سقط الدم الأزرق وتوقف الوقت معه، لكنه ليس كما في الأفلام حيث يتجمد كل شيء.
بل توقف ببطء، كأن الكون يتنفس لأخر مرة قبل تغيير كامل.
نظرت ام مين سوك بارك هيوناي إلى قطرة الدم الزرقاء وهي تلمع على الأرض البلورية.
“الآن يبدأ الربط.”
من نقطة الدم، انتشرت تشققات ضوئية عبر الأرض، كشبكة من النجوم الزرقاء.
كل شقة وصلت إلى قدم أحد أفراد الفريق.
شعرت سويون بحرارة غريبة تنتشر في جسدها، ليست مؤلمة، بل دافئة، كذكرى جميلة توقظ لأول مرة.
نظرت إلى مين سوك، رأته يغلق عينيه، وجهه هادئ لكن حزين.
“ما هذا الشعور؟”
سألت جيسكا،و صوتها يهتز قليلاً.
“أنتم ترتبطون بالبوابة.”
قالت هيوناي.
“سيكون جزء منكم دائماً هنا، حتى عندما تكونون في العالم الخارجي.”
التشققات اكتملت، حيث شكلوا زهرة ضوئية عملاقة، كل عضو من الفريق عند بتلة.
“الآن، الكلمات.”
نظرت هيوناي إلى ابنها.
“يجب أن تقسم كحارس رئيسي.”
فتح مين سوك عينيه.
عيناه الزرقاوان كانتا تلمعان بنفس لون الدم الأزرق.
“أقسم كبارك مين سوك، الحارس الأخير لبوابة البلورات، أن أحرس هذا المعبر بين العوالم، أن أمنع التشويه، وأساعد الضائعين، وأقسم أن أشارك هذه المسؤولية مع من يوثق بهم.”
لم تكن كلماته مجرد صوت بل كانت تصنع رموزاً في الهواء، حروفاً زرقاء تطفو ثم تنزل إلى الأرض.
“والآن، باقي الفريق.”
تقدم كل واحد:
“أقسم كمختبرة رعب، أن أستخدم جنوني لحماية هذا المكان، وأن أكون جسراً بين الخوف والأمل.”
كانت هذه سويون.
“أقسم كوريثة، أن أستخدم موارد عائلتي لدعم الحراسة. وأن أتعلم من التواضع ما لم أعرفه في القصور.”
أما عن هذه فكانت جيسيكا.
“أقسم كمحارب، أن أكون السيف الذي يحمي البوابة، وأن أتذكر أن القوة الحقيقية هي في الحماية لا الهدم.”
كان هذا يونغ هيون.
“أقسم كجاسوس، أن أكون العيون التي تراقب من بعيد، وأن أحافظ على الأسرار التي يجب أن تبقى.”
وهذا كان شادو.
“أقسم كمخترع، أن أطور وسائل حراسة لا تضر بهذا العالم، وأن أتعلم أن بعض الجمال لا يحتاج تحسيناً.”
والأخير هو تاي-و.
مع كل قسم، كانت البلورات تستجيب.
البلورات المظلمة عادت للوميض، أما المتشققة فالتأمت.
لكن شيء ما كان خاطئاً.
هيوناي نظرت حولها بقلق.
“الطاقة غير متوازنة.”
“ماذا يعني؟”
سأل مين سوك.
“القسم الكامل يحتاج إلى قلبين متزامنين، حارس رئيسي وشريك متساوٍ في القوة.”
كل العيون التفتت إلى سويون.
“لا، أنا فقط من الفئة A…. “
بدأت.
“أنت من الفئة L.”
قالت هيوناي بهدوء.
“وأعرف ذلك منذ اللحظة التي دخلت فيها، ظلك يتحدث بلغة هذا المكان.”
تجمدت سويون ثم أغلقت عينيها، وهمست في نفسها :
‘وداعا يا أسراري اتمنى ان أراكم لا تفضحون يوما ما.’
“حسناً…..نعم.”
فتحت عينيها، وكانتا رماديتين تضيئان بلون فضي.
حولها خرجت ظلالها من الأرض بشكل طوعي، ليس كظلام، بل كضوء فضي مظلم.
