لقد قلتُ ذات يومٍ لزملائي في الفريق
إن استمر تدفّق البثّ على هذا النحو، فثمة احتمالٌ كبير بأن يُلغى أحد المهام.
وتحوّل الحدس إلى واقع.
فالعدد الكلي للمهام، الذي كان مقرراً أن يكون خمساً، قد تقلّص إلى أربع.
بمعنى آخر، هذا هو المسرح الأخير الذي ستقدّمه ثلاثة أشهر ومئة يوم.
موضوع التحدي الأخير هو…
“مهمة الأغنية الحرّة.”
أغنية حرّة.
“أي أغنية كانت لا بأسريمكنكم إعادة غناء أغنية سبق وأديتموها، أو حتى تقديم أغنية من تأليفكم.”
رمقني المدير التنفيذي تشوي داي هو بنظرة خاطفة.
تساءلتُ إن كان ينظر إليّ لمجرد أنني الوحيد القادر على تأليف أغنية، لكن بدا أن الأمر ليس كذلك.
إنها أشبه بضغوط صامتة لئلّا أختار الأغنية الأصلية.
فالرهان الآمن، حين يكون البرنامج في أوج شعبيته كما الآن، هو اختيار أغنية معروفة.
أفهم قصده، لكن… لا أعلم.
على أية حال، أنا أمريكيّ قديم الجذور جئتُ من بلاد الحرية.
صحيح أنني لم أقرر بعد ما سأفعله.
“في الجولة الأخيرة سنوجّه الدعوة إلى ما يقارب ألفي متفرّج لذا نحن نخطط لتحضير عرضٍ مميز يُسعدهم.”
شعرتُ بالحدس.
سيخلطون بين Take Scene وثلاثة أشهر ومئة يوم.
ولم يخب حدسي، فما إن نطق المدير التنفيذي داي هو بكلمة <عرض ثنائي> حتى أعلن مباشرةً عن الشركاء
-كو تاي هوان – ريدي
-أون سيمي رو – جو يون
-تشوي جاي سونغ – فايد
-لي إي أون – سِي يو
-هان سي أون – آي ليفل
هل أنا الوحيد الذي يرى النية الواضحة وراء ذلك؟
قد يبدو للوهلة الأولى توزيعاً عشوائياً، لكن في الحقيقة، التشكيلة صُممت ليبرز Take Scene فوق المسرح.
خذ مثلاً الثنائي كو تاي هوان مع ريدي.
كو تاي هوان بارع في خلق أجواء قوية في المقدمة، بينما يتميّز ريدي بقدرته على رفع إيقاع الأجواء.
بالتالي، عند جمعهما، لا بد أن يتحوّل إحساس كو تاي هوان إلى لوحة كاملة بفضل ريدي.
أشبه بتمرير تاي هوان للكرة ثم تسديد ريدي القوي.
حتى وإن تولّى كو تاي هوان غناء مقطع اللازمة، فلن يتغير ذلك.
وليس هذا فحسب.
جمع أون سيمي رو مع جو يون دعوةٌ صريحة لمبارزة في قوة الغناء، أما تشوي جاي سونغ وفايد فهما ثنائي غير متناغم تماماً.
تشوي جاي سونغ مغنٍ متوازن بلا عيوب تُذكر، بينما يفتقر فايد إلى بعض القدرات الصوتية، لكنه يتفوّق في التعبير الوجهي والانغماس في الأداء.
ورغم أنني لا أحب فايد، عليّ أن أعترف بما يجيده.
لذلك، حين يقف مع تشوي جاي سونغ، سيحصل الأخير على مجموع نقاط أعلى، لكن الأضواء ستتجه إلى فايد.
فمن طبيعته أن صوته المستقر يمنح المجموعة ثباتاً، لكنه لا يسطع في غناء الثنائيات.
حتى هنا، أعتقد أن توقّعاتي دقيقة.
لكن ما سبب جمع لي إي أون مع سِي يو؟
صحيح أن إي أون يتفوّق قليلاً في الغناء، لكن الفارق في الشكل الخارجي…
آه، فهمت.
لقد كسب سِي يو من خلال حلقات البرنامج السابقة صورة الفتى المكافح بكل ما أوتي من عزيمة.
مظهره، صوته، رقصه… كل شيء عنده ينقصه القليل، لكنه لا يستسلم أبداً ويتقدّم بأسنانه المشدودة.
فماذا لو وُضع أمام إي أون؟
الجمهور، بلا وعي، سينحاز لتشجيع سِي يو.
