كان الصباح بارداً داخل أروقة القصر الكبير، حيث يتداخل صدى خطوات الخدم مع أصوات ارتطام الأواني الفضية. وبين كل تلك الهمهمات والعمل المتواصل، كانت كلونا تحمل بيديها سلة مليئة بالزهور التي التقطتها من حديقة القصر لتزيين قاعة الطعام. شعرها الفضي الطويل كان مربوطاً بضفائر بسيطة، ووجنتاها ورديتان بفعل النسيم العابر.
كانت تتحرك بخفة، كأنها نسمة، تحاول ألا تلفت انتباه أحد. بالنسبة للجميع، لم تكن أكثر من خادمة… مجرد فتاة يتعين عليها الطاعة وتنفيذ الأوامر. لكن قلبها، ذلك القلب الذي يخفـي الكثير، كان نابضًا بالحياة والأحلام، أحلام أكبر من مكانتها بكثير.
وفي اللحظة التي كانت تضع فيها الزهور على الطاولة المزخرفة بالذهب، شعرت بنظرات ثقيلة تخترقها. رفعت عينيها ببطء، لتصطدم بنظرة اللورد أدريان، وريث القصر وصاحب السلطة الذي يخشاه الجميع. عيناه الداكنتان كانتا تتمعنان بها وكأنهما يقرآن ما وراء ملامحها.
تجمدت كلونا في مكانها، وكأن الوقت توقف للحظة. لم تستطع أن تزيح نظرها عنه، رغم أن الخوف كان يتسلل إلى أوصالها.
اقترب منها بخطوات هادئة، حتى بات واقفًا أمامها مباشرة، صوته العميق يخرق السكون:
– “أنتِ… ما اسمكِ؟”
ارتبكت، لم تتوقع أن يكلّمها يومًا، لكنها همست بصوتٍ خافت:
– “كـ… كلونا، يا سيدي.”
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه، ابتسامة لم يعتد أن يراها أحد من قاطني القصر، ثم قال:
– “كلونا… اسم غريب، لكنه يليق بك.”
شعرت بالخوف يتضاعف، ليس لأنها ارتكبت خطأ، بل لأنها أحست بشيء مختلف في نبرته، شيء لم يكن مجرد فضول سيّد تجاه خادمته. أسرعت بانحناءة خفيفة، محاوِلة الانسحاب قبل أن يلحظ ارتجاف يديها، لكن صوته أوقفها مجددًا:
– “سأحتاجكِ في مهمة داخل المكتبة بعد قليل. تأكدي أن تكوني هناك.”
غادرت وهي تحاول السيطرة على أنفاسها المتلاحقة. قلبها كان يخفق بعنف، وأفكارها تتصارع: لماذا أنا؟ لماذا يكلمني بهذه الطريقة؟
أما هو، فقد بقي يراقب خطواتها وهي تبتعد، وشيء ما يشتعل في داخله… شيء لم يعهده من قبل، ولم يكن متأكداً إن كان سيستطيع السيطرة عليه.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات