1
استمتعوا.
***.
في قلب زنزانة صحراء نيفادا، حيث تلمع ثلاثة شموس زائفة في سماء بنفسجية غريبة.
وقفت كيم سويون وسط فريق من الصيادين الأمريكيين. كانت ترتدي سترة رياضية فضفاضة مخططة باللون الأسود والوردي مع سروال مليئً بالجيب
وكأنها خرجت من عرضٍ غير رسمي لكنها مستعدة للقتال. شعرها الأسود الطويل مربوط في ذيل حصان غير مرتب، وعيناها الرماديتان تتفحصان الرمال المتحركة تحت قدميها بتركيزٍ لا يشوبه شيء.
“انتظري يا فتاتنا الكورية، ربما عليكِ التراجع للخلف فهذا الوحش خطير جدًا على مصنَّفة الفئة A مثلكِ.”
الكلمات خرجت من قائد الفريق الأمريكي جوناثان.
مصنَّف الفئة S الذي كان يلمع بسيف طاقة أزرق بين يديه. حوله وقف أربعة صيادين آخرين، ببذلاتهم التكتيكية المتطورة التي تلمع تحت الضوء الاصطناعي للزنزانة.
لكن سويون لم تلتفت إليه، بل كانت تركز على نمط حركة الرمال، كأنها تسمع موسيقى خفية لا يسمعها أحد سواها.
‘آه، الرجال المتفاخرون… دائمًا يظنون أن القوة تعني الصراخ والتحذير،اه، ياترى لو عرفوا أن المتعة الحقيقية هي في تجاهلهم تمامًا، ماذا كانوا سيفعلون؟’
همست لنفسها بابتسامة جانبية:
“الدودة المرعبة العملاقة….. من المستوى S… مقدار المكافأة التي قد احصل عليها هي 500 ألف دولار، جيدة بما يكفي لوعاء رامن فاخر لمدة شهر.”
صاح جوناثان من خلفها غاضبًا :
“هل تسمعينني؟”
عندها فقط التفتت سويون نحوه بابتسامة عريضة مجنونة ترتسم على وجهها، تشبه الى حد ما ابتسامة هارلي كوين التي كانت قد عشقتها من فيلمها المفضل.
قالت بسخرية:
“أوه، أنت تتحدث؟ اعتقدت أنك مجرد ديكور يلمع تحت الشمس.”
أعضاء الفريق الآخرين احتشدوا غاضبين، لكن سويون استدارت نحو الرمال.
كانت عيناها تلمعان بالمرح والجنون.
‘ اه، اعزائي، المشكلة مع المتفاخرين مثلكم أنكم تنسون الشيء الأهم: الوحوش جائعة… وأنتم لذيذون.’
‘أحب تلك اللحظة قبل أن يظهر الوحش… إنها مثل لحظة ما قبل انفجار الألعاب النارية، التوتر، الصمت ثم البهجة.’
قبل أن يرد جوناثان، انطلقت سويون بسرعة خاطفة لا تصدق بالنسبة لشخص من المستوى A.
خطفت سيف الطاقة من بين يديه قبل أن يتمكن حتى من ردِّ الفعل.
صرخت وهي تغرس السيف في الرمال بعنف:
“ها هو الطعم!”
اهتزت الأرض.
انفجرت الرمال في كل اتجاه.
وظهر فم الدودة العملاق بعرض ثلاثة أمتار مليء بأسنان تشبه المناشير الدوارة و انقض على السيف وابتلعه بشراهة.
ضحكت سويون وهي تقفز للخلف بخفة:
“انظروا! لقد نجح!”
‘آه، كم أحب رؤية وجوههم وهي تتحول من الغرور إلى الذعر، إنها أفضل المكافآت المجانية.’
الفريق الأمريكي كان في حالة ذعر، يحاولون تنظيم هجوم.
غير أن الدودة كانت منشغلة بمضغ السيف الذي قد ينفجر بداخلها.
سويون لم تنتظر.
رفعت يدها اليمنى، أصابعها أطبقت في الهواء بلا اي كلمات سحرية ولا اي إيماءات درامية.
من كفها انساب الظل.
ليس ظلاً عاديًا بل مادة سوداء سميكة كالحبر.
شفافة جزئيًا.
تتحرك كأخطبوط سائل.
لفَّ الظل جسد الدودة العملاق في ثوانٍ، ولم يكن هناك لا صراخ أو قتال،
فقط صوت طحن خافت، كما لو أن الوحش يُسحق في بعد آخر .
ثم اختفى الظل واختفت الدودة معه.
كل ما تبقى كان رقعة دائرية من الرمل الأسود اللامع، وفي وسطها تربعت بلَّورة سوداء بحجم قبضة اليد – نواة الوحش.
ساد الصمت.
الأمريكيون الخمسة يحدقون بفم مفتوح غير قادرين على استيعاب ما حدث.
سويون مشيت بهدوء و التقطت النواة السوداء، شعرت ببرودتها الغير طبيعية، و قامت بضعتها في جيب سترتها.