لأن الأمر سيبدو منذ البداية كمواجهة غير عادلة.
وظاهرة “المنبوذ المنتصر” تبقى دوماً قصة مؤثرة وفعّالة.
باختصار، جميع الثنائيات عدا ثنائيي، كُتبت لتكون Take Scene في مركز الاهتمام.
حسناً، لا بأس.
يبدو واضحاً أن طاقم الإنتاج أرهقوا عقولهم في ذلك، ومن زاوية هدفهم، فهو منطقي.
لكن، أليس في الأمر مبالغة؟
فالعروض الرئيسية يحرّفونها بالتحرير الرديء، ولجان التحكيم يملؤونها بالأكاذيب في تقييماتهم.
على الأقل، كان من الممكن أن يُدار عرضٌ احتفالي كهذا بعدل.
فهو ليس تنافساً يفصل بين فائز وخاسر، بل مجرد…
“…….”
ما الذي أفعله الآن؟
حقيقة أن أعضاء الفريق، الذي سأترسم معه لاحقاً، يحظون بتقدير الجمهور أمر جيد.
ورغم أنني الآن أقرب إلى ثلاثة أشهر ومئة يوم من Take Scene ، عليّ ألا أخلط بين العاطفة والحكم.
فمهما كانت العلاقة مع ثلاثة أشهر ومئة يوم، ستختفي بجولة عودة واحدة.
وإن لم نشارك في سيأتي لاحقًا بالمرة القادمة، سنصبح غرباء لا نعرف بعضنا.
لا داعي للعاطفة.
وبينما أراجع نفسي بتلك الأفكار، انقسمت لجنة التحكيم إلى مجموعتين
بلو ولي تشانغ جون تولّيا الإشراف على ثلاثة أشهر ومئة يوم، بينما يو سونهوا وتشوي داي هو أصبحا مشرفي Take Scene
ثم غادر ثلاثة أشهر ومئة يوم مع مشرفيهما إلى مطعم بدا واضحاً أنه ضمن رعاية دعائية.
فلولا الرعاية، لما قطعنا أربعين دقيقة بالسيارة إلى خارج بوشون لمجرد تناول وجبة.
***
“لقد تعبتم كثيرًا خلال هذه الفترة.”
“حضرتك أيضًا بذلت جهدًا كبيرًا، أيها الحكم!”
“شكرًا لكم!”
“يا رفاق، لم ينتهِ الأمر بعد.”
قال بلو مبتسمًا بخفة وهو يتابع الكلام
“لم ينتهِ بعد، لكن بما أننا نستعد للمسرح الأخير، أشعر بشعور غريب أليس كذلك؟”
“نعم إنه شعور غريب حقًا.”
“حسنًا، أي أغنية تودون أداءها؟”
“أمم… أليس لدى سي أون فكرة معينة؟”
“الآن أصبحنا نترك له الأمر كليًّا ونتخلى عن التدخل؟”
“إنه جدير بالثقة لقد أثبت ذلك منذ سيول تاون فانك …”
قال لي إي أون بعبارة مترددة قليلًا، فقذفه لي تشانغ جون من الجهة المقابلة بجملة مباشرة
“بصراحة… شعرتَ بالاستياء، أليس كذلك؟”
“ماذا؟”
“لقد شاهدتُ البث ، صحيح أن لديكم مقاطع أديتموها جيدًا، لكنهم ركّزوا فقط على الأجزاء الناقصة.”
“لا بأس على الأقل لم يختلقوا شيئًا لم يحدث.”
“اسمع جيدًا أنتم ستترسمون مهما حدث عاجلًا أم آجلًا سيشاهدكم الناس على شاشات التلفاز فاعتبروا ما سأقوله نصيحة من أخٍ أكبر.”
ثم بدأ لي تشانغ جون يتحدث عن الجانب التجاري في برنامج سيأتي لاحقًا
قال إنه لا مفر من ترسيم Take Scene، لأن الأموال التي أُنفقت عليهم هائلة.
لكنه أضاف أيضًا أن فرقة ثلاثة أشهر ومئة يوم ستترسم تحت ليون الترفيهية
وحتى قال ممازحًا إنه لو لم يحدث ذلك، فسيؤسس شركته الخاصة ليضمّهم.
لقد كان واضحًا أنه يحاول مصالحتهم بصدق قبل أن يضمر أعضاء ثلاثة أشهر ومئة يوم استياءً ويتسببوا بمشكلة.
