استمتعوا
***
كان الانتقال إلى الطبقة الخامسة مختلفاً تماماً، فلم يكن هناك سقوط أو قفز بل انزلاق لطيف، كما لو كانوا ينزلقون على منحدر ناعم من الظل.
و حين استقرت أقدامهم، وجدوا أنفسهم في مكان لم يتوقعوه أبداً….. حديقة.
لكنها ليست حديقة عادية، فالعشب كان بلون أرجواني، والأزهار تغني، والأشجار تمشي ببطء على جذورها كالأقدام.
“أهلاً بكم في حديقة الأحلام!”
قال صوت ناعم.
من بين الأزهار خرج مخلوق صغير يشبه قطة بأجنحة فراشة، عيونه كانت كبيرة وبراقة، وابتسامته واسعة لدرجة أنها شغلت نصف وجهه.
“أنا لو! حارس الفرح!”
قال المخلوق وهو يدور في الهواء.
“أنتم… تبدون جادين جداً! هذا غير مسموح هنا!”
نظرت سويون إلى مين سوك وقالت :
“قطة باجنحة فراشة تتكلم.”
“ربما هي خطيرة.”
قال مين سوك ببرود.
“خطيرة؟ أنا!”
ضحك لو حتى سقط على العشب الأرجواني وهو يتراقص من الضحك.
“أنا، أخطر شيء هنا هو… الدغدغة!”
قفز فجأة وبدأ بدغدغة قدم شادو.
الجاسوس الأزرق – الذي كان دائماً جاداً ومتحفظاً – انفجر ضحكاً.
“هههههههههه! توقف! ههههههه!”
كان شادو يترنح وهو يضحك بطريقة طفولية لم يسمعها أحد منه من قبل.
“انظروا! الضحك معدي!”
صاح لو وهو يحلق نحو الآخرين.
قبل أن يعرفوا ما يحدث، كان كل الفريق يجري في الحديقة:
لي جونغ-هيون من نقابة المحارب الذهبي كان يحاول اللحاق بفراشة عملاقة، ودرعه الذهبي يصدر أصواتاً مضحكة مع كل خطوة.
كيم تاي-و من نقابة المعدّل التكنولوجي كانت معداته تتكلم مع الزهور، وكان يجادل وردة حول “كفاءة التلقيح”.
الراعية سوهو كانت تجلس مع شجرة تتحرك، وهم يتبادلان قصصاً عن “الأيام الطيبة القديمة”.
يامي كان… يجلس بهدوء يلاحظ، حتى لو لم يستطع جعله يضحك.
“أنت صعب!”
قال لو ليامي.
“أنا أراقب النظام.”
قال يامي بجدية.
“النظام؟ هاها! ها هو النظام!”
وأشار لولو إلى سنجاب يرتدي ربطة عنق ويمشي بخُطى منتظمة.
سويون كانت تضحك حتى الدموع.
“هذا… مجنون!”
مين سوك وقف بجانبها، وزاوية فمه ترتفع قليلاً.
“إنه… غير متوقع.”
“أتحب ذلك؟”
سألته سويون.
“إنه… مقبول.”
فجأة، اهتزت الأرض من وسط الحديقة ليخرج منها مخلوق ضخم يشبه الدب الوردي العملاق…. لكنه كان يبكي.
“بوبو حزين!”
صاح لو.
“شخص سرق ألعابه!”
الدب الوردي جلس وبكى دموعاً تشبه ألعاباً صغيرة.
“بووووهووو! أين ألعابي؟”
تقدمت سويون وقالت :
“حسناً، بوبو كبير، من سرق ألعابك؟”
“هم!”
وأشار بوبو إلى ظلال تحت الأشجار.
الظلال كانت تلعب بألعاب بوبو – كرات، دمى، حتى طائرة ورقية.
“ظلال؟”
استغرب مين سوك.
“ظلالي الخاصة!”
بكى بوبو.
“أنا صنعتها لألعب معها، لكنها أصبحت شريرة!”
الظلال نظرت إليهم و… أطلقت ألعاباً كرصاص.
كرة ضربت تاي-و في وجهه.
“أوه! هذا يؤلم!”
صاح تاي-و.
“إنها ألعاب ناعمة!”
ضحكت سويون.
“لكنها أطلقت بقوة!”
حلق لو حولهم وقال :
“الحل الوحيد هو أن تهزموا الظلال في لعبة! إذا فزتم، تعاد الألعاب!”
“أي لعبة؟”
سأل مين سوك.
“لعبة الاختباء والبحث! لكن بقواعد خاصة!”
القواعد تمثلت في مايلي :
1. الفريق يختبئ، الظلال تبحث.
2. إذا وجدت الظلال أحدكم، يصبح “سجين فرح”.
3. لتحرير سجين، يجب جعله يضحك حتى يسقط.