قالت بصوت غنائي وهي تمر بجانب جوناثان الشاحب:
“المكافأة ستكون لي وحدي فهذا منطقي، أليس كذلك؟“
“ اوه، ونصيحة مجانية: في أفلام الرعب الشخصية التي تتفاخر دائمًا تموت أولًا، كم أكره تلك النهايات المبتذلة.”
‘أوه، كم أحب أن أكون الاستثناء الوحيد… البطلة التي تضحك بدلًا من أن تصرخ. ‘
قبل أن يرد، أخرجت جهازًا صغيرًا من جيبها و ضغطت على زر لتفتح بوابة بيضاء متوهجة خلفها.
لوحت بيدها وهي تدخل:
“إلى اللقاء، يا لامعين!”
خارج الزنزانة.
في غرفة الانتظار بالبرج العملاق في لاس فيغاس، ظهرت سويون من بوابة النقل.
الموظفون كانوا مشغولين بشاشاتهم لا يكترثون بخروج صياد من الفئة A.
سلمت النواة للموظف في كشك التسليم الذي قام بمسحها.
وقال:
“نواة دودة الرعب الكامنة، المستوى S. المكافأة: 500 ألف دولار، سيتم تحويلها للحساب الكوري المسجل.”
سويون أومأت و أضافت إلى كلامه :
“أضف 50 ألفًا لخدمة سريعة. أنا جائعة.”
الموظف نظر إليها باستغراب، لكنه أومأ:
“حسنًا… سيتم التحويل في غضون عشر دقائق.”
خرجت من البرج العملاق – هيكل أسود يلمع تحت شمس نيفادا الحقيقية، يشبه إبرة عملاقة تطعن السماء.
في الشارع أخرجت هاتفها، فتحت تطبيق الطعام.
تمتمت:
“رامن حار… رامن حار… أين أجد مطعما كوريا جيدا هنا؟…..”
رن هاتفها فجأة
س : من؟
ج :رقم مجهول.
“نعم؟”
“سويون، هذا هو الكابتن بارك من البرج الكوري لدينا حالة طارئة، زنزانة من مستوى غير محدد ظهرت في البحر الأصفر نريدك للاستكشاف المنطقة.”
سويون مضغت علكتها وقالت:
“غير محدد؟ هذا يعني إما من الفئة F أو… أعلى ربما من الفئة S، كم المكافأة؟”
“مبدئيًا مليون دولار. وقد تزيد.”
عيناها الرمادي تان بداتا باللمعان :
“مليون؟ حسناً، أنا في الطريق.”
“هناك شيء آخر… سيكون معك صياد آخر، مصنَّف خاص.”
سويون توقفت:
“خاص؟ هل تقصد…؟”
” الفئة L بارك مين سوك.”
سقط الهاتف من يدها للحظة لكنها أمسكته في الهواء. قلبها بدأ ينبض بسرعة.
همست:
“مين سوك؟ المصنَّف الأول عالميًا؟”
“نعم. ستلتقين به في البرج الكوري بعد ست ساعات، جهزي نفسك.”
انتهت المكالمة.
سويون وقفت على الرصيف.
الشمس الحقيقية تلمع على وجهها.
مليون دولار… وفرصة لمقابلة الأسطورة نفسها.
ضحكت ضحكتها المجنونة:
“يا إلهي، هذا سيكون أكثر متعة من فيلم رعب!”
‘مين سوك… الاسم الذي يطاردني منذ سنوات، ليس المال ما يهم الآن، أريد أن أراه إن كان حقًا كما في القصص.’
نظرت نحو الشرق كما لو كانت تستطيع رؤية كوريا من هناك.
في أعماقها.
شيء آخر غير المال كان يتحرك. فضول، بل هوس، تجاه رجل لم تره قط إلا في التقارير السرية.
تمتمت:
“بارك مين سوك… لنرى إذا كنت حقًا كما في القصص.”
دخلت سيارة أجرة وأمرت السائق أن يأخذها إلى المطار. كانت لديها رحلة طويلة وأشياء كثيرة يجب أن تُعد.
ليس فقط للمهمة ولكن للقاء الذي طالما حلمت به في الخفاء.
-____________________________________________-
فصل متوسط الطول 954 كلمة
أتمنى ان يكون الفصل قد أعجبكم.
وكانت معكم ✨ ℛ𝑜𝓈𝑒..
أتمنى يكون الفصل في رضاكم ابلغوني ان كان هناك أي أخطاء املائية أو أشياء غير لائقة، أشياء لم تعجبكم، نصائح وشكرا.
يوما سعيدا و شكرا. (。•ᴗ•。)♡
Chapters
Comments
- 1 - لقاء بمليون منذ ساعتين
التعليقات لهذا الفصل " 1"
أحببتها بكل معنى الكلمة ❤️
مشش قااددرهه سرددد قصةةةةةة بدي مليار فصللل