في اللعبة، لم يكن يحدث أمر كهذا أبدًا.
أي أن تتدخل شارلوت في معركة الزعيم.
لهذا اطمأننت قليلًا، لكن…
نظرت إلى النافذة التي ظهرت أمامي وترددت. أتُرى عليَّ التدخل وإفساد هذا الوضع الذي يسير بسلاسة؟
لم أشعر بأي رغبة في ذلك.
لكن إن تلقيت عقوبة…
تذكرت حين تلقيت عقوبة سابقة فاشتعل جسدي بالنيران.
ارتعشتُ خوفًا.
لا أريد أبدًا أن أختبر ذلك مرة أخرى.
[تفعيل قدرة < التـحكـم بالـعقـل >.]
حسنًا، اهدئي يا شارلوت. ربما الجاذبية التي تحدث عنها النظام هي…
〈 السُلطة 〉
-يمكن التحكم ببعض الوحوش.
※ومع ذلك، قد تكون هناك آثار جانبية.
-يمكنك تنظيف النوافذ حتى تصبح لامعة.
-يمكنك اختيار صلصة شريحة الستيك المفضلة لديكِ.
-يمكنك إغواء الشخص الذي تختارينه. (نسبة النجاح: 5%) -؟؟ -؟؟ -؟؟ -….
هذا هو الخيار المقصود، على الأرجح.
على أي حال، نسبة نجاح الإغواء 5% فقط.
بهذه الاحتمالية، يبدو النجاح شبه مستحيل.
“نسبة فشل الإغواء 95%.”
وحتى إن ساءت الأمور، فديتريش يملك عناصر حماية…
لذا ضغطت على “نعم”.
أخذتُ نفسًا عميقًا ونظرت نحو ديتريش، الذي كان يُلقي بالحطب الجاف في الموقد.
يبدو أنه يواجه صعوبة في إشعال النار لأن الموقد كان قد ابتل بالماء.
بعد عدة محاولات، اشتعلت الشرارة وبدأت النار تتسع تدريجيًا.
“ديتريش.”
بمجرد أن ناديتُه، توقف عن العمل واستدار لينظر إليّ.
“ما الأمر؟”
[هل تريدين استخدام مهارة الإغواء على الشخص المستهدف؟]
[نعم/لا]
“ناديتني، فلماذا لا تتكلمين؟”
عندما بقيتُ صامتةً، أحدق في الفراغ دون أن أجيبه، شعر ديتريش بالغرابة وناداني مجددًا.
“هل تشعرين بالألم…؟”
[تفعلت قدرة < التـحكـم بالـعقـل >.]
“لا.”
لا أشعر بأي ألم، فقط أشعر ببعض الصداع.
مع تفعيل خاصية < التـحكـم بالـعقـل >، تلاشت مشاعر التوتر والقلق.
مثل شارلوت الحقيقية في اللعبة، أصبحت باردة تمامًا وخالية من أي مشاعر.
دون تردد، ضغطتُ على “نعم”.
في تلك اللحظة، ظهرت نافذة جديدة من النظام:
[شارلوت تتلقى بركة القصر.]
ما هذا؟
[بفضل بركة القصر، زادت احتمالية نجاح مهارة الإغواء مؤقتًا إلى 90%.]
… ماذا يحدث؟
هذا شيء لم أره من قبل.
بالطبع، لم أكن لأرى هذا المشهد من قبل لأنني كنت ألعب اللعبة من منظور ديتريش.
طاقة حمراء مشؤومة بدأت تحيط بجسدي.
شعر ديتريش بشيء مريب واقترب مني بحذر.
“لا تقترب!”
صرختُ دون وعي.
توقف ديتريش فجأة وكأنه تلقى صدمة.
وعندما رأيته يتراجع إلى الخلف، وكأن دلو ماء بارد قد أُفرغ فوق رأسي، عدتُ إلى رشدي.
لماذا أبعدته عني؟.
من مصلحتي أن أنجح في المهمة كي لا أتعرض لعقوبة.
لحسن الحظ ، لم يستمر تردده طويلًا. سرعان ما اقترب بوجه متجهم.
وفي تلك اللحظة، تحولت الطاقة الحمراء إلى رائحة عطرية مدهشة تغلغلت في الهواء وتسببت باضطرابه.
رفع ديتريش يده فورًا ليغطي أنفه وفمه، محاولًا مقاومة تأثير العطر.
“ما هذا بحق السماء؟”
تحدث بصوت مضطرب وعيناه البنفسجيتان تلمعان بارتباك واضح.
“ماذا تفعلين؟”
بدا أنه أدرك أنني السبب وراء ما يحدث، فعبست ملامحه بغضب.