لكن، بصراحة… لم يكن شعورًا مريحًا.
أن يدّعي أحدهم أن أفعاله مبررة، بينما كان يمارس التحكيم الكاذب والمونتاج المتحيّز باستمرار… شيء يثير الغضب.
بالطبع، أنا لستُ إنسانًا طيبًا أيضًا.
لقد ارتكبتُ أفعالًا شريرة لا تُحصى في حياتي.
صحيح أنني لم أعد بحاجة لذلك الآن، لكن في بدايات عودتي إلى الماضي، كنتُ أستولي على فرص الآخرين وأسرقها.
كنت أهاجم الناس لصناعة ضجة وصورة عامة، وأثير الرأي العام مرارًا وتكرارًا، خصوصًا قبل أن أتعرف على حقيقة العالم بعد عودتي.
لكنني لم أشرح يومًا مبرراتي للضحايا.
لم أقدّم أعذارًا، ولم أستجدي تفهمًا.
كنت أتحمل الكراهية والحقد كما هي.
ذلك هو ما يجب أن يفعله الشرير.
ليس أن يتصرف بتلك الطريقة المثيرة للشفقة الآن… بل أن يحافظ على الحد الأدنى من كرامته…
اللعنة كفى.
إني على وشك الانغماس في اكتئاب العودة مرة أخرى.
“أعتذر، سأذهب إلى دورة المياه قليلًا.”
“آه، سي أون اصعد إلى الطابق الثاني الطابق الأول مزدحم بالموظفين.”
“حسنًا.”
وعندما عدت من دورة المياه، رأيت أعضاء ثلاثة أشهر ومئة يوم يتحدثون مع بلو بملامح جادة.
أما لي تشانغ جون فكان يقف قرب النافذة يتحدث عبر الهاتف، وهو يراقبهم.
اقتربت متسائلًا عما يجري، فسرعان ما توقف الحديث فجأة، وتم تغيير الموضوع بسرعة.
“لكن، ألم يكن هناك تحلية هنا؟”
“بما أنها النهاية، أُلغيت التحلية عليكم أن تحافظوا على حميّتكم.”
“إيه، يا أستاذ نحن في مطعم “حسنًا لا بأس” الفاخر!”
“أوه، أصبحت نجمًا حقيقيًا إذن حتى أنك تذكر مشاهد الإعلانات المموّلة (PPL)!”
هل كانوا يتحدثون بأمر لم يكن عليَّ سماعه؟
لكنني لم أسأل عما قالوه.
لأنني لم أفصح عن خياري بعد، فلا يحق لي أن أُرغمهم على مشاركة كل شيء.
وبهذا انتهت الجلسة التي جمعت بين الرعاية والإعلان، وعدنا إلى بوتشون.
كنتُ أنوي التوجه مباشرةً إلى قاعة التدريب، لكن الأعضاء صعدوا تلقائيًا إلى الطابق الثاني حيث لا توجد كاميرات.
“من الأفضل أن نعقد اجتماعًا مرتاحين بلا تصنّع في الكلام.”
صحيح.
أمام الكاميرات، تُشغَّل الفلاتر التلقائية في عقولنا، مما يجعل العصف الذهني أقل حرية.
“لنتحدث براحة آه، سي أون هل تقود الاجتماع بما أنك القائد؟”
“لا، يمكنك أنت أن تديره.”
“حقًا؟ هل لديك أفكار جاهزة؟”
“ليس حقًا أظن أنه من الأفضل أن نؤدي شيئًا نحبه جميعًا.”
“ما رأيك بهذا؟”
لأول مرة، فتح أون سيمي رو فمه في موضوع اختيار الأغنية.
“ماذا؟”
“الأغنية التي صنعناها في استديو LB.”
“آه، تلك؟”
الأغنية التي صنعتها لأُظهر موهبتي لأون سيمي رو وكانت النتيجة مدهشة حتى بالنسبة لي.
يبدو خيارًا مناسبًا.
لو أعدنا توزيعها لتناسب الكيبوب بدلًا من طابع الـPBR&B، فستصبح أغنية سهلة الاستماع بلا جدل.
“أنا لست بارعًا في اختيار الأغاني، لكنني أفضل أن يكون النوع Tropical House، فهو نوعي المفضل.”
كان اقتراح تشوي جاي سونغ مناسبًا أيضًا.
وحسب ذاكرتي، فاللحن يمكن أن ينسجم مع Tropical House.
