جميع الأعضاء بدوا وكأنهم فهموا كلامي دفعة واحدة.
آه، ليس الجميع في الحقيقة، بما أنّ تشوي جاي سونغ غير موجود.
على أي حال، أول من فتح فمه كان أون سيمي رو.
“إذن ماذا سيحدث مع سيول تاون فانك ؟ هناك غنّينا جميعاً معاً كخمسة ألن يتعارض هذا مع الإعداد؟”
“من يعلم؟ لم أفكر في الأمر بالتفصيل أليس من الكافي أن نقول إنّه خائن وحسب؟”
“ما رأيك أن نقول منافق بدلاً من خائن؟ كأنه تظاهر بالصداقة طوال الوقت، بينما كان يخفي رغبته في الاستئثار برحلة الزمن.”
أجاب كو تاي هوان مقاطعاً، فاكتفيت بهز كتفي.
لسنا بصدد كتابة سيناريو لفيلم حتى نغرق في كل هذه التفاصيل.
وعلى أية حال، ما يمكن عرضه على المسرح محدود جداً.
لكنّي لم أقل شيئاً سلبياً.
كنت في البداية أظن أنّ مفهوم القصة بلا جدوى، لكنه لم يكن كذلك.
وربما يكون تعلّم مثل هذه الأمور ذا فائدة يوماً ما.
“مهما كان الأمر، أظن أنّ علينا إيجاد مبرّر منطقي لكون إيون هيونغ لا ينسجم معنا بشكل غريب.”
ما إن أنهيت كلامي حتى صمت لي إيون طويلاً وهو يفكّر، ثم قال
“لكن يا سي أون.”
“نعم.”
“ألسنا غير قادرين على الاستمرار في تجهيز كل العروض بهذه الطريقة؟”
كان كلام لي إيون صحيحاً.
فهذه الخدعة لا يمكن استغلالها باستمرار.
لكن في الوقت الحالي يمكننا شرح تجهيزات المسرح مباشرة من خلال برنامج سيأتي لاحقًا
“إيون هيونغ، نحن لا نستمر في تزيين العروض هكذا لم يتبقّ لنا سوى ثلاثة عروض.”
وربما عرضان فقط.
فالبرنامج مكوّن من عشر حلقات، وحتى الآن عُرضت حلقتان.
وغداً ستُبث الحلقة الثالثة.
ومع ذلك، لم يُعرض بعد حتى اختيار فريق B.
هناك الكثير مما يجب عرضه
مهمة الكاراوكي التي التقينا فيها لأول مرة مع Take Scene.
معركة البوزيشن تحت ضوء الشارع حيث غنّينا الريمكس.
المهمة الخاصة بإنتاجنا لأغنية سيول تاون فانك
ثم انضمام كريس إدواردز الذي أثار ضجة كبيرة، والمهمة الخاصة بإعادة توزيع إحدى أغانيه.
إضافة إلى اللقطات الصغيرة مثل الألعاب المصغّرة في السكن أو المقاطع الفردية.
لو أرادوا عرض كل ذلك، فهناك احتمال كبير أن ينهوا البرنامج بأربع حفلات بدلاً من الخمس التي أُعلن عنها في البداية.
“إن حدث ذلك فلن يتبقى لنا سوى عرضين فقط وبعدها ستتفكك ثلاثة أشهر ومئة يوم.”
“لكن ربما ننضم جميعاً من خلال لليون الترفيهية .”
“كلا ، أنا لن أبقى في ليون سأترسّم هذا العام مهما حدث.”
لن تسمح ليون بترسيم ثلاثة أشهر ومئة يوم هذا العام.
لقد بدأت أفهم ساحة الآيدولز.
فالشركة تستثمر أموالاً طائلة في فرقة واحدة، وتبذل كل طاقتها لاسترجاع ذلك الاستثمار.
وهكذا، ستركّز كل شيء على نجاح Take Scene.
فلا سبب لديهم ولا طاقة لترسيمنا.
