كان هناك عدد كبير من كبار السن يمارسون تمارينهم الصباحية، ما خلق جوًا مفعمًا من الحيوية والنشاط. لكن فانغ روي استطاع ملاحظة مو ميان من بين الحشد فورًا.
كانت ترتدي وشاحًا سميكًا يغرق فيه جسدها كله، ووقفت محدقةً في الأشجار بنظرة فارغة.
تابع تشانغ نظرات فانغ روي ورأى مو ميان أيضًا.
“دكتور مو ماذا تفعلين هنا؟ هل تؤدين تمارين الصباح؟”
تفاجأ تشانغ قليلًا، فلم تبدُ مو ميان من محبي النشاط البدني.
“أنا في انتظار سيارة.”
يُمنع ركن السيارات في هذا المكان، فكيف لها تنتظر سيارة هنا؟
نظرت مو ميان لفانغ روي ثم أبعدت وجهها.
“لقد وجدتها الآن.”
شعر تشانغ بالحيرة.
“أين السيارة؟ أين هي؟”
“يمكنكِ انتظارنا في السيارة، أنا وتشانغ لا نزال نملك مهمة لإكمالها.”
سلّم فانغ روي مو ميان مفاتيح السيارة.
فهم تشانغ الأمر، أرادت مو ميان أن ترافقهما، لكن كيف علمت أنهما سيأتيان في الصباح؟ بل وكيف فهم الرئيس أنها كانت تنتظرهما؟
شعر تشانغ أنه قد هُمّش!
لم تأخذ مو ميان المفاتيح منه.
“سأذهب للتحقيق معك، أنا على دراية تامة بالمنطقة. عندما انتقلتُ إلى هنا كنتُ أقوم بدوريات في الحي يوميًا، رغم أني قلبتها الآن إلى مرة واحدة في الأسبوع إلّا أن ذلك لم يؤثر على شيء.”
دهش تشانغ عندما سمع ذلك، هل كانت مو ميان عميلةً سرية من قبل؟ أم أنها أساءت لشخص ما؟ لمَ كان عليها مراقبة محيطها يوميًا؟
كان فانغ روي يقرأ عن التوحد مؤخرًا، علم أن العديد من المرضى ينفرون بشدة من البيئات الجديدة. يحتاجون باستمرار للتأقلم مع بيئتهم، لذا لم يتفاجأ بسلوكها.
“هل تعرفين أي شخص قد يكون مهتمًا بالقطط الضالة؟”
أشارت مو ميان لفتاة تجلس على أطراف الحديقة.
“وفقًا لإحصائياتي، فهي من تطعم القطط في أغلب الأحيان.”
بدت الفتاة صغيرة وذات ملامح جميلة، كما اجتمعت العديد من القطط حول قدميها.
“مرحبًا، أنا تشانغ من مكتب شرطة المدينة، نرجو أن تتعاوني في التحقيق.”
أظهر تشانغ شارته وتحدث.
“هل رأيتِ هذه القطة من قبل؟”
قالت الفتاة أن اسمها باي جينغ، وهي حديثة التخرج تعمل كأخصائية اجتماعية في الحي. نظرت في البداية لمو ميان بدهشة خفيفة ثم تحدثت.
“أجل أعرفها، كنتُ أطعمها في بعض الأوقات.”
ثم أشارت للصورة.
“انظر لأذنها، هناك جزء منها مقطوع. اعتدتُ أن أطعمها كثيرًا في السابق، لكنني لم أرها منذ مدة.”
“كم من الوقت مضى منذ أن رأيتها؟”
“حوالي أربعة أو خمسة أيام.”
“أهناك الكثير ممن يطعمون القطط هنا؟”
“هناك الكثير. هناك مدينة جامعية قريبة ويأتي العديد من الطلاب لإطعام القطط، بجانب العديد من سكان الحي.”
“هل تتواصلون مع بعضكم البعض؟”
“معظم من يطعمون القطط يعرفون بعضهم البعض. لدينا مجموعة دردشة.”