“أقسم انا كيم سويون، الحارسة المخفية، أن أكون النصف الآخر للقلب النابض، وأن أربط جنوني بحكمته، وأضحكه بجديتي.”
في تلك اللحظة، حدث شيء جميل.
قلبان من نور ظهرا في الهواء، أزرق لمين سوك، فضي لسويون.
اقتربا من بعضهما، بدآ يدوران حول بعض، ثم اندمجا في قلب واحد بلونين.
و استقرت البوابة، لكن الفرح لم يدم طويلاً.
فمن خارج دائرة الضوء، ظهر ظل أسود كثيف، خرج منه صوت مألوف مزعج.
“عاطفي و تقليدي جداً. “
كان القائد سونغ.
لكن ليس كما يعرفونه.
عيناه كانتا حمراوتين، وظله كان أكبر بثلاث مرات من الطبيعي.
“سونغ؟”
صاح يونغ-هيون.
“ليس تماماً.”
ابتسم.
“هوهوهو، لقد خدعتكم جميعاً بالفعل، أنا لست القائد الحقيقي، أنا الحراس السابقين مجتمعين في جسد واحد.”
صرخت هيوناي :
“الحراس الساقطون! الذين أرادوا السيطرة على البوابة!”
“بالضبط، وكنا ننتظر هذه اللحظة، عندما تكون البوابة مستقرة حديثاً تكون أكثر عرضة للسيطرة.”
رفع يديه ومن ظله، خرجت أذرع سوداء حاولت الإمساك بقلب النور المزدوج.
مين سوك وسويون تبادلا نظرة دون كلمات،و تحركا معاً.
ظل مين سوك أصبح درعاً أزرق يحمي القلب، وظل سويون أصبح سيوفاً فضية تقطع الأذرع السوداء.
“تعاون مثالي.”
ضحك سونغ المزيف.
“لكنكم لا تفهمون، أنا لست وحيداً.”
من ظله، بدأت تخرج أشباح الحراس السابقين، اممم عشرة، أو ربما عشرون كلهم بعيون حمراء.
بدأت المعركة لكن هنا، داخل العالم البلوري، القتال كان مختلفاً.
فيونغ-هيون كان يحارب بشيء لم يستخدمه من قبل وهي مطرقة من ضوء بلوري.
اكتشفت جيسكا أن مجوهراتها تستمد قوة من البلورات فأطلقت أشعة زرقاء.
حاول تاي-و استخدام تكنولوجيته، لكنها تحولت إلى طاقة نقية.
شادو اختفى، لكن ظله بقي مرئياً، وكان يقاتل كأنه شخصان.
لكن الأعداد كانت كبيرة جداً.
“يجب أن نحمي القلب!”
صاحت سويون.
“أعرف.”
قال مين سوك، ثم نظر إلى أمه.
“هل يمكننا…؟ “
فهمت.
“نعم، لكنه خطر.”
“ماذا؟”
سألت سويون.
“إذا اندمجنا مع القلب قد لا نستطيع العودة كمنفصلين.”
نظر إليها.
“هل تثقين بي؟”
“دائماً.”
أمسكا أيديهما، وتقدما نحو القلب المزدوج.
“ماذا ستفعلان؟”
صرخ سونغ المزيف.
“شيء لم تفكروا به أبداً.”
قال مين سوك.
“لأنكم تفكرون كأفراد ونحن أصبحنا فريقاً.”
دخلا إلى القلب.
الانفجار من الضوء كان يُعمي.
عندما استطاع الجميع الرؤية مرة أخرى، كان مين سوك وسويون يطفوان في الهواء، محاطين بهالة من نور أزرق-فضي. وكانا يتكلمان بصوت واحد.
“نحن حراس البوابة، ونحن نرفض سيطرتكم.”
من ضوءهم، انبعثت موجة من الطاقة لم تهزم الأشباح بل طهرتهم وأعادتهم إلى شكلهم الأصلي حراس حزينون نادمون.
سونغ المزيف سقط على ركبتيه.
“مستحيل…”
“المستحيل هو ما نصنعه معاً.”
قال الصوت المزدوج.