ظهرت نافذة جديدة أمامي.
[لقد نجحتِ في تفعيل مهارة الإغواء.]
[بنجاح المهمة، أصبحتِ أقرب خطوة نحو اكتساب كامل الصلاحيات.]
ما إن ظهرت تلك الرسالة حتى شعرت بأن قوتي تخور.
هل انتهى الأمر؟
لكن النظام لم يكتفِ بذلك. فقد ظهرت نافذة جديدة على الفور:
[مهمة شارلوت]
اتّبعي تعليمات النظام بدءًا من الآن.
عند النجاح، سيتم تفعيل “نسبة التماهي”.
هل تقبلين المهمة؟
※ في حال الرفض سيتم فرض عقوبة.
[نعم/لا]
ماذا يريدون مني الآن؟.
ما هي “نسبة التماهي” هذه؟
كان من الأفضل لو سيطروا على جسدي مباشرة بدلًا من هذه الأساليب الملتوية.
[تفعلت قدرة < التـحكـم بالـعقـل >.]
عاد عقلي إلى حالة من البرود الشديد.
شعرت وكأن صوتًا يهمس في أذني:
<افعلي ما يلزم لتحقيق مصلحتك فقط، شارلوت. لا تُظهري أي تعاطف لا حاجة له.>
بلا تردد، ضغطتُ على “نعم”.
في تلك اللحظة، ظهرت تعليمات جديدة من النظام:
[ديتريش.]
كما لو كان النص يوجهني، ظهر في ذهني كلام السيف.
“ديتريش.”
كما طلب مني، ناديت باسمه.
كان ديتريش، الذي كان يقاوم التأثير من خلال إخفاء فمه، ينظر إليّ.
[تعال هنا.]
“تعال هنا.”
تجهم وجهه.
لكن، بغض النظر عن ذلك، ابتسمت ابتسامة خفيفة على شفتاي، وكأنني حفرت قلبه بسيفٍ خفي.
[جيد.]
[تعال.]
“جيد.”
“….”
“تعال.”
بدأت الطاقة الحمراء تدور حول ديتريش، وكانت عيناه الحمراء المملوءة بالإصرار والهدف تبدأ في فقدان تركيزها.
“لا…”
همس بهذا، لكن صوته فقد قوته.
بينما كنت أراقب بؤبؤ عينيه المتلاشية، دفعني النظام للمتابعة.
[أريدك.]
“أريدك.”
رفع ديتريش رأسه بنظرة ضبابية، وكان واضحًا أنه في حالة من الضياع.
[تعال هنا.]
لكن، كما لو أن المهمة لم تنتهِ بعد، استمر “إرشادات النظام” في الظهور.
“تعال هنا.”
مأسورًا بالطاقة الحمراء، اقترب ديتريش مني بلا مقاومة، كما لو أنه مسحور مثل الطفل الذي يتبع رجل الناي.
خطواته كانت ثابتة حتى وصل إلى أمامي، وأخذ ينظر إليّ بتلك النظرة المشتتة، وكأنني حجر كريم غريب.
توقف ديتريش أمامي، وظل ينظر إليّ للحظة، ثم خفض رأسه.
شعرت بلمسة رطبة على شفتي، ثم انفصلت بسرعة. لقد قبّلني.
“أ…؟”
نظرت إليه بذهول.
شعرت بالدهشة للحظة، لكنني استعنت < بالتـحكـم بالـعقـل > لتهدئة مشاعري سريعًا. هل هذا تأثير التأثير الجذابي؟.
-<كي… كي…>
في تلك اللحظة، سمعت أنين من زعيم الطابق الأول.
كانت دمى صغيرين، كالـ”دببة”، ينقلون دلاء من الماء ويصبونها لإطفاء النيران التي اشتعلت في جسده.
يا إلهي، لا وقت لدي.
بدأت في التفكير. هل يجب أن أرفض المهمة الآن وأساعد ديتريش، أم أطيع النظام؟
[ديتريش، ساعد تلك الدمية المسكينة.]
“…”
لكنني ترددت في قول ما يريده النظام، وعندها ظهر النص التالي.
[بدلاً من الدمية، يجب أن تدخل أنت إلى الموقد.]
[عندها، ستنجو الدمية.]
مجنون!. كيف يمكنني قول ذلك؟.
شعرت بالارتباك، لكنني حاولت ألا أظهر أي توتر.
إذا تأثرت بشكل كبير، سيظهر < التـحكـم بالـعقـل > وأتحول إلى شخص أناني، وسأقول هذه الكلمات بلا تردد.
