العرض الذي أُقيم في مكان يُدعى براون بيسك في هابجونغ لم يكن سيئاً كما توقعت.
أنا معتاد على مثل هذه العروض.
خصوصاً في بداياتي عندما كنت أعمل باسم GOTM، إذ كنت دائماً أتنقّل بين الأندية تحت الأرضية لمدة سنة أو سنتين تقريباً.
وليس لأنني كنت عاجزاً عن تجاوز مرحلة الأندرغراوند.
[ الأندرغراوند: الفن أو الموسيقى المستقلة عن النظام التجاري والشركات الكبرى ]
لو استخدمت معرفتي بالمستقبل، وثروتي الضخمة، وأغنياتي الناجحة التي ألفتها بنفسي، لكان بإمكاني تجاوز مرحلة الأندرغراوند والظهور لأول مرة ترسيمًا قوياً ومذهلاً
لكن أحياناً، هناك مراحل لا يجوز القفز فوقها.
أنا من ذوي البشرة الملوّنة، والمغنّي الذي يقف في موقع يسهل على عشّاق موسيقى الفرق أن ينظروا إليه بعينٍ متحيّزة، ولذلك كان عليّ أن أُنشئ معهم شعوراً بالانتماء الثقافي المشترك.
أحتاج إلى قصةٍ تقول إنني كنت أتجوّل في الأندية تحت الأرض في لوس أنجلوس مع أصدقائي، بينما أتعرض للتمييز العنصري.
ولهذا السبب أعتمد أحياناً إلى عزف أغانٍ متوسطة المستوى عمداً في البداية.
فعبارة مثل: “في أول مرة صعد فيها إلى المسرح، استقبل الجمهور أداءه بالصفير والاستهجان، لكنّه احتاج إلى عامٍ واحد فقط ليأسر قلوبهم”
يجب أن تُنشر بشكلٍ موثوق في مجلة رولينغ ستون.
ثم إن لثقافة الفرق مراتب أيضاً، يمكن القول إنها تضمّ طبقةً نقية الأصل وأخرى نصف نقية
فـالنقيّو الأصل هم أولئك الذين اخترقوا عالم الأندية تحت الأرض بقدراتهم الخالصة، أما نصف النقيّين فهم الفرق المخطَّط لها منذ البداية عبر إدارةٍ قوية، أي الفرق الأيدول.
وليس نظام الأيدول موجوداً في كوريا فحسب، بل في أمريكا أيضاً.
وفي الواقع، فإن نظام التخطيط والتدريب المكثّف الذي تعتمده شركات الترفيه الكورية أصله شركة Motown Records العلامة الأسطورية التي ابتكرت نوعاً موسيقياً كاملاً يُعرف باسم موتاون
لقد انحرفتُ قليلاً عن الموضوع، لكن ما أردت قوله هو أنني أملك خبرة طويلة في التنقّل بين الأندية تحت الأرض، حتى أُعترف بي كـنقي الأصل في ثقافة الفرق.
أما أعضاء فرقة ثلاثة أشهر ومئة يوم، فكانت هذه التجربة الأولى لهم.
منذ أن علموا أننا سنقيم عرضاً مباشراً، أصابهم الذعر، حتى أنني اضطررت إلى أداء نسخة تحت ضوء الشارع الريميك وحدي، بعدما كان من المفترض أن أؤديها مع كو تاي هوان.
لقد ترجّوني على الأقل أن أفتتح العرض بدلاً عنهم.
لكن يبدو أن نجاحي في الافتتاح شجّعهم، إذ بدأوا بعد ذلك يُظهرون مهاراتهم شيئاً فشيئاً.
كانت هناك بالطبع أمور ناقصة كثيرة، لكن لا أحد يشبع من أول لقمة.
وحين انتهى العرض، تدفّق الجمهور نحونا يطلبون الصور والتواقيع.
كانت هناك أعداد كبيرة من الناس يبدون مبهورين برؤية لي إيون شخصياً.
“هل يمكننا نشر هذه الصور على الإنترنت؟”
“بالطبع، انشروها كما تشاؤون.”
