فهذا الجواب الأول هو الذي سيحدد موقف إجاباتي اللاحقة.
“أتسألان عن هذه الحياة؟”
“طبعاً؟ وهل لك حياة سابقة أيضاً؟”
“قد تكون لي حياة سابقة.”
“إن كان هدفك خلق ثغرة بهذا الأسلوب فذلك مخيب للآمال.”
“أنها هذه الحياة بالضبط.”
يلتقط تشاي ميونغ هو كلام جو تايهون.
من الواضح أن هذا غير موجود في النص، لكن إيقاعهما متناسق.
لكن على أية حال، لم أكن أحاول خلق ثغرة.
“شخص واحد عندما كنت في الروضة.”
“الروضة؟”
“نعم.”
“حقاً، ألا يوجد أحد غير ذلك؟”
“لا يوجد.”
في هذه الحياة على الأقل.
وعندما أنظر إلى الأمر هكذا، أشعر ببعض الامتنان لذاتي في الجولة الأولى.
ففي ذلك الوقت كنت مصاباً بجنون العظمة في سن المراهقة، متسائلاً: “ما معنى الحب أصلاً؟”
شابٌ غارق في موسيقى الإندي، يكره بشدة الأغاني العاطفية لأنها كلها متشابهة ، وتخرّج من مدرسة متوسطة وثانوية للبنين… فكيف كان ليتغير؟
ولهذا لم يكن غريباً أن تخرج نتيجة الجهاز: حقيقة.
“حسناً يبدو أن هناك سبباً جعلك تأتي مليئاً بالثقة لكن ماذا عن المستقبل وليس الماضي؟”
“لا بد أن هناك ولو امرأة واحدة تخيلت نفسك تواعدها!”
هززت رأسي على كلام المذيعين الاثنين.
“لا يوجد.”
“ولا واحدة؟”
“ولا واحدة.”
“وماذا لو اعترفت لك ممثلة رائجة مثل تشوي سُونغ آي أو سو هي؟”
“أعتذر، لكنني سأرفض.”
“يا إلهي، لماذا تظهر حقيقة؟”
“هل أنت… عديم الرغبة؟”
“أنا بصحة جيدة.”
ومن البديهي أن كل الإجابات كانت صادقة.
فعندما أدخل في علاقة، لا تُباع الألبومات جيداً.
وهذا في أمريكا أيضاً.
لقد جرّبت الأمر مرة، ظننت أن مواعدة أشهر ممثلة في هوليوود ستجعلني أكثر إثارة للاهتمام.
لكنني صُدمت عندما رأيت تراجع مبيعات الألبوم.
“لماذا تكره النساء إلى هذا الحد؟”
“لا أكرههم لكنني أحب الموسيقى أكثر فحسب.”
“هل أنت… مثلي؟”
“كلا ، كلا أنا أُحبّ النساء.”
وكلما اجتزت الأسئلة بسهولة، بدا فريق الإنتاج أكثر ارتياحاً.
فأسئلة البداية تُطرح بهدف الإضحاك على أي حال.
“حسناً جيد يجب أن يكون الضيف بهذا المستوى كي نشعر بالحماس لننتقل إلى سؤال أثقل قليلاً.”
“حبّ المعجبين أقل أهمية من المال.”
“ليس كذلك إطلاقاً.”
“ليس إطلاقاً؟ هذه صياغة خطيرة بعض الشيء.”
“ليس كذلك إطلاقاً.”
فالمال ليس شيئاً ذا قيمة.
لا يُقارَن بالكائن الوحيد القادر على إنقاذي من الزمن غير الخطي.
ولذلك خرجت حقيقة مجدداً.
“يا للعجب، حقاً؟ إنه آيدول خالص.”
“ربما أقنع نفسه بأنه يحتاج إلى حب المعجبين ليكسب المال؟”
“آه، أهو كذلك؟”
هزّ الكتّاب رؤوسهم مع كلام تشاي ميونغ هو.
وقيل إن هناك من يهرب من جهاز كشف الكذب بهذه التبريرات الذاتية بالفعل.