صحيح أن برنامج سيأتي لاحقًا حقّق نجاحاً، وربما يسرّعون الترسيم قليلاً، لكن ذلك سيكون في أفضل الأحوال في نهاية العام القادم.
وبما أننا في شهر أبريل، فهذا يعني انتظار نحو 18 شهراً على الأقل.
والأرجح أنّ الوقت سيكون أطول من ذلك.
أما أنا فلا أملك القدرة على الصمود لهذه المدة الطويلة.
سأعود في لحظة ما إلى نقطة البداية، لأمحو كل ما حققته حتى الآن.
لكنني لا أستطيع شرح هذا لزملائي.
كل ما يمكنني قوله هو إنني أريد الترسيم بسرعة، حتى لو شعروا بخيبة أمل.
… ما هذا؟ لماذا تبدو وجوههم هكذا؟
“بسبب والديك؟”
“… يمكن القول ذلك.”
“أجل ، لو كان الأمر كذلك فلا مفر.”
هل… هل يتعاطفون معي؟
ربما بسبب الحديث السابق بيننا؟
“سي أون ، هل دخلت البرنامج لتسمع والداك غناءك من المستشفى؟”
“يمكن القول ذلك لهذا أرغب في الترسيم بأسرع ما يمكن.”
لكن بصراحة ، هذه مجرد أمنية بلا أساس.
فمجرد أن يسمعا غنائي في المستشفى لا يعني أنهما سيستفيقان.
كيف لهم أن يتعاطفوا معي دون أن يعرفوا أنني عقدت صفقة مع شيطان؟
شعرت للحظة بالارتباك، لكنني اكتفيت بالإيماء.
ما داموا يبدون التعاطف من تلقاء أنفسهم، فلا حاجة لأن أفسد الجو.
“لكن يا سي أون.”
“نعم.”
“لو انضممتُ إلى فرقة أخرى، ماذا سيحدث برأيك؟”
“ماذا تقصد؟”
“أعني، عدم انسجام خامتي الصوتية لن يقتصر على ثلاثة أشهر ومئة يوم فقط، أليس كذلك؟”
“آه، تقصد هذا؟ لا أظن أنه سيؤثر كثيراً.”
“لماذا؟”
“هل سبق أن انتقد الحكّام خامتك الصوتية؟”
“… لا؟”
إنّ انزعاجي من خامة صوت لي إيون ناشئ عن هوسي بالكمال.
فالهدف المستحيل الذي أضعه أمامي، وهو بيع 200 مليون نسخة من الألبومات، يجعلني أتحاشى أي عنصر قد يثير القلق ولو قليلاً.
أما منتجو الفرق الأخرى، فلن تكون لديهم هذه الحساسية.
قد يجدون فيها بعض النقص، لكن سيعتبرون وسامته ومهاراته كافية لتغطية ذلك.
وفي أسوأ الأحوال يمكن تعديل التسجيل بالمكساج، أو استخدام أصوات مسجلة مسبقاً على المسرح.
[ المكساج : يجعل الأغنية متناسقة وسلسة عند العرض أو الاستماع، سواء على الألبوم أو على المسرح ]
بمعنى آخر، أنا أتجنب لي إيون لأنني أبحث عن فريق مثالي بلا عيوب، بينما الفرق الأخرى التي تطمح لمستوى معقول من النجاح لن تجد أي مشكلة.
“إذن لا داعي لأن تقلق كثيراً.”
ربما كان عليّ أن أوضح له هذا منذ البداية، لأن وقع الأمر عليه قد يكون ثقيلاً.
فهل شعر الآن بالاطمئنان؟
لكن ردة فعله جاءت على عكس ما توقعت:ج
“هذا مؤسف إذن.”
“ماذا تعني؟”
“يعني إنني إن ذهبت إلى فرقة أخرى، فلن أتمكن من بذل قصارى جهدي فلو لم يُعتبر الأمر مشكلة أصلاً، فلن أستطيع إثبات قدراتي.”
… كان محقاً.
