شعرت مو ميان بنظرات الجميع لها، حلّ الضغط عليها وأرادت الهرب من الغرفة.
تحدث فانغ روي لمساعدتها.
“دكتور مو، لمَ تعتقدين ذلك؟”
بدا أن صوت فانغ روي يحمل سحرًا، ما جعل مو ميان تشعر بقلق أقل.
تحدثت دون أن تجيب على سؤاله مباشرةً.
“نظريًا، فالأمر ممكن. إذا استبدل المشيمة بمشيمة مخلقة اصطناعيًا وأضاف إليها كمية كافية من الأكسجين ووضع قطة مخدرة في الداخل. عند إعطاء المرأة كمية كافة من الأوكسيتوسين* وهي لا تزال تملك بعضًا من الطاقة، يمكنها أن تلد القطة.”
*هرمون بيُفرز من الجسم وقت الولادة عشان يسهل من العملية.
رفعت مو ميان الدفتر وغطت به وجهها.
“هكذا، كان هذا ما حاول القاتل فعله. لكن محاولته كانت بدائية ففشل. لذا من المرجح أنه حاول عدة مرات حتى ينجح.”
كان رسمها بسيطًا لكنه واضحًا.
وضحت صورة امرأة ببطنها المشقوقة وبداخلها قطة صغيرة ملفوفة داخل كيس جنيني. كانت الصورة متناغمة ومخيفة في نفس الوقت.
قاطعها الطبيب تشين.
“لكن التحليل لم يظهر وجود أي أثر للأوكسيتوسين في جسد الضحية.”
“لهذا السبب فشل.”
رأى الجميع أن نظرية مو ميان سخيفة للغاية ولا أساس لها من الصحة. كيف يمكن أن يريد القاتل أن تنجب الضحية قطة؟ لم يكن هذا منطقيًا.
إلّا إن كان مريضًا نفسيًا!
لم يستطع الجميع إلا أن ينظروا إلى مو ميان، متسائلين إن كانت هذه فكرة القاتل أم فكرتها.
تحدث أحد الضباط فجأة.
“كابتن تشين، مو ميان مشتبه بها في هذه القضية، لماذا يُسمح لها بالمشاركة في التحليل؟ أبلغ العديد من السكان أن مو ميان لم تكن على وفاق مع الضحية ودخلت في جدال معها. كما أنها خبيرة طب شرعي وماهرة في التشريح، لذا هي الآن أحد المشتبه بهم.”
بدا الطبيب تشين* مستاءً عند سماع هذا.
*هما كلهم اسمهم تشين والله الطبيب والكابتن رئيس وحدة الجرائم وتشين شيويه، الحرف بيتغير بالانجليزي والصيني مليون مرة وبيطلع نفس الاسم بالعربي
Chen تشين
Qin تشين برده
Xin شين أو تشين
“هي من أبلغت عن الجريمة، كما لا يوجد دليل يثبت أنها القاتل.”
“لكن في نفس الوقت لا يوجد دليل يثبت براءتها. لا ينبغى أن نضمها للتحقيق، أليس كذلك؟”
قاطع فانغ روي حديث الضابط.
“يمكنني إثبات أن مو ميان ليست القاتل.”
“المحقق فانغ، كل الأدلة الحالية تشير إلى أن مو ميان هي المشتبه به الرئيسي، كيف يمكنك إثبات براءتها؟”
نقل فانغ روي مستندًا إلى الحاسوب المرتبط بالشاشة وعرضه على الجميع.
“هذا تقرير فحص دم مو ميان. أُخذت العينة أمس بالساعة 9:35 صباحًا. يظهر التقرير وجود كمية كبيرة من الحبوب المنومة في دمها.”
أدرك تشانغ سبب إصرار فانغ روي على إجراء فحص طبي لمو ميان بالأمس.
“هل هذا يثبت أنها بريئة؟”
“بناءً على عملية التمثيل الغذائي للحبوب المنومة، يمكن استنتاج أنها كانت في حالة نوم عميق أثناء ارتكاب جريمة القتل.”