ثم عدّل جو تايهون السؤال
“هل تعني أنّ حبّ المعجبين — الذي قد يحقق لك مليار وون — أقلّ أهمية عندك من مئة مليار وون تدخل إلى جيبك مباشرة؟”
كم ألبوماً يجب أن يُباع كي تُحصَّل مليار كاملة؟
أنا أفضل بيع مئة ألبوم على كسب مئة مليار.
لا مجال للمقارنة.
“حبّ المعجبين أفضل بكثير.”
وخرجت الحقيقة مجدداً، فتجمدت ملامح جو تايهون بدهشة.
“واو، الجولة الأولى منذ بدايتها بهذه القوة؟”
“كان واثقاً من نفسه حقاً.”
واستمر المذيعان في طرح الأسئلة المتعلقة بمهنة الآيدول.
أسئلة خفيفة، وإن أُجيب عنها بشكل خاطئ” فلن يتجاوز الأمر بعض الإحراج.
فالجولة الأولى أساساً مجرد أسئلة محرجة قليلاً.
أما الأسئلة الحساسة حقاً فتنهمر في الجولة الثالثة.
بالنسبة إليّ، لا أزال في الجولة الأولى.
لكن من المؤكد أنني أول ضيف يتجاوز كل أسئلة الجولة الأولى دون أن يقع في شيء.
“يا رجل، لا شيء يلتقطه الجهاز؟”
“أيها الضابط شين، هل الجهاز معطّل؟”
يُحدث المذيعان ضجة، لكن يبدو لي أن معظم ذلك سيُحذف في المونتاج.
ليس ممتعاً جداً على ما يبدو.
ثم إن المذيعين بدآ يتصرفان بعناد ويسألان أسئلة لا طائل منها.
وفي الأثناء، طلب مني الضابط شين أن أكذب في بعض النقاط.
“الجهاز يعمل جيداً.”
“كنا نريد التقاط بعض الأشياء الخفيفة فقط…”
“فلنترك الأمر لننتقل إلى الجولة الثانية.”
وبينما بدأ المذيعان يقلبان أوراق النص، بدأت أشعر بالتوتر.
فبحسب مراقبتي، أسئلة الجولة الأولى أخلاقية الطابع.
لا يُلام ضيف إن لم يلتزم بها، لكنها نقاط يُحبّ الجمهور رؤيتها.
مثل مواعدة الآيدول أو الاحترافية لدى الرياضيين.
لكن الجولة الثانية مختلفة.
فهي تطرح الكثير من الإشاعات المتعلقة بالعلاقات الإنسانية.
خصوصاً إن كان للضيف مشاكل سابقة مع مشاهير آخرين.
ولم يخيب جو تايهون التوقعات، فكان أول سؤال يفتحه يتعلق بالعلاقات الإنسانية.
“هناك شخص غير مريح من بين طاقم سيأتي لاحقًا “
نعم، يوجد، لكن قول لا يوجد سيكون أكثر متعة هنا، أليس كذلك؟
لا يوجد.”
ولأول مرة ظهر الكذب
“يا إلهي، هذه أول مرة أشعر فيها بالفرح من ظهور كذبة!”
“طبعاً يوجد يستحيل ألا يوجد!”
“مرة أخرى، هل هناك شخص غير مريح بين طاقم سيأتي لاحقًا ؟”
“… في الحقيقة، نعم يوجد.”
انقضّ المذيعان كما لو أمسكا صيداً ثميناً.
“إنه ثلاثة أشهر ومئة يوم !”
“ليس كذلك.”
«Take Scene!”
“ليس كذلك.”
“…؟”
“إنه المدير التنفيذي تشوي داي هو.”
“…….”
“…….”
ساد جو تصوير البرنامج جوٌّ ثقيل.
حسناً، أنتم من سألتم.
“… لا يمكننا استعمال هذا، فلنتجاوزه.”
***
كانت اللحظة التي أربك فيها هان سي أون مقدّمي برنامج <كاشف السقوط> بادية للعيان.
أما أعضاء فرقة ثلاثة أشهر ومئة يوم الباقون، فكانوا في قاعة الحفل.
بدت على وجوههم علامات التوتر الشديد.
فاليوم عليهم أن يؤدّوا خمس حفلات من دون هان سي أون، ولذلك يجب أن يكون أداؤهم أفضل من المعتاد.
“لأنني الأكبر سناً.”