فمن أراد إبراز كامل طاقاته، فلن يجد ذلك في فرقة متواضعة.
لكن معظم الناس لا يكونون بهذه الشدة من الإصرار.
فعندما يذوقون بعض النجاح، يميلون إلى الراحة لا إلى المعاناة.
وذلك ليس بالأمر السيئ.
وربما يتغير لي إيون مع الوقت.
“على كل حال، المهم أن نبذل قصارى جهدنا الآن.”
“صحيح.”
“إذن، سأجرب دور الشرير فقد اعتاد أصدقائي في المدرسة أن ينعتوني بالشرير كثيراً.”
“ولماذا ذلك؟”
“قالوا إنّ علاقتهم العاطفية تفشل بمجرد مرافقتي لهم.”
ضحكت وأنا أرى كو تاي هوان، الذي عادة ما يكون هادئاً، يفغر فاه من الدهشة.
أجل، كلام لي إيون صحيح.
يجب أن نعطي أفضل ما لدينا الآن.
“لقد اخترت الأغنية التي سأعيد توزيعها من أعمال كريس إدواردز.”
“آه، تلك الأغنية رائعة.”
“وأنا أيضاً أحبها.”
إنها الأغنية التي ألّفها كريس إدواردز وغنّاها نجم الـ R&B Lazy Boy.
آه، صحيح أنّ كو تاي هوان غنّى أغنية لـ Lazy Boy من قبل.
كانت في تصفيات فريق B، حين أخذ بنصيحتي وغنّى إحداها.
على أي حال، فقد صدرت أغنية “الطريق السريع” عام 2016، وأثارت بعض الجدل حينها.
فقد كان Lazy Boy مشهوراً بأغاني R&B المعاصرة الممزوجة بالروح، وهذه كانت أول أغنية له من نوع R&B الراقص.
بل إنه رقص في الفيديو الموسيقي.
وقد كان جيداً إلى حد ما، لكن بدا غريباً على صورته المعتادة.
فهو ليس Usher ولا Chris Brown.
ولهذا، رفضها جمهوره الأساسي، لكنها لاقت حباً كبيراً من الذين لم يكونوا من معجبيه.
حتى أنها بلغت المرتبة التاسعة على أفضل 200 في بيليورد
لكنني كنت أرى منذ البداية أن هذه الأغنية خُطّط لها بطريقة خاطئة.
كان الأجدر أن يُعلن عنها صراحة كأغنية من طراز موتان.
[ موتان: نمط موسيقي أسطوري ومرحّب به عالميًا، نشأ من ديترويت في الستينيات. ]
فالموتاون وR&B المعاصر ليسا سوى ثمار من شجرة واحدة.
“سي أون لم أفهم شيئاً مما قلته.”
“لا بأس حين تسمعون الصوت ستفهمون تقريباً.”
ليس ضرورياً أن يكون المغني ملماً بتفاصيل الأنواع الموسيقية.
ثم إن الحدود بين الأنواع ستبدأ بالتلاشي مع دخولنا عشرينيات القرن.
حتى أنّ بعض المغنين سيعبرون صراحة عن استيائهم من تصنيف أي عمل لمغنٍ أسود على أنّه R&B.
وفي تلك المرحلة، سيكتفون بجمع كل شيء تحت مسمّى موسيقى هادئة المبني على نوع ما.
“سأبدأ العمل الآن.”
فأنا أنهيت التوزيع مسبقاً في رأسي، ولن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً.
ربما خمس ساعات تكفي.
***
عندما أنهيتُ نصف العمل تقريبًا، سمحتُ للأعضاء بالانصراف أولًا.
“أن تعمل وحدك قليلًا….”
“بهذا القدر، خرجت كل لقطات التفاعل المطلوبة الباقي من الأسهل أن أتعامل معه بمفردي.”
عندما نسجّل جلسة العزف، قد يكون هناك ما يستحق أن يتفاعل معه الأعضاء، لكن من الآن فصاعدًا، لم يعد هناك شيء من هذا القبيل.
