استمتعوا
***
كانت وفاة سوهو مثل حجر أُلقِي في بركة هادئة، فخلق دوائر تتسع لتلمس كل زاوية من عالم الصيادين، لكن تحت سطح الحزن والتأبين، شيء أكثر ظلمة كان يتحرك.
بدأ الأمر بصورة غريبة ظهرت على كل شاشات المعهد الدولي في منتصف الليل.
كانت صورة ظل إنسان يصرخ، لكن بدون صوت.
تحته، توقيت عد تنازلي: 48:00:00.
مين سوك كان أول من شاهدها.
لم يستيقظ من نومه، بل شعر بها، فالخيط الفضي على معصمه ارتعش فجأة، ناقلاً شعوراً بالخطر من سويون التي كانت نائمة في غرفتها.
دق هاتفه.
من كان على الخط؟……….. جيسكا طبعا.
كانت على الخط و صوتها متوتر:
“هل تراه؟”
“نعم، ما مصدره؟”
“غير معروف، لكنه يبث على جميع تردداتنا، حتى الترددات السرية. وهذا يعني. “
“أن المتسلل داخل نظامنا.”
أنهى مين سوك الجملة.
بعد ساعة، كان فريقهم مجتمعاً في قاعة العمليات.
العد التنازلي كان يشير إلى 47:12:33.
القائد سونغ، الذي عاد إلى منصبه بعد شفائه، كان ينظر إلى الشاشة بعينين حادتين.
“هذا تهديد، لكن لمن؟”
“لنا.”
قال يامي بهدوء.
“انظروا إلى تفاصيل الظل، إنه ليس مجرد ظل عادي إنه ظل محبوس.”
جميعهم اقتربوا و حقاً عند التكبير كانوا يستطيعون رؤية أغلال من ظل تربط الشخص.
“إنه أحدنا.”
همست سويون.
“ماذا؟”
“أنظروا إلى وضعية اليد اليمنى، إنها تشبه إشارة الاستغاثة الخاصة بفريقنا التي اتفقنا عليها إذا أسرنا.”
الكل جمد، كانت إشارة سرية اتفقوا عليها قبل مهمة أستراليا.
“إذاً أحدنا اختُطِف.”
قال يونغ-هيون.
“لكننا جميعاً هنا.”
قال تاي-و.
نظروا إلى بعضهم ثم أدركوا شيئا، شادو ليس هنا.
الجاسوس الأزرق، الذي كان يختفي لأسابيع أحياناً، لم يره أحد منذ جنازة سوهو.
ضغط مين سوك على زر الاتصال المباشر بشادو…. لا رد.
حاول تتبع إشارته ميت.
“الخطف حديث.”
قال مين سوك.
“إشارته اختفت قبل ثلاث ساعات فقط.”
“ولكن من يستطيع خطف شادو؟”
سألت جيسكا.
“هو أفضل متخفي بيننا.”
“فقط من يعرفه جيداً.”
أجاب مين سوك.
“ومن يعرف إشاراتنا السرية.”
التفتوا جميعاً إلى يامي.
الياباني العجوز هز رأسه.
“ليس أنا، لكني أخشى أنني أعرف من فعلها.”
على شاشة ثانوية، عرض ملفاً سرياً عز عائلة كريموف العائلة العاشرة، المتخصصة في الدم والظلال، وكان معهم صورة لرجل شاب بعيون حمراء.
“إيفان كريموف ابن عم شادو، وشادو هرب من عائلته قبل عشر سنوات.”
“لماذا يريدونه الآن؟”
سألت سويون.
“لأنهم اكتشفوا أن شادو يعرف سراً.”
قال يامي.
“سر يهدد عائلة كريموف بالكامل.”
“ما هو هذا السر؟”
يامي أغمض يامي عينيه وأجاب سويون قائلا :
“قبل عشرين عاما كان هناك حادث ىزنزانة انفتحت في صربيا، وقتلت مئة شخص.،اتهمت عائلو كريموف زعيم عائلة منافسة، ولكن الحقيقة كانت مختلفة.”
