كان الجمهور الذي يملأ المكان بالهتافات قد اختفى منذ زمن، غير أنّ دفء حماسهم ما زال عالقًا في الأجواء.
ورغم أنّ برنامج سيأتي لاحقًا قد انتهى، إلا أنّ شعورًا غريبًا ظلّ يخبرهم بأن عليهم أن يجتمعوا من جديد للاستعداد لمهمة أخرى.
وفي خضم تلك الأحاسيس، وبينما كان المتسابقون يرسمون على وجوههم تعابير غامضة، فتح المدير التنفيذي تشوي داي هو فمه متحدثًا
“لقد عانيتم الكثير حقًا خلال هذه الفترة لقد انتهت رحلة طويلة لكن قبل أن نعلن عن النتائج…”
ثم انحنى تشوي داي هو احترامًا أمام المتسابقين.
“لم يحدث خلال ما يقارب عشرين عامًا من عملي كمنتج أن تعلمت هذا القدر من المطربين كما تعلمت هذه المرة لقد كنتم جميعًا رائعين، وأدين لكم بالشكر.”
فسارع المتسابقون العشرة إلى الانحناء ردًا على تحيته.
وسرعان ما خيّم جوّ دافئ على المكان، بينما وجّه كل من بلو، والمدربة يو سونهوا، والملحن لي تشانغ جون كلمات حارة إلى المتسابقين.
ثم حانت لحظة الإعلان عن الدرجات.
Take Scene: 9552 نقطة.
ثلاثة أشهر ومئة يوم: 9490 نقطة.
فارق 62 نقطة فقط
انطلقت الألعاب النارية، وصفّق الحكام الأربعة بحرارة.
وبينما ظلّ أعضاء Take Scene واقفين مذهولين للحظة، سرعان ما تعانقوا وشاركو فرحة الانتصار.
لقد كانت فرحتهم صادقة.
صحيح أنّ النتيجة كانت معروفة منذ بداية البرنامج، غير أنّ الطريق لم يكن سهلًا.
فقد ظهر وحش استثنائي خارج كل المقاييس، اسمه هان سي أون، وإلى جانبه كان هناك دومًا أحد أعضاء ثلاثة أشهر ومئة يوم يسطع بموهبته.
أولًا كان كو تاي هوان، ثم أون سيمي رو وهذه المرة لي إي أون.
ولهذا، رغم أنّ النتيجة محسومة، إلا أنّ الفرح كان عظيمًا، لأنهم – على أي حال – قد فازوا.
وربما وُجد بعض التحكيم المنحاز، لكن أداءهم كان بحد ذاته كافيًا ليستحق الفوز.
ولو علم هان سيرأون ما يجول بخاطرهم، لضحك بسخرية، لكن الحقيقة أنّ أعضاء Take Scene لم يكرهوه، باستثناء فايد.
قبل مدة قصيرة، حين أعلن المدير التنفيذي تشوي داي هو أنّه سيضم هان سي أون إلى فريقه، تفاجؤوا قليلًا، لكن بما أنّ القرار قد حُسم، فقد بدأوا يتطلعون إلى الأمر بحماسة.
فلطالما رأوا كيف أشعل سي أون طاقات أعضاء ثلاثة أشهر ومئة يوم ، هذا عدا عن براعته الهائلة في التأليف.
وهكذا، حُسم الأمر وأصبح بطل سيأتي لاحقًا هو Take Scene.
وبدأ المتسابقون يلقون كلماتهم واحدًا تلو الآخر.
أولًا كان الدور على Take Scene.
ثم جاء دور ثلاثة أشهر ومئة يوم
“المتسابق هان سي أون؟”
“نعم.”
“ما شعورك؟”
“لا أستطيع أن أصدق أن الأمر انتهى فعلًا أشعر أحيانًا أنّه كان يمكنني أن أؤدي أفضل، لكن… بما أنّني بذلت قصارى جهدي فأنا راضٍ أشكر زملائي في ثلاثة أشهر ومئة يوم الذين عانوا معي، كما أود أن أهنئ Take Scene على فوزهم المستحق.”
قال ذلك ثم انحنى بخفة.
كان صوته جافًا، لكن مضمون جوابه كان مثاليًا.
ومهما يكن، فذلك الجفاف سيتحول بفضل سحر الإخراج إلى صورة كبت الحزن
في تلك اللحظة تكلّم المدير التنفيذي تشوي داي هو
“في الحقيقة، جاء أعضاء ثلاثة أشهر ومئة يوم – باستثناء هان سي أون – قبل مدة قصيرة إلى فريق الإنتاج.”
رفع سي أون رأسه، وحدّق بدهشة إلى زملائه وكأنّه يسمع بذلك للمرة الأولى.
لكن أعضاء الفريق ظلّوا هادئين، لم يبدُ عليهم الارتباك، واكتفوا بهزّ أكتافهم.
واصل تشوي داي هو كلامه
“من الأفضل أن نعرض ما جرى عبر الـVCR.”
وهكذا بدأ الشريط يُعرض.
المشهد الأول كان لأعضاء ثلاثة أشهر ومئة يوم وهم يفكون كاميرا 8mm المثبّتة في غرفة التدريب.