“كيف جئتم إلى هذا العرض اليوم؟”
“كان من المقرر أن يحضر ضيوف آخرون، لكنهم اعتذروا لأسباب خاصة، فاقترح المدير لي هيون سوك أن نجرب تجربة صغيرة في مشهد الإندي.”
“إذن فرقة ثلاثة أشهر ومئة يوم لم تكن هي الضيفة الخاصة الأصلية؟”
“صحيح، تقرّر ذلك اليوم فقط، لذلك لم نكن نملك قائمة أغنيات محددة بدا الأمر فوضوياً بعض الشيء، أليس كذلك؟”
“لا لا! أبداً أبداً أبداً!”
كان يمكنهم قولها مرة واحدة فقط.
ما قلته قبل قليل نصفه فقط صحيح.
قبل مدة، طلبت من المدير لي هيون سوك أن يحجز لنا أكبر عدد ممكن من عروض الإندي التي يمكننا الظهور فيها كضيوف.
وطلبت أيضاً ألّا يُستخدم اسم ثلاثة أشهر ومئة يوم في أي ملصق أو دعاية مقابل أن نتنازل عن الأجر.
لذلك حجزت حتى الآن ثلاثة عشر عرضاً لهذا الشهر وحده، وسأحجز المزيد إن أمكن.
لكن هذا العرض بالذات حُجز فعلاً بشكلٍ مفاجئ.
فقد ألغت إحدى الفرق عرضها اليوم بسبب الجدول، وعندما علم لي هيون سوك بالأمر، رتّب لنا المشاركة مكانهم.
قال إن من الأفضل أن نبدأ أول عرضٍ لنا في مكانٍ صغير كهذا، ولحسن الحظ كان قريباً من مكان العرض الذي كنا نخطط له مسبقاً.
كانت تلك مساعدة رائعة.
العرض القادم سيقام أمام نحو مئتي شخص، وقد يفسده أعضاء ثلاثة أشهر ومئة يوم إن لم يتأقلموا جيداً، فالإحساس الذي يجب على المغني أن يطلقه في عرضٍ كبير يختلف تماماً عن عرضٍ صغير.
“نعتذر، لدينا جدول آخر يجب أن نلحق به! شكراً جزيلاً لكم جميعاً!”
“شكراً لكم!”
وبينما كنا نهمّ بمغادرة القاعة، جاءت فرقة زهرة الربيع المسائية التي أدّت قبلنا تطلب تواقيعنا على آلاتهم الموسيقية.
قالوا إنهم تأخروا لأنهم ذهبوا لشراء قلم الماركَر، وأضافوا أنهم من أشد معجبينا، بل نشروا سابقاً نسخة تغطية لإحدى أغنياتنا.
أن يطلب أحدهم توقيعنا على آلته الموسيقية… هذا يعني أنه حقاً من المعجبين المخلصين.
أمر مدهش حقاً لم أكن أتوقع أن يكون لنا هذا القدر من المعجبين في مشهد الإندي.
“نأمل أن نلتقي مرة أخرى قريباً.”
قلت ذلك، ثم خرجنا من القاعة وركبنا السيارة التي كانت متوقفة في الزقاق.
“هُه.”
“واو…….”
“أوه…….”
ما إن صعدوا إلى السيارة حتى أطلق الأعضاء تنهيدات متتابعة.
يبدو أنهم تخلصوا أخيراً من التوتر.
“استمتعتم جميعاً، أليس كذلك؟”
“كان الأمر ممتعاً، لكن…… كيف أدّينا بالضبط؟”
“أظن أنني رقصت وأنا أغني سيول تاون فانك .”
“لا تقلقوا، سنراجع كل شيء لاحقاً على أي حال.”
“هاه؟ هل صُوّر العرض؟”
“نعم.”
كان بين الجمهور اثنان من العاملين المؤقتين الذين استأجرتُهما بنفسي.
“سنسجّل الآراء والانطباعات في دفتر الملاحظات لاحقاً، فارتاحوا الآن قليلاً.”
“إذًا، ما كنتَ تقصده بـالتدريب العملي هو هذا……؟”
“نعم، صحيح.”
“ولمَ لم تخبرنا مسبقاً؟”
“لقد أخبرتكم ظهراً.”
“لكن كان بإمكانك أن تخبرنا قبل أيام، أليس كذلك؟”
هزَ كتفيَّ مجيباً على سؤال أون سيمي رو.
بالطبع، لم يكن إخبارهم قبل ثلاثة أيام أمراً صعباً.
لو قلت لهم حينها إننا سنبدأ تقديم العروض الحقيقية، لكانوا خططوا لقائمة الأغاني بشكلٍ أدقّ.
لكن ما أريده ليس إظهار المهارة في العروض المُحضَّرة سلفاً فحسب.
“فنحن لا نعلم متى أو أين سنُضطر لإظهار قدراتنا.”
أنا واثق أن الفرصة ستأتي.
فأنا أملك من القدرة ما يكفي لخلق مثل تلك الفرص.
لكن في ظل وجود M Show و ليون الترفيهيه وهما يراقباننا بعينين مفتوحتين، لن تأتينا فرصة مُعلنة مسبقاً.
بل ستكون مفاجئة، وطارئة، وسريعة.
واغتنامها لن يكون بيدي وحدي، بل بأيدينا جميعاً.
“بهذا المعنى، لقد وقفنا حتى الآن على مسارحٍ مُخطّطٍ لها أكثر مما ينبغي.”
في برنامج سيأتي لاحقًا كان يمنحنا، باستثناء بعض المهام الصغيرة، من خمسة أيام إلى نصف شهر لإعداد عرضٍ واحد.
وربما لا يدرك الأعضاء هذا، لكن لذلك أيضاً آثارٌ سلبية.
فرغم محاولتهم التدريب بجدّ، إلا أن الفارق في الأداء بين التمرين والعرض الحقيقي لا يزال كبيراً.
الفرقة الأسطورية البيتلز كانت في بداياتها تعزف في هامبورغ لمدة اثنتي عشرة ساعة يومياً.
حتى إنهم كانوا يشربون البيرة والمنشطات كأنها ماء ووجبات خفيفة ليحتملوا ذلك الجدول القاسي.
وحين عادوا إلى ليفربول بعد أن بدأوا يحققون شهرة، ظلوا يعزفون يومياً من السابعة مساءً حتى الثانية فجراً، في نادي كافيرن، الذي أصبح لاحقاً مزاراً لمحبيهم.
وهكذا، فإن مثل هذه التجارب ضرورية للغاية.
حتى أعضاء GOTM، حين أنهوا حياتهم الجحيمية في الأندية، كانوا يقولون:
“يا إلهي! ثلاث ساعات فقط من العرض في اليوم؟!”
“مستحيل! نعمل بهذا الوقت القليل ونتقاضى كل هذا المال؟!”
لهذا أعتقد أن فرقة ثلاثة أشهر ومئة يوم بحاجة إلى خوض حياة الأندية تحت الأرض.
فنحن لن نحظى لفترة طويلة بعروض مدعومة من رؤوس أموال ضخمة أو فرق إنتاجية محترفة.
“بكلماتٍ أخرى، علينا صقل الجوهر.”
ظننت أنني أنهيت خطاباً ذا معنى، لكن تشوي جاي سونغ لخّصه بجملة واحدة
“سي أون أصبحت فجأة عجوزاً مُتذمّراً.”
“…….”
حقاً، هذا هو حال الجيل الجديد.
في أيامي، كنت أؤدي في نادٍ تحت الأرض، وتلقّيت مرةً ضربة بموزة رماها أحد الجمهور.
لكنني أمسكتها، وعدّلت على أغنية Harry Belafonte في اللحظة نفسها وغنّيتها وأنا آكلها.
فجاء آتى الرجل الذي رماها ليعتذر.
كنت على وشك قبول اعتذاره، لكن شخصاً ما لكم وجهه فجأة.
من كان؟
هل كان أندرو غَن أم ديف لوغان؟
“…….”
فجأةً، خيّم عليّ حزنٌ ثقيل.
ذكرياتي مع GOTM لا تزال حيّة في ذهني، لكن لا أحد في هذا العالم يذكرها الآن.
وربما مع مرور الوقت، سيحدث الشيء نفسه مع ثلاثة أشهر ومئة يوم.
“العرض القادم سيكون في هونغدي، في نادٍ اسمه روش، عدد الجمهور هناك يقارب الثلاثمئة، فلنؤدِّ بشكلٍ أفضل هذه المرة.”
