لم يكن حفل الزفاف في قاعة فخمة، ولا في كنيسة، ولا في معبد كان في الحقل بين القصر والبوابة البلورية، حيث الأرض نفسها كانت تتذكر كل شيء دماء الماضي ودموعه، والآن الفرح يزهر في كل زاوية.
سويون لم ترتد فستان زفاف أبيض تقليدي بل ارتدت ثوباً حريرياً أزرق، مطرزاً بخيوط فضية تتوهج برفق في ضوء الغروب، صممته ميا ولونا من أشعة قمر منسوجة، تاجها كان إكليلاً من زهور أرضية وألوان نور متجسد، وكأن السماء والأرض تشاركانها فرحتها.
لم يرتدِ مين سوك بدلة سوداء بل اختار رداءً فضياً بسيطاً، ينبض بنور داخلي خافت، يعكس هدوءه وقوته في آن واحد، شعره الاشقر مرفوع بعناية، كما لو وافق العالم بأسره أن يبدو متأنقاً ليوم واحد فقط.
الحضور كانوا مزيجاً لم يره العالم من قبل ل5نور محررون في أشكال بشرية، تتلألأ هالاتهم برقة.
بشر من كل طبقة، صيادون، فلاحون، وأطفال يملأون المكان ضحكاً وحيوية.
الأشجار المحيطة تتمايل بنعومة، كأن الريح نفسها تعلم أن اليوم مميز.
***.
ما قبل الحفل :
لونا التي أصبحت مراهقة بشعر فضي وعيون ذهبية كانت تساعد سويون في الترتيب.
“أنتِ متوترة!”
ضحكت.
“لأن فستانك يضيء أكثر من فستاني!”
ردت سويون.
“هذا لأنك أنتِ من يجب أن تلمعي!”
قالت لونا بابتسامة تلمع كنجمة الصباح.
في غرفة أخرى كان إيريك يساعد مين سوك إن صح التعبير.
“العقدة لا تعمل.”
قال وهو يحاول ربط الرداء.
“دعني.”
قال مين سوك والرداء ربط نفسه برفق.
“أوه نسيت أنك ساحر الآن.”
“ليس سحراً، فقط عملي.”
دخلت هيوناي و عيناها تلمعان كنجوم ناعمة:
“أبي كان سيكون فخوراً……. وأمي؟”
“فخورة، لقد وعدتني بشيء.”
“ماذا؟”
“أن تضحك اليوم ضحكة حقيقية، ليس لأنك مضطر بل لأن قلبك سعيد.”
“أعدك.”
***.
أثناء الحفل لم يكن هناك قس ولا مأذون كان هناك ثلاثة قوى تقود الحفل:
. هيوناي – تمثل الأصول المنسية لعائلة بارك.
. شيخ من القرية – صوت الأرض والبشر العاديين.
. شجرة قديمة، تتحدث عبر ميا صوت الأرض والطبيعة نفسها.
بدأ الشيخ:
“جمعنا اليوم ليس اتحاد شخصين بل اتحاد عالمين.”
أضافت هيوناي:
“وأكثر من ذلك اتحاد ماضٍ مؤلم مع مستقبل واعد.”
الشجرة همست بصوت ناعم عبر ميا:
“واتحاد ظل ونور ليصبحا معاً نهاراً كاملاً.”
تقدما سويون ومين سوك وبدأت الوعود، لكنها لم تكن تقليدية:
سويون قالت:
“أعدك أن أذكرك بأن تكون إنساناً عندما تنسى، وأن أضحك عندما تأخذ الأمور بجدية، وأن أحبك حتى عندما تكون كتلة من الضوء المزعجة.”
ضحك الجميع وكان صوتهم يملأ الحقل بالدفء.
مين سوك رد:
“وأعدك أن أكون جسراً لك دائماً، وأن أحب كل نسخة منك المجنونة، الحكيمة، وحتى التي تحطم الصحون عندما تغضب.”
همست سويون :
“كان ذلك مرة واحدة!”
“ثلاث مرات.”
همس هو وأذنها احمرّت بخجل.
قدمت هيوناي خاتمين:
لسويون: حلقة من خشب القصر القديم متحجرة بنور وفي وسطها حجر أزرق صغير.
لمين سوك: حلقة من نور صلبة كالمعدن وذرة تراب من الحقل.
تبادلا الخواتم، وقال الشيخ:
“باسم الماضي الذي غفرناه، والحاضر الذي بنيناه، والمستقبل الذي نأمله أعلنكما شركاء حياة، وجسرين في جسر أكبر.”
***.
في قاعة الاستقبال، كان الطعام من عالمين:
رامن حار.
كعك من نور يذوب كسحابة.
