عادت الحياة إلى طبيعتها داخل البرج العملاق بعد حفلة السطح، لكن شيئ ما كان مختلفاً.
فالجو في الممرات أصبح أقل رسمية، والابتسامات تتبادل بين الصيادين الذين شاركوا في المهمة الأخيرة، حتى الموظفين في الكافتيريا بدأوا يعرفون طلباتهم المعتادة.
كانت سويون جالسة في الكافتيريا تتناول طبق رامن حار عندما جلست جيسكا أمامها بشكل غير متوقع.
لم تطلب الطعام، فقط وضعت حقيبتها الفضية على الطاولة.
عرضت شريط فيديو سري التقطته كاميرات نقابة ظل القمر يظهر فيه شخصية غامضة تتسلل إلى أرشيف البرج ليلاً.
كان الوجه غير واضح، لكن الأسلوب في الحركة…
“هذا يشبه أسلوب مين سوك في استخدام الظل.”
همست سويون.
“لكنه ليس هو انظري إلى القدم اليسرى، تظهر إصابة قديمة في المشي مين سوك لا يعرج.”
“من يكون؟”
“لا أعرف، لكن هذا الشخص دخل الأرشيف ليلة تدمير الزنزانة الخماسية وسرق ملفات عن….ماضي مين سوك.”
في تلك اللحظة، دخل مين سوك إلى الكافتيريا، نظر إليهما بدهشة خفيفة، ثم اقترب.
“محادثة سرية؟”
“مجرد حديث بين جارتين.”
قالت جيسكا بسرعة، وأغلقت الهاتف.
مين سوك جلس دون دعوة.
“الطعام هنا جيد اليوم.”
“جرب الرامن الحار.”
عرضت سويون.
“بالطبع.”
أخذ لقمة من طبقها مباشرة، مما جعل عيني جيسكا تتسعان.
“أنت… تأكل من طبقها؟”
“نعم، هي تأكل من طبعي أيضاً أحياناً.”
قال مين سوك ببساطة.
جيسكا وقفت فجأة.
“حسناً، سأترككما لكن تذكري ما قلته.”
بعد مغادرتها، نظر مين سوك إلى سويون.
“ماذا كانت تقول؟”
“لا شيء مهم.”
كذبت لأول مرة.
“فقط تتكيف مع كونها جزءاً من الفريق.”
“هذا جيد.”
لكن عيناه كانتا تراقبانها بعناية.
بعد الظهر، جاءتهم مكالمة من القائد سونغ.
اجتماع طارئ في قاعة العمليات.
القاعة كانت مملوءة بشاشات تعرض خريطة العالم، القائد سونغ وقف أمامهم
وجهه كان جاد أكثر من المعتاد.
“لقد ظهرت ثلاث زنازين جديدة في نفس الوقت، في اليابان، أستراليا، وجنوب أفريقيا، وهذا ليس طبيعيًّا.”
على الشاشة، ظهرت إحداثيات الزنازين.
كانت تشكل مثلثاً متساوي الأضلاع حول العالم.
“الأغرب أنهم يرسلون إشارة متزامنة كأنهم…..كأنهم يتواصلون.”
يامي تقدم يامي للأمام.
“هذا مستحيل الزنازين لا تتواصل.”
“إلا إذا كان هناك شيء يسيطر عليها جميعاً.”
قال مين سوك بهدوء.
التفت الجميع إليه.
“في الزنزانة الخماسية، قال حارس المعرفة إنها محاولة لشفاء جرح في الواقع، ماذا لو كانت الزنازين ليست كارثة، بل… علاج؟ وماذا لو أن العلاج بدأ يصبح خاطئاً؟”
صمت ثقيل ساد القاعة.
كسر سونغ الصمت بقوله :
“المهمة الجديدة: فريقان، الأول إلى اليابان، والثاني إلى أستراليا، جنوب أفريقيا سيتولاها فريق دولي.”
“من في الفرق؟”
سألت سويون.
“الفريق الياباني: يقوده يامي مع يونغ-هيون وشادو، الفريق الأسترالي: يقوده مين سوك مع سويون، جيسكا، وتاي-و.”
جيسكا رفعت حاجبها.
“أنا مع فريق مين سوك؟”
“نعم، وأريدكم جميعاً في طائرة المغادرة خلال ساعتين.”
بينما كانوا يغادرون القاعة، سحبت سويون مين سوك إلى جانب.
“هناك شيء يجب أن تعرفه.”
أخبرته عن الفيديو الذي رأته.
د استمع مين سوك بوجه لا تعبير عليه.
“أعلم.”
“تعلم؟”
“لقد حاولوا سرقة ملفات عني من قبل، لكن الأرشيف الحقيقي… ليس في البرج.”
“أين هو؟”
“في مكان واحد فقط يعرفه.”
نظر نحو نافذة القاعة.
“في القصر القديم حيث نشأت، وهناك شخص واحد يعرف كيف يدخله.”
“من؟”
“أنا.”
في تلك اللحظة، اهتز هاتف سويون، رسالة مجهولة:
<الوقت ينفد فالحقيقة تنتظر في الظل.
تعالوا إلى المكان الذي بدأ فيه كل شيء. – صديق قديم>
مع الرسالة كانت صورة لـقصر تقليدي قديم على قمة جبل، ومن حوله ظلال تتحرك بشكل غير طبيعي.
نظر مين سوك إلى الصورة وعيناه تضيقتان.
“هذا… منزلي القديم.”
“من أرسل هذه؟”
“الشخص الذي كنت أبحث عنه طوال هذه السنوات.”
تنفس بعمق.
“والدتي.”
الصاعقة انفجرت في القاعة، الشاشات كلها تحولت إلى اللون الأحمر.
إنذار عالي الصوت انطلق.
صاح القائد سونغ قائلا :
“جميع الطائرات مؤجلة! هناك شيء يحدث هنا في كوريا!”
على الشاشة الرئيسية، ظهرت صورة مروعة لزنزانة سوداء عملاقة تفتح مباشرة فوق قمة الجبل حيث يقع القصر القديم.
لكن هذه الزنزانة كانت مختلفة. كانت……تأكل الزنازين الصغيرة حولها، تبتلعها واحدة تلو الأخرى وتنمو أكبر.
“ما هذا الشيء؟”
همست سويون.
“هذا ليس زنزانة.”
قال مين سوك بصوت أجش.
“هذا هو المصدر، وهذا هو يناديني لآتي.”
نظر إليها.
“هل ستأتين معي؟”
“طبعاً.”
“وهو مكان خطير.”
“أحب الأماكن الخطيرة.”
ابتسم لأول مرة ابتسامة حقيقية كاملة.
“أعلم.”
جيسكا اقتربت منهم جيسيكا وقالت :
“أنا أيضاً سآتي.”
“لماذا؟”
سألت سويون.
“لأن… أريد أن أعرف الحقيقة أيضاً.”
نظرت إلى مين سوك.
“وعائلتي تعرف شيئاً عن هذا المكان، والدي تحدث عنه مرة…..بكثير من الخوف.”
القائد سونغ أومأ القائد سونغ وقال :
“اذهبوا جميعاً، لكن انتبهوا هذا مختلف عن أي شيء واجهتموه من قبل.”
و بينما كانوا يستعدون للمغادرة، أمسك مين سوك يد سويون.
“ماذا يحدث؟”
سألت سويون.
“نحن ذاهبون إلى المكان الذي بدأ فيه كل شيء، إلى حيث ولدت، وإلى حيث….. قد ينتهي كل شيء.”
التعليقات لهذا الفصل " 13"