الفصل الرابع: قضية حمل القط: هل هي عبقرية؟

“سيستغرق الاختبار نصف ساعة. يُرجى الإجابة على الأسئلة على جهاز الكمبيوتر.”

قدمت الضابطة تشين محتوى الاختبار بإيجاز للجميع ثم سمحت لهم بالبدء.

في البداية كانت الأسئلة تقيس الحد الأدنى من الذكاء وكانت الإجابات الصحيحة واضحة من النظرة الأولى.

ولكن بعدها بدأت صور وكلمات لا معنى لها تظهر.

بدأ الناس يتهامسون لبعضهم.

“ما الفرق بين هذه الاختبارات والاختبارات السابقة؟ ما معنى هذه الصور والكلمات؟”

“هل يجب عليّ الضغط على مفاتيح معينة؟ ماذا سيحدث إن ضغطت على المفتاح الخطأ؟ لن يطردونا بمجرد توظيفنا أليس كذلك؟”

“هذا النوع من الاختبارات يستخدم لتقييم ميولنا المعرفية. يعتمد على نموذج شبكة عصبية مرتب هرميًا وفق علاقات دلالية. لذا بقياس المسافة بين مفهومين على دول الروابط العصبية يمكن قياس الارتباط بينهما…..”

شرحت لهم مو ميان بهدوء، ونظر لها الجميع بنظرات غريبة.

عندها توقفت مو ميان عن شرحها.

تذكرت أن المرشدة الاجتماعية قالت أنه لا ينبغي فرض المعرفة على الآخرين وإن كانوا يفتقرون للفطرة السليمة.

لكن أحدهم سأل.

“ما هي الجوانب التي يختبرها؟”

“سواء كانت ميولًا عنيفة، أو إن كانت نظرتنا للعالم إيجابية أم سلبية، أو توجهنا الجنسي وما يشابه هذا. يستخدم النموذج ميولنا المعرفية اللاواعية، لذا لا يمكن إدراك هدف الاختبار بسهولة.”

“لذا فالفكرة أنه لا يوجد طريقة لتزييف إجابات الاختبار؟”

توقفت مو ميان للحظة ثم تابعت بهدوء.

“المؤشر الحقيقي للاختبار هو اختلاف وقت رد الفعل. لا يستطيع الشخص العادي إدراك الهدف من الاختبار واختيار إجابات لا تتوافق مع إدراكه خلال ثوان معدودة. يتطلب هذا معالجة دماغية عاليةً جدًا.”

“…….”

لم يتمكنوا من فهم أي مما كانت تقوله!

ومع استمرار تقدم الاختبار، أصبح الجميع أكثر تركيزًا نظرًا لأنهم لم يفهموا ما الذي تختبره هذه الأسئلة.

ركزت مو ميان أيضًا، ولكن عندما رأت أن الأسئلة تتمحور حول المعايير الاجتماعية، لم تستطع إلا إن تتساءل إن كان هذا الاختبار قد صمم من أجلها. لكن ما الحاجة لاختبارها؟ كانت تتصرف بشكل طبيعي تمامًا!

بمجرد انتهاء الاختبار، ظهرت نتائج مو ميان على الواجهة الرئيسية لنظام الاختبار النفسي في المركز.

عندما رأى فانغ روي الكم الهائل من المعلومات، شعر بصداع قادم.

“هل نتائج الفحوصات طبيعية؟ من فضلك اشرح لي ببساطة بلا نظريات.”

“المشارك في الاختبار منفتح لديه نظرة إيجابية، يكره العنف، لطيف ومتحمس، مستقر عاطفيًا، ويتمتع بمهارات اجتماعية عالية…. نتائج الاختبار مطابقة للسيرة الذاتية.”

هزّ لين سين كتفيه.

“ألم تقل أن النتائج لا يمكن تزويرها؟”

لم يستطع فانغ روي ربط هذه الأشياء بمو ميان مطلقًا، بل بدأ أن مو ميان كانت عكس تلك الصفات تمامًا.

تحدث لين سين.

“قلتُ إن التظاهر صعب، لكنه ليس مستحيلًا. من الواضح أن الطبيبة مو تحاول جاهدةً إخفاء مشاكلها النفسية، وقد نجحت في ذلك.”

سكت لين سين قليلًا ثم تابع.

“لا أعترض على انضمامها إلينا.”

“هل غيرتَ موقفكَ بهذه السرعة؟ فقط لأنها تجاوزت اختيارك غير الموثوق؟”

تفاجأ فانغ روي قليلًا.

أشار لين سين إلى قسم درجة الذكاء على الشاشة.

“عبقري مثلي يحتاج لزميل عبقري للعمل معه.”