[هل تعمل هذه فعلًا؟]
[نعم، انظر، الضوء يومض.]
تُلتقط صورة وجه لي إي أون وهو يحدق في العدسة، قبل أن ينتقل المشهد.
ثم تظهر الكاميرا بأسلوبها الخاص وهي تتبع خطوات الأعضاء، وفجأة يطلّ المخرج كانغ سوكوو.
[مخرج كانغ، لدينا ما نودّ قوله.]
[نعم؟ ما الأمر؟]
[ليس مناسبًا أن نتحدث هنا… هل يمكننا لقاء لجنة الحكام؟]
[همم…]
ينتقل المشهد مجددًا.
الآن، أربعة من الحكام يجلسون قبالة أربعة من ثلاثة أشهر ومئة يوم
في صدر الطاولة، يفتح تشوي داي هو الحديث
[سمعت أن لديكم ما تريدون قوله.]
[نعم. نعلم أنّه نوع من التجرؤ، لكن ثمة أمر لا بد أن نطرحه.]
[لا بأس، تفضلوا.]
أومأ لي إي أون ثم تكلم بوجه هادئ.
وكانت كلماته كفيلة بإرباك المدير التنفيذي.
فقد طلبوا، في حال خسر ثلاثة أشهر ومئة يوم، أن يُمنح هان سي أون فرصة للترسيم منفردًا.
[قبل أن أجيب… ما السبب الذي دفعكم إلى هذا الطلب؟]
[لأن أداءه مذهل.]
[وهذا كل ما في الأمر؟]
[أحسسنا أنّ الأمر غير عادل كنا نتساءل: لو وقف هان سي أون وحده على المسرح، أي نتيجة كان سيصنع؟ ثم أدركنا أنّنا رأينا الجواب فعلًا… في تحت ضوء الشارع ، و زهرة متساقطة، ونهاية الفجر.]
[…]
[إذا تجاوزنا مفهوم المنافسة بين Take Scene وثلاثة أشهر ومئة يوم، أليس جوهر برامج الأوديشين هو اكتشاف النجوم؟]
[لا يمكن إنكار ذلك.]
[لذلك… إن تمكّن سي أون من الترسيم حتى لو وحده، فسيكون ذلك أعظم فرحة لنا مع أنّنا لم نخسر بعد.]
تدخل بلو هذه المرة
[لكن ألا تفكرون أنّه إن خسرتم، فيمكنكم كفريق أن تصبحوا متدربين معًا حتى يحين وقت ترسيمكم؟]
[فكرنا في ذلك… لكن لا أحد يعرف كم سيستغرق الأمر، ولا ماذا قد يحدث خلال تلك الفترة.]
ساد صمت قصير، ثم تكلّم تشوي داي هو
[أفهم تمامًا دوافعكم، وأقدّر دفء مشاعركم لكن… هذا صعب.]
[…]
[برنامج سيأتي لاحقًا هو منافسة بين Take Scene وثلاثة أشهر ومئة يوم وقد وعدنا المشاهدين أنّ فريقًا واحدًا فقط سيترسم.]
ثم انتهى الـVCR بشكل جاف، لكن العرض لم ينتهِ بعد.
إذ تابع المدير التنفيذي تشوي داي هو حديثه، مسترسلًا من حيث توقف التسجيل
“لكن خطر ببالي سؤال: ماذا لو تمكن المتسابق هان سي أون من الترسيم مع Take Scene؟”
***
كان تشوي داي هو يثرثر بشيء ما، لكنني لم أستطع سماعه جيدًا.
أفكاري بقيت عالقة عند الـVCR.
متى صُوِّر ذلك المقطع؟
هل ذهبوا إلى فريق الإنتاج بعد أن أُعلن أنّني سأترسم مع Take Scene؟
ليصنعوا لي عذرًا مقبولًا، يخففون به حدّة الانتقادات التي ستُلقى عليّ؟
أم أنّ فريق الإنتاج هو من طلب منهم ذلك؟
فإن كان سبب ترسيمي مع Take Scene يعود إلى طلب ثلاثة أشهر ومئة يوم، فالصورة ستكون أجمل أمام الجميع.
نعم، هذا الأرجح.
ربما في النسخة التي ستُبث على الهواء سيجعلونه يبدو وكأنه صُوِّر بعد النهائيات.
فذلك يجعل الخط الزمني أجمل وأكثر اتساقًا.
ثم إنّ من الخطير أن يتحدث ثلاثة أشهر ومئة يوم قبل النهائيات بفرضية: لو خسرنا
صحيح أنّهم عرفوا مسبقًا أنّ Take Scene ستفوز، لكن لا يجوز أن يظهر ذلك جليًا في عيون المشاهدين.
لكن عندها خطرت ببالي محادثة سابقة مع الأعضاء.
“كنا واثقين أنّ فريق الإنتاج يدعم Take Scene… لكن لم يكن ذلك السبب وراء ملاحظتنا.”
“كنتَ غريبًا قليلًا تتصرّف كالمعتاد، لكن هناك شيء متصلّب فيك ليس عدائية، بل أشبه بسلحفاة تختبئ داخل درعها.”