“هل يمكنكِ إضافتنا لهذه المجموعة؟”
“بالتأكيد، هذه المجموعة مخصصة للمناقشة حول القطط، لا توجد مواضيع أخرى في الغالب.”
أضافت باي جينغ فانغ روي وتشانغ إلى المجموعة.
“من بين الأشخاص الذين يطعمون القطط، هل منهم من كان يتصرف بشكل غريب في الآونة الأخيرة؟”
“لا أعتقد ذلك، لا نتحدث كثيرًا إلا عند إطعام القطط، لذا فلسنا على معرفة جيدة…. اوه، تذكرت للتو، كان هناك شخص يأتي لإطعام القطط كل صباح ويستخدم طعامًا غالي الثمن. أعتقد أن اسمه كان تشو…….”
كانت تحاول التذكر بصعوبة، ثم نادت على عامل توصيل كان مارًا.
“تشين هوي، تعال هنا للحظة.”
أوقف عامل التوصيل المدعو بتشين هوي دراجته البخارية. كان طويل القامة مملتئ الجسم قليلًا ذو بشرة فاتحة. كان يرتدي نظارة شمسية سوداء وابتسامة تعلو وجهه.
“ما الخطب باي جينغ؟”
“ذاك الرجل الذي كان يطعم القطط طعامًا مستوردًا، ما كان اسمه؟ ذلك الذي يدعى تشو ويرتدي دائمًا قميصًا أزرق.”
“كان اسمه تشو يمينغ.”
سجل تشانغ الاسم بسرعة.
سألهم فانغ روي إن كانوا يعرفون لي يان.
عند سماع اسمها، ارتسمت علامات الاشمئزاز على وجه كلٍ منها في نفس اللحظة.
“إنها امرأة مجنونة. فاقدة لعقلها طوال الوقت وتسبب المتاعب لكل من تقابله.”
أشارت لشجرة قريبة.
“هناك كادت أن تودي بحياة قطة لمجرد أنها لمستها، ظلت تركلها بقسوة. إنها مجرد امرأة شريرة، ستلقى جزاءها بالتأكيد.”
“ما الذي حدث للقطة؟”
“أخذها شخص للطبيب البيطري، عُولجت ثم تم تبنيها. اوه، أعتقد أن تشو يمينغ هو من تبناها.”
“هل يعرف الكثيرون بشأن هذه الحادثة؟”
“أجل. حدث ذلك في عطلة نهاية الأسبوع وشاهدها الكثيرون وهي تضرب القطة. حتى أن أحدهم صور فيديو ونشره.”
“حسنًا، شكرًا لتعاونكِ.”
كان فانغ روي على وشك المغادرة لكنه لاحظ مو ميان تحدق باهتمام في رجل التوصيل، تشين هوي.
شعر تشين هوي أيضًا بنظراتها لذا حكّ رأسه وتحدث ببعض الحرج.
“آنسة مو، لم يصل طرد دولي من أختكِ اليوم، إذا وصل أي شيء، سأبلغكِ على الفور.”
ظهر الإحباط فجأة على وجهها.
“كانت ترسل لي المجلة الطبية التي أحتاجها في الوقت المحدد دائمًا، لن تنسى أبدًا.”
تحدث تشانغ.
“لمَ لا تتصلين بها وتسألينها؟”
خفضت مو ميان رأسها وظلّت صامتة.
تحدث تشين هوي موضحًا.
“حدث خلاف بين الآنسة مو وأختها، لذا فهي ترفض الاستباق في الحديث.”
تفاجأ فانغ روي من معرفة رجل التوصيل الكثير عن مو ميان.
بمجرد أن دخلوا السيارة، استجاب فانغ روي لفضوله في لحظة نادرة.
“هل أنتِ مقربة من تشين هوي؟”
“ليس حقًا. إنه شخص طيب لأنه كان الوحيد الذي ابتسم لي بعد أن رأى ابتسامتي منذ انتقالي إلى هنا.”