ثم انفصل الضوء وعاد مين سوك وسويون إلى طبيعتهما لكن شيئاً ما كان مختلفاً.
بينهما، كان هناك خيط رفيع من نور يربط قلوبهما.
“ما كان هذا؟”
همست جيسكا.
“اتحاد مؤقت.”
قالت هيوناي بدهشة.
“لم أره من قبل.”
الأشباح المطهرة نظرت إليهم، أحدهم، رجل عجوز تقدم وقال :
“نحن آسفون فالجشع أعمانا.”
“الآن يمكنكم المساعدة.”
قال مين سوك.
“كحراس مساعدين.”
الرجال الحزينين ابتسموا ممتنين، ثم بدأوا يختفون عائدين إلى البلورات كذكريات مسالمة.
لكن سونغ المزيف بقي.
“الجسد الحقيقي للقائد أين هو؟”
سأل مين سوك.
“في مكان آمن.”
ضحك.
“ولن تجدوه.”
فجأة من بعيد، سمعوا صوت نقرات على بلورة.
الجميع التفت، وكان هناك الرجل العجوز من مطعم الرامن.
“سيد تشوي؟!”
صرخت سويون.
“آه، الشباب.”
قال وهو يمشي نحوهم.
“لقد أعددت رامن خاص للاحتفال.”
“من أنت حقاً؟”
سأل مين سوك.
“حارس متقاعد، كنت هنا قبل أمك.”
نظر إلى سونغ المزيف.
“وأعلم أين الجسد الحقيقي.”
“لا يمكن!”
“في مطعمي، بالطبع.”
ابتسم.
“في الزنزانة الصغيرة التي أحتفظ بها للتدفئة.”
استخدم عصاه التي كانت في الحقيقة صولجاناً بلورياً وفتح بوابة.
خلفها، كان القائد سونغ الحقيقي نائماً في غرفة صغيرة، محاطاً بأطباق رامن فارغة.
“لقد حافظت عليه.”
قال سيد تشوي.
“وضعت فيه توابل خاصة تحافظ على الحياة.”
أعادوا القائد الحقيقي.
وسونغ المزيف اختفى كالدخان.
انتهت المشكلة لكن التغيير حدث.
مين سوك نظر إلى سويون.
“الخيط بيننا “
“أشعر به.”
لامست صدرها.
“إنه دافئ.”
“وهذا يعني أننا مرتبطان للأبد.”
“هل هذا سيء؟”
ابتسم.
“بالعكس. إنه أفضل شيء حدث لي.”
اقتربت هيوناي وقالت :
“الآن البوابة آمنة، ويمكننا البدء بالنظام الجديد حراس متناوبون.”
“من أول المتطوعين؟”
سألت جيسكا.
“أنا.”
قالت هيوناي.
“لقد كنت هنا طويلاً، حان الوقت ليرحل أحدكم.”
“ثم أنا.”
قال مين سوك.
“لأقضي وقتاً مع أمي.”
“وأنا معك.”
قالت سويون.
وبقية الفريق قرروا البقاء لفترة أيضاً، الجميع، بإستثناء….. من في رأيكم؟
“أنا سأعود.”
جيسيكا طبعا.
“لأخبر العائلات عن النظام الجديد، ولأبدأ التغيير من الداخل.”
“شجاعة.”
قال مين سوك.
“تعلمتها منكم.”
وخارج البوابة، في العالم الحقيقي، كانت الشمس تشرق على قمة الجبل.
الزنزانة السوداء الكبيرة كانت تتحول إلى بلورة زرقاء شفافة، جميلة وغير مؤذية.
القلب المزدوج كان ينبض فيها، يذكر العالم أن هناك شيئاً جميلاً يحميه رجل وامرأة، جنون وحكمة، ظل ونور قد أصبحا شيئاً واحداً.
-_____________________________________________-
فصل طويل قليلا 1193 كلمة.
لا تكونوا حسبتم ان ذي النهاية ترى ذا الفصل السادس عشر بس.
وكانت معكم ✨ ℛ𝑜𝓈𝑒.
اي استفسارات، أخطاء املائية، أشياء لم تعجبكم نصائح يرجى ابلاغي بها وشكرا.
التعليقات لهذا الفصل " 16"