الفصل الثالث: قضية جنين القط: الاختبار النفسي

كانت شرطة مدينة جيانغتشو تستقبل العديد من المواهب من خلال برنامجها التعريفي بالمواهب. ولإظهار اهتمامها، كانت تقيم حفل ترحيب بسيط لهم.

وبما أن معظم الوظائف كانت تتعلق بأدوار ذات متطلبات بدنية منخفضة، كان أغلب مجندي هذه الدفعة نحيفين وضعيفي المظهر.

ومع ذلك، برزت مو ميان من بينهم.

كانت كجزيرة معزولة لا يتفاعل معها أي شخص.

“فانغ روي، المستشار لين، ما رأيكما في خبيرة الطب الشرعي مو ميان؟”

كان رئيس القسم وانغ يونغ وفانغ روي يقفان خارج القاعة يراقبان مو ميان من خلال النافذة.

بجانبهم شاب يدعى لين سين، خبير في علم النفس الإجرامي. 

عبس قليلًا وهو يراقب مو ميان.

كانت مو ميان تحدق في شجرة زينة بنظرة فارغة. بدا وضعًا غير مناسب مطلقًا للبيئة المفعمة بالحيوية حولها.

“سيدي الرئيس هل هي حقًا خبيرة جنائية؟ أشك في  أنه من الجامعة. هل دخلت من الباب الخلفي؟*”

*بالواسطة

ألقى وانغ يونغ نظرة على تشانغ الذي أغلق عينيه بسرعة رغم استمرار رغبته في الثرثرة.

تحدث فانغ روي بصوت مُوَبخ.

“اذهب وسلّم مستنداتك.”

فكر تشانغ في نفسه.

‘الوثائق ليست عاجلة. يا رئيس هل هي حقًا خبيرة في الطب الشرعي؟’

“لقد تنافست عدة أقسام لضمها، ولكن لحسن الحظ تصرفتُ بسرعة وحصلت عليها أولًا. يجب عليكَ النظر لسيرتها الذاتية، إنها حاصلة على درجة الدكتوراه.”

تفاخر الرئيس وانغ وسلم سيرتها الذاتية لفانغ روي.

في السنوات الأخيرة، شهدت مدينة جيانغتشو العديد من جرائم القتل المتسلسلة، لذا قد أنشأ وانغ يونغ وحدة خاصة للتحقيق في مثل هذه القضايا.

ومع ذلك، كان يواجه مشكلة في اختيار الأعضاء المناسبين للفريق. فالمحققون الكبار رغم خبرتهم مازالوا يستخدمون أساليب قديمة لحل القضايا وكثيرًا ما يجدون أنفسهم حائرين عند مواجهة هذا النوع من القضايا.

لذا أراد اختيار بعض المواهب الجديدة لضمها للوحدة الخاصة.

كانت مو ميان أحد المواهب التي كان يراقبها لضمها.

تفحص فانغ روي السيرة الذاتية لمو ميان بنظرة سريعة.

—مو ميان. 25 عامًا. تخرجت من جامعة الطب بدرجة كاملة. حصلت على درجتي الدكتوراه في علم الأعصاب وعلم الأمراض….

سقطت نظرة فانغ روي على صفحة السيرة الذاتية التي كتبتها هي.

—بعد تشريح أول جثة لي في الثانية عشرة من عمري (جثة سنجاب صغير لطيف دهسته سيارة) أصبحت مصممة على أن أتخصص في الطب الشرعي. حتى تاريخ استلام هذه السيرة، قمتُ بتشريح 103 جثث بشرية.

58 جثة لشخص أسود، 35 لشخص أبيض، 5 جثث آسيوية. (هل لاحظت وجود خمس جثث مفقودة؟ هذا يعني أنك قرأت سيرتي الذاتية بعناية. سأخبرك أين الباقي بعد تعييني. هذا يظهر مدى حاجتي للوظيفة لزيادة فهمي للبنية الداخلية لأفراد وطني.)

ارتعش فم فانغ روي عند قراءة هذه السيرة الغريبة.

كانت مو ميان غريبة من كل ناحية، وكانت هذه السيرة ملائمة تمامًا لها.

تحدث الرئيس وانغ.

“لقد كفينا جميع الأماكن في الوحدة الخاصة، باستثناء خبير طب شرعي. كان العجوز تشين الخيار الأفضل، لكن من المؤسف أنه سيتقاعد الشهر المقبل. مو ميان أكثر من يرضيني من بين المجندين الجدد.”

نظر فانغ روي إلى مو ميان مجددًا. تركت تلك الشجرة البلاستيكية البشعة أخيرًا و توجهت إلى أصيص زهور اصطناعية.

لم يستطع فهم سبب سعادة الرئيس بهذه الفتاة الصغيرة. كانت أشبه بروبوت، روبوت معطل. هل كان ذلك بفضل مؤهلاتها الأكاديمية؟

تحدث فانغ روي بعدم رضى.

“رئيس. أنا لا أقبل ضمها لوحدة الجرائم الخاصة بنا.”

“ولمَ لا؟”

“لأن نظراتها تركز على رئيسـ…….”

كاد تشانغ أن يشرح لكن نظرات فانغ روي الحادة أسكتته.