“حينها أدرك تاي هوان الأمر.”
“أنتَ وحدك من سيترسم من بيننا، صحيح؟”
بعدها قال أون سيمي رو بوضوح
“لا تقلق كثيرًا نحن، وكذلك المشاهدون.”
“المشاهدون؟”
“لن يكون هناك من يلومك.”
“هذا غير صحيح مشجعو ثلاثة أشهر ومئة يوم سيسبّونني.”
“نحن لا نظن ذلك.”
حينها لم أولِ الأمر اهتمامًا، لكن الآن أدركت أنّ كلماته غريبة.
كان أون سيمي رو قد عاش حياة فقيرة، ولهذا اعتاد على استخدام كلمات دفاعية، يبدأ دائمًا بفرضيات تقيه الخوف من الخيبة.
لكن في تلك اللحظة قال: “نحن لا نظن ذلك.”
وهذا يعني أنّه كان يعرف رأي جميع الأعضاء، ولم يكن الأمر مجرّد تخمين.
أي أنّ ذلك الـVCR صُوِّر قبل وقت طويل جدًا، حتى قبل أن نبدأ التحضير الجاد للنهائيات.
إذن قصدهم كان… صادقًا.
كانوا يؤمنون حقًا بما قالوه.
كانوا يظنون أنّني لو غنّيت وحدي، لكان أدائي أفضل بكثير، وأنّهم كانوا عبئًا عليّ، ولهذا شعروا بالذنب.
ثم تذكرتُ حوارًا آخر
“سي أون، هل شاركتَ هنا كي يسمع والداك غناءك في المستشفى؟”
“يمكن القول ذلك لهذا أردتُ أن أترسم بأسرع وقت.”
لهذا أرادوا أن أترسم حتى لو كنت وحدي.
شعرت فجأة باختناق.
كنت قد فكرتُ من قبل أنّ سبب ارتياحي مع ثلاثة أشهر ومئة يوم، واحتفاظي بذكريات جميلة معهم، هو أنّني لا أحمل مسؤولية تجاههم.
لكن على العكس، هم شعروا بالمسؤولية تجاهي.
أرادوا لي النجاح.
طوال حياتي التقيت بأناس أظهروا لي مودة لا أفهمها، لكن نادرًا ما كان ذلك بلا ارتباط بمصالحهم.
أما هؤلاء، فقد كانوا يقلقون على مستقبلي رغم أنّ ذلك لا علاقة له بخسارتهم أو فوزهم.
تمامًا كما فعلوا حين زاروا غرفة والديّ في المستشفى قبل يوم من النهائيات.
أحسست بالخجل.
فقد كنتُ أرى أنّ صوت لي إي أون قمامة، وأنّ تشوي جاي سونغ بلا أي تميّز.
كنتُ أظن أنّ أون سيمي رو مجرّد شخص عصبي بلا سبب، واعتقدت أنّ كو تاي هوان لولا توجيهي لكان قد أُقصي منذ وقت طويل.
صحيح أنّ هذه الأفكار خفّت مع مرور الوقت، لكنها لم تتلاشَ.
فقد عاملتهم حقًا بتلك الطريقة.
في تلك اللحظة قدّم المدير التنفيذي تشوي داي هو خياره الأخير.
قال إنّ أعضاء Take Scene وافقوا على انضمامي، وإنّ القرار متروك لي.
“هل ستقبل بخسارة ثلاثة أشهر ومئة يوم ؟ أم ستنضم إلى Take Scene تنفيذًا لرغبة زملائك؟”
خسارة ثلاثة أشهر ومئة يوم
اختيارها سيجعل كل ما بنيناه يتلاشى.
الانضمام إلى Take Scene.
اختيارها سيبدو وكأنّ نجاحي تحقق بفضل تضحيات ثلاثة أشهر ومئة يوم
لقد اختار كلماته بعناية، ليجعل الصورة جميلة أمام المشاهدين، ويحمي فريق الإنتاج من الانتقاد، ويضمن أن يبدأ نشاط Take Scene بلا ضجيج.
كانت سياسة وكلمات محسوبة.
لكن بالنسبة لي… اليد التي وُضعت على كتفي كانت أثقل من كل تلك الكلمات.
لم أحتج أن ألتفت لأعرف.
على يميني كان لي إي أون يضع يده على كتفي، وعلى يساري كو تاي هوان يربّت على ظهري.
كانا يقولان: “لا تتردد تقدّم.”
لكن…
أنا لست ممن يتقدمون.
أنا شخص عالق في زمن غير خطي، يمشي في مكانه إلى الأبد.
ومع ذلك…
“اقفز فقط قد يبدو الناس غير مبالين، لكنهم ليسوا كذلك.”
“هناك الكثير ممن سيدركون جوهر موسيقاك مثلما فعلتُ أنا.”
مرة واحدة… لا بأس.
“أختار الخسارة.”
لم أختر أيًّا من خيارات تشوي داي هو.
لقد خلقت خيارًا جديدًا.
أن نترسم معًا، كـثلاثة أشهر ومئة يوم ، مهما كانت الصعوبات.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات