المنافسة الأخيرة في سيأتي لاحقًا ، مهمة الأغنية الحرّة.
الفريق الأول على المسرح هو ثلاثة أشهر ومئة يوم، والثاني هو Take Scene.
إنه منطق تجاري بديهي.
فالجميع يعلم أن الفريق الأول يعاني من عدم إنصاف في تصويت الجمهور، ولن يفرّطوا في رمزية أن يكون ختام المنافسة من نصيب Take Scene.
لكن لا بأس.
فأنا لست ممّن يرفضون المنطق التجاري، بل أستغله وأستخدمه بفعالية.
غير أنني هذه المرّة، سأراهن فقط على النقاء الخالص للمسرح.
“كيف حالكم جميعًا؟ جاي سونغ، كيف تشعر؟”
“بخير بخير جدًا في الواقع أشعر أن التوتر قد زال بفضل مسرحية الدويتو.”
“حقًا؟”
“نعم ما كنتَ قد علّمتني إيّاه كان مربكًا قليلًا في البداية، لكن منذ منتصف التدريب سارت الأمور على نحو جيد جدًا حتى إنني اندهشت.”
“كنتَ مرتبكًا قليلًا في البداية؟”
أومأ تشوي جاي سونغ، لكن الحقيقة ليست هكذا.
“لقد كنتَ رائعًا منذ البداية اللعينة.”
ارتبك إي أون من الكلمة البذيئة، فالتفت نحو الكاميرا ثم زفر مستسلمًا.
يبدو أن اليوم عطلة لرياض الأطفال.
على أي حال، كلام تشوي جاي سونغ صحيح.
إي أون، أون سيمي رو، كو تاي هوان، وتشوي جاي سونغ.
عادوا جميعًا من مسرحية الدويتو وقد امتلأوا بالثقة.
لقد لمسوا بأيديهم ما يمكنهم فعله حقًا.
الآن لم يبقَ سوى شيء واحد
الذهن والروح.
“كيف كان شعوركم وأنتم تستعدون للمسرح؟”
أول من أجاب كان إي أون
“كان الأمر فظيعًا.”
“ولماذا؟”
“لأنه صعب جدًا.”
وله العذر في ذلك.
فإي إي أون كان عليه أن يؤدي مقطعًا لا يتجاوز سطرين، ومع ذلك تمرّن بجنون.
إلى درجة أنه كان يستيقظ كل ساعة من نومه ليغنّي فقط ليتأكد من أن جسده يحفظ المقطع تمامًا.
ورغم ذلك، لم يحقق نجاحًا كاملًا.
لكنه لم يفشل أيضًا.
بكلمة واحدة: غير مكتمل.
فالأمر يعتمد على النغمة الأولى.
إن ضبطها بدقة كان نجاحًا، وإن لم يفعل كان فشلًا.
لكن المشكلة أن هذه ليست مسألة صوت بل مسألة عقلية.
لقد استمعت بدقة إلى تسجيلاته، فاكتشفت أن النغمة الأولى التي يظن أنه أصابها هي نفسها تمامًا التي يظن أنه أخطأ فيها.
الصوت واحد، لكن شعوره تجاهه مختلف.
هذه مشكلة لا يمكنني حلّها.
فالإنسان ليس آلة.
ولا يبقى إلا أن نأمل أن ينجح في اللحظة الحاسمة.
“أما أنا فكان الأمر معقّدًا كان هناك الكثير لأفعله.”
هذه المرّة أجاب أون سيمي رو بوجه شاحب وهو يتذكّر التدريبات.
وله العذر كذلك.
فهو يملك صوتًا جميلًا وقوة غنائية هائلة، لكنّه لم يستطع الربط بين الاثنين.
فعندما يخرج أفضل صوت، لا يستطيع أن ينفجر غنائيًا، وحين ينفجر غنائيًا، لا يخرج أفضل صوت.
لهذا السبب درّبته بصرامة شديدة — لم أكن قاسيًا لدرجة “اصطياد الفئران”، لكنني لم أكن رحيمًا أيضًا.