تدخل تشانغ هنا.
“آه، لا عجب أنها كانت نعسة جدًا يومها، كان ذلك تأثير الحبوب المنومة! عندما ذهبنا لمسرح الجريمة كانت تبدو غير مستيقظة تمامًا.”
ثم تحدث متسائلًا.
“هل قام القاتل بتخديرها؟ إن كان كذلك، فلا بد أنه شخص مقرب منها.”
“لا، هذه الجرعة تتجاوز بكثير الكمية الطبيعية الكافية. وكونها خبيرة طب شرعي، لن تغفل عن شيء كهذا.”
تابع الطبيب تشين.
“شياو مو، أنتِ لا تزالين صغيرة جدًا، لماذا…….”
جرعة بهذه الكمية قد تكون قاتلة لشخص عادي، لكن مو ميان كانت بخير. من المرجح أنها كانت تتناول هذه الحبوب لفترة طويلة وطورت بعض المناعة لها.
خفضت مو ميان رأسها تحدق في الطاولة وعقلها في حالة فوض تامة، كما لو أن من يتحدثون عنه ليس هي.
قالت المرشدة الاجتماعية أنه عندما تواجه مواقف لا يمكنك الرد عليها، فيمكن الكذب قليلًا. لكنها لم تتعلم الكذب من قبل، لذا لم تستطع سوى أن تصمت.
“ربما لم تستطع النوم بسبب توترها بشأن وظيفتها الجديدة، من الطبيعي أن يمر الناس بهذه الحالة أليس كذلك؟”
“أجل. يشعر الناس بالتوتر ويواجهون صعوبة في النوم عند دخول بيئة جديدة.”
صمت الشخص الذي اتهم مو ميان وتبددت شكوكه حولها مؤقتًا.
ولكن بسبب مقاطعته لحديثها، تجاهل الجميع تكهنات مو ميان السابقة حول دوافع القاتل.
يعتقد الكابتن تشين أن القاتل استخدم هذه الطريقة لإخفاء دافعه الحقيقي وبالتالي تضليل التحقيق.
لذا لخص الحديث وتحدث.
“سنتناول الأركان التالية من التحقيق.
أولًا. التحقيق في العلاقات الاجتماعية للضحية.
ثانيًا. البحث في حاويات القمامة القريبة عن جثة الجنين الذي اختطفه القاتل.
ثالثًا. مراجعة تسجيل كاميرات المراقبة لنرى إن كان بإمكاننا تحديد هوية أي أفراد مشبوهين.
سنبدأ بتطبيق هذه الخطوات فورًا.”
بعد انتهاء الاجتماع، صادفت مو ميان فانغ روي الذي كان يمشي برفقة لين سين، وبدا أنهما يناقشان أمرًا مهمًا.
تذكرت أن تشين شيويه ذكرت أن لين سين خبير في علم النفس الإجرامي، وأنه كان قادرًا على قراءة الأفكار، ما جعله يساعد في حل الكثير من القضايا التي تعامل معها فانغ روي.
ألقت مو ميان نظرة عليه، ملمحةً له بأن يغادر، لكنه ظنّ أنها تحييه ووقف هناك غير منتبه لمقصدها مبتسمًا لها.
تحدثت هي بصراحة حينها.
“مستشار لين، هل يمكنك قراءة الأفكار؟”
“أنتِ…. هل تسألينني؟”
عندما رأت أنه لم يغادر، شعرت بخيبة أمل.
“حسنًا، لا يمكنك ذلك.”
وإلا لكان سمع أفكارها وانصرف بهدوء.
ارتعش فم لين سين، رغم أن تعبير مو ميان لم يظهر أي شيء، إلا أنه شعر أنها تسخر منه.
من قال أنه على خبراء علم النفس أن يكونوا قادرين على قراءة الأفكار!