“ما هي الحقيقة؟”
ضغط مين سوك.
“كريموف هم من فتحوا الزنزانة عمداً كتجربة، وشادو كان طفلاً وقتها رأى كل شيء وهرب مع الأدلة.”
كان العد التنازلي عند 46:30:00.
“إذاً هم يريدون القضاء على الشاهد الأخير.”
فهمت جيسكا.
“ليس فقط.”
قال مين سوك.
“انظروا إلى خلفية الصورة.”
قام بتكبير خلفية الظل.
كانت هناك خريطةمكتوبة بظلال.
خريطة لـمقر عائلة كريموف السري تحت جبال الألب.
“إنه لم يرسل إشارة استغاثة فقط.”
قال مين سوك.
“إنه أرسل لنا مكانه.”
“فخ.”
قال يونغ-هيون.
“واضح جداً.”
“لكننا سنذهب.”
قال مين سوك.
“بالطبع.”
أجابت سويون.
وبعد ساعتين من ذلك، كانوا في طائرة متجهة إلى سويسرا.
كان الفريق متكونا من مين سوك، سويون، يونغ-هيون، جيسكا، وتاي-و.
أما عن يامي فقد بقي في المعهد لتنسيق الدعم.
“كريموف ليسوا مثل أي عائلة واجهناها.”
حذرهم يامي عبر الاتصال.
“قوتهم تأتي من خلال التَّحكم في الدم، يمكنهم التحكم في دماء الآخرين داخل أجسادهم.”
“كيف نحارب ذلك؟”
سألت جيسكا.
“بعدم السماح لهم بلمسكم.”
أجاب يامي.
“أو.”
“أو ماذا؟”
“أو بمهاجمتهم بسرعة بحيث لا يجدون وقتاً لاستخدام قوتهم.”
هبطت الطائرة في مطار خاص بالقرب من جبال الألب.
و من هناك، استقلوا مروحية إلى الإحداثيات التي أرسلها شادو.
كان الليل، والجبال البيضاء تلمع تحت القمر.
المكان كان عبارة عن قلعة قديمة مبنية في جانب جبل، نصفها مخفي في الصخر.
“كيف ندخل؟”
سأل تاي-و.
“نحن لن ندخل.”
قال مين سوك.
“هم سيأتون إلينا.”
نزلوا في الساحة أمام القلعة، وكان إيفان كريموف في انتظارهم.
شاب في الثلاثينيات بشعر أسود وعيون حمراء كالدم.
كان يرتزي معطفاً أسود طويلاً، ويبتسم ابتسامة مفترسة.
“أهلاً بفريق النجوم، كنت أعلم أنكم ستأتون.”
“أين شادو؟”
سأل مين سوك.
“آه، ابن عمي الخائن.إنه مستمتع بضيافتنا.”
حرك إصبعه.
و من باب القلعة، خرج شادو، لكنه كان مختلفاً، فعيناه كانتا حمراوين، و كانت طريقة مشيه شبيهة بالآلة.
“لقد أقنعته بأن يعود للعائلة.”
ضحك إيفان.
“بعد بعض الإقناع.”
“لقد سيطروا على دماغه.”
همست جيسكا.
“أكثر من ذلك.”
قال إيفان.
“لقد جعلنا دمه يطيعنا.”
شادو هاجم شادو لكنه لم يهاجم الفريق بل هاجم ظله الخاص فثار الظل ضده و بدأ يخنقه.
“نحن لا نتحكم في الناس فقط.”
قال إيفان.
“نحن نتحكم في ظلالهم أيضاً.”
تقدم مين سوك وقال :
” أنت تحرر شادو ونحن نغادر .”
“أوه لا شكرا، أنتم لن تغادروا أبداً.”
أشار إيفان.
“لأنكم تعرفون السر الآن وهذا يعني أنكم تهديد.”
خرج من القلعة رجال و نساء بعيون حمراء…. نعم انها عائلة كريموف كلها لتبدأ المعركة.