4. الفريق الفائز يحصل على الألعاب.
“هذا… سخيف.”
قال يامي.
“لكنه ممتع!”
قالت سويون وهي تسحب مين سوك للاختباء.
اختبأ شادو كالظل تحت ظل شجرة،لكن الظلال وجدته بسهولة لأنه كان ظلاً في مكان ظل، وهذا غش!
أصبح سجيناً، وكان يجب جعله يضحك.
حاول لو دغدغته لكن شادو كان يقاوم.
حتى قال مين سوك:
“راقص الباليه المحترف.”
شادو انفجر ضحكاً وتم تحريره.
اختبأ تايو داخل شجيرة، لكن معداته أصدرت صوتا فاكتشفته الظلال.
لتحريره، جعلته الزهور تغني أغنية قديمة كانت والدته تغنيها، فبكى ثم ضحك في نفس الوقت.
يونغ هيون حاول الاختباء وراء شجرة تتحرك… ولكن الشجرة مشت تاركة إياه مكشوفاً.
“خائنة!”
صاح وهو يجري من الظلال.
أما عن بطلينا …..فاختبأ الاثنان معاً في كهف صغير من أزهار تغني.
“ضيق.”
قال مين سوك وهو يحاول ألا يلمس سويون كثيراً.
“متعمد.”
ضحكت سويون.
سمعوا صوت خطوات خارج الكهف،ظلال تقترب.
بدون تفكير، أغلقت سويون فمه بيدها لكي لا يصدر صوتاً.
لكن يدها كانت دافئة، ومين سوك… تجمد.
نظر إليها في الظلام الخفيف للكهف المزهر، عيناها الرماديتان كانتا تشعان.
همس:
“أنتِ…”
“ششش!”
لكن الظلال سمعتهم!و بدأت بدخول الكهف.
فجأة، مين سوك ضغط على سويون تجاه الحائط، وظله امتد كستارة سوداء غطى مدخل الكهف.
الآن هم في ظلام تام، محاطون بظله.
“لا يستطيعون رؤية الظل في الظل.”
همس قريباً جداً من أذنها.
سويون شعرت بأن قلبها ينبض بسرعة.
“ذكي.”
“دائماً.”
بقوا ساكنين، كان قريباً جداً منها لدرجة ان سويون يمكنها أن تشعر بأنفاسه على وجهها.
“مين سوك…”
همست.
“نعم؟”
“أذنك… حمراء مرة أخرى.”
“خيالك.”
لكنها كانت، وفي الظلام، سويون ابتسمت.
الظلال لم تجدهم.
خرجوا من الكهف فائزين.
“مبروك!”
صاح لو.
“لقد فزتم!”
بوبو الدب الوردي أعيدت له ألعاب ففرح.
لكن قبل أن يغادروا، قال لو:
“الآن هديتكم!”
أعطى كل واحد بذرة فرح صغيرة.
“ازرعوها في أي مكان، وستنمو فرحاً صغيراً! لكن انتبهوا: الفرح معدي!”
أخذت سويون بذرتها.
“شكراً، لو.”
“العفو! ويا سيد الظل!”
نظر لو إلى مين سوك.
“أنت تحتاج أكبر بذرة!”
أعطاه بذرة كبيرة، نظر مين سوك إلى البذرة باستغراب ثم اعاد نظره إلى لو متسائلا.
“لأن قلبك كبير، لكنه محمي بظل كبير، البذرة ستساعد!”
أخذ مين سوك البذرة بجدية. “شكراً.”
عندما استعدوا لمغادرة الطبقة الخامسة، كان الجميع مختلفين قليلاً:
كان شادو يبتسم خلف قناعه.
أما تايو فكان يغازل زهرة.
كان يونغ هيون يحمل وردة ذهبية صغيرة.
ويامي… كان لا يزال جاداً، لكنه كان ينظر إلى الغناء حوله بفضول.
ودعهم لو وهو يلوح.
“ارجعوا للزيارة! و عدوني بأن تضحكوا أكثر!”
عندما عبروا البوابة إلى الطبقة الأخيرة، نظرت سويون إلى مين سوك.
“كان ممتعاً، أليس كذلك؟”
“نعم.”
ثم أضاف:
“الكهف… كان مقبولاً أيضاً.”
“فقط مقبول؟”
“مقبول جداً.”
ضحك، وفي جيبه، بذرة الفرح بدأت تتوهج قليلاً.
-_____________________________________________-
فصل لطيف 898 كلمة
وكانت معكم ✨ ℛ𝑜𝓈𝑒.
اي استفسارات، أخطاء املائية، أشياء لم تعجبكم يرجى ابلاغي بها وشكرا.
يوما سعيدا وشكرا (。•ᴗ•。)♡.
التعليقات لهذا الفصل " 10"