4
استمتعوا
***
هبطت المروحيات الكورية فوق سطح الماء، وكانت الأخيرة تحاول أن تكون دراماتيكية فحلّقت منخفضة جداً، مما تسبب في موجة غمرت سويون ومين سوك بالماء المالح البارد.
“آه! الملح في عينيَّ!”
صرخت سويون وهي تحاول فتح عينيها المحترقتين.
“ما هذا الطيار المتباهي!”
وقف مين سوك شامخاً كالتمثال، لكن شعره الأشقر الجميل التصق بجبهته كالمعكرونة المطبوخة حديثاً.
نظر إلى انعكاسه في الماء بمزيج من الامتعاض.
“اعذرني أيها الأسطوري!”
نادى الطيار من نافذة المروحية بابتسامة متأسفة.
“كنت أجرب مناورة جديدة!”
نزل فريق الإنقاذ – ثلاثة صيادين شباب يرتدون بزات سوداء أنيقة، لكن تصميمها كان يحوي… جيوباً كثيرة، كثيرة جداً.
حتى على الأكتاف والظهر، كأنهم في رحلة تخييم ستستغرق عاماً.
“السيد بارك! الآنسة كيم!”
قال القائد وهو يتقدم، ثم تعثر في دوامات الماء التي خلّفتها المروحية وكاد يسقط.
لم تستطع سويون كتمان ضحكتها.
“أتعلمون، لو كانت الزنزانات مليئة بالماء لكنتم قد خسرتم منذ زمن!”
ساعد الزملاء قائدهم وهو يحاول الحفاظ على وقاره.
“المهمة… هل تمت بنجاح؟”
“اختفت الزنزانة.”
قال مين سوك بإيجاز.
“والنواة؟”
سأل أحد الصيادين الشباب بحماس.
“لا توجد.”
أجابت سويون.
“كانت زنزانة مشاعر، لا نواة لها،مما يعني… أن مكافأة المليون دولار الخاصة بي كاملة، صحيح؟”
نظر الصياد الشاب للحظة إلى مين سوك الذي أومأ موافقاً.
“ن… نعم!”
“ممتاز!”
فرحت سويون.
“هيا لنذهب! أنا متجمدة وجائعة وأحلم بطبق رامن الآن!”
وفي داخل المروحية.
كانت المقاعد ضيقة بشكل سخيف.
جلست سويون بجانب مين سوك وركبتها تضغط على ركبته دون قصد.
“يا إلهي! هل هذه المقاعد للأزواج أم ماذا؟”
تذمرت وهي تحاول تعديل وضعيتها.
لم يقل مين سوك شيئاً، لكن سويون لاحظت أنه كان يحاول الانكماش نحو النافذة لإعطائها مساحة أكبر.
حتى أنه كاد يعلق خارج المقعد.
الصياد الشاب الذي كان يحدّق في مين سوك طوال الرحلة بعينين واسعتين، سأل فجأة:
“السيد بارك! هل صحيح أنه يمكنك الانتقال من كوريا إلى أمريكا في خطوة ظل واحدة؟”
التفتت جميع الوجوه إلى مين سوك، نظر إلى الشاب بعينيه الزرقا وين وأجاب :
“لا.”
“آه…”
خاب أمل الشاب.
“خطوتين.”
أضاف مين سوك بجدية.
كتمت سويون ضحكتها.
“أي ما يعادل توصيلة ولكن بالظل!”
عند وصولهم إلى البرج الكوري، كان القائد سونغ ينتظر بالفعل.
لكن اليوم… كان يرتدي ربطة عنق صفراء زاهية مرسوماً عليها بطاريق ترتدي نظارات شمسية.
“مرحباً بعودتكم!”
قال ببهجة، ثم لاحظ نظرة سويون إلى ربطة عنقه.
“ا… ابني الصغير اختارها لي، قال إنها تمنحني الطاقة!”
“بالفعل تمنحك!”
ضحكت سويون.
“تتناسب مع عينيك المتعبتين من السهر!”
سعل القائد وقال :
“المهم! المكافأة مليون دولار كما وعدنا، لكن هناك… شيء آخر.”
لمعت عينا سويون :
“زيادة؟”
“لا… اجتماع.”
نظر القائد إلى مين سوك.
“في المكتبة الخاصة، الجدة تريد رؤيتكما.”
رفعت سويون حاجبها.
“الجدة؟”
نزلوا إلى طابق سري تحت الأرض، ودخلوا غرفة تبدو من الخارج كخزانة عادية، لكن من الداخل…
مكتبة من بعد آخر.
رفوف من خشب أسود منحوت، كتب حجرية، لفائف جلدية، حتى ألواح طينية.