ثم قال تشوي جاي سونغ إن التجربة كانت مؤلمة وقال كو تاي هوان إنها كانت “مخيبة”.
“إذن، جميعكم وجدتم الأمر صعبًا؟”
“بالطبع.”
هزّوا رؤوسهم بالإيجاب.
هناك عبارة أكرهها كثيرًا
المجتهد لا يغلب المستمتع.
وهذا قول خاطئ.
فمن دون جهد، لا يمكن للمرء أن يستمتع أصلًا.
الذي يلهو بلا مبالاة خلف الكواليس ثم يتصنّع الاستمتاع فوق المسرح إنما يتصرّف بغير مسؤولية.
حتى لو فشلنا، فإن من عمل بجد يملك وحده الحق في الاستمتاع.
ونحن نملك هذا الحق.
“قد ترتكبون أخطاء على المسرح ربما يضيّع إي أون النغمة الأولى، أو تعود عادات أون سيمي رو السيئة.”
“لكن، هل تعرفون شيئًا؟”
“حتى لو ارتكبتم أكبر خطأ، فسيكون أداؤكم أفضل من أفضل ما قدمتموه قبل أسبوعين.”
“أداء أون سيمي رو اليوم، حتى لو تعثّر، سيكون أجمل من صراخه قبل أسبوعين.”
“لذا، فلنستمتع هذه المرّة.”
ليكن صعودنا على المسرح لا بدافع عقدة الكمال، بل بروح متسامحة مع أي خطأ.
فإن أخطأ أحدنا، فلنتقبّل الأمر ونتابع بابتسامة.
إنه حقًا آخر عرض لنا.
“أوه، يبدو أن تدريب سي أون على التفاعل الاجتماعي قد انتهى أخيرًا.”
“صحيح مؤثر فعلًا.”
“الكلمات نفسها قد تكون مألوفة، لكن بما أن سي أون هو من قالها، فقد لامست قلوبنا.”
ابتسم تشوي جاي سونغ، إي أون، و كو تاي هوان.
“كواك… كواك…”
أما أون سيمي رو فبدا بوجه حزين قليلًا.
لكن المضحك أن أحدًا لم يبالِ بذلك.
لقد كانوا يظنون دائمًا أن أون سيمي رو إنسان حادّ وحسّاس، لكن الحقيقة أنه لم يكن سوى شخص مليء بعقد النقص والغيرة.
أما طبيعته الحقيقية فتميل قليلًا إلى السذاجة والارتباك.
ومنذ اكتشاف ذلك، أصبح تشوي جاي سونغ يسأل إن كان يجوز أن يلقّبه بـ”المحرَج الحقيقي ”.
وردّ إي أون بأن الأمر لا بأس به ما دام وسيمًا، فالوسيم يمكنه أن يكون محرَجًا.
أما كو تاي هوان فالتزم الصمت.
لكني أعلم أنه فكّر كثيرًا في داخله.
فهو قليل الكلام، لكن رأسه يعجّ بالأفكار الزائدة.
لقد اعتدنا على بعضنا أخيرًا، و أصبح بيننا شعور بالراحة.
وأنا أيضًا أعترف بكل صراحة لقد كنتُ محظوظًا.
أن أهبط فجأة في هذا البرنامج، وألتقي بأعضاء فريق رائعين، وأستمتع معهم.
وفجأة—
“واااااااااا!”
صرخ الجمهور بحماس.
هل انتهى الـ VCR؟
[ VCR : فيديو مسجّل مسبقًا يُعرض على الشاشة أثناء البرنامج ]
لا، فلم يأتِ النداء من الطاقم بعد.
“هل ظهرتُ في لقطة مقرّبة؟”
في اللحظة التي أطلق فيها إي أون هراءه وضحك الأعضاء ضحكاتٍ متقطعة
ثم هرع أحد أفراد الطاقم لاهثًا
“ثلاثة أشهر ومئة يوم! بقي ثلاث دقائق!”
ارتدينا أجهزة المراقبة السمعية، وأخذنا أماكننا المتفق عليها.
وبعد لحظات، بدأت المنافسة الأخيرة.