قلت ذلك وأدرت محرّك السيارة.
ولأنني الوحيد الذي يملك رخصة قيادة، يبدو أن عليّ أن أكون مدير الطريق لفرقة ثلاثة أشهر ومئة يوم في الوقت الحالي.
***
بدأت فرقة ثلاثة أشهر ومئة يوم تؤدي عروضها في مشهد الإندي وكان عرضهم الأول يتأرجح بين الجنة والجحيم.
كان العرض الذي أُقيم في هابجونغ بمكانٍ يُدعى براون بيسك ناجحاً وممتعاً، لكن العرض التالي في روش كان الأسوأ على الإطلاق.
فقد كان عرض روش جزءاً من الحفل المنفرد لفرقة تُدعى أولجوك ، وقد تمت دعوتهم كضيوف في الحفل، لكنّ جمهور أولجوك لم يرحّب كثيراً بفرقة ثلاثة أشهر ومئة يوم.
وكان لذلك سببٌ وجيه.
فزعيم أولجوك عازف غيتار كان شخصاً ترسّم كمغنٍ آيدول وهو في الثامنة عشرة من عمره، لكنه أضاع سبع سنواتٍ من حياته بسبب عقدٍ عبوديّ مع شركته السابقة.
من البداية، وُعد بأن يُسمح له بتشكيل فرقة موسيقية، لكن عندما حان وقت ترسيمه، جعلوه يترسّم كمغنٍ آيدول بدلاً من ذلك.
لهذا السبب، كان من الطبيعي أن ينظر معجبو أولجوك بعدم ارتياح إلى ثلاثة أشهر ومئة يوم، الفرقة التي كانت تُعدّ آنذاك من أكثر فرق الآيدول شهرةً وصخباً.
وقد كان هان سي آون يعلم بهذه القصة مسبقاً، بعدما سمعها من لي هيون سوك.
حذّره لي هيون سوك قائلاً إن من الأفضل عدم المشاركة في حفل أولجوك لكن سي أون أصرّ على المشاركة، لأن من الضروري أن يختبر الأعضاء تجربة الغناء أمام نظراتٍ باردة وعدائية.
وفي النهاية، وقف الأعضاء على المسرح وهم يتصبّبون عرقاً بارداً، ولم يتمكّنوا من إظهار حتى نصف مستواهم المعتاد.
غير أن هناك من فاجأه الجميع بأدائه — أون سيمي رو.
فهو الذي كان عادةً يتراجع ويضطرب تحت وطأة النقد أو التوتر، لكنه هذه المرة بدا مختلفاً.
غنّى بثقةٍ وثبات، وأظهر كل ما يملكه من مهارة.
أما هان سي أون فلا حاجة للحديث عنه — فقد كان أداؤه متقناً كعادته.
وبفضل ذلك، حين شاهد جمهور أولجوك المستوى الذي قدّمه سي أون و أون سيمي رو بدأت نظراتهم القاسية تخفّ تدريجياً، وظهر بعض الود في ردودهم.
أما العرض التالي، فكان عند الساعة الحادية عشرة ليلاً، ولم يتمكن تشوي جاي سونغ من الانضمام إليه بسبب الوقت، ومع ذلك، كانت النتيجة في المجمل مرضية.
وفي اليوم التالي أيضاً كان لديهم عرض، وكذلك في اليوم الذي يليه — إذ كان ذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع الممتدة من الجمعة إلى الأحد.
وقد بدأت جولات ثلاثة أشهر ومئة يوم في مشهد الإندي تثير ضجة لا بأس بها على وسائل التواصل الاجتماعي.
فقد كان أمراً لافتاً أن يظهر فجأة أعضاء من برنامجٍ تلفزيونيٍّ شهيرٍ تصل نسب مشاهدته إلى 10%.
لكن تلك الضجة لم تنتشر على نطاقٍ واسع.
اقتصر الاهتمام على مجتمعات موسيقية ومنتديات متخصصة، ولم يصل صداه إلى عامة الناس.
لم يُنشَر حتى خبرٌ صغير في الصحف الإلكترونية، كما أن بعض مقاطع الفيديو في يوتيوب تم تعطيلها بسبب بلاغاتٍ غامضة ومجهولة المصدر.
صحيح أنها أُعيد تفعيلها بسرعة، غير أن الضجة — مثل النار — لا بد أن تشتعل بقوة منذ البداية لتنتشر لكن ما دام هناك من يسكب الماء عليها باستمرار، فلن تشتعل كما ينبغي
ومع ذلك، لم يُبدِ طاقم ثلاثة أشهر ومئة يوم أي اكتراث.
فقد كانوا يعلمون، من خلال كلمات هان سي أون ما الذي كان يجري وراء الكواليس، ولأن ما يواجهونه لم يكن هو الأمر العاجل في الوقت الراهن.
“يا! تشوي جاي سونغ!”
“ماذا؟ ما الأمر؟”
“هذا من فعلك، أليس كذلك؟”
“ليس أنا!”
“لكن هذه خط يدك، أليس كذلك؟”
“حقاً ليس أنا! ثم حتى لو كنتُ أنا، ما المشكلة؟! دفتر الملاحظات للأخطاء وُجد لهذا الغرض أصلاً!”
“…….”
“هيونغ سي أون ! سيمي رو هيونغ يفتّش في دفتر ملاحظات الأخطاء!”
فاطّلع هان سي أون على دفتر أون سيمي رو ثم صفع تشوي جاي سونغ على ظهره —
فقد كانت الملاحظة المكتوبة تقول:
– تورّم وجهي لأني أكلت الراميون قبل النوم أمس.
وهو أمر لا علاقة له بالغناء طبعاً.
لكن على غير المتوقع، بدا تشوي جاي سونغ جاداً.
لم تكن نيته المزاح فحسب — صحيح أن فيها شيئاً من الطرافة، لكنها لم تكن مزحةً تماماً.
قال وهو يرفع صوته
“علينا أن نبدأ بالتحكم في نظامنا الغذائي صحيح أننا بخير حالياً، لكن يمكنني رؤية علامات التراخي نحن، مهما كنا فرقة مستقله نظل آيدولز، أليس كذلك؟ إذا رأى المعجبون ذلك فسيُصابون بخيبة أمل!”
هزّ الأعضاء رؤوسهم موافقين، إذ كان كلامه صحيحاً بالفعل.
فمنذ أن بدأوا عروضهم، بدأوا شيئاً فشيئاً يفقدون السيطرة على طعامهم.
بل إنهم تناولوا أمس لحم السامغيوبسال مع السوجو أيضاً.
“حسنٌ، إذن لنشترك في نادٍ رياضي.”
“تريدنا نأخذ تدريباً خاصاً؟”
“لا، فقط نادٍ رياضي.”
“ومن سيُدرّبنا؟”
“أنا.”
فـهان سي أون كان شخصاً أمضى سنواتٍ طويلة مضطراً لبناء جسده وتضخيم عضلاته.
ولكي يبتعد قدر الإمكان عن الصورة النمطية للرجل الآسيوي النحيل والخجول،رتلقّى تدريبات على يد أفضل المدربين في هوليوود.
لذلك كانت لديه خبرة واسعة في الرياضة واللياقة.
ثم تذكّر قراره القديم أيام جحيم الحمية القاسية عندما قال لنفسه:
“حين أترسّم يوماً ما، سأحرص على أن تكون فرقتي ذات مظهر متوازن، بجسدٍ يتمتع بقدرٍ مناسب من العضلات.”
فزيادة الكتلة العضلية — حتى إن لم تصل إلى مرحلة الضخامة — تسمح لهم على الأقل بالاستمتاع ببعض الأطعمة دون خوف.
“أمـم… سي أون؟”
“نعم؟”
“نظراتك مخيفة قليلاً الآن…”
“هيونغ إون، وجهك وحده يصلح تماماً ليُقدَّم في أمريكا صدقني، سينجح هناك بلا شك.”
“هاه؟”
“لكن جسدك لن ينجح كما هو الآن أنا سأجعله مناسباً للنجاح.”
“……حسناً.”
تنهّد لي أي أون باستسلام، فحين تكون عينا هان سي أون بتلك النظرة، لا أحد يستطيع إيقافه.
التعليقات لهذا الفصل " 88"