“لأنني الأسرع ملاحظة.”
“لأنهم جميعاً نشؤوا بلا صعوبات.”
“لأنني الأكثر احترافاً.”
وبينما كان كل واحد منهم غارقاً في دوره، بدأت الحفلة أخيراً.
وكما المعتاد، ظهر أعضاء ثلاثة أشهر ومئة يوم كـضيوف خاصّين من دون إعلان أسمائهم.
كان كو تاي هوان قد قال بالأمس فقط إن تصرفات ثلاثة أشهر ومئة يوم لم تتحوّل إلى موضوع ساخن.
وكان كلامه صحيحاً بالفعل.
فأفعالهم لم تُكتب عنها مقالات، ولم تنتشر بين عامة الناس لتُعاد صياغتها أو تداولها.
لكن الدقّة تقتضي القول: هي لم تصبح قضية جماهيرية لا أكثر.
أما في ساحة الإندي الضيقة، فقد كانت حديثاً متداولاً، تُنقل من فمٍ إلى آخر.
لو أن ثلاثة أشهر ومئة يوم وضعوا أسماءهم على الملصقات، لكره ذلك جمهور الإندي جداً.
إذ من المحتمل أن يتدفق جمهور الفرقة بكامل قوته ويشوّه أجواء الحفل، بل وقد يسرقوا الأضواء من الفنان الأساسي.
لكن الفرقة أخفت مشاركتها بشكل تام.
بل إن كثيراً من المغنين الذين يعتلون المسرح معهم لا يعرفون حتى أن الضيف الخاص هو ثلاثة أشهر ومئة يوم.
وفي ظل هذا الوضع، أصبحت الفرقة في نظر جمهور الإندي
“حظ سعيد أتمنى أن أصادفه أنا أيضاً”
أن تذهب لمشاهدة حفلة فنانك المفضل، ثم يظهر فجأة ثلاثة أشهر ومئة يوم؟
ويقدّمون أداءً كنت تشاهده على التلفاز؟
هذا أمر يستحق الصراخ من شدّة الحماس.
طالما أنه لا يوجد خلفهم حكاية مزعجة متشابكة مع الآيدول، مثل فرقة Eoljuga فلا بأس.
صحيح أن هناك من يكره الآيدول في ساحة الإندي؛ لكن كثيرين منهم يغيّرون رأيهم تماماً بعد رؤية أداء الفرقة.
فـثلاثة أشهر ومئة يوم فرقة بارعة بحق وبفضل ذلك، كان الجو العام تجاههم في ساحة الإندي ودّياً للغاية.
إلا أنّ… جمهور الفرقة نفسه كان له رأي آخر.
“لماذا؟! لماذا بحقّ السماء لا يخبروننا بأي حفلة يظهرون؟!”
كان جمهور ثلاثة أشهر ومئة يوم يعيش توتراً مختلفاً.
فهم أيضاً يريدون مشاهدة حفلات الفرقة.
ولو عرفوا المكان فقط، لأمكنهم الركض فوراً للحاق بهم.
لكن لا مصدر للمعلومة في أي مكان.
أرسل بعض المعجبين استفساراتهم إلى برنامج سيأتي لاحقًا
لكن لم تصلهم أي إجابة.
في البداية ظنّوا أن ذلك جزء من مهمّة ضمن البرنامج، لذا تم الحفاظ على السرية.
لكن التوقيت بدا غريباً.
فمن الواضح من منشورات حضور الحلقة الأخيرة أنّ تصوير سيأتي لاحقًا انتهى بالكامل.
وفوق ذلك، تمّت مشاهدة فرقة Take Scene أثناء تصويرهم جلسة فوتوشوت، فانتشرت شائعات بأنهم الفائزون النهائيون.
ثم جاءت روايات ساحة الإندي
قال البعض إنهم شاهدوا ثلاثة أشهر ومئة يوم يؤدّون عروضاً من دون أي كاميرا تلفزيونية.
ظهروا فجأة، غنّوا، ثم اختفوا فجأة.
وهذا يعني أنّ نشاطهم هذا لا علاقة له ببرنامج سيأتي لاحقًا على الإطلاق.
