2
الفصل الثاني : قضية جنين القطة: هل يمكنكَ التبرع بجسدكَ لي؟
أجرت الشرطة تفتيشًا شاملًا للغرفة 541 والتي يرجح أن الجريمة قد حدثت بها.
لم يتم العثور على أي آثار اقتحام أو آثار مشبوهة بالداخل. لم يتم العثور سوى على بصمات الضحية.
كانت الضحية لي يان. تبلغ من العمر 28 عامًا. غير متزوجة. بلا عمل ثابت. تعيش بمفردها وحامل بالشهر الثامن.
سمعت صوت الباب يفتح من خلفها، فتحت مو ميان التي كانت مستلقية على الطاولة عينيها.
لم تكن متأكدة من المدة التي قضتها في غرفة الاستجواب، لكن لحسن الحظ تمكنت من الحصول على نوم جيد وهذا شيء نادر.
قررت تجديد غرفة نومها لتكون كغرفة الاستجواب، لعلها تحصل على بعض النوم الهانئ.
تم فتح الباب ودخل شخصان.
أول من رأته مو ميان كان ضابط الشرطة الثرثار من الصباح. خلفه رجل طويل القامة يرتدي رجل سترة جلدية سوداء ذو ملامح حادة.
رأت مو ميان صورته من قبل. كان فانغ روي، قائد وحدة الجرائم الخاصة. لمعت عيناها قليلًا عند رؤيته. كان هذا الرجل يتمتع ببنية جسدية ممتازة وعضلات متناسقة. كان مثاليًا ليكون نموذجًا بشريًا.
حدقت مو ميان فيه باهتمام بنظرة حادة كمشرط التشريح. بدأت بالفعل بتشريحه في ذهنها. فصل جميع العضلات وأعضاء الجسم. بدا مثاليًا حتى كهيكل عظمي.
كانت مو ميان تحب العظام. وقد جمعت بالفعل العديد من العظام الجميلة، لكن هذه كانت أول مرة ترى فيها هيكلًا بشريًا مثاليًا كهذا.
‘ياللأسف.’
فكرت في أنه لازال حيًا وسيعيش لفترة طويلة.
اندهش تشانغ عندها لاحظ أن الهالة الكئيبة التي أحاطت مو ميان قد اختفت.
كيف أصبحت عيناها الفارغتان فجأة شديدتا التركيز واللمعان؟ نظر تشانغ إلى فانغ روي متسائلًا إن كان جمال رئيسهم هو ما جذبها.
متجاهلًا نظرات مو ميان الشديدة، سحب فانغ روي كرسيًا وجلس أمامها، ما أجبر مو ميان على النظر في عينيه.
رغم محاولتها لسنوات عديدة، لازالت مو ميان تجد صعوبة في الحفاظ على التواصل البصري مع الآخرين.
“مرحبًا.”
أجبرت مو ميان نفسها على النظر في عينيه، معتقدةً أن هذا سيجعل تعبيرها يبدو أكثر طبيعية.
“هل ترغب في التبرع لي بجسدك بعد وفاتك؟ أعدك أنني سأعتني به جيدًا.”
بدا أن الجو قد تجمد للحظة.
أظهرت عينا فانغ روي بعض الحيرة، لكن سرعان ما عاد لتعبيره البارد الخالي من التعبيرات.
لو لم تكن هذه غرفة استجواب وكان تشانغ يجلس معه، لقام بما يريده بشدة ورمى مو ميان خارجًا.
بدت صغيرة جدًا وشعر أنه يمكنه رفعها بيد واحدة.
“آنسة مو، أرجو منكِ تفهم أن هذه غرفة استجواب، من فضلكِ تعاملي بجدية!”
نقر تشانغ على الطاولة مقاطعًا كلمات مو ميان خوفًا من أن تقول شيئًا أغرب.
ألقى تشانغ نظرة على فانغ روي فوجده هادئًا كما كان.
كما هو متوقع من رئيسهم، لقد قابل العديد من الأشياء ما جعل مشاعره أكثر استقرارًا. كان هناك الكثير من الفتيات يطمعن في رئيسه وجسده، لكن هذه كانت المرة الأولى التي يرى فيها تشانغ شخصًا يطمع في جثته.
تحدثت مو ميان.
“كنتُ أسأل بجدية شديدة.”
“……..”
“ثم سأجيبك بجدية شديدة. ليس لدي أي خطط للتبرع بجسدي.”
“حسنًا.”
حركت مو ميان عينيها ووقعت نظراتها على تشانغ.
حدق تشانغ بها بيقظة وأراد منع مو ميان من النظر بجسده. لكن ما سمعه كان عكس ما توقعه.