حاول يونغ-هيون ضرب أحدهم، لكن دمه بدأ يغلي داخل عروقه ليسقط على ركبتيه.
جيسكا استخدمت مجوهراتها لإطلاق طاقة، لكن ظلها انقلب عليها مفاجئا اياها.
أما عن تاي-و فقد حاول استخدام تكنولوجيته، لكن دمه تسبب في تعطل أجهزته.
فقط مين سوك وسويون من كانا يقاومان.
“ظلالنا هم جزء منا.”
قالت سويون.
“لا يمكنهم التحكم بهم إذا كنا نتحكم بهم بشكل كامل. “
نظرا إلى بعضهما واتخذا قراراً والذي تمثل في دمج ظلالهما.
الظل الأزرق و الظل الفضي أصبحا ظلاً واحداً أزرق فضي، وكبر ليحمي الفريق كله.
“مستحيل!”
صاح إيفان.
“لا يمكن دمج الظلال!”
“يمكن إذا كان هناك ثقة كاملة.”
قال مين سوك.
الظل المندمج هاجم عائلة كريموف، لكن ليس بإيذائهم، بل أزال سيطرة الدم منهم.
واحداً تلو الآخر، كانوا يستعيدون وعيهم.
ليصرخ إيفان غضباً.
“لا! أنتم تدمرون كل شيء!”
ركض نحو شادو وأخرج خنجراً.
“إذا لم أستطع الحفاظ على السر، سأقضي على الشاهد!”
لكن قبل أن يضرب،. ظهر ظل من الأرض وأمسك بيده.
كان اممم…….ظل سوهو نعم هي.
الجميع تجمدوا الظل الذهبي للمرأة الراحلة كان واقفاً هناك، يهز رأسه بحزن.
” اتركه يا طفل.”
صوتها جاء كهمسة في الرياح.
“الكره لا يحل إلا بالمزيد من الكره.”
ارتعش إيفان ثم سقط الخنجر وانفجر بالبكاء.
“لقد….. لقد قتلوا أمي في التجربة، و….. وكل ما أردته هو الانتقام.”
شادو، الذي تحرر من السيطرة، سقط على ركبتيه.
“لكن أمك كانت تريد أن توقف التجارب، هي التي ساعدتني على الهرب.”
الصمت.
الظل الذهبي لمس خد إيفان ثم اختفى.
تحررت عائلة كريموف و نظروا إلى بعضهم بعض بخجل.
السر كان قد انكشف، لكن الانتقام لم يعد يبدو حلاً.
نظر مين سوك إلى سويون وقال :
“ماذا نفعل بهم؟”
“نتركهم.”
قالت.
“لقد عاقبهم السر نفسه.”
أخذوا شادو وانسحبوا، وإيفان بدلاً عن مهاجمتهم، قال:
“شكراً لكم، وشكراً لها.”
وفي الطائرة عائدين، كان شادو صامتاً طوال الوقت ثم قال:
“هناك شيء آخر.”
“ماذا؟”
سأل مين سوك.
“كريموف لم يكونوا يعملون لوحدهم، كان هناك داعم من إحدى العائلات الكبرى، وهؤلاء لا يزالون أحراراً.”
العد التنازلي على شاشاتهم كان عند 12:00:00.
لم تنته المعركة بعد، بل كانت قد انتقلت إلى مستوى أخطر.
والظلال كانت تتجمع لشيء أكبر.
-_____________________________________________-
فصل طويل قليلا 1153 كلمة.
اعرف الأحداث بتمشي بسرعة لدرجة خلاتكم تتفاجؤن بس للمرة الألف الرواية 35 فصل بس ،لهيك بدي اسرع الأحداث لحتى ما تشعرون بالملل.
وكانت معكم ✨ ℛ𝑜𝓈𝑒.
اي استفسارات، أخطاء املائية، أشياء لم تعجبكم نصائح يرجى ابلاغي بها وشكرا.
يوما سعيدا وشكرا (。•ᴗ•。)♡.
التعليقات لهذا الفصل " 20"