استمتعوا
***
× الطبقة السادسة: قلب الزنزانة النابض
كان الانتقال هذه المرة عنيفاًؤ لم يكن انزلاقاً لطيفاً كما في المرة السابقة، بل قذفاً كأن الزنزانة تتقيأهم من الداخل.
هبطوا جميعاً في كومة متشابكة على أرضية صلبة باردة.
“أوه! شخص جلس على ذراعي الآلية!”
صاح تاي-و.
“وهذا شخص وضع قدمه في وجهي!”
رد شادو من تحت الكومة.
سويون وجدت نفسها مستلقية على صدر مين سوك. نظرت إليه، هو نظر إليها.
صمت محرج لثلاث ثوان.
“أذنك حمراء.”
قالت.
“وأنتِ ثقيلة.”
رد.
“كاذب!”
ضحكت وقفت بسرعة.
كانوا في قاعة ضخمة تشبه قصراً مقلوباً.
السقف كان في الأسفل و الأرض في الأعلى.
المقاعد معلقة رأساً على عقب.
وفي وسط القاعة، على عرش من عظام وظلال متشابكة، جلس……لا أحد.
“العرش فارغ.”
قال يامي بحذر.
فجأة، الظلال على الأرض بدأت تتجمع.
تجمعت و تكاثفت، ثم شكلت شخصية جالسة على العرش
كانت تشبه الإنسان لكنه كان بدون ملامح واضحة، مجرد ظل بكثافة عالية.
“أخيراً وصلتم.”
قال الصوت، وكان كصدى يأتي من كل اتجاه.
“لقد استمتعتم بحديقتي، أليس كذلك؟”
“حديقتك؟”
سألت سويون.
“أنت صاحب هذه الزنزانة؟”
“أنا الزنزانة.”
قال الظل.
“وهذا قلبي، وأنتم… في معدتي.”
رفع الظل يديه لتظهر ثلاث بوابات في الجدران.
“لعبة بسيطة. في كل بوابة، يواجه احد منكم حراسي، إذا فزتم في الثلاث، أطلق صراحكم، وإذا خسرتم في واحدة… تبقون هنا للأبد.”
“ما نوع المعارك؟”
سأل مين سوك.
“المعركة الأولى: القوة ضد الذكاء.
“الثانية: السرعة ضد المكر.
“الثالثة: القلب ضد الظل.”
“من يختار المقاتلين؟”
سألت الراعية سوهو.
“أنا أختار.”
نظر الظل إليهم.
“لكن أولاً…….وجبة خفيفة.”
من السقف نزلت طاولة من البيتزا.
بيتزا ضخمة، ولكن نصفها فقط موجود، النصف الآخر كان….. ظلاً.
“بيتزا؟”
استغرب يونغ-هيون.
“بيتزا الظل.”
قال الظل.
“كلوا، ستحتاجون الطاقة.”
دخل يونغ-هيون البوابة الأولى.
داخلها، كانت غرفة مليئة بأحجار ضخمة عليها ألغاز رياضية.
“حل اللغز لتمر!”
قال حارس شبه شفاف.
نظر يونغ هيون إلى الحجارة، ثم إلى مطرقته، ثم ابتسم.
رفع المطرقة وضرب اللغز الأول بقوة.
نحطم الحجر واختفى اللغز.
“هذا… غش!”
صاح الحارس.
“القوة هي ذكائي!”
ضحك يونغ-هيون وهو يحطم لغزاً ثانياً.
من خارج البوابة، سمعوا أصوات تحطم وصراخ الحارس:
“لا! كان ذلك لغزي المفضل!”
بعد دقائق، خرج يونغ-هيون وعليه غبار أبيض.
“فزت.”
“كيف؟”
سأل تاي-و.
“حللت الألغاز… إلى قطع صغيرة.”
دخل شادو البوابة الثانية.
كانت عبارة عن متاهة من المرايا المتحركة.
“جد مخرجك في عشر دقائق!”
قال صوت.
لكن شادو لم يتحرك. أخرج رشاش طلاء من حقيبته……. نعم، كان يحمل رشاش طلاء، ورش الطلاء على المرايا.
“ماذا تفعل؟!”
صاح الحارس.
“إذا كانت كلها مرايا، فالطلاء سيبيِّن الحقيقي من الانعكاس.”
انزلق الطلاء على المرايا الحقيقية، لكنه توقف في الهواء حيث كانت الانعكاسات.
مشى مشى مباشرة نحو الجدار الوحيد الذي لم يظهر فيه طلاء… ودفعه.
كان باباً مخفياً.
خرج قبل أن تنتهي الدقيقة الأولى.
“هذا… أكثر ذكاءً من المتوقع.”
قال الظل وهو يبدو منزعجاً.
“الثالثة مختلفة.”
قال الظل.
“يدخل الاثنان معاً.”
“ضد من؟”
سألت سويون.
“ضد نسخ من بعضكما.”
دخلوا البوابة وقد كانت غرفة بيضاء نقية.
في الوسط، وقفت نسخة من سويون ونسخة من مين سوك، لكن النسخ كانت معكوسة.
نسخة سويون كانت جادة ومنظمة.
نسخة مين سوك كانت……تضحك.
“أهلاً! أنا مين سوك المرح!”
قال النسخ.
“وأنا سويون الجادة.”
قالت النسخة الأخرى.
“دعونا نتحارب بطريقة منظمة.”
القتال بدأ:
النسخة الجادة من سويون هاجمت بطريقة تقليدية ومنظمة، لكن سويون الحقيقية رقصت حولها وهي تضحك.