“ألا تنوي أخذ ملاحظات؟”
لذا…. كان يفكر كثيرًا؟
فتح تشانغ دفتر ملاحظاته.
“اسمكِ؟”
“مو ميان.”
“عمركِ؟”
“سأتم 25 عامًا بعد 106 أيام.”
“لا داعي للتفاصيل. كيف كانت علاقتكِ مع الضحية؟”
“ليست جيدة.”
توقف قلم تشانغ قليلًا.
“هل يمكنكِ التوضيح أكثر؟”
“لا يمكنني فهم علاقاتها الشخصية.”
فكرت مو ميان قليلًا ثم تحدثت بصراحة.
“علاقاتها معقدة للغاية خارج نطاق فهمي.”
“على سبيل المثال؟”
“لم تكن متزوجة لكنها كانت حامل. كان حبيبها متزوجًا من شخص آخر. وقد لا يكون طفلها ابن حبيبها.”
صدم تشانغ قليلًا. يمكن تلخيص كل هذا على أن الضحية كانت على علاقة غرامية، كيف يمكن اعتبار هذا معقدًا؟
تابع تشانغ سؤاله.
“هل رأيتِ أي شخص يدخل أن يخرج من منزل الضحية الليلة الماضية؟ أو سمعتِ أي أصوات غير عادية؟”
“قبل أن أنام لا.”
خفضت مو ميان رأسها وحدقت بسطح الطاولة. كانت الطاولة قديمة وسطحها متقشر في بعض الأماكن، ما جعلها تشعر بانزعاج لا يمكن تفسيره.
ثم تابعت.
“ذهبتُ للنوم في الساعة العاشرة. أنا معتادة على النوم باكرًا.”
“ثم ماذا بعد أن نمتِ؟”
قاطع فانغ روي محادثتهما فجأة.
نظرت مو ميان له للحظة ثم أبعدت نظراتها ودفنت رأسها في وشاحها.
واستمر الصمت لفترة.
سأل فانغ روي.
“هل من الصعب الإجابة على هذا السؤال؟”
كانت نبرته هادئة للغاية ولم تحمل أي عدوانية.
تحركت شفتا مو ميان، وبما بدا أنها محاولة لإخفاء شيء ما ولكن لم تنجح، تحدثت.
“من الصعب جدًا على الناس ملاحظة الأصوات الخارجية بعد نومهم.”
“كنتِ نائمة بعمق قبل قليل لكن صوت فتح الباب بهدوء قد أيقظكِ. هذا يثبتُ أنكِ حساسة جدًا للأصوات. أنتِ تكرهين الضوضاء أليس كذلك؟”
عندما سمعت مو ميان كلمة ضوضاء، أومأت برأسها تلقائيًا موافقاً على كلامه. كانت تكره الضوضاء حقًا.
عزل الصوت في المجمع السكني ليس جيدًا. أفاد العديد من السكان بسماع أصوات من شقة الضحية الليلة الماضية.
“إذن لمَ لم تسمعي تلك الأصوات الليلة الماضية باعتبار أنكِ حساسة جدًا للأصوات؟”
بدا صوت نقر فانغ روي على الطاولة وكأنه ينقر على دفاعات مو ميان النفسية.
كان عزل الصوت سيئًا للغاية. حتى وإن حاول القاتل التزام أقصى درجات الهدوء، فمن المستحيل عليه عدم إصدار أي صوت.
أجرى تشانغ وفريقه مقابلات مع السكان، وذكروا جميعًا سماعهم لأصوات في حوالي الثانية فجرًا. ولكن نظرًا لكون أن الضحية كانت شخصًا سيء المزاج، لم يذهبوا للشكوى.
مع ذلك قالت مو ميان أنها لم تسمع شيئًا، ما يؤكد أنها تكذب.
“آنسة مو، ماذا كنتِ تفعلين الليلة الماضية؟ هل هناك شيء لا تشعرين بالراحة للحديث عنه؟”
تتبعت مو ميان الخدوش على سطح الطاولة بأصابعها. أرادت إخفاء شيء ما، لكن ذلك جعل الأمر يزداد وضوحًا.
عندما اعتقد فانغ روي أنها لن تتحدث، نظرت إليه فجأة.
“أنا لست القاتل.”
“أعتقد ذلك.”
ابتسمت له مو ميان.
“شكرًا لك.”
نظر تشانغ لهما بحيرة متسائلًا إن كان هناك شيء قد فاته.
“ولكن كيف يمكنكِ إثبات أنكِ لستِ القاتل؟”
تلاشت ابتسامة مو ميان في لحظة. لم تعد تنوي الحديث بعد الآن. بإمكانها إثبات براءتها، لكن ذلك سيكشف سرها، لذا قررت التزام الصمت.
