«أقسم أنني لست كذلك! لقد أفسد أغراضي، وكل ما كنت أفعله هو الشكوى!»
لكن عيونهم التي تدور من الغضب لم تستمع إلى أي تبرير.
«أين ذلك الوغد؟»
«كيف لي أن أعلم؟ لقد رأيتموه يهرب!»
اندفع أحدهم – وقد بلغ الحماس به مداه – وجذب مونيكا من شعرها، فسُحبت قبل حتى أن تذرف دمعة.
«بسبب عشيقك احترق مستودعنا كله! هل تعلمين كم كان يساوي؟ مئة ألف سينغ!»
«أعيدوا إلينا ذلك الحقير!»
«لا، ليس عشيقي، ولا أعرف مكانه! ولماذا تجرّونني؟»
لكنها لم تستطع قول ذلك بصوت مسموع، فقد كان الألم يشتت وعيها.
«توقفوا!»
عاد البلطجي الثالث متأخرًا، واجتمع الثلاثة – ومن ضمنهم من يمسك بمونيكا – يتشاورون ساخطين.
«أين ذهب ذلك الجرذ الصغير؟»
«لا فائدة، لنبدأ بهذه الفتاة أولًا.»
«قلت لكم، لا علاقة لي… آآه…»
رغم توسلاتها، أمسك الرجل ذو المطرقة بذقنها ورفعها نحوه.
«أتمنى لو كانت لي عشيقة مثلك… كنت لأضحي بحياتي من أجلها.»
اتسعت عينا مونيكا. حقًا؟ هل سيسلبون حياتي الآن؟
ارتفعت يد المطرقة في الهواء. يا للسخرية! حياتها التي بدأت صباحًا بشكل عادي، كرحلة لشراء مشط، على وشك أن تنتهي هنا. حاولت المقاومة، لكن الرجل الذي أمسك شعرها شدّه بقوة.
يا للجنون! كان عليّ أن أتركه وشأنه، حتى وإن كان وقحًا. كان يجب أن أنهي الأمر منذ الانطباع الأول السيئ… لماذا جررت نفسي إلى شجار كهذا دون أن أقدّر قيمة حياتي؟
خطرت ببالها كلمات أحدهم: «إن واصلتِ الرد على كل شيء بهذه الطريقة، ستقعين في ورطة كبيرة يومًا ما.»
آنذاك لم تكترث، وظنّت أنها مجرد مبالغة… لكن الآن، شعرت بالظلم وهي تفكر: سول… كان يجب أن أسمع كلامك.
وسول هذا… يحمل الوجه نفسه الذي ورّطها في هذه الورطة!
عندها –
«أيها الحمقى…»
جاء صوت منخفض غاضب. التفتت مونيكا برأسها.
كان الشاب الأشقر الذي أفلتت منه قبل لحظات واقفًا هناك من جديد، وعلى وجهه ملامح حدة لا تخطئها العين.
«اتركوها. لا علاقة لها بي.»
«ذلك الحقير غارسيا!»
«لا يهم! هل جئت لتأخذ عشيقتك؟»
رفع الأوغاد المعاول والمناجل في أيديهم، لكن غارسيا تجاهلهم، وحدّق بمونيكا بعينين باردتين.
” ألم أخبرك أن تُطلق سراحها؟”
شعرت مونيكا بالظلم، فكيف يُفترض بها أن تشعر وهي متورطة مع غريب تمامًا ويُعاملها بهذا الشكل؟ خرجت منها الشتيمة دون أن تشعر:
“ليتهم سمعوا تفسيري وطاردوك أنت!”
“هذه الفتاة…”
الرجل الذي كان يمسك بمطرقة ويشد مونيكا من ذراعها، دفعها بعنف نحو الجدار. ارتطم ظهرها بقوة، فأحسّت بألم حاد جعل الدموع تلمع في عينيها. عندها صرخ غارسيا بغضب:
“قلتُ لك أن تتركها!”
“أنت مَن يجب أن يترجاني لأسامحك على ما فعلته بمخزني!”
” كف عن هذا الهراء! هيااا!”
انقض الأوغاد على غارسيا، وسمعت مونيكا صوت اندفاعه نحوهم.
كانت تلهث بصعوبة وظهرها ملتصق بالجدار، وعنقها محاصر بيد الرجل، فلم تستطع أن ترى جيدًا، لكنها التقطت أصوات ارتطام متتالية “طَخ… طَخ”، تتخللها صيحات غاضبة: “هذا الوغد… ذاك الوغد…”.
ظنّت أن القتال سيكون محسومًا لصالحهم، فهم يحملون أدوات حادة… لكن:
“لا، أولئك الأغبياء…”
بدأ الرجل الذي يخنقها يبدو أكثر توترًا.
“هيه! قلتُ لك ادفعه! ماذا تفعل؟!”
رمقت مونيكا المشهد من طرف عينها، وحاولت الالتفاف، وتمكّنت من ذلك لأن قبضته تراخت فجأة. لكن قبل أن تخطو خطوة واحدة، عاد وأمسكها من شعرها.
وفي تلك اللحظة، كان مشهدٌ غير متوقع يتكشف أمام عينيها: غارسيا ما زال يصول ويجول كالعاصفة، وأحد الأوغاد قد سقط بالفعل. ثم…
بركلة قوية إلى الفك، أطاح غارسيا بالآخر أرضًا، فانهار وهو يطلق شهقة خافتة.
عندها فقط، التفت غارسيا بعينيه الحادتين نحو مونيكا:
“أمرتك بأن تُطلق سراح هذه المرأة.”
“ستندم… حياة حبيبتك…”
“فلنرَ من سيندم؟”
قبض الرجل على رأس مونيكا مهددًا، لكن غارسيا لم يتزحزح:
“أنا حتى لا أعرف من هذه صاحبة ذيل الحصان. يا حثالة، تظنون أنني سأرمش إذا أمسكتُم بامرأة غريبة وهددتموني بها؟”
“أ.. أنا…”
” نعم، ماذا؟”
ردّ غارسيا ببرود وانحنى قليلًا، فارتبك الرجل ونظر إليه بلا وعي. وفي اللحظة التالية، كان غارسيا ينهض وفي يده حجر، ثم…
طاخ!
أصاب الحجر جبهة الرجل بدقة، فسقط للخلف بلا صوت. وسقطت معه مونيكا مترنحة، لأنه لم يترك شعرها إلا في اللحظة الأخيرة.
ارتطم جسدها بالأرض جزئيًا، فاندفعت دموعها من الألم. ركبتيها احتكتا بقوة على الأرض الخشنة، فأحست بحرقة حادة.
“آااه…”
لم تستطع النهوض، واكتفت بالتأوه وهي عاجزة عن استيعاب ما يحدث. كانت راحتاها وركبتاها تؤلمانها، وجسدها كله منهك، لكنها استطاعت بوضوح سماع وقع خطوات الشاب وهو يقترب منها.
“هيه، يا صاحبة ذيل الحصان.”
“…”
“هل أنت بخير؟”
قررت مونيكا أنه حين تستعيد وعيها بالكامل… ستمزّق وجه هذا الرجل بأظافرها.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"