وفي المنتصف، جلست عجوز على كرسي هزاز ترتدي هزي كوريا تقليديا أسودا وتشرب الشاي.
حول عنقها… قلادة من حجر أسود تشبه تماماً تلك التي تخيلتها سويون في رؤيتها!
“أخيراً.”
قالت العجوز بصوت أجش.
“فتاة كيم وصلت.”
وقفت سويون مذهولة.
“قلادة… مثل التي في حلمي!”
لمست العجوز القلادة.
“قلادة عائلة كيم، تنتظر وريثتها.”
” ليس لي اي علاقة، عائلتي عادية!”
“الدم يتحدث.”
قالت العجوز وهي تقف بصعوبة.
“تعالي.”
ذهبت إلى خزانة وفتحتها.
في الداخل، كان هناك صندوق خشبي صغير. فتحته وأخرجت… قلادة ثانية! نفس التصميم تماماً، لكن بحجر رمادي بدلاً من أسود.
“هذه قلادة عائلة كيم الأصلية.”
قالت وهي تقدمها لسويون.
“كانت مع أمك الحقيقية.”
أخذت سويون القلادة بيد مرتعشة.
كان الحجر الرمادي دافئاً ولمسته… فجأة رأت ومضات ذكريات: امرأة بعيون رمادية تضحك، تقدم القلادة لطفلة صغيرة، ثم… حريق وصراخ.
“أمي…”
همست.
“نعم.”
قالت العجوز.
“ماتت وهي تحاول جمع العائلات، لذلك يجب أن نكمل طريقها.”
ارتدت سويون القلادة.
فجأة، تحرك ظلها على الأرض! وأصبح أغمق،وأكثر وأكثر… حياة.
“أترين؟”
قالت العجوز مبتسمة.
“القلادة تنشط قوتك الحقيقية.”
في هذه اللحظة، انفتح الباب.
ودخلت فتاة شابة جميلة جداً، بشعر أشقر طويل وعيون زرقاء… ونظرة متعالية.
“أوه! مين سوك! أخيراً وجدتك!”
قالت بصوت ناعم مزعج.
لم يبدِ مين سوك أي تفاعل.
“جيسيكا. إلى أين أنت ذاهبة؟”
“سمعت أن هناك وريثة جديدة.”
قالت جيسيكا وهي ترمق سويون بنظرة تقييم.
“أوه! هذه؟ تبدو… عادية.”
رفعت سويون حاجبها.
“شكراً! أحاول أن أكون عادية حتى لا يظنني أحد متغطرسة مثلك!”
احمرت وجنتا جيسيكا.
“أنا جيسيكا بارك، ابنة عم مين سوك.”
“أها.”
قالت سويون بلا مبالاة لتكملها بكلام داخلي :
‘لا احد مهتم، هل من مهتم؟ لا.’
تستعيد رشدها وتقول :
“وأنا كيم سويون، الوريثة الجديدة التي ستغير اللعبة.”
ضحكت جيسيكا ضحكة مستفزة.
“ومن قال لك أنك ستغيرين أي شيء؟ أنت مصنفة من الفئة A فقط أصلاً!”
ابتسمت سويون ابتسامتها المجنونة كعادتها لتقول :
“قلادتي تقول غير ذلك، بالإضافة إلى أن مين سوك اختار العمل معي وليس معك، إذن هناك سبب، أليس كذلك يا مين سوك؟”
التفتت جميع العيون إلى مين سوك، وقف صامتاً لثوان، ثم قال:
“سويون تمتلك إمكانات، جيسيكا… لديك ثقة زائدة في نفسك.”
أصيبت جيسيكا بالصدمة.
“م… ماذا تقول!”
لتضحك العجوز من بعدهم.
“حسناً، يكفي قتالات، جيسيكا اخرجي، لدينا عمل.”
بعد خروج جيسيكا وهي تغلي من الغيظ، نظرت سويون إلى مين سوك.
“ابنة عمك؟”
“إحدى الوريثات .”
قال ببرود:
“ليس كلهم مثلك.”
“أي أن هناك آخرين؟”
“19 عائلة، لكل منها وريث.”
قال مين سوك.
“ومعظمهم… ليسوا مثلك، فهم اما متغطرسون، طماعون أو خطرون.”
جلست سويون.
“إذاً لماذا تحركت قلادتي معي؟”
أجابت العجوز:
“لأنك لست طماعة بالمعنى السيئ، أنت تريدين المال، نعم، لكنك لا تريدين السلطة على الآخرين، وهذا نادر.”
“وهذه القلادة ماذا ستغير؟”
“ستجعل قوة الظل لديك تصل إلى 100%.”
قالت العجوز.
“وستجعلك… هدفاً.”