“لا يمكن التنبؤ بحركاتك!”
اشتكت النسخة.
أما عن النسخة المرحة من مين سوك كان يطلق نكات أثناء القتال.
“لماذا عبر الظل الطريق؟ ليصل للجهة المظلمة!”
مين سوك الحقيقي تجمد من الخجل.
“أنا لا أقول نكات كهذه.”
سويون ضحكت.
“في الحقيقة… هذه جيدة!”
في النهاية، تغلبوا على النسخ… بطريقة غير متوقعة:
سويون قالت لنسختها الجادة:
“تعالي، هناك بيتزا بالخارج!”
والنسخة… توقفت.
“بيتزا؟ حقاً؟”
ونسخة مين سوك المرحة قالت للنسخة الجادة:
“بيتزا! دعينا نأكل!”
اختفيا معاً ليأكلا بيتزا وهمية.
“لقد… استدرجتهم بالطعام.”
قال مين سوك.
“أعرف نقطة ضعفنا.”
ضحكت سويون.
خرجوا جميعاً منتصرين، لكن الظل على العرش كان يبتسم.
“ممتاز، لكن هناك معركة رابعة… لم أخبركم عنها.”
البوابة الرابعة فتحت، ومنها خرجت امممم….. جيسكا؟.
نعم، جيسيكا من غيرها يمكن أن يكون..
“جيسكا؟!”
صاح الجميع.
كانت ترتدي بدلة قتال فضية، وعيناها الزرقاوان تتوهجان غضباً.
“وجدتكم.”
قالت.
“لقد تتبعت إشارة البرج الخاصة بمين سوك.”
“لماذا؟”
سأل مين سوك.
“لأنه في خطتي، سأقبض على صاحب هذه الزنزانة… وأثبت أنني أفضل منكم جميعاً!”
تعتقدون ان هذا غباء.
نعم بالفعل هو غباء.
وجهت سلاحاً نحو الظل.
“أنت! استسلم!”
لكن الظل ضحك.
“أوه… وريثة غاضبة، ممتاز.”
الأرض تحت جيسكا انفتحت، وسقطت في حفرة من الظل.
“الآن…”
قال الظل.
“لنلعب الجولة الحقيقية.”
ظهرت شاشتان كبيرتان، في واحدة جيسكا معلقة فوق فراغ.
أما في الثانية…….فرن بيتزا ضخم.
“خيار بسيط.”
قال الظل.
“إما تنقذون الوريثة……. أو تنقذون البيتزا التي وعدتكم بها، لا يمكنكم الحصول على الاثنين.”
الجميع نظر إلى البيتزا التي أصبحت كاملة الآن ورائحتها رائعة ثم إلى جيسكا التي كانت تصرخ.
“هذا… خيار صعب.”
همست سويون.
“بالنسبة لي ليس صعباً.”
قال مين سوك. وهو يمشي نحو فرن البيتزا.
“مين سوك! لا يمكنك!”
صرخت سويون.
لكنه أمسك بالبيتزا… ورمى بها نحو الظل على العرش.
البيتزا سقطت على الظل، والظل بدأ يذوب.
“ماذا؟!”
صاح الظل.
“البيتزا مغطاة بمسحوق فضة وزعتر، تضعف كيانات الظل، علمت ذلك عندما لم تأكل منها.”
قال مين سوك ببرود.
ذاب الظل، لتبدأ الزنزانة بأكملها بالاهتزاز.
سقطت جيسيكا، لكن سويون استخدم الظل لتمسك بها قبل وقوعها.
“لا تقولي أنكِ أنقذتني.”
همست جيسكا.
“لا، أنقذك ظلي وهو جزء مني… لذا نعم، أنقذتك.”
بدأت الزنزانة بالانهيار ليجري الجميع نحو المخرج ليصيح تاي-و قائلا :
“انتظروا!”
“لقد نسيتم البيتزا!”
“اتركها!”
قال الجميع.
خرجوا قبل أن تنهار الزنزانة تماماً.
و على الشاطئ كانوا جميعاً منهكين.
نظرت جيسيكا إلى مين سوك.
“كيف عرفت عن البيتزا؟”
“لأني أحب البيتزا، وأعرف كل شيء عنها.”
جلست سويون بجانبه.
“كنت أعرف أنك ستختار البيتزا.”
“طبعاً. لكن…”
أخرج من جيبه قطعة بيتزا صغيرة كان قد خبأها….. كيف خبأها في جيبه لا أحد يعلم.
“هنا، هذه لك.”
أعطاها لسويون، ثم أخرج قطعة أخرى لجيسكا.
“وأنتِ… لا تقولي أنني أعطيتك.”
جيسكا أخذت القطعة بصمت و مضتها، ثم همست:
“شكراً.”
كانت زنزانة من خمس طبقات قد دمرت، وكان لديهم بيتزا، وجيسكا كانت اممم…… أقل غضباً قليلاً.
“الآن ماذا؟”
سألت سويون.
“الآن…”
قال مين سوك.
“نطلب بيتزا حقيقية، هذه كانت مجرد طُعم.”
وضحكوا جميعاً، حتى جيسكا و ابتسمت قليلاً.
-_____________________________________________-
فصل طويل قليلا 1013 كلمة
مجرد فصل تمهيدي الصدمات القادمة شكرا لقراءته
وكانت معكم ✨ ℛ𝑜𝓈𝑒.
اي استفسارات، أخطاء املائية، أشياء لم تعجبكم نصائح يرجى ابلاغي بها وشكرا.
يوما سعيدا وشكرا (。•ᴗ•。)♡.
التعليقات لهذا الفصل " 11"