بينما كان الحكّام ينضرون إلى النص أثناء تحضيرهم للجولة الثانية من المنافسة، تكلّم بلو.
“لكن يا مدير، هل يمكن عرض كل هذا في الحلقة الأولى؟”
وفقًا للخطة الأصلية، كان من المفترض أن تنتهي تصفيات الفريق B في حلقة واحدة.
فنظرًا لأن الصيغة الأساسية تقوم على مشهد الالتقاط والمنافسة مع الفريق B، فقد اعتُقد أن الجزء الذي يسبق الضغط على زر التحدي لا يحمل أهمية كبيرة.
بالطبع، يجب تسليط الضوء على أعضاء الفريق B في المراحل الأولى من البث، لكن ذلك أمر يتم بعد تحديد أعضاء الفريق.
فعندما لا يكون العضو مؤكَّدًا ضمن الفريق، تقل درجة التركيز عليه وتتشتت الأنظار تلقائيًا.
لكن بلو كان يرى أنه إن نجحت المهمة الثانية أيضًا بشكل باهر، فإن احتواء كل شيء في الحلقة الأولى سيكون أمرًا ثقيلاً.
فمهمة ما قبل المنافسة كانت مليئة بالمتعة، والمهمة الأولى أيضًا كانت زاخرة بالمشاهد المثيرة.
وكما كان متوقَّعًا، هزّ تشوي داي هو كتفيه.
“حتى المخرج كانغ قال شيئًا مشابهًا، قال إن علينا التفكير في عرضها على حلقتين.”
“يبدو أنه شمّ رائحة المال من هان سيون ، أليس كذلك؟”
“بالضبط يبدو أنه يعتقد أن (تحت ضوء الشارع ) ستضرب بقوة.”
وبينما كانت الكاميرا لم تبدأ بعد في التصوير، تدخل لي تشانغ جون بصدق وصراحة.
“لكن، هل وجدوا الملحن لأغنية (تزهر الزهور )؟”
“المحطة لا تزال تبحث، ويبدو أنه أجنبي كانوا يتحفّظون بالكلام.”
“إن كان أجنبيًّا، فهناك احتمال كبير أن يكون من معسكر الأغاني، أليس كذلك؟”
قال “لي تشانغ جون ذلك وهو يعبث بلا سبب بالنص.
فهو الوحيد من الحكّام الذي يكسب رزقه من التلحين.
أما تشوي داي هو، فمع أنه كان يلحن سابقًا، إلا أنه عاد الآن كمنتج بشكل كامل.
ولهذا كان لي تشانغ جون يعلم جيدًا أن أداء هان سيون في المرحلة الأولى سيكون حديثًا كبيرًا بين الملحنين.
وبشكل أدق، فإن موهبة هان سيون هي ما ستكون محط الأنظار.
هو نفسه كان قد استمع إلى أغنية “تزهر الزهور ” من قبل.
لكن لم يسبق له أن فكّر أنها كانت بالأصل نسخة للذكور.
فكيف يا ترى خطرت تلك الفكرة على بال هان سيون ؟
وهل كانت تلك الفكرة صحيحة فعلاً؟
أثناء تقييمه على المسرح، امتدحه بكل حماسة، لكن عندما أعاد التفكير، شعر بشعور غريب لا مفر منه.
فإن كان كلام “هان سيون” صحيحًا، فذلك يعني أن “هان سيون” يملك بصيرة تفوق بصيرته كمُنتج.
لا يمكن أن يكون في مثل هذا العمر ويتفوق عليه في المهارة، لكن البصيرة سلاح يتجاوز المهارة.
“لكنني لا أفهم لماذا يؤدي مقطع الراب.”
“صحيح هل هو من النوع الذي يضحي لأجل توزيع الأدوار؟”
“لا يبدو أنه من هذا النوع، أليس كذلك؟”
“على كل حال، المخرج كانغ يقول إنه يفضل أن تفشل الجولة الثانية فشلاً ذريعًا، على أن تكون ضعيفة بشكل غير واضح.”
ظل الحكام يتحدثون طويلاً عن الجولة الثانية، إلى أن أدركوا فجأة…
أنهم لم يكونوا يتحدثون عن الجولة الثانية، بل فقط عن “هان سيون”.
“مع ذلك، دعونا لا نركّز أكثر من اللازم على شخص واحد فقط.”
قال تشوي داي هو هذا الكلام كنوع من التذكير لنفسه، فأومأ الحكام برؤوسهم موافقين.
وبعد لحظات، بدأ التصوير.
***
تم تحديد ترتيب أداء <الفريق الخاسر> و <الفريق الفائز> عشوائيًا، ونتيجة لذلك، أدى الفريق الخاسر عرضه أولًا.