***
في اللحظة التي أظلم فيها المسرح، خيّم السكون فجأة على الجمهور.
قد يكون احترامًا لآخر عرض لفريق ثلاثة أشهر ومئة يوم، أو ربما هيبة الظلام نفسه.
وسط ذلك الهدوء، أخذ بعض الحاضرين يتذكّرون العرض الذي كشف عنه الـ VCR.
لم يُعرض فيه مفهوم الأداء كاملًا، لكن الأغنية كُشف عنها بوضوح: “ثلاثة أشهر ومئة يوم”.
عنوان يليق بالعرض الأخير، وربما يبدو أيضًا عاطفيًا وساذجًا بعض الشيء.
لكن المؤكد أنه أغنية من تأليفهم هم أنفسهم.
( أغنية من صنعهم؟ لا تبدو جيدة… )
( لو قدّموا شيئًا مثل سيول تاون فانك مرة أخرى لكان مذهلًا… )
بعض الحاضرين فكّروا بهذا الشكل.
فالجمهور غالبًا ما يشعر بنفور غامض من الأغاني الأصلية في برامج البقاء الغنائي.
فمعظم ما يصنعه المتسابقون إما دون المستوى أو معقد أكثر مما ينبغي.
لكن السبب الأهم هو الغربة.
فاللحن الغريب والكلمات الغريبة تستهلك من المستمع جهدًا ذهنيًا للحكم عليها.
ومع ذلك، على الجانب الآخر، فإن أي أغنية أصلية تنجح في تحطيم هذا النفور، لطالما نالت تصفيقًا حارًا.
المشجعون المؤيدون لـهان سي أون تمنّوا أن تكون أغنية “ثلاثة أشهر ومئة يوم” قادرة على تحطيم ذلك الحاجز.
أما الذين يكرهون هان سي أون، فقد رغبوا في العكس.
ولو سمع هان سي أون بذلك لضحك ساخرًا، فهو الذي عاش عشرات المرات من العودة بالزمن، لا يمكن أن يكتب أغنية “غامضة” أبدًا.
في تلك اللحظة—
خطوات… خطوات… خطوات…
في الظلام الدامس على المسرح، بدأت أصوات وقع الأقدام تُسمع.
في البداية خافتة، ثم أخذت تقترب أكثر فأكثر…
طااان—
مع صوت صافٍ عذب، يشبه المارينبا ، انبثق ضوء دائري.
[ المارينبا : هي آلة موسيقية خشبية تشبه الطبول الصغيرة، تعزف عليها بالعصي وتصدر صوتًا ناعمًا وجرسياً يشبه رنين الجرس ]
وفي وسط ذلك الضوء، وقف إي أون، مرتديًا بدلة رسمية أنيقة
تليق برؤساء الشركات أكثر من مغنيي الآيدول.
لكن أي رجل أعمال لا يمكن أن يكون بوسامة كهذه.
( إي أون؟)
تساءل بعض معجبي الفريق بدهشة.
فقد ظهر مرارًا في البرنامج أن المنتج هان سي أون كان يفضّل دومًا أن يبدأ العرض بصوت كو تاي هوان، ولم يخيّب كو تاي هوان أمله قط.
ولذلك توقّع الجميع أن يبدأ هذه المرّة أيضًا.
لكن المفاجأة أن إي أون هو من ظهر.
أخذ إي أون يفتش جيوبه داخل الدائرة المضيئة، فلم يجد شيئًا.
حاول التقدّم نحو العتمة خارجها، لكنه عاد أدراجه، فالظلام حالك للغاية.
ثم ألقى نظرة يائسة بعض الشيء حوله، وبدأ يغنّي.
كان بلا موسيقى مصاحبة.
أوهه~
حين يمضي الزمن وتعود الذكرى
تلك اللحظة، تبدو وكأنها مرّت سريعًا جدًا
لم يكن يغنّي بكل قوته.
بل بدا كأنه يدندن لنفسه.
ومع ذلك، كان اللحن جميلًا يستحق الاستماع.