“لا يبدو التعامل معها سهلًا، لا أستطيع التعامل مع عضو فريق كهذا.”

تحدث فانغ روي وهو يفرك حاجبيه.

“لكنها تبدو مطيعة جدًا للأوامر.”

“التظاهر بالطاعة لا فائدة منه، من فضلك اختر غيرها.”

أصرّ فانغ روي.

“أنا أيضًا لستُ موافقًا على انضمامها.”

تحدث لين سين.

“لماذا؟ هل لأنها تبدو صغيرة السن وعاجزة؟ أم أنك متحيز ضد المرأة؟”

أوضح لين سين وجهة نظره.

“من المرجح أنها مصابة بالتوحد.”

عبس وانغ يونغ عند سماع هذا.

“هذا مستحيل أليس كذلك؟ لا يستطيع المصابون بالتوحد العناية بأنفسهم، لكنها تبدو…….”

لم يكمل وانغ يونغ جملته. بالنظر لمو ميان عن كثب، يُلاحظ أنها لم تقم بأي تواصل بصري مع الآخرين.

تابع لين سين.

“إنها تتجنب التواصل البصري وتواجه صعوبة في التعامل مع الآخرين. قد تكون مصابة بالتوحد ذات كفاءة عالية وقد تعافت بشكل جيد. ولكن من المرجح ألا تتمكن من العمل بشكل طبيعي، لا أنصح بتوظيفها.”

“لين سين هل أنتَ متأكد أنها مصابة بالتوحد؟”

تحدث فانغ روي بتفاجؤ، لم يرَ قط شخصًا مصابًا بالتوحد يتحدث كثيرًا.

نظر له لين سين بنظرة باردة.

كما كان وانغ يونغ أيضًا متشككًا في حكم لين سين.

“عندما قمنا بتعيين المجندين الجدد، أجرينا فحصًا نفسيًا أوليًا…. نتائج الاختبار في الصفحة السابعة من السيرة الذاتية.”

فتح لين سين الأوراق التي تحتوي على تقرير الاختبار النفسي.

—

الحالة: مو ميان

_البعد المتعلق بالصحة النفسية:

الوسواس القهري: 1.82 

الحساسية الشخصية: 1.41

الاكتئاب: 1.02

القلق: 1.29

العداء: 1.54 

القلق الرهابي: 1.13 

الأفكار البارانوية(فقدان الثقة): 1.13

الذهان(الأوهام): 1.21

عناصر إضافية: 1.32

تقييم الحالة النفسية: جميع المؤشرات طبيعية، لا يوجد أعراض اكتئاب أو قلق…… مستوى عالٍ من الصحة النفسية.

_أبعاد الشخصية:

المقياس: السمات الخمس الكبرى للشخصية

النتائج:

الانفتاح: 48 (مرتفع)

المسؤولية: 45 (مرتفع)

الانبساط: 43 (مرتفع)

اللطف: 49 (مرتفع)

العصبية: 19 (منخفض)

تقييم الشخصية: منفتح، مفيد، موثوق، مستقر عاطفيًا، ماهر في التفكير.

_أبعاد القدرة:

المقياس: مقياس ويشلر للذكاء.

درجة اختبار الذكاء: 186

تقييم القدرة: الذكاء على مستوى مرتفع بشكل استثنائي.

—

“وفقًا لنتيجة الاختبار النفسي، فإن الطبيبة مو عبقرية منفتحة ودودة. هل تعتقد أن هذا يصفها؟”

نظر وانغ يونغ إلى مو ميان وظلّ صامتًا للحظة.

“مازلتُ أعتقد أنه لا يجب علينا التحيز ضد المصابين بالتوحد. يجب علينا منحها فرصة لإثبات قدراتها أليس كذلك؟”

استغرق حفل الترحيب ساعة و 32 دقيقة و 17 ثانية بالضبط.

وجدت مو ميان هذا مؤلمًا للغاية وتمنت بشدة أن تعود لغرفة التشريح لإكمال تشريح جثة جارتها التعيسة.

كانت متعبة جدًا منذ الصباح ولم تتمكن سوى من إنهاء نصف الجثة قبل أن تغفو مرهقة.

لم يكن هناك خلاف حول سبب الوفاة، لكن طريقة القتل كانت فريدة من نوعها.

لذا كانت مو ميان حريصة على معرفة كيف توصل القاتل لمثل هذه الطريقة المبتكرة.

فكرت أنها لو كانت القاتلة، لكانت فعلت ذلك بإتقان أكبر. كان بإمكانها إبقاء القطة في بطن الضحية هادئة ثم جعلها تولد وكأنها طفل رضيع.

تخيلت مو ميان المشهد بوضوح.

مع صوت مواء القطة وهي تخرج من جسد امرأة بشرية.

“وفقًا لتقاليد قسمنا، يجب على جميع المجندين إكمال اختبار نفسي. من فضلكِ اتبعيني لإكمال الاختبار.”

قاطع خيال مو ميان صوت الضابطة تشين.

نظرت مو ميان لها بذهول.

اختبار نفسي آخر؟

شعرت مو ميان ببعض الانزعاج، كانت تكره الاختبارات النفسية، وتكره أكثر الخبراء النفسيين المتغطرسين.

• ترجمة سما

اوبقو قولو لي اي رأيكم في الرواية 🙈