للمعلومية، حاول الفريق الخاسر تغيير اسمه لأنهم رأوه نذير شؤم، لكن الكاتبة الرئيسية لم توافق على ذلك.
فهي ترى أنه لا داعي لتسمية فريق تم تشكيله لمرة واحدة فقط من الأساس.
وأنا أيضًا أوافقها الرأي في ذلك.
“الفريق الذي سيؤدي أولًا، الرجاء الصعود إلى المسرح.”
مع ذلك، أظهر بلو الذي تولّى التقديم نوعًا من الذكاء عندما استخدم عبارة الفريق الأول بدلًا من الفريق الخاسر .
وهكذا صعد الخمسة إلى المسرح.
كو تاي هوان، لي إي أون، كيم هايون، نام سونغ إيل، وبارك سونغ جو .
كو تاي هوان كنت قد كوّنت معه علاقة في المهمة الأولى، ولي إي أون جذب انتباهي لأن ملامحه تصنع علاقات تلقائيًا.
أما الثلاثة الآخرون، فلا أعرفهم جيدًا.
أعرف فقط أنهم رابرز، لكن مستواهم جميعًا متوسط في أحسن الأحوال.
ربما الوحيد الذي يمكن الاستماع إليه قليلًا هو كيم هايون ، الذي أدى أغنية من تأليفه في المهمة التمهيدية.
بدأ عرض <الفريق الخاسر> بأغنية “نداء التدمير ” لفرقة “النجم الأسود ”، المعروفة بكونها من نوع “Hip-Hop Idol”.
كان اختيارًا غير متوقع بعض الشيء.
لقد تعرفت على هذه الفرقة مؤخرًا أثناء متابعتي لمستجدات الكيبوب، وتتكون “النجم الأسود ” من خمسة رابرز ومغنٍ واحد فقط.
أي أن لي إي أون سيكون هو المغني الوحيد، والبقية سيؤدون مقاطع الراب…
“كو تاي هوان يتمتع بإحساس إيقاعي مميز، لكنه لا يناسب الراب في الحقيقة.”
ربما لأنه لفت الأنظار في المهمة الأولى، انتهى به الأمر إلى أداء مقطع راب.
لكن فقط لأن الإيقاع مناسب لـ 2/4 لا يعني بالضرورة أنه يناسب أسلوب الراب.
وإلا، فلماذا توجد أنواع مثل جاز هيب هوب و R&B Groove ؟
[ R&B Groove : هو أسلوب موسيقي يتميز بالإيقاع هادئ وناعم وعاطفي ]
وكما توقعت، بدا كو تاي هوان متوترًا في الفيرس الافتتاحي.
ليس ذلك فحسب، بل إن <الفريق الخاسر> ارتكب نفس الخطأ الذي كاد <الفريق الفائز> أن يقع فيه لولا تدخلي.
لقد ركزوا كثيرًا على تنسيق الرقص الجماعي، لكن الحركات لم تكن متناسقة.
وبسبب محاولتهم الفاشلة للتناسق، لم يتمكن أي منهم من إظهار قدراته الحقيقية.
لكن المضحك في الأمر، هو أن هذا سمح لـلي إي أون بالتألق بجنون.
في الأصل، خامة صوته من النوع المزعج الذي يصعب دمجه ضمن الفريق، لكن في هذه الأغنية، لم تكن هناك مساحة لذلك.
فهو المغني الوحيد، وأدى مقطع الجسر الغنائي، لذا بدت خامته الفريدة ميزة لا عيبًا.
بهذا الشكل، من المؤكد مئة بالمئة أن لي إي أون سيحصل على أربع ترشيحات.
وكما توقعت، جاءت تعليقات التحكيم مطابقة تقريبًا لما فكرت به:
“أعتقد أنكم استهترتم بالرقص الجماعي أداء غير متناسق أسوأ من عدم الأداء أصلًا.”
“حتى اختيار الأغنية مخيب للآمال من المفترض أن تكون أغنية حماسية، لكن التوتر الذي بدا عليكم أفقدها كل متعتها.”
“صوت المشارك لي إي أون كان أفضل مما توقعت لكنك كنت تدرك بنفسك أنك كنت تعاني من ضيق في النفس أثناء أداء الباندنغ، أليس كذلك؟”
[ الباندنغ : هو أسلوب غنائي فني يعتمد على سحب النغمة، ويحتاج إلى تحكم جيد في النفس والصوت ]
النتيجة التي حصلوا عليها كانت 72 نقطة.
هممم، أرى أنها نتيجة كريمة أكثر من اللازم.
لو كنت مكانهم، لأعطيتهم 27 نقطة فقط.
وفوق ذلك، لا أفهم لماذا يمنحون نقاطًا أساسًا إذا كانت نتيجة القبول تُحسم بالترشيح الفردي.