وربما شعر هو نفسه بذلك، فأعاد الغناء مرة أخرى
أووهه~
حين يمضي الزمن وتعود الذكرى
تلك اللحظة ، تبدو وكأنها مرّت سريعًا…
لكنه توقّف فجأة، وعلامة عدم الرضا على وجهه، كأن هذه ليست النغمة التي يريدها.
وفي تلك اللحظة—
طااان—
انطلق صوت المارينبا مرة أخرى، صافيًا يملأ الأرجاء.
ارتبك إي أون، ونظر حوله.
طااان— طااان— طااان—
تردّد الصوت متتاليًا، وأضاءت أربع دوائر أخرى من النور.
وبداخلها…
-“واااااااه!”
-“كياااااا!”
وقف بقية أعضاء الفريق.
المسرح ما زال مظلمًا، لكن بفضل الدوائر الخمس المضيئة أصبح أبهى قليلًا.
(هل هو سفر عبر الزمن؟!)
فكّر بعض المعجبين الذين تعمّقوا في فهم مفهوم الفريق.
ولكي يعرفوا تمامًا، ركّزوا على ملابس الأعضاء.
لكن، لم تكن هناك وحدة في الأزياء.
فـ إي أون وأون سيمي رو كانا يرتديان بدلات رسمية، لكن التصميم والشكل أعطيا انطباعين مختلفين
إي أون بدا كرئيس تنفيذي، بينما أون سيمي رو كموظف عادي.
تشوي جاي سونغ ارتدى ملابس يومية أنيقة، أقرب إلى ما يُسمى “إطلالة الحبيب”.
أما كو تاي هوان فكان يرتدي ثيابًا بسيطة مع مئزر مطبخ.
وأخيرًا، هان سي أون كان مرتديًا معطف طبيب وبيده سماعة طبية.
عندها فقط بدأ الحاضرون يلتقطون المعنى.
فقد كان الـ VCR قبل العرض قد أظهر هذا الحوار
[لو لم نكن في عالم الموسيقى، ماذا كنتَ لتفعل بعد عشر سنوات يا إي أون هيونغ؟]
[أنا؟ سأكون مديرًا تنفيذيًا.]
[مدير تنفيذي؟]
[نعم أريد إدارة متجر ملابس إلكتروني ماذا عنك يا جاي سونغ؟]
[أنا؟ ربما مجرد باحث عن عمل بعد عشر سنوات سأكون في التاسعة والعشرين… ورأسي بالكاد يحتمل بلوغ الثلاثين.]
[وأنا سأكون موظفًا عاديًا، توظفت للتو.]
[أما أنا فسأساعد والديّ في مطعمهما.]
[وأنت يا سي أون؟]
[لو لم أختر الموسيقى… لربما أصبحت طبيبًا.]
[واو، اخترت شيئًا رائعًا لنفسك وحدك.]
[أنا؟ لكن إي أون هيونغ أكثر مبالغة، أليس كذلك؟]
[لا، إي أون هيونغ اكتفى بقول “مدير تنفيذي” في الحقيقة شركته كانت ستفشل.]
[… جاي سونغ!]
بعد عشر سنوات.
ها هم الآن على المسرح يرتدون تمامًا تلك الأزياء.
ورغم أن الملابس غير موحّدة، إلا أن تنسيق الألوان جعلها متناغمة على نحو غير متوقّع.
(هل سافروا إلى المستقبل؟ أم هي حكاية تلبّس بالأرواح؟)
(آه، لهذا السبب تصرّف إي أون هكذا في البداية…)
لكن الأفكار انقطعت، فقد ابتسم كو تاي هوان وهو يرتدي المئزر، ولوّح بإصبعه مشيرًا: “ليس هكذا”.
ثم بدأ بالغناء
أووه ~
حين يمضي الزمن وتعود الذكرى
تلك اللحظة، تبدو وكأنها مرّت بسرعة فائقة.
وانطلقت أصوات المارينبا عذبة
لتتبعها إيقاعات موسيقى Tropical House المتدفقة بكل حيويتها.
[ Tropical House : هو نوع من الموسيقى الإلكترونية الهادئة، يعطي شعورًا استوائيًا ومريحًا ]
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]
التعليقات لهذا الفصل " 78"