وفي هذه المرحلة، بدأ قدامى جمهور الآيدول يشمون رائحة غريبة
-هل يعقل أن تكون فرقة Take Scene قد فازت، فقررت ثلاثة أشهر ومئة يوم الانسحاب غضباً؟
-لا يمكن تسميته انسحاباً. أصلاً برنامج الاختيار قال إنّ مصير المتسابقين بعد الإقصاء حر.
-إيه، لكن واضح أن ليون يحاول أخذ كل أعضاء ثلاثة أشهر ومئة يوم معه.
-صحيح، لكن بما أن Take Scene فازوا، يبدو أن سي أون انفجر غضباً على ليون.
-مع شخصية هب سي أون المتمردة، فالأمر ممكن فعلاً.
-فرقة بثلاثة أشهر ومئة يوم قد تخطفها أي شركة بسهولة ههه.
-إذن هل يجمعون الذكريات معاً قبل توقيع عقد جديد؟
-إن كان الأمر كذلك فهو صداقة حقيقية… البرنامج انتهى، وما زالوا يتنقلون كفرقة.
-تبا تبا تبا… لكن لماذا لا يخبروننا أين يذهبون؟!
-هذه البرامج عادة تمنع استخدام وسائل التواصل حتى نهاية البث.
-لكن هل يعقل أن يغادروا ليون؟ سيثور غضب الشركة بالتأكيد.
-صحيح، قد يكون حرية المصير كلاماً فقط، وربما وقعوا عقداً عند بدء التصوير.
-الأمر يبدو مريباً…؟
كانت هذه الأحاديث تدور في المنتدى المحايد، لكن الوضع كان مختلفاً تماماً في منتدى ثلاثة أشهر ومئة يوم.
فالمعجبون هناك… لم يكونوا يفكرون في مصير الفرقة المستقبلي بقدر ما يفكرون في مصيرهم الحالي.
ولذلك بدأت تظهر منشورات كهذه في معرض الفرقة.
–
[16 يونيو 2017، جدول حفلات الإندي التي تضم ضيفاً خاصّاً]
الساعة 16:00 – هابجونغ، براون بيزك الساعة 16:00 – هونغداي، ماجنت الساعة 17:00 – سانغسو، يو (من المحتمل أقل، لأنها حفلة دي جي كوكتيل) الساعة 17:00 – هونغداي…
سأفكّر في الذهاب فقط إلى العروض التي يمكن الحجز لها في الموقع.
سأترك الأمر للحظ!
–
-بما أنه ضيف خاص، ألا يجب أن نشاهد العرض حتى نهايته؟
-نعم، غالبًا ما يظهر الضيف الخاص قبل النهاية مباشرة.
– لا أظن أن هذا قاعدة دائمًا، لقد سمعت أنه قد ظهر في الافتتاحية أحيانًا.
-سأعتبرها فرصة لرؤية عرض إيندي بعد وقت طويل، سأجرب الحضور إذا لم يظهروا، فلا حيلة لنا.
-بالضبط، يجب أن يذهب إلى عروض الإيندي من يستطيع الاستمتاع بها حتى لو لم يظهر فرقته المفضلة لاتذهب لتدمر صورة جمهورك.
-انظر إليه بعد فوز Take Scene كيف يتسكّع في ساحة الإنديزيبدو أنّه لا أحد يدعوه، هههه.
— لن أمنحه أيّ اهتمام.
-بالنسبة لي، أتمنى فقط ألا يقوم أحد بتصرفات مزعجة كتتبع الفنانين شخصيًا.
بفضل ذلك
“لماذا كان هناك هذا الإقبال الكبير على التذاكر اليوم؟”
“لا تعرف؟ هل هناك مناسبة ما؟”
تمكن العديد من عروض الإيندي من تذوق اهتمام طال انتظاره كالقطرة في صحراء.
“هذه الفرقة جيدة.”
“أليس كذلك؟ زهرة الربيع المسائية ؟ يجب متابعتهم.”
يمكن للمواهب الحقيقية الحصول على فرص ثمينة.
وأخيرًا…
“تشوي جاي سونغ! أليس تشوي جاي سونغ؟!”
“يا إلهي!”
كان الحظ يحالف بعضهم لرؤية فرقة ثلاثة أشهر ومئة يوم مباشرة.
التعليقات لهذا الفصل " 92"