كل ما تبقى هو عملية صقل وتعديل الصوت للحصول على أفضل نتيجة ممكنة.
فبأي حال، هم سيجلسون على الأريكة ويغفوون بشكل غير مريح، فلماذا لا يذهبون إلى السرير ليناموا براحة؟
أرسلت الأعضاء إلى السكن الذي وفرته لهم محطة البث، ثم عدت للانغماس في العمل مجددًا.
كم من الوقت مضى؟
استيقظت من حالة التركيز ووقفت عن المقعد، لأشرب فنجان قهوة.
لكن في غرفة الاستراحة، كان ينتظرني شخص غير متوقع: أون سيمي رو.
“ما الأمر؟ ألم تذهب؟”
“ذهبت وعدت.”
“لماذا؟”
“لدي شيء أسأل عنه.”
هل شعر بالقلق بسبب قيامي بضرب فايد؟
بالطبع فبالرغم من أنني حسبت الأمر مسبقًا ضمن حدود السلامة، فإن موقفه قد يجعله يشعر بالقلق.
ولم يخيب ظني، فقد كان موضوع سؤال أون سيمي رو حول فايد.
“لماذا ضربت فايد؟”
“فقط… لأنه كان يستحق ذلك، أليس كذلك؟”
لكن السؤال التالي كان مفاجئًا للغاية.
“لماذا لم تضرب عمك أيضاً؟”
ماذا يقول هذا؟
الحالتان مختلفتان تمامًا.
ضرب فايد كان ضمن احتمال منخفض للفضيحة، وبإمكاني السيطرة على الأمور إذا انكشفت.
وكان فايد قد بدأ بالتشهير بـأون سيمي رو، لذا يمكن اعتبار الأمر مجرد صداقة مفرطة، والتعامل معه بهدوء داخليًا.
كما أن قضية ضربه لن تنتشر كثيرًا لصالحه
لكن لو ضربت العم الأكبر، فالأمر سيكون مختلفًا.
حتى لو تصرفت لتفادي الفضيحة، فإن مضاعفة قوة الحدث بين متدرب آيدول وعامة الناس يمكن أن تنتج عناوين صحفية مثيرة.
“الأمر مختلف.”
“ماذا تقصد؟”
“المسألة تتعلق بما إذا كان يمكن التعامل مع النتائج أم لا.”
“وكيف يمكن مناقشة هذا في تلك الظروف؟”
لحظة.
هل يظن أون سيمي رو أنني ضربت فايد بدافع الغضب؟
عند التفكير في الأمر، من وجهة نظره، يبدو هذا احتمالًا منطقيًا تمامًا.
لكن إن كان الأمر كذلك، فكل ما عليه هو أن يشكرني فحسب…
“شكرًا لك.”
ها هو يشكرني بالفعل.
“على أي حال، كان يستحق الضرب لا حاجة لشكر كبير، فقط قليل.”
حاولت إلقاء مزحة مناسبة لإنهاء الحديث، لكن أون سيمي رو ظل يحدق بي قبل أن يتحدث مجددًا
“لدي سؤال يراودني.”
في تلك اللحظة، شعرت بشيء …لا، بل تأكدت من شيء.
لقد التقيت بالعديد من الأشخاص على مر السنين، واكتسبت خبرة في التعامل مع الناس بنوايا محددة.
كما فعلت مع المخرج كانغ سوكوو حين جعلته في صفي، وحين جعلت فايد يعتذر
ومع ذلك، في المحادثات اليومية العادية، غالبًا ما أفشل في التقاط النبرة الصحيحة.
الحديث العادي، الثرثرة، الحديث التمهيدي… المحادثات التي لا تحمل أي غرض تجعلني أبدو أحيانًا كأنني شخص غافل.
مع ذلك، هناك لحظات يمكنني أن أكون واثقًا فيها من مشاعر الآخرين… وذلك عندما يكون الشخص في حالة يأس كامل.
“هل تعتقد أنني أستطيع أن أغلبك؟”
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]
التعليقات