“أما أنا، فأريد افتتاحية جديدة وجذابة مثل الأغاني التي تعلق في البال من أول مقطعين يُسمَعان.”
“آه، النوع الذي يجذبك من اللحظة الأولى لتستمع للنهاية؟”
“بالضبط أغنية تجذبك منذ المقدمة أريد أداء شيء كهذا.”
كان ذلك رأي كو تاي هوان.
بقي لي إي أون فقط.
“سي أون هل حقًا لا توجد وسيلة أتجاوز بها مشكلتي مع خامة الصوت؟”
“نعم، أعلم أن كلامي قد يبدو قاسيًا، لكن خامتك لا يمكن تصحيحها.”
ابتسم لي إي أون وقال مازحًا
“ها! حتى أنك تضيف لمسة مواساة الآن؟ يبدو أننا تقاربنا قليلًا.”
ثم أبتسم لي إي أون
“إذن… هل لا أستطيع الغناء بالطريقة التي غنيت بها تحت ضوء الشارع ؟”
لم أفكر في هذا الاحتمال من قبل، لكنه لن يكون أمرًا سهلًا.
“تقصد الملاحظة التي قالها الملحن لي تشانغ جون أثناء التحكيم، صحيح؟”
“سي أون عليك أن تقول: السيد الحكم لي تشانغ جون.”
“تشانغ جون هيونغ؟”
“تشوي جاي سونغ !! ”
ارتبك لي إي أون من مزحة تشوي جاي سونغ، وأخذ ينظر حوله بارتباك قبل أن يتذكر أنه لا توجد كاميرات هنا.
“على أية حال، نعم لقد قال الحكم لي تشانغ جون إنك تعاملت مع صوتك كما لو كان آلة موسيقية.”
“صحيح لم يكن الأمر غناءً بالمعنى التقليدي، بل طريقة أقرب إلى استخدام الصوت كآلة موسيقية كان عليّ أن أُحدد النغمات بدقة تامة.”
“ألا أستطيع أن أفعل المثل؟”
إن كان السؤال عن الإمكانية، فالإجابة: نعم.
فبعض عازفي الغيتار الكهربائي يضيفون عمدًا الكثير من التشويش ليصنعوا صوتًا خشنًا.
ومع ذلك، لا يبدو اللحن مزعجًا، بل يبدو رائعًا.
ما دام بإمكانك التحكم بدقة في النغمات، والفواصل، والضغط الصوتي، فخامة الصوت لن تهم.
لكن…
“سيكون صعبًا حتى إن نجح في التدريب، من يضمن أنه سينجح في الأداء الحي؟”
فالفرق كبير بين قاعة التدريب والمسرح.
فالمسرح أوسع، والصدى يتغير بفعل تجهيزاته، كما أن هتافات الجمهور قد تشتّت التركيز، فضلًا عن الحاجة إلى متابعة الصوت عبر سماعات الأذن الداخلية
وما يريد إي أون فعله يتطلب التحكم في كل تلك العناصر.
وحتى أنا لم أتمكن من ذلك إلا بعد تدريب طويل.
“إذن لو كانت مجرد مقطعين موسيقيين فقط؟”
“…… حينها ستزداد فرص النجاح لكن، يا هيونغ…”
“نعم؟”
“هذا يعني أنك ستحصل على أقل من عشر ثوانٍ فقط من الغناء المنفرد على المسرح الأخير.”
“حتى ولو أريد فعلها.”
أرسل لي إي أون نظرة حازمة، ولم أستطع تجاهلها.
“حسنًا.”
“لكن اجعلها جزءًا مميزًا.”
“سأعطيك الـPre-Hook ستُكرر مرتين.”
[ pre hook هو مقطع قصير يسبق الكورس (اللازمة) في الأغنية، وظيفته تمهيد وتشويق المستمع قبل دخول المقطع الرئيسي.]
“رائع يعجبني ذلك.”
وبهذا، تحددت ملامح الأغنية النهائية قليلًا قليلًا، بفضل اقتراح كل عضو.
لكن هذا لم يكن أسلوب ثلاثة أشهر ومئة يوم المعتاد.
ليس مجرد اندفاع عاطفي بسبب آخر مسرح، بل بدا كأنهم اتفقوا مسبقًا فيما بينهم.
ولذلك، أدركت الحقيقة
“إذن… الجميع عرف بالأمر.”
لقد لاحظ أعضاء ثلاثة أشهر ومئة يوم قراري.
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]
التعليقات لهذا الفصل " 74"