طلاب من عشرين دولة يدرسون في أروقته، أصوات الضحك والجدال تملأ الممرات، وجو التعاون العالمي بدا حقيقياً لأول مرة، لكن تحت سطح هذا الازدهار، كانت المؤامرات تغلي.
اليوم كان يوم الاختبارات النهائية للدفعة الأولى.
سويون كانت تختبر الطلاب في <التعامل الإبداعي مع الوحوش >بينما كان مين سوك يشرف على <التحكم الدقيق في الظلال>.
جيسكا، التي أصبحت المديرة الإدارية للمعهد، كانت تتابع كل شيء من غرفة المراقبة المركزية.
“الطلاب يتطورون بسرعة.”
قالت لجونغ-هيون الذي كان يقف بجانبها.
“بعضهم قد يصبح من الفئة L في المستقبل.”
“هذا خطير.”
أجاب المحارب الذهبي بقلق.
“قوة كبيرة بدون حكمة.”
لم يكمل جملته واذا بالإنذار انطلق.
أضواء حمراء، أصوات صفارات، وشاشات المراقبة تحولت فجأة إلى اللون الأسود واحدة تلو الأخرى.
“اختراق!”
صرخت جيسكا.
لكن هذا لم يكن اختراقاً عادياً…. كان هجوما من الداخل.
في قاعة الاختبار الرئيسية، حيث كان يامي يختبر الطلاب في تكتيكات القتال الجماعي، دخل ثلاثة طلاب يرتدون الزي الرسمي للمعهد.
لكن حركتهم كانت مختلفة متزامنة بشكل غير طبيعي، وعيونهم زجاجية.
“توقفوا!”
أمر يامي.
لكنهم لم يتوقفوا.
رفعوا أيديهم، ومنها انطلقت أشعة سوداء ليست من طاقة الظل المعروفة، كانت شيئاً آخر شيئاً ميكانيكياً وحياً.
يامي تفادى الهجمات الأولى بمهارته المعتادة.
“أنتم تحت السيطرة! قاتلوا ضدها!”
لكن أحد الطلاب فتاة يابانية كانت من الأوائل في صفها وجهت هجومها نحو مجموعة من الطلاب المرعوبين.
يامي لم يفكر حتى بل قفز مباشرة ليحميهم بجسده.
الأشعة السوداء اخترقت درعه التقليدي ثم صدره.
صمت.
ثم صراخ.
الطلاب الذين كان يحميهم رأوا الثقب الداكن في صدر يامي.
الدم لم يكن أحمر عادياً، بل أسود وكثيف.
“استاذ يامي!”
سقط على ركبتيه، لكنه ظل واقفاً على ساقيه.
“اهربوا……جميعكم…..”
ثم سقط.
سويون ومين سوك وصلا خلال ثوان ليروا المشهد حيث يامي على الأرض والطلاب الثلاثة المهاجمون واقفون بلا تعبير، وجيسكا وصلت مع حراس البرج.
“يامي!”
صاح مين سوك وهو يركع بجانبه.
عيون الياباني العجوز كانت مفتوحة، لكن الحياة كانت تتركها بسرعة.
“الشباب……متحكم بهم…… جهاز في رقابهم…..”
نظر مين سوك.
وحقاً، كان هناك جهاز معدني صغير ملتصق بظهر رقاب المهاجمين.
“من فعل هذا؟!”
صرخت سويون.
يامي أمسك بيد مين سوك.
“هذا……. ليس هجوم عائلات……هذا شيء……جديد….”
تنفس آخر.
“اعتني…….بالطلاب……”
ومات.
صمت ثقيل ساد القاعة ،ثم الغضب من بعده.
نهض مين سوك، لينفجر ظله ليس كظلال عادية، بل كإعصار أسود غاضب.
“اوقفوهم .”
كانت سويون أسرع حيث استخدمت ظلها ليس للهجوم، بل لإزالة الأجهزة من رقاب المهاجمين.
بعد إزالتها، توقف الطلاب الثلاثة فجأة.
نظروا حولهم بتعبيرات مرعوبة.
“ماذا…… ماذا حدث؟”
سأل أحدهم.
“لقد قتلتم يامي.”
قالت جيسكا بصوت بارد.
الفتاة اليابانية نظرت إلى يديها، ثم إلى جثة معلمها، ثم بدأت تبكي.
“لا……لم أرد…… كان هناك صوت في رأسي…..”
***.
في غرفة التحقيق، كشف تاي-و عن فظاعة الأجهزة.
“تكنولوجيا متقدمة جداً ليست من أي عائلة معروفة، وهذه….”
أظهر شاشة.
“خلايا نانوية تدخل الدماغ وتسيطر على الأفكار.”
“من يصنع هذا؟”
سأل مين سوك بصوت خطر.
“لا أدري. لكن هناك شيء أخطر.”
أشار إلى البيانات.
“الأجهزة كانت تسجل كل شيء كل تقنية، كل طريقة قتال، كل سر درَّسه يامي للطلاب.”
التعليقات لهذا الفصل " 21"