“هل يعتبر صديقكِ؟”
“لا، ليس لدي أصدقاء. الجميع يراني مزعجة، لا أحد يريد أن يكون صديقي.”
تحدثت مو ميان وهي في حالة معنوية منخفضة.
كانت أختها هي معالجتها النفسية وأحد القلائل الذين يمكنهم قبولها دون قيد أو شرط، لكن يبدو لأنها قد تخلت عنها أيضًا.
شعرت مو ميان بالندم قليلًا لأنها تشاجرت معها.
حالما عاد للمكتب، طلب فانغ روي من الفرق التحقيق في تشو يمينغ على الفور.
في أقل من نصف يوم، جلب تشانغ كل المعلومات.
“يعمل تشو يمينغ في شركة تجارية، كان وضعه المالي جيدًا لكنه خسر الكثير من المال في السنوات الأخيرة في سوق الأسهم. طلقته زوجته واضطر لبيع منزله وعاد للعيش مع والديه. سُمعته في الحي ليست جيدة، لكنه لا يملك أي سجل إجرامي. ذكر جيرانه أنه جمع ثروة فجأة وأصبح بنفق ببذخ شديد.”
توقف تشانغ للحظة ثم أكمل.
“أيضًا، يملك مدونة ينشر فيها عن الحيوانات الأليفة. كان هو من نشر فيديو عن لي يان وهي تعنف القطة، ما جعله مشهورًا لبعض الوقت على الانترنت.”
“دعنا نذهب له.”
وصل فانغ روي وتشانغ لمنزل تشو يمينغ. عندما رأى والدا تشو يمينغ ضباط الشرطة انتابهم القلق.
سأل والده بخفوت.
“سيدي الضابط، هل ارتكب تشو يمينغ أي فعل غير قانوني؟”
طمأنهم تشانغ بنبرة لطيفة.
“عمي، عمتي، لا تقلقوا. نحن هنا فقط لجمع بعض المعلومات. أرجو أن تجيبو على الأسئلة بصدق.”
“أنا….. سنتعاون بالطبع. تفضلوا بالجلوس.”
أشار والد تشو لزوجته.
“لمَ لا تحضرين الشاي؟ أحضري بسرعة من غرفة يمينغ الشاي المستورد الذي جلبه.”
لوّح تشانغ بيده رافضًا.
“عمي، لا داعي لهذه الرسميات، لا نريد شيئًا. نريد فقط أن نسأل تشو يمينغ بعض الأسئلة. من المفترض أن ينهي عمله قريبًا أليس كذلك؟”
وقفت والدة تشو يمينغ غير متأكدة مما يجب عليها فعله.
بدأ والد تشو يمينغ يوبخها مجددًا.
“يا عديمة الفائدة، لا تجيدين فعل أي شيء. ابقي هنا مع الضباط وسأذهب أنا لتحضير الشاي.”
تبادل فانغ روي النظرات مع تشانغ ولاحظ السلوك الغريب للزوجين.
ابتسم فانغ روي متظاهرًا بالمزاح لتخفيف الجو.
“سمعتُ فقط أن القهوة المستوردة أفضل من القهوة هنا، أتساءل إن كان الشاي المستورد أفضل من الشاي هنا أيضًا؟”
أسقطت الأم طبق الفاكهة التي كانت تحمله وتغيرت تعابير وجهها فجأة.
شعر فانغ روي وتشانغ أن هناك شيء غريب، وسرعان ما هرعا للغرفة ليجدا الأب يسكب الماء على جهاز الحاسوب.
تدمر الحاسوب تمامًا بعد تفريغ الماء عليه.
في تلك اللحظة، صاحت الأم في الخارج.
“يمينغ اهرب! الشرطة في المنزل!”
ركض فانغ روي وتشانغ بسرعة وألقيا القبض على رجل في منتصف العمر يقف على الدرج. كان يرتدي قميصًا ونظارة وحوله جو من الرقي والذكاء.
• ترجمة سما
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 8"