ومع ذلك، لقد استطاع ملاحظة أنها تريد التحدث مع فانغ روي وحدهم، ولكن بعد سخريتها منه، رفض المغادرة بعناد.
عند رؤية هذا، حاولت مو ميان تجاهل وجوده ووجهت حديثها لفانغ روي.
“المحقق فانغ، أدلتك السابقة لا تثبت براءتي تمامًا.”
رد فانغ باهتمام ضئيل.
“المهم أنك صدقوا ذلك.”
“لقد تجاهلت عاملًا مهمًا، تحمل الحبوب المنومة. حتى لو تناولت تلك الكمية الكبيرة من الحبوب المنومة، فقد اكتسبتُ مناعة قوية تجاهها، لو أردت حقًا قتل جارتي المزعجة لربما نجحت، لكنني لن أختار هذه الطريقة. أنا أفتقر إلى الخيال لذا لن أستطيع جلب طريقة قتل مبتكرة كهذه.”
“وماذا في ذلك؟ هل تحاولين إثبات افتقاركِ للخيال لي؟”
“أردتُ فقط الإشارة إلى أن منطقكَ مليء بالثغرات.”
“ثم هل أنتِ القاتل؟”
شعر فانغ روي بضغط دمه يرتفع، وكان يكافح لعدم رمي مو ميان خارجًا.
لمَ قد يفعل كل هذا إن لم يكن لإزالة الشكوك عنها بسرعة؟
لقد ساعدها بلطف للخروج من موقف صعب، لكنها لازالت تملك الجرأة الكافية لانتقاد منطقه!
“بالطبع لا!”
“ثم في هذه الحالة يجب عليكِ قول ‘شكرًا لك’.”
“حسنًا، شكرًا لك.”
بعد أن عبرت عن امتنانها، نظرت لـ لين سين بتردد، وعندما رأت لا ينوي المغادرة، غادرت بأسف.
“لم أتوقع أن تملك كل هذا الصبر مع الطبيبة مو.”
تحدث لين سين مازحًا.
“يبدو أنك تخطط لضمها الوحدة الخاصة.”
“سنرى هذا الموضوع لاحقًا.”
غير فانغ روي الموضوع.
“أعتقد أن تحليل مو ميان منطقي، كون القاتل أراد المرأة أن تلد القطة حية. لقد حققت سابقًا ووجدت أن لديها تاريخًا في تعنيف القطط، وقد قتلت قطة من قبل. هل يحاول القاتل جعل طفل الضحية يدفع ثمن حياة تلك القطة؟ إن كان الأمر كذلك، فقد يكون مؤمنًا بمفهوم الانتقام الكارمي.*”
*من الآخر شايف أن ال عمل حاجات كويسة هيُجازى بحاجات كويسة والعكس صحيح، وبما انها كانت بتعمل مصايب ف هو شاف انه كدة بينتقم من ال هي عملته، طبعا كل دي تخمينات للقضية.
“لكن أفعاله عكست أيضًا شكلًا من أشكال القسوة للقطة. إن كانت نيته معاقبة من يسيء للقطط، فلمَ لجأ لمثل هذه الطريقة القاسية للقطة؟”
وضع فانغ روي يده على رأسه وتحدث.
“منطقيًا، من السهل حل هذا النوع من الجرائم إن كانت جرائم اقتحام بالذات، لكن القاتل متخفٍ بطريقة غير عادية.”
ارتسمت الجدية على وجه لين سين وتحدث.
“أظننا نتعامل مع قاتل متسلسل. هذا النوع من المجرمين يختارون أهدافهم بناءً على خيالاتهم الإجرامية، مما يضفي نوعًا من العشوائية. ولذا يصعب القبض عليهم باستخدام أساليب التحقيق التقليدية.”
توقف لين سين للحظة قبل أن بتاع حديثه.
“مع وجود ضحية واحدة فقط حتى الآن، لا أستطيع إنشاء ملف تعريف للمجرم بعد.”
• ترجمة سما
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"