفصل.”
“هل أنتما حقًا توأمان؟”
“أقرب ما يكون.”
فكرت: هل هما أبناء عمومة؟ لكن هل يوجد أقارب يتشابهون بهذا القدر؟
لكن لم يكن هناك وقت للتفكير أكثر. ظهرت الموظفة مجددًا على السلم تدعوهم للصعود.
تنهدت مونيكا:
“…إن وعدتني بشيء واحد.”
“وما هو؟”
“أن تكف عن مناداتي بـ موني.”
ضحك لويس بخبث وتقدّم خطوة:
“حسنًا، يا حبيبتي.”
“آه! بحقك!”
توقفت عن الصعود وضربت الحائط بكفها. لكنه لم يفعل سوى الضحك.
“يا فتاتي المفعمة بالطاقة، أنتِ نشيطة اليوم.”
“أيها الوقح! توقف عن مناداتي هكذا!”
لم يتشابها في الشكل فحسب، بل في الجرأة أيضًا.
وحين وصلا للطابق الثاني، كانت مونيكا قد تماسكت. لويس يرتدي أزياء أنيقة، وكان المكان مناسبًا له تمامًا. ثم إنه سيدفع؟ وكان إحساسها يخبرها أنه إن لم تشترِ شيئًا الآن فلن تخرج من قبضته اليوم.
“شيء مريح للحركة، متين وأنيق إلى حد معقول.”
أومأت الموظفة، لكن لويس وضع ذراعه على كتفها وأضاف:
“شيء جميل وغير مريح، لدرجة أنها ستتخلى عنه قبل أن تهرب مني!”
“لويس!”
ضحكت الموظفة، ثم عرضت أمامهما مجموعتين: على اليمين ملابس عملية تناسب زوجة بحّار، وعلى اليسار فساتين رقيقة مزينة بالدانتيل.
اختارت مونيكا فورًا فستانًا رماديًا من الكتان، لكن لويس علّق ساخرًا:
وقبل أن تنتبه، كان قد جرّها أمام المرآة، وهمس في أذنها:
“لدي مئة طريقة لأجبرك على فتح عينيكِ.”
“حتى لو قلت هذا، لن أفتح عيني. دعني أشتري الرمادي وأرحل. الأبيض لا يناسبني.”
“لن أسمح أبدًا. افتحي عينيكِ مرة واحدة فقط، حبيبتي…”
فعلت، ورأت في المرآة أن اللون ليس أبيض ناصعًا، بل عاجي دافئ، والمخاطيف الخضراء بدرجة عشبية خريفية. اللونان امتزجا بسحر مع بشرتها السمراء وشعرها الأسود.
ابتسم لويس:
“انظري كم يليق هذا بجمالك.”
“مغازل…”
“ليس بعد الآن، حبيبتي. سأعطيكِ كل ما عندي.”
تدخلت الموظفة:
“أنتم ثنائي رائع! هل أنتما متزوجان؟”
ابتسم لويس:
“الطبيب البحار الذي جاب العالم، تحركه الرياح، يبحث الآن عن مرفأ ليستقر فيه.”
اتسعت عينا مونيكا بدهشة. عملتَ طبيبًا في سفينة؟ لكنها التزمت الصمت حتى لا تثير الشك.
وبينما كانت تفكر، كانت قد استسلمت لتجربة الفستان وهي تصفق مع الموظفة إعجابًا بمقاسه.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 16"