لحم مشوي.
فواكه تتوهج بلون خافت.
وحدث ما توقعه أحدهم طفل بشر أكل كعك النور، وبدأ يطفو!
“أمي! أنا أطير!”
ضحك الطفل وهو يرتفع مترين عن الأرض.
ألتفتت سويون لمين سوك:
“افعل شيئاً!”
“مثل ماذا؟”
“أعده للأرض!”
مين سوك ابتسم:
“حاول أن تتذكر وزنك.”
تذكر الطفل وبدأ يهبط.
“رائع!”
صاح:
“يمكنني الطيران!”
“لا، فقط في حفلات الزفاف.”
قالت أمه وهي تجره ضاحكة بعيداً.
***.
بدأت الموسيقى و كانت مزيجاً ساحراً آلات بشرية تقليدية، وأصوات نور تنبعث من الهواء نفسه.
رقصا معاً، وكانت الرقصة جميلة وغريبة مين سوك شبه شفاف، وسويون تضحك كلما مرت يدها من خلاله قليلاً.
“أنت تخرب الرقصة!”
قالت ضاحكة.
“أنت تجعلينني أتوهج أكثر من اللازم.”
رد.
“هذا لأنك سعيد.”
“نعم أكثر من أي وقت مضى.”
الخطاب غير المتوقع
وقف إيريك فجأة ليصمت الحضور وقال :
“لم أكن أعرف كيف أحب حتى تعلمت منكم، ومن هذا الجسر، هديتي هي ورشة عمل لتعليم الناس بناء جسور صغيرة، أحياناً جسر صغير بين جارين يكفي لا نحتاج كلنا لجسور عملاقة.”
ثم وقفت جيسكا وقالت :
“من عائلتي بنت ثروتها على الجشع، لذلك هديتي منحة تعليمية للأطفال من كل الأعراق ليأتوا ويدرسوا هنا.”
واحداً تلو الآخر، قدم الجميع هدايا معنوية وعد ببناء مدارس، مشاركة المعرفة، غرس الأشجار، وكتابة قصص الحقيقة.
***.
في وقت متأخر من يوم آخر، اختل الاثنان قليلاً ينظران إلى البوابة البلورية المستقرة، تتلألأ بلون ذهبي ناعم.
“هل تندم؟”
سأل مين سوك.
“على ماذا؟ على حب رجل نصف نور يجعلني أطفو أحياناً؟”
ضحكت سويون.
“لا، انها أفضل مغامرة.”
“هل…….هل تريدين أطفالاً؟”
“لدينا أطفال بالفعل، لونا، كايو، وأطفال المدرسة ولكن إذا حدث شيء سيكون مختلفاً.”
“نعم، مختلف لا يعني أسوأ.”
وفي السماء، أضواء النجوم بدأت تتساقط بشكل دائري حول البوابة.
“انظروا!”
صاح أحد الأطفال.
النجوم شكلت كلمات:
“مبروك من الأصول المنسية بداية جديدة تبدأ.”
ثم تحولت النجوم إلى زهور ضوئية، تسقط برفق على الجميع.
التقطت سويون واحدة، دافئة، تذوب ببطء تاركة رائحة الأرض المطروبة وأشعة الشمس الدافئة.
“هدية منهم.”
فهم مين سوك.
***.
في نهاية الليل، عندما نام الجميع، وقف مين سوك وسويون على حافة الحقل:
“اليوم كان ممتعاً.”
قالت سويون.
“نعم ومرعباً قليلاً.”
“أريد مليون يوم مثله.”
“سنحاول.”
نظرا إلى البوابة، ثم القصر ثم بعضهما وعرفا أن العالم لم يعد مثالياً، لكن هناك جسر وحب أصبح أسطورة حية.
قبلة أخيرة تحت نجوم ترقب برضا، وبدأت قصة جديدة قصة ليس فيها أبطال يموتون، بل بشر ونور يعيشون، يحبون، ويبنون معاً.
كل نهاية هي بداية، وهذه كانت أجمل بداية يمكن تخيلها.
-_____________________________________________-
الطف وآخر فصل 915 كلمة.
احم احم كيفكم مرة أخرى بدي اقوللكم ان ذي النهاية الرسمية لرواية حبيبي صياد من الفئة L ،مع تبقي بعض الفصول الجانبية التي اتمنى ان تترقبوا اليها ،شكرا لقراءتكم الرواية ووداعا
وكانت معكم ✨ ℛ𝑜𝓈𝑒.
اي استفسارات، أخطاء املائية، أشياء لم تعجبكم نصائح يرجى ابلاغي بها وشكرا.
التعليقات لهذا الفصل " 33"