في تلك اللحظة سمعت طرقًا على الباب.
كانت الضابطة تشين المسؤولة عن شؤون الموظفين هي من قرعت الباب.
“كابتن فانغ، آسفة على المقاطعة.”
تحدث تشانغ.
“الأخت تشين، ما الخطب؟”
“أقام رئيس القسم حفل ترحيب بالزميلة الجديدة التي انضمت اليوم. قال لي أن الطبيبة الشرعية الجديدة، الطبيبة مو، كانت عالقة هنا وطلب مني إنقاذها. لم أفهم ما قصده بالضبط لذا ظننت أنها قد تكون تائهة. لذا أردت سؤالك إن كنتَ قد رأيتها؟”
“لم نرَ أي شخص يدعى الطبيبة مو هنا.”
“غريب، لقد قال أنها هنا وطلب البحث عنها في حوالي الساعة التاسعة.”
أشار فانغ روي لمو ميان التي كانت تجلس بهدوء أمامهم.
“أعتقد أن هذه هي الطبيبة مو التي تبحثين عنها.”
حدق تشانغ في مو ميان بعيون واسعة.
“أنتِ في الواقع طبيبة شرعية؟”
ألم يكن هذا يجعلها أكثر تأهيلًا لقتل شخص ما؟
“أنا هنا”
رفعت مو ميان يدها عاليًا.
عبست الضابطة تشين قليلًا. ألم يقل رئيس القسم أنها ذات موهبة رائعة؟ كيف يمكن لفتاة صغيرة يبدو وكأنها لازالت في الجامعة أن تكون كذلك؟
تحدث فانغ روي.
“الضابطة تشين، ألا يحتاج الموظفون الجدد لفحص طبي؟ لمَ لا تأخذينها أولًا؟”
“حسنًا.”
وافقت الضابطة تشين بلا مبالاة ثم فكرت.
‘ألم تخضع لفحص طبي قبل تعيينها؟’
لكن الفتاة بدت مريضة بعض الشيء، لذا قد يكون فحصها مجددًا شيئًا جيدًا.
أصر فانغ روي.
“خذيها الآن من فضلكِ.”
ألقت الضابطة نظرة على حالة مو ميان المذهولة ثم تحدثت.
“حسنًا إذن، المشفى يقع بالجوار على أية حال.”
ارتسمت ابتسامة خافتة على وجه مو ميان. نظرت إلى فانغ روي للحظة ثم أبعدت نظراتها.
بعد أن غادرت مو ميان، سأل تشانغ بفضول.
“لمَ استمررت بالضغط عليها للإجابة يا رئيس؟ ربما كانت متعبةً حقًا بالأمس ونامت بعمق؟”
رأى تشانغ أن هذا السؤال لم يمكن مفيداً بشكل خاص لحل القضية.
“أردتُ فقط تأكيد شكوكي.”
أجاب فانغ روي ونظراته الغامضة ثابتة على ظهر مو ميان.
عبس تشانغ. نادرًا ما رأى رئيسه مهتمًا بشخص ما هكذا باستثناء أشد المجرمين وحشة في السجن.
“يا رئيس، ألا تظن أن لديها انفصامًا في الشخصية؟ بعد أن نامت ربما ظهرت شخصيتها الأخرى وقتلت الضحية، لذا فإن شخصيتها الحالية لا تتذكر؟”
ولا عجب أنها كانت متعبةً اليوم بعد قتل شخص ما بالأمس. بالإضافة إلى ذلك فهي خبيرة في الطب الشرعي وماهرة في القتل والتشريح.
رأى تشانغ أن استنتاجه كان منطقيًا تمامًا، سليمًا ومقبولًا. وشعر أن التدريب الذي تلقاه في أكاديمية الشرطة كان مفيدًا.
ولكن عندما أدار رأسه وجد فانغ روي ينظر له بتعبير محتار.
“خيال واسع. لمَ لا تتوقف عن كونك شرطيًا وتصبح روائيًا؟”
“……”
هذا مستحيل! لقد عمل بجد ليصبح شرطيًا!
• ترجمة سما
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 4 - قضية حمل القط: هل هي عبقرية؟ 2025-03-31
- 3 - قضية جنين القط: الاختبار النفسي 2025-03-31
- 2 - قضية جنين القطة: هل يمكنكَ التبرع بجسدكَ لي؟ 2025-03-30
- 1 - قضية جنين القط: المرأة الحامل بقطة 2025-03-30
التعليقات لهذا الفصل " 2"