لكن النظام لم يتركني وشأني، وكأنّه قرأ أفكاري، استمر في الظهور.
[ستواجهين العقوبة إذا لم تلتزمي بالكلام خلال 5 ثوانٍ.]
ظهرت النافذة بسرعة، وبدأ العد التنازلي.
5… 4…
اللع-نة.
“ديتريش.”
ناديت عليه، فمؤقت العد التنازلي توقف مؤقتًا.
نظر إليّ ديتريش، وكأنّه ينتظر كلماتي. كانت عيناه مليئة بالذهول، وكأنّني أستطيع قول أي شيء وسيوافق عليه.
ترددت لحظة، لكن الرقم 4 بدأ يختفي تدريجيًا.
“إذاً…”
“…”
“ساعد تلك الدمية المسكينة…”
نظرت إلى الدمية المعذبة في معاناتها. كانت في حالة يأس، لكن ألم أكن أريد قتل ديتريش سابقًا؟.
“الدمية المسكينة…”
تنهدت.
عندما أنهي هذه الجملة، يجب أن أطلب من ديتريش أن يدخل الموقد.
لكن، لا أستطيع أن أفعل ذلك.
[العد التنازلي بدأ.]
[4 ثوانٍ… 3…]
إذا كانت هذه هي النهاية، سأقبل بالعقوبة.
قررت ذلك، لكنني كنت أعرف الألم الرهيب الذي ينتظرني، مما جعل يدي تتعرق.
[1…]
[عقوبة بسبب رفض المهمة.]
[سيتم مشاركة الإحساس مع زعيم الطابق الأول.]
‘ ماذا؟ ‘
شعرت وكأنّ جسمّي مغطى بشيء لزج، وبدأت رائحة حموضة قوية تملأ أنفي.
“رائحة الزيت…”
لا أصدق.
في تلك اللحظة، شعرت بألم رهيب وكأنني تلقيت صخرة ضخمة على جسدي، وكأنّ عظامي تتحطم.
“آه!”
مؤلم! ، مؤلم! ، مؤلم!!
كانت الدموع تتجمع في عيني بسبب الألم الشديد.
لكن الألم لم يتوقف.
“هاه!”
كان ديتريش يصب الزيت على الدمية ويُسقط الثريا عليها، مما أضاف له نارًا.
كنت أشارك هذا الألم مع الدمية.
“هاه…”
لم أستطع تحمله أكثر، وانحنيت على ركبتيّ. وعندها، اقترب مني ديتريش، الذي كان مسحورًا.
هدئي من روعك، شارلوت.
هناك دائمًا حل…
[تفعيل قدرة < التـحكـم بالـعقـل >.]
[تفعيل قدرة < التـحكـم بالـعقـل >.]
[تفعيل قدرة < التـحكـم بالـعقـل >.]
[ تفعيل قدرة….]
هدوء؟ كيف يمكنني الهدوء مع هذا الألم؟
[عند إتمام المهمة، يمكنك الهروب من العقوبة المؤقتة.]
ظهرت نافذة جديدة كما لو كانت تحاول إغوائي، إذ يبدو أنه أصبحت أكثر أنانية الآن.
نعم، سأقول ذلك.
“ديتريش.”
“….نعم.”
عندما ناديت عليه، أجابني بصوت ضبابي، وكأنني سحرته مرة أخرى.
“ساعد تلك الدمية المسكينة.”
كان يجب عليّ فعل ذلك منذ البداية.
“…كيف يمكنني مساعدتها؟”
[تفعيل قدرة < التـحكـم بالـعقـل >.]
“بدلاً من الدمية…”
“…”
“يجب أن تدخل إلى الموقد.”
“…”
“هل يمكنك فعل ذلك؟”
أضفت كلمات لم يطلبها النظام.
“…أستطيع فعل ذلك.”
أجابني بصوت حازم، كما لو كان على استعداد للقيام بأي شيء.
عندما انتهى من كلامه، استدار بسرعة.
مشى بخطوات بطيئة نحو الموقد.
أنا أراقب ديتريش وهو يقترب، بينما كنت أحاول كبح الألم الذي يعتصرني.
عندما وصل إلى الموقد…
< أحبك! >
“ماذا؟”
< أحبك! أحبك! أحبك! أحبك! أحبك! >
“ما هذا الصوت؟”
< أحبك! أحبك! أحبك! أحبك! أحبك!>
<أحبك! أحبك! أحبك! أحبك! أحبك!>
<أحبك! أحبك! أحبك! أحبك! أحبك!>
ما هذا؟ إنه مخيف…
__________________________________________
• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐•
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
التعليقات لهذا الفصل " 20"