“……”

كان على فانغ روي الاعتراف بموهبة لين سين كعالم نفس إجرامي، ولذا كان يتحمل هذا الشخص الأناني رغم رغبته في طرده بشدة.

بعد انتهاء الفحص النفسي، توجهت مو ميان لقسم الطب الشرعي. وبعد إتمام كل الإجراءات، حان وقت انتهاء العمل.

كان هناك طبيبان شرعيان آخران بالإضافة إلى مو ميان. رجل يدعى تشانغ شياولين، وامرأة تدعى تشين شيويه.

كانت تشين شيويه شخصًا اجتماعيًا. ولأنها كانت هنا منذ نصف عام، فقد كانت على وفاق مع الجميع. وبعد انتهاء العمل، دعت الجميع بحماس لتناول العشاء.

رفضت مو ميان، التي تشعر بعدم الارتياح لتناول الطعام مع الكثير من الأشخاص، دعوة تشين شيويه.

وقفت مو ميان خارج مكتب شرطة المدينة واستخدمت هاتفها لاستدعاء سيارة أجرة.

كانت ساعة ذروة الآن وكانت معايير مو ميان للسائقين عالية بشكل خاص. لذا وقفت لأكثر من ساعة ولم تتمكن في النهاية من إيجاد ما يناسبها.

عندما خرج تشانغ بسيارته، رأى مو ميان ووشاحها ملفوف حول وجهها وتنظر إلى حركة المرور.

“رئيس بما أننا سنذهب لمسرح الجريمة فهل نوصل الطبيبة مو معنا؟”

تحدث تشانغ لفانغ روي الجالس في المقعد الخلفي.

“أيًا يكن.”

توقف تشانغ بجانب مو ميان.

“طبيبة مو، هل تريدين توصيلة؟”

“لا!”

رفضت مو دون تردد.

‘لمَ لا؟ ترفض رحلة مجانية؟’

تساءل تشانغ.

ألقت مو ميان نظرة على سيارته. كانت سوداء، قديمة نوعًا ما، سيئة الصيانة من ماركة مجهولة، وتقييمات أمان منخفضة. مع إطارات مهترئة ومصد متضرر.

لم يكن هناك أي ضمان لسلامتها عند ركوب سيارة كهذه.

لكن المرشدة الاجتماعية قالت لها ألا تشير مباشرةً لعيوب الآخرين. لذا سألت بلباقة.

“هل اجتزتَ اختبار القيادة؟”

“بالطبع لدي، كيف يمكنني القيادة دون رخصة؟”

لم يفلح تلميحها لذا حاولت مو ميان التفكير بطريقة أخرى لرفض عرضه بلباقة.

لاحظ تشانغ ذلك والتفت لفانغ روي غير مصدق.

“رئيس…. هل هي تشكك في مهاراتي في القيادة؟”

نزل فانغ روي من السيارة وسار لمقعد السائق وطلب من تشانغ النزول.

“سأقود أنا.”

عندما رأت مو ميان أن فانغ روي هو من سيقود دخلت على الفور لمقعد الراكب بجوار السائق وربطت حزام الأمان.

شاهد تشانغ مو ميان تصعد السيارة مذهولًا. كانت الدكتور مو مخطئة تمامًا! كانت الرئيس سائقًا غير آمن تمامًا! يعود الفضل في حالة السيارة المزرية بنسبة كبيرة لفانغ روي.

لكنه لم يجرؤ على قول ذلك وتحمل اللوم بصمت.

كانت ساعة الذروة الآن والطرق مكتظة بشدة. شعر تشانغ بالملل وحاول بدء محادثة.

“دكتور مو ماذا فعلتِ في الاختبار النفسي اليوم؟”

“تشانغ أنتَ تتحدث كثيرًا.”

قاطعه فانغ روي بهدوء.

سرعان ما أغلق تشانغ فمه.

لكن مو ميان شعرت بانقطاع أنفاسها وكأن العالم كله سكن ولم تسمع سوى دقات قلبها.

هل تم اكتشاف سرها بهذه السرعة؟

ترددت شائعات بأن فانغ روي محقق مشهور يتمتع بمهارة ملاحظة ثاقبة. هل اكتشف حقيقة تمويهها بنظرة واحدة؟

لم يكن هذا الرجل مجرد هيكل عظمي مثالي، بل كان لديه أيضًا عقل رائع. مثل هذا الدماغ يستحق الدراسة كعينة.

عندما فكرت في هذا، شعرت ببعض الإحباط. كيف يمكنها الحصول على جثته بطريقة قانونية؟

• ترجمة سما

البطلات الكفو بيوبقا عايزين قلوب الابطال ويوقعوهم في حبهم

مو ميان : جثته 

😭😭😭😭😭😭😭😭