“الفريق التالي، استعدوا للصعود إلى المسرح.”
وهكذا، وأنا أنظر إلى الأرض، مررت بجانب الفريق الخاسر الذي نزل برؤوس منحنية، وصعدت إلى المسرح.
***
عندما صعد الفريق الفائز إلى المسرح وهم يرتدون زي الكشافة الرسمية، كانت مدرّبة الغناء يو سونهوا أول من أمسك بالميكروفون.
“قبل أن نشاهد العرض، لدي فضول بشأن توزيع الأدوار من قام بالتوزيع؟”
“تم ذلك بشكل طبيعي، دون أن يطمع أحد.”
“حقًا؟ إذًا، هل تم تحديد مقطع الراب للمشارك هان سيون بشكل طبيعي أيضًا؟”
“نعم، أعتقد أن كل شخص تولّى الجزء الذي يستطيع تأديته بأفضل شكل.”
لما أجاب هان سيون بهذه الثقة الفائقة، شعرت يو سونهوا بالارتباك قليلًا.
من وجهة نظرها، كان هان سيون مغنيًا مكتملًا بالفعل.
حتى لو طُلب منها أن تتولى تدريبه الآن، فلن يكون لديها ما تضيفه له من الناحية التقنية.
صحيح أنها لم تستمع إلى العديد من أغانيه بعد، لذا لا تستطيع الحكم على قدراته التعبيرية، لكن من حيث المهارة، لا يوجد ما يُنتقد.
لذلك، كان من المزعج بالنسبة لها أن يقدم شخص مثله مقطع راب.
ليس لأنها تكره الراب كنوع غنائي، بل لأنها كانت تخشى أن يكون هان سيون قد اتخذ موقف “بما أنني ضمنت التأهل، فسأفسح المجال لغيري”.
صحيح أن هذه التضحية قد تبدو لطيفة في نظر الجمهور، لكن هذا المكان هو مجال العروض الترفيهية، وفي هذا المجال، من ينجحون ليسوا أولئك الذين يترددون في إظهار قدراتهم بدافع اللطف، بل أولئك الذين يظهرون أنفسهم بقوة وبدون تردد.
في برامج البقاء، لا يُسمح بالمواقف اللينة.
“سأطرح سؤالًا أخيرًا إذًا المشارك هان سيون ، كم تعطي لنفسك من النقاط في الغناء؟ وكم في الراب؟”
“أممم…”
فكر هان سيون قليلًا، ثم قال شيئًا غير متوقّع تمامًا:
“أعتقد أنني سأعطي الغناء حوالي 70 نقطة، والراب حوالي 80 نقطة.”
“…أليس العكس؟”
“لا، ليس كذلك.”
ربما الآخرون لم يلاحظوا، لكن هان سيون كان صادقًا تمامًا.
فهو يعرف جيدًا إلى أي مدى يمكن أن تصل مهارته في الغناء.
بعد حوالي عامين من تدريب أحباله الصوتية، وضبط خامة صوته، يستطيع أن يصل إلى 100 نقطة كاملة.
لذا، فإن مستواه الحالي ما زال في حدود 70 نقطة فقط.
أما الراب، فهو المجال الذي تنازل فيه عن فكرة الوصول إلى الكمال.
صحيح أنه سبق وحقق المركز الأول في “بيلبورد أفضل 100” لثلاثة أسابيع متتالية، ووصل ألبوم الراب الخاص به إلى تصنيف كوادروبِل بلاتينيوم (أي 4 ملايين نسخة مباعة)
لكن وفقًا لتقييمه الشخصي، لن يصبح أبدًا رابرًا بدرجة 100 من 100.
حتى لو بذل أقصى جهده، فلن يتجاوز 90 نقطة.
لكن الراب لا يتطلب تدريبًا تقنيًا معقدًا.
إذا كان الصوت رقيقًا، فيُؤدى بأسلوب رقيق، وإذا كان خشنًا، فيُؤدى بخشونة.
أصيب 50 Cent برصاصة في فكه أثّرت على طريقة نطقه، ورغم ذلك، لم يمنعه ذلك من أن يصبح رابرًا مشهورًا، بل حوّل نطقه غير الواضح إلى أسلوب خاص ومميز في أدائه.
لهذا السبب، طالما استطاع هان سيون إيصال الإحساس بشكل جيد، فيمكنه أداء مقطع راب بدرجة 80 حتى في وضعه الحالي.
تلك كانت حقيقة مشاعر هان سيون التي لا يمكنه البوح بها لأحد.
لكن يو سونهوا، التي لم تكن تعلم بكل ذلك، همّت بأن تقول شيئًا، إلا أن لي تشانغ جون ربّت على ظهر يدها بهدوء.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 23"