“هدفاً لمن؟”
“للمن يريدون سرقة القلادات.”
قال مين سوك.
“كل قلادة لها قوة مختلفة، وإذا جمعوا العشرين قلادة…… يمكنهم إعادة فتح الجرح الأصلي.”
وضعت سويون يدها على القلادة الدافئة.
“إذاً لماذا لا نأخذ قلاداتهم قبل أن يأخذوا قلاداتنا!”
تبادلت العجوز ومين سوك نظرة.
“فكرة… مجنونة.”
قال مين سوك.
“لكن قد تنجح!”
أكملت العجوز.
وقفت سويون وقالت :
“حسناً، إذاً الخطة: أولاً، أتعلم السيطرة على قوتي الجديدة. ثانياً، نتعرف على الورثة الآخرين. ثالثاً…”
نظرت إلى مين سوك.
“نبدأ بأسهلهم.”
“من هو الأسهل؟”
سأل مين سوك.
ابتسمت سويون.
“بالتأكيد جيسيكا! فهي قلقة مني أصلاً، ستأتي إليّ وحدها!”
وفي تلك اللحظة، كما لو كانت سويون ساحرة، انفتح الباب ودخلت جيسيكا مرة أخرى… ومعها علبة هدايا.
“أعتذر عن سلوكي.”
قالت بصوت زائف النعومة.
“هذه هدية ترحيبية.”
فتحت سويون العلبة…. وكان فيها ميدالية فضية رخيصة بالطبع مكتوب عليها <أفضل صيادة من الفئة A >.
كتمت سويون ضحكتها وقالت :
“رائع! يا له من تكريم! شكراً!”
ابتسمت جيسيكا ابتسامة زائفة.
“وبعد ذلك، قررت مساعدتك في التدريب! لدي خبرة مع الظل أكثر منك!”
تدخل مين سوك:
“أنا سأدربها.”
“لكنني أفضل!”
أصرت جيسيكا.
قفزت سويون فجأة.
“فكرة! لماذا لا ننظم تحدياً؟ أنا وجيسيكا! ومن تفوز… تحصل على حق التدريب مع مين سوك لمدة أسبوع!”
ساد الصمت، لمعت عينا جيسيكا.
“أوافق!”
نظر مين سوك إلى سويون بعينين تقولان:
“أنت مجنونة.”
ضحكت العجوز من كل قلبها.
“أحب الفكرة! التحدي صباح الغد!”
بعد خروجهم، سألت سويون مين سوك:
“لماذا وافقت؟”
“لأنك… لا تخسرين.”
اكمل قائلا وهو يمشي :
“ولن تسمحي لنفسك بالخسارة أمام جيسيكا.”
ابتسمت سويون.
“تعرفني جيداً!”
وفي تلك الليلة، بينما كانت سويون تستعد للنوم، لاحظت شيئاً غريباً: القلادة كانت تتلألأ في الظلام.
وعندما لمستها سمعت همساً:
“استعدي… الظل يتجمع…”
نظرت سويون إلى ظلها على الحائط… وكان يبتسم لها.
“آه!”
قفزت.
“ألن تتركوني أنام بسلام؟! “
توقفت القلادة عن التلألأ، لتتفس سويون بعمق.
“بالتأكيد هذا بسبب الجوع.”
قالت لنفسها.
“غداً بمجرد استيقاظي، سأطلب الرامن… ثم أهزم جيسيكا!”
ونامت وهي مبتسمة، غير مكترثة بالظل المبتسم، ولا بالقلادة الغريبة، ولا حتى بالتحدي في الغد…
لأنها في النهاية،.
كيم سويون.
والصعوبات بالنسبة لها… مجرد فرص لأكل رامن إضافي!
-____________________________________________-
فصل طويل جدا 1240 كلمة.
شكرا على قراءة الفصل.
وكانت معكم ✨ ℛ𝑜𝓈𝑒.
يرجى ابلاغي ان كان هناك أي أخطاء، أشياء لا تعجبكم، أشياء غير لائقة، نصائح وشكرا.
يوما سعيدا، شكرا (。•ᴗ•。)♡
Chapters
Comments
- 5 - تحدي الظل و الرامن منذ 28 ثانية
- 4 - قلادة وربما غيرة؟ منذ 3 ساعات
- 3 - ذكريات وهمسات منذ 3 ساعات
- 2 - ظل الاسطورة منذ يوم واحد
- 1 - لقاء بمليون 2025-12-10
التعليقات لهذا الفصل " 4"
هههههههههههه وضحكت هلق على الجدة لما قالت لانك مو طماعة … يعني بدك المال بس ..
ضحكتني البطلة لما قال شيء آخر اجت قالت زيادة ؟